أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد حمدي سبح - الديكتاتور محمد مرسي














المزيد.....

الديكتاتور محمد مرسي


أحمد حمدي سبح
كاتب ومستشار في العلاقات الدولية واستراتيجيات التنمية المجتمعية .

(Ahmad Hamdy Sabbah)


الحوار المتمدن-العدد: 3920 - 2012 / 11 / 23 - 09:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وكما كان متوقعآ فعلها الاخوان وحلفائهم السلفيون من اخلال اعلانهم الدستوري الجديد الصادر في الثاني والعشرين من نوفمبر للعام الثاني من الثورة ، ونصبوا مرسي ديكتاتورآ مطلقآ على مصر لا راد لقراراته وأفاعيله ويمنع مسائلته ، ومحصنين لمجلسهم الشورى وجمعيتهم التأسيسية من أي رقابة أو حل من القضاء ، وتدخلوا في أعمال القضاء مخترقين اياه وتجاوزوا كافة القوانين والأعراف وأقالوا النائب العام وعينوا آخر ممن يأمنون جانبه .

وفي هذا درس قاسي لكل من عاون الاخوان ووقف الى جانبهم للوصول الى الحكم مصدقآ أكاذيبهم عن الديموقراطية والحرية والمشاركة السياسية والمجتمعية ، واعتقد للحظة أن الاخوان من الممكن أن يحملوا (فيما عدا الزيت والسكر ) الخير لمصر .

وبالطبع قام الاخوان والسلفيون بحشد مليشياتهم أمام دار القضاء العالي ليمارسوا هوايتهم المعتادة في ارهاب القضاة والناس وذلك قبيل اعلان الاعلاد الديكتاتوري الجديد بساعات مما يعني أننا أمام رئيس يكري لصورته بأنه ليس رئيسآ لكل المصريين بل لجماعة منهم يعرفون بواطن الأمور قبل غيرهم من عموم الشعب .

اننا اليوم نقف أما احدى خيارين ، اما ثورة جديدة يقودها الثوار الأحرار فعلآ تقضي على اختطاف مصر وتضييعها وتؤسس لليبربالية حقيقية تحترم الشعب ولا تستجهله وتجهله وتلقيه في مستنقع الوهابية وتخلفها ، وتمكنه من أن يمتلك مقدراته وتحقق شعارات الصورة بشكل حقيقي في عيش كريم وحرية وعدالة اجتماعية نافذة .

وما يعنيه هذا الخيار من خسائر جديدة ستقدم عليها البلاد في الأرواح والممتلكات خاصة وأننا سنواجه تجار دين وقنواتهم الاعلامية التي تبث الكراهية وتحقير الآخرين المخالفين لهم و ميليشياتهم التي لا تعرف الا لغة الدم والقهر والارهاب معززين بفتاويهم التكفيرية الارهابية مستغلين جهل وسطحية وفقر الكثيرين .

ولكن تحمل هذه الخسائر الجديدة سيكون أهون من استمراء الوضع الحالي من السكون والمسالمة والاكتفاء بالمؤتمرات وبالتصريحات والشجب والاستنكار ، والتي لا تزيدنا الا بعدآ عن الشارع وقربآ من ضياع البلاد وهوان العباد ، ان استفراد مرسي وجماعته بالبلاد بهذا الشكل يعني أننا مقبلون على مرحلة نؤكد فيها مرة أخرى وكما قلنا سابقآ ستجعلنا نترحم على هامش الحريات الذي كان متاحآ أيام عبد الناصر فحسب بل وعصر المماليك نفسه .

انهم بذلك يؤسسون كما كان متوقعآ لفاشية دينية جديدة تضمن لهم البقاء في سدة الحكم والقضاء المبرم على المعارضين باسم الدين بروح الجهل والتخلف والفقر وعلى جثة الوطن في مذبح الحرية والأمل .

والخيار الآخر اما أن يضطلع قضاة المحكمة الدستورية العليا بدورهم المطلوب ويصدروا حكمآ دستوريآ شجاعآ باقالة مرسي وعزله وتقديمه للمحاكمة بتهمة خيانة الدستور والقسم وذلك نتيجة قراراته التي تهدم الدولة المصرية ومؤسساتها وتمؤسس لرحلة من الكراهية والعنف بين أبناء الشعب الواحد ودفع البلاد رميآ في أحضان الظلام والخراب .

وبهذا فان المحكمة الدستورية العليا ستكون قد حمت مصر كما حمتها سابقآ وتسببت في حل مجلس الشعب السابق والذي كان يسعى الى طلبنة الدولة المصرية ، وعليه فان المحكمة الدستورية مطالبة بانقاذ مصر من ثورة جديدة ستدخل مصر مرحلة من التأزم الشديد تجعل البلاد تسير على حافة الهاوية .

خاصة مع تردي الأوضاع الاقتصادية والضعف النسبي للأمن وفي ظل حقيقة أن 40% من الشعب المصري يسكنون العشوائيات والمناطق المحرومة والفقيرة جدآ وهؤلاء لن يتحملوا ثورة جديدة وهم يعانون أصلآ مما سيتسبب في انفجار ثورة جياع سيتطلب معالجة آثارها زمنآ طويلآ وان كان سيكون لها جانب ايجابي في أنها ستؤسس لمرحلة جديدة في تاريخ الأمة لتدفع هذه البلاد للاهتمام بالفقراء والمعوزين والطبقة الوسطى وتطبيق قرارات تحديد هوامش الربحية المناسبة للجميع من أثرياء وفقراء وضرائب تصاعدية ذات مستويات سليمة تحقق العدالة الاجتماعية المفقودة أي ما يمكن اعتباره( فوضى خلاقة ) .

وللخائفين من ثورة كهذه تتسبب فيها ثورة على الاخوان والسلفيين ، فانه من المؤكد أن استمرار الأوضاع على ما هي عليه من ارتفاع متوالي في الأسعار وارتفاع في مستويات البطالة وانحياز سافر للطبقات العليا والثرية وغيرها من سياسات الظلم الاجتماعي وتجاهل الفقراء (فيما عدا كميات السكر والزيت التي يوزعها الاخوان والسلفيون في الانتخابات ) وهو ما يمثل لب التوجه اليميني للاخوان والسلفيين الذين يستحقرون اليسار ومفاهيمه عن الانحياز للفقراء ، فان استمرار الأوضاع الحالية سيقودنا الى ثورة جياع كبيرة ستشهدها البلاد معززة بغضب مكبوت وهائل ضد هذه الزمرة .

وساعتها فان ثورة كهذه ستحتقر كافة النخب المتاجرة بالدين منها والتي تسببت في استمرار ودعم هذه الأوضاع الظالمة والليبرالية منها التي سكتت عن هذا الظلم المجحف والتي ستتهم ساعتها كما اتهمت نخب ما قبل ثورة يناير بالموالاة والاكتفاء بدور المعارضة الكرتونية والتنافس للحصول على الفتات المتساقط من موائد السلطة وهو الوضع الحقيقي الذي ستتجه اليه أغلب النخب في حال استمرا الأوضاع الحالية وطول أمدها .

وبالتالي فاننا نجد أنفسنا اما أمام خيار ثوري جامح تضطلع به قوى الثورة الليبرالية الحقيقية يقضي على فكر وسياسة طيور الظلام والمتاجرين بالدين ويزيحهم من سدة الحكم وما يحمله من خسائر ومخاطر تظل أقل من استمرار هؤلاء في بث سمومهم في البلاد وبين العباد ، واما أمام خيار دستوري بمخاطر أقل تضطلع به المحكمة الدستورية العليا بعزل الديكتاتور مرسي وبالتالي فيتح الباب من جديد لانتخابات رئاسية جديدة من المؤكد أنها ستحمل فعلآ الخير لمصر .

ان مصر اليوم تقف فعلآ على مفترق طرق كارثي اما أن يقودها الى مصر الوهابية واما استعادة مصر التي أردناها في ثورتنا العظيمة التي اختطفتها طيور الظلام لترميها بقرارات وأفاعيل من سجيل منذ الحادي عشر من فبراير 2011 وحتى الآن والى ما لانهاية طالما ظل في أيديهم الأمر .



#أحمد_حمدي_سبح (هاشتاغ)       Ahmad_Hamdy_Sabbah#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التيار الشعبي وانقاذ مصر
- خطبة الجمعة وموعظة الأحد
- بعد فوز مرسي
- فيما بعد انتخابات الرئاسة المصرية
- عن العقل في الاسلام
- الكراهية العدمية فيما بين الشيعة والسنة
- عن العبيد والجواري في الاسلام
- زلزال عمر سليمان
- الخطيئة الاستراتيجية الاخوانية
- بين الربيع العربي وشتائه
- لا للكراهية الدينية
- لماذا أبو الفتوح رئيسآ لمصر ؟!
- الصلاة
- الحج أشهر معلومات
- ماهية الليبرالية والعلمانية
- الى مرحلة انتقالية جديدة في مصر
- الخلوة والتعذير
- من قصص الظلام
- دلالات الفيتو الروسي و الصيني
- مصر ... لعبور المرحلة الانتقالية


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد حمدي سبح - الديكتاتور محمد مرسي