أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سلطان الرفاعي - وحيدا بالشرفة---ملتحفا بالسماء---محاطا بالشعب---بعيدا عن ؟؟؟؟؟؟؟؟














المزيد.....

وحيدا بالشرفة---ملتحفا بالسماء---محاطا بالشعب---بعيدا عن ؟؟؟؟؟؟؟؟


سلطان الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1136 - 2005 / 3 / 13 - 10:26
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


راودتني الرغبة في هذه الكتابة، يوم كنت أتابع مسيرة دمشق على التلفزيون، يوم شاهدت الرئيس يقف وحيدا على شرفة منزله محييا جماهير شعبه، يوم رأيته جامعا حوله، الأطفال والشباب والصبايا، جيل الشباب، وكأنه يقول هؤلاء هم من سيعودون بسوريا إلى مجدها الغابر, هؤلاء هم عماد الأمة، هؤلاء هم صخور الأرض التي سأبني عليها سوريا الحديثة. وانتظرت اليوم التالي، فقد كنت أعتقد أن الكثيرين، قد لاحظوا ملاحظتي تلك وسيكتبون عليها، ولم أجد أي إشارة إليها، فكتبتها، لأنها بقيت في قلبي غصة ألم وحزن، وذكرى لمشروع تم وأده في مهده.

مبدأ الحياة كناية عن هدف ينتقيه الإنسان ليصيح الاساس والموجه لقراراته.ولكل منا مبدأ يتميز في أهميته عن المبادئ الأخرى، فيصبح هو الموجه لها. قد يكون من الصعب أن ننتشله من أعماق اللاوعي عندنا، لنتفحص كيانه، ولكن ليس هناك من شك في وجوده. وكما أن في أعماق كل منا حاجات وتطلعات وقيما تشغلنا، فان هناك أيضا، في تعرجات حياتنا اليومية، هما يبرز وكأنه الأهم. ومبدأ الحياة هذا يطول كلا من قراراتنا.

الرئيس بشار قال بالإصلاح، وأصبح هاجسه، ومبدأ لكل حياته، ولكن لكل مبدأ وطريقة حياة، أعداء وأصدقاء. الأعداء يدفعونك بعيدا عن هدفك وبعيدا عما خططه من أجل مستقبلك ومستقبل وطنك، ودافعهم مصالح تتوقف في حال تم تحقيق الإصلاح، وسيادة القانون. القانون المطاط، ما يرغبون وما يحبون وما يقاتلون من أجله. الفوضى والمحسوبية والرشوة والفساد والسرقة والنهب وقمع الشعب وسرقة أمواله والحط من كرامة الأمة، وجعلها في مؤخرة الدول الحضارية، وفي مقدمة الدول المتخلفة. كلها شعارات يرفعونها في داخلهم، ويعملون على تطبيقها في السر والعلن .

الأصدقاء هم هذا الشعب المسكين، الذي يرتع تحت خط الفقر والحرمان، المحروم من نعمة الحضارة والراحة والحرية والكرامة. هذا الشعب الذي يلبي النداء ساعة الخطر، مقدما أرواح أبنائه لوطن نسيه أو تناساه. الأصدقاء هم هؤلاء المعارضة الوطنية ، الذين يفضحون الأخطاء والفساد المستشري، ويحملون في قلوبهم الحب الكبير لرئيسهم ووطنهم سوريا، سوريا تلك الكلمة المقدسة المباركة، والتي أصبحت رمزا للتخلف والإرهاب والفساد.

قال المحقق بالحرف الواحد: يعني ليش بشار الايوجد غيره في الوطن؟؟
جرى هذا الحديث بيني وبين المحقق أثناء فترة اعتقالي في فرع الأمن السياسي.
-قلت: نعم نحن لا نرى غير الرئيس بشار، ولكن اذا كان لديك أسماء أناس شرفاء غيره أعلمنا بها. عندما دعونا الناس إلى التجمع، وفي اجتماعنا الأول في اللاذقية، قال الجميع =بما فيهم المخبرين بيننا= نحن مع خط الرئيس بشار الإصلاحي. وأتذكر الآن الدكتور الجامعي الذي كان يكرر وبشكل واضح وصريح: نعم نحن مع خط بشار الإصلاحي، ذلك الدكتور الذي لم يتعاطى السياسة في حياته ولكن جذبه جمال وصدق المبدأ. ويبدو أن الأعداء كان لهم رأي آخر، فتم حل التجمع، واعتقل من أعتقل، وجرى تفييش للمعتقلين، المجرمين، الذين آمنوا أن الطريق الإصلاحي للرئيس الشاب، سينقذ الوطن.

إن مسيرة إصلاح هذا الوطن رهن بطريقة تعاملنا مع المصاعب والتحديات والاعتقالات والقمع. الإنسان غير الناضج لا يرى إلا المصاعب: أنها تصدم بصره وتعميه فيتعذر عليه تخطيها. وأهم من ذلك فانه يحجم عن التبصر في موقفه منها. الاعتقال يمر ولكن يبقى موقفنا منه . موقفنا من الاعتقال=على رقته قياسا بغيرنا= محفور في نفوسنا وأجسادنا.أن يصوروك وعلى وجهك قطعة قماش، كأي مجرم، أن يصنعون لك فيش، مثل المجرمين القتلة، أن يحتجزوك بعيدا عن العالم وحيدا منفردا. كل هذا يتفاعل ليكون بداية عادة جديدة فينا. ومن خلال ذلك الاعتقال وردات الفعل الناضجة، نتمرس على الأساس الجديد الذي سيحدد مسيرنا القادم.

لا تكمن المشكلة في حادث فشل التجمع، بل في ردة الفعل عندنا على هذا الفشل. إن ردة فعلنا الحقيقية كانت محصنة بثقة عميقة، مبنية على قناعة راسخة بأن الوطن سينتصر، وأن سوريا ستقوم، وأن الظلام سينقشع، وأن الديمقراطية والحرية ستنير دروب الأجيال القادمة. ولا بد لمسيرتنا من أن تصطدم ببعض العقبات والمصاعب، وتتعرض لبعض الكبوات،. ولكن الفشل الوحيد الحقيقي يكمن في الانهزام. عندما تقوى المصاعب، وتزداد الاعتقالات، ومصادرة الرأي الحر، علينا أن نصبح أقوى، علينا أن نكون دائما أكبر من المشكلة. وفي النهاية سيفضي بنا تصميمنا الراسخ على إجراء التغيير، ومساندة الرسالة الإصلاحية للرئيس الشاب، وإلى نزع كل الأشواك من حديقة الوطن الغناء.
عاشت سوريا، عاش الوطن نظيفا جميلا.



#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور المرأة في المعركة---أكلت كبد حمزة---واضطجعت مع عمر------ ...
- أقل من القطة---ومساوية للكلب والحمار---وصاحبة فتنة---وعلامة ...
- حجاب فاطمة المرنيسي---غيظ واحتقان ----انفجار ووحي!!!!!!!
- المرأة عند فيلسوف الليبرالية
- المحرومون من الحقوق المدنية---والممنوعون من العمل---لما لا ي ...
- غدا يعود الجيش الى وطنه---حقبة جديدة !!!!!!!
- والأساليب القسرية التي تمارسها الأنظمة في تلك المنطقة لخنق ح ...
- الدرس الثاني----من لبنان بعد العراق---الفجر لاح يا ابو صلاح- ...
- الشعب الغائب---سبب المصائب--حمار بوريدان----دخول وخروج الجيش ...
- دمشق-----المدينة القبيحة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!1
- استاذة عارية امام أحد تلاميذها---ولطالما تمنيت لو انهم يقطعو ...
- احترقت من الألم وأطلقتُ كل صراخ الكون في صرخة التألم ------- ...
- لبنان--------كش ملك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- استاذة عارية امام احد تلاميذها---انها دماء الطفل------------ ...
- استاذة عارية امام احد تلاميذها----حلقة خاصة بالنساء يا عربان ...
- استاذة عارية امام احد تلاميذها---الشهامة العربية الاصيلة وسج ...
- 7استاذة عارية امام احد تلاميذها------مآسي العائلات الكردية ف ...
- استاذة عارية امام احد تلاميذها---- هل صحيح ان اللسان يمتد طو ...
- استاذة عارية امام احد تلاميذها----شعرت ان شفتي المربوطة بالك ...
- استاذة عارية امام احد طلابها----راجعنا كل شيء عنك فوجدنا انك ...


المزيد.....




- أضرار البنية التحتية وأزمة الغذاء.. أرقام صادمة من غزة
- بلينكن يكشف نسبة صادمة حول معاناة سكان غزة من انعدام الأمن ا ...
- الخارجية الفلسطينية: إسرائيل بدأت تدمير رفح ولم تنتظر إذنا م ...
- تقرير: الجيش الإسرائيلي يشكل فريقا خاصا لتحديد مواقع الأنفاق ...
- باشينيان يحذر من حرب قد تبدأ في غضون أسبوع
- ماسك يسخر من بوينغ!
- تعليقات من مصر على فوز بوتين
- 5 أشخاص و5 مفاتيح .. أين اختفى كنز أفغانستان الأسطوري؟
- أمام حشد في أوروبا.. سيدة أوكرانية تفسر لماذا كان بوتين على ...
- صناع مسلسل مصري يعتذرون بعد اتهامهم بالسخرية من آلام الفلسطي ...


المزيد.....

- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد
- تشظي الهوية السورية بين ثالوث الاستبداد والفساد والعنف الهمج ... / محمد شيخ أحمد
- في المنفى، وفي الوطن والعالم، والكتابة / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سلطان الرفاعي - وحيدا بالشرفة---ملتحفا بالسماء---محاطا بالشعب---بعيدا عن ؟؟؟؟؟؟؟؟