أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - سلطان الرفاعي - استاذة عارية امام احد تلاميذها---انها دماء الطفل------------المستحيل أن يكون طالب قانون وحقوق جلادا محترفا 10














المزيد.....

استاذة عارية امام احد تلاميذها---انها دماء الطفل------------المستحيل أن يكون طالب قانون وحقوق جلادا محترفا 10


سلطان الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1111 - 2005 / 2 / 16 - 10:35
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


كنا في سيارة مغلقة، 6 نساء ، تعرضنا في الفترة السابقة الى تعذيب ومهانة .وصلت السيارة متأخرة عن موعدها ، لهذا تم اقتياد السجينات الى تسفيرات بغداد وأودعن في قاعة كبيرة وباردة حتى الصباح. كان البرد الاسوأ في كل تجربة السجن . طيلة الليل كان الهواء البارد يمزق اجساد خمس سجينلت مدميات. لا تشغل بال الواحدة منهن سوى أمنية واحدة:
-لحظة دفء --وأن يكون الحكم بالسجن المؤبد لا الاعدام.
سارت السيارة في اماكن عديدة : القناة، الشيخ عمر، ثم توقفت في مديرية أمن بغداد في الكرادة ، تم استلامي ووضعت في غرفة التعذيب حتى الصباح. في هذه الغرفة بالذات ، سيبدأ تعذيبي على يد طالبي الجامعي. في الجامعة كنت اشعر بأنني محاطة ومحمية بطلابي وطالباتي.نعم----لم تكن الجامعة ارضا محرمة على الأمن والمخابرات. لكن--رغم ذلك كنت، وانا ألقي محاضراتي وتلتقي عيوني بعيون طلبتي ، كنت اشعر بالامان --------------

فتح الباب بقوة وأطل منه وجه الطالب .
لم اعرف ان كان علي أن افرح أو ازداد حزنا وخوفا ، للحظات بدا لي الوجه مألوفا ، وعندما أغلق الباب بقوة حاولت ان اتذكر بأسرع ما يمكن--
مرت الصور والافكار سريعة في خاطري وأنا اتساءل:
-أهو ضحية هنا أم جلادا---لقد تذكرت--انه أحد طلبتي ، لقد كان خاملا ومن المستحيل أن يكون جلادا--من المستحيل أن يكون طالب قانون وحقوق جلادا محترفا !
لم يطل الوقت بي ،حتى كنت مرمية ىعند اقدام تلميذي ، كان يتحدث ويضرب مثلهم . في الكلية كان صامتا --ولم يكن يتحدث قبل ان يرفع يده مستأذنا-----مثله مثل أي طالب . لكنه في مديرية أمن بغداد كان يشتم ويضرب ويهين أستاذته دون استئذان.
اردت مرة ان اذكره بما درسته له--لكنه قاطعني بشتيمة بذيئة وانطلق كالمسعور:
-حقراء! هناك تسممون أفكار الطلبة وهنا تتوسلون.
لم ينظر لعيني لفترة طويلة طيلة جلسات التعذيب التي كان شريكا بها ، كان يتحرك كالمسعور ويشتم ويضرب كالمسعور. حتى ذاكرته كانت مسعورة:
-ما بها حقوق الانسان الآن ؟ هل كنت تعتقدين ان تلميحاتك كانت خافية علينا ؟
لا اريد أن اتذكر ان هذا ما حصل لي،--اساسا لا أريد لأحد أن يعرف بطالب قام بتعذيب أستاذته --ستسود الدنيا في عيون كثيرين.

ذات يوم--لم اعد احتمل كل ذلك الألم .كنت بين اقدامهم في مديرية أمن بغداد .سقطت على الارض من وقع الضربات. رفعني تلميذي الكلب، ثم سقطت وعندما رفعني مرة ثانية صرخت:
-سفلة، قتلة، أليس لكم أخوات ---ألم تلدكم أمهات؟ ما الذي فعلته لكم ؟ أسقطوني على الارض كما لو مستهم صاعقة، وما هي الا لحظات حتى هجموا علي بشراسة أكبر--لقد فقد الضرب هدفه وصار مطلوبا لذاته . اشترك المحقق معهم بالضرب ، وهو في العادة يطكتفي بالقليل منه ،وبتوجيه الشتائم ، وعندما شعر الجميع يالتعب، نظر المحقق الى كتلة اللحم الدامية التي بين اقدامهم قال وهو يلهث:
-لتمت هذه العاهرة ، ضعوا لها الكهرباء .
وكأنهم جميعا وجدوا الحل ، فهجموا علي وحملوني الى الكرسي ، كتلة لحم دامية وغائبة عن الوعي---
لم اعرف ما حصل بالضبط فجأة استيقظت على هزة صاعقة ---فأيقنت انني في الكهرباء ، كانت الاسلاك على يدي وعلى شفتي ، ورأيت المحقق يحرك جهاز التعذيب الكهربائي بيده، وكانت وجوه الجلادين تنطق بالشتائم البذيئة .
عندما فتحت عيني وجدت الطالب الذي عذبني يضحك وهو يقدم الماء والتمر---قال لي بشماتة وانتصار وهو يشير الى جراحي وملابسي الممزقة:
-الم اقل لك أن الأعتراف أحسن ؟ انظري الى حالك--ما الذي فعلته بنفسك؟ --نظر الى جرح في عنقي أحدثه نتيجة ضربة سددها هو بيده ذات الخاتم الثقيل ، فصرخ متظاهرا بالأسف والشفقة:
-هل هذا معقول؟ هل انت مجنونة حتى تفعلي بنفسك كل هذا ؟
تحرك باتجاه الباب ، وقبل أن يفتحه قال:
-ما زال الوقت مبكرا على موتك . كلي--ولو مت فأنت الرابحة.
بعد قليل فتح الباب بقوة--دخل اثنان ومعهما صبي في الثالثة عشر من العمر . ألقيا به على الأرض بقوة ثم تقدما نحوي وجراني الى غرفة مجاورة واقفلوها علي، وبعد اقل من دقيقة جاءتني الأصوات المرعبة:
--اعترف يا كلب.
ثم ارتفع بكاء الطفل وسمعت الضربات وتحول البكاء الى صراخ وتحول الصراخ الى مجرد صوت لم اتبين ان كان بشريا ام حيوانيا ، لكن صوت الضربات المكتومة كان يصل الي عبر الحائط فامتلئ رعبا---وأتمنى لو أفتدي هذا الطفل من الضرب والرعب.
انفتح الباب بقوة وجاء الجلادان وهما يلهثان ثم جراني الى الغرفة التي اخرجاني منها. سقط قلبي بين ضلوعي عندما شاهدت آثار الدماء على الحائط. انها دماء الطفل. لقد تقاذفاه بالضرب القاسي ولا ادري ان كان قد مات ام اغمي عليه؟
ورغم كل الألم الذي عانيته في تلك الليلة من التعذيب ، الذي استمر اكثر من ساعتين لم استطع النوم، فصورة الدم التي على الحائط كانت ترسم امامي مشهدا مرعبا فتتردد اصوات الذعر والهلع التي سمعتها قبل قليل من طفل كانت تتقاذفه أيدي الوحوش.
للحديث بقاياا



#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استاذة عارية امام احد تلاميذها----حلقة خاصة بالنساء يا عربان ...
- استاذة عارية امام احد تلاميذها---الشهامة العربية الاصيلة وسج ...
- 7استاذة عارية امام احد تلاميذها------مآسي العائلات الكردية ف ...
- استاذة عارية امام احد تلاميذها---- هل صحيح ان اللسان يمتد طو ...
- استاذة عارية امام احد تلاميذها----شعرت ان شفتي المربوطة بالك ...
- استاذة عارية امام احد طلابها----راجعنا كل شيء عنك فوجدنا انك ...
- استاذة عارية امام احد طلابها----نحروا اختي--وبصقة في وجه كل ...
- استاذة عارية امام احد طلابها--اهداء الى نساء لجان الدفاع عن ...
- جامعني ثمانية خلفاء---افتضني الامين---وقبل قدمي المأمون---وا ...
- استاذة عارية امام احد طلابها--اهداء الى نساء لجان الدفاع عن ...
- قصيدتان---وناجي---وقتيل---و؟؟؟؟؟؟؟
- جامعني ثمانية خلفاء--افتضني الامين--قبل قدمي المأمون--اشتهيت ...
- شركات صناعة الارهاب-----فرع المدارس--1
- : انهم لا يسرقون النفط---بل يأخذون الجزية---العهدة البوشية
- الجهاد--رؤية دموية---وجنسية
- عاشقا وطن--سلطان ولينا--2
- ----1عاشقا وطن--سلطان ولينا
- تسسسسسسسسسسسسونامي--------تعري الامة
- التيارات العلمية المتطرفة ترفض ايضا وجود الله واية قدرة روحي ...
- الالحاد الحديث-----الله عدو الانسان والحرية------2


المزيد.....




- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - سلطان الرفاعي - استاذة عارية امام احد تلاميذها---انها دماء الطفل------------المستحيل أن يكون طالب قانون وحقوق جلادا محترفا 10