أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد حمدي سبح - دلالات الفيتو الروسي و الصيني














المزيد.....

دلالات الفيتو الروسي و الصيني


أحمد حمدي سبح
كاتب ومستشار في العلاقات الدولية واستراتيجيات التنمية المجتمعية .

(Ahmad Hamdy Sabbah)


الحوار المتمدن-العدد: 3511 - 2011 / 10 / 9 - 20:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان الفيتو الروسي والصيني ضد فرض عقوبات على سوريا انما هو رسالة الى المعسكر الغربي انه لن يسمح لهم الانفراد بهذا العالم ، وأن تجربة العراق وليبيا ومن قبلهم التجربة الافغانية لن تتكرر مرة اخرى وان الصين وروسيا يسعيان بقوة الى ممارسة دور واضح وجلي ومؤثر على الصعيد العالمي ، وهو ما يمثل انتقاصآ من الهيمنة الغربية وعلى رأسها الامريكية .

كما أنه رسالة الى دول الخليج الغنية التي يهيلها الربيع العربي بأن حلفائكم الغربيون ليسوا جديرين بثقتكم لذا فالاولى بكم ان تغيروا دفتكم نحو الشرق نحو موسكو وبكين ليكونا حصنا لكم في حال انتفاض شعوبكم عليكم ، أي أن الامر في النهاية ليس الا لعبة توازنات ومصالح استراتيجية في اطار مباراة صفرية خسارة طرف هي مكسب لطرف آخر .

مع الوضع في الاعتبار ان الربيع العربي تعد نسائمه غير مرغوب فيها في كل من موسكو وبكين بشكل كامل لما يعانيه النظامين الحاكمين في كلا البلدين من صعوبات وانتقادات تتعلق بمستويات وملفات الديموقراطية والحرية ومكافحة الفساد ، وان كان هذا الربيع من ناحية اخرى يحمل على المدى المتوسط والطويل مصالحآ استراتيجية حقيقية لكل من موسكو وبكين من خلال وصول أنظمة حكم جديدة في بلدان الربيع العربي محملة بمسؤوليات والتزامات شعبية بعدم الانبطاح أمام الهيمنة الغربية وخاصة الأمريكية والشروع بالدخول في عالم جديد من التوازنات والتحالفات والعلاقات الاستراتيجية بعيدآ عن نمط استقبال القبلة الأوروبية والأمريكية .

وان كان هذا من غير المتوقع حدوثه بشكل فوري على الأقل في الحالة الليبية نتيجة الدور الروسي والصيني السلبي بشكل واضح في مواجهة دور غربي لعب فيه النيتو دور المنقذ للثورة الليبية فمع أول أيام ضربات النتو الجوية كانت كتائب القذافي قد دخلت فعلآ الى بنغازي معقل الثورة الليبية وكادت أن تطفئ جذوتها ، لولا اصرار وعزيمة أحرار ليبيا والتدخل العسكري لحلف النيتو ، هذا اضافة الى الهرولة القوية من قبل ساركوزي وكاميرون نحو ليبيا بعد سقوط القذافي ليطالبا بنصيبهما من الغنائم وعقود النفط واعادة الاعمار ، ومن الجلي ان كل من فرنسا وبريطانيا سيكوا لهما نصيب الأسد من الكعكة الليبية .

وللأسف فالضحية في جميع الأحوال هي الشعوب المقهورة ولكنها بانتقاضتها واستمرار ثورتها ستسطيع تحديد مصيرها الديموقراطي المشرق بعيدى عن ظلام الديكتاتورية وفساد المفسدين المستبدين ، أما الخوف من الاسلاميين ليكون سندى وادعاءً بعدم وجوبية التحرك والقبول بالاستبداديين فهو امر مردود عليه ان الحكم الثيوقراطي لهو أشد وأطغى من حكم العسكر والطغاة ومن المؤكد ان الشعوب بعد تجربة أفغانستان وباكستان والسعودية والسودان ستحتاط بشدة ازاء هؤلاء الاسلاميين وتثور ضدهم ان هم وصلوا الى الحكم ، فهؤلاء في سوادهم الأعظم لا يملكون برنامجآ حقيقيآ الا قطع الايادي والأرجل وجز الاعناق والتباس البركة والرضا من الرياض .

كما أن المستبدين الطغاة هم الذين أوجدوا هؤلاء المتطرفين اما بفشلهم في ادارة بلادهم وتدهور اقتصادات بلادهم الى حد أن طفحت تلك الافكار المتطرفة المسمومة من خلال دعاتها ومريديهم من الفقراء والعاطلين والمغيبين والطامحين في ركوب الموجة والوصول الى منافع مادية وسياسية .

أو من خلال سعي هؤلاء الديكتاتوريون الى نشر الوهابية و الوهابيين وأفكارهم السوداوية من أجل أن يستخدموهم فزاعة ازاء شعوبهم وأمام الدول الخارجية فاما القبول بحكم المستبدين واما حكم التكفيريين ، وهذه بالطبع الوسيلة والسياسة التي لطالما لجات اليها واشنطن حين وقوعها في خلافات مع حلفائها بان تشهر لهم خطر الغزو السوفيتي والتمدد الشيوعي ابان فترة الحرب الباردة وبالطبع فان هذه الوسيلة لطالما اثبتت نجاحآ كبيرآ بل وأكسبت هؤلاء الحكام شعبية أساسها عدم الرغبة في التغيير ايثارآ للسلامة من حكم الوهابيين والطالبانيين وأمثالهم على اختلاف مسمياتهم فكلهم طريقهم واحد وغايتهم معلومة ودمارهم مشهود .

ولكن من ناحية أخرى فان روسيا استطاعت أن تقوم بعد ذلك بخطوة قوية وغاية في الذكاء حين قام الرئيس الروسي ديميتري ميدفيدف بتوجيه رسالة هي أقرب الى التحذير للقيادة السورية حين طالبها بالرحيل ان هي لم تستطع أن تقوم بالاصلاحات المطلوبة والتي سبق وأن تعهدت بتنفيذها وبالتالي فان روسيا بذلك تكون كمن يمسك الى حد ما العصا من المنتصف فهي من ناحية تحاول أن تحقق مكاسب استراتيجية على الأرض فيما يتعلق بمزيد من الاضعاف للهيمنة الغربية على مقدرات العالم وتوصيل رسالة ضمنية الى الانظمة الخليجية بضرورة احداث تغييرات في هيكل تحالفاتها الدولية لصالح موسكو ، ومن ناحية أخرى تحاول روسيا عبر التحذير الروسي للقيادة السورية بتنفيذ الاصلاحات والا الرحيل بأن تقترب عدة خطوات من معسكر الشعوب العربية المنتفضة وايجاد موطئ قدم لها يمكنها فيما بعد وبعد تبيان موقفها واثباته عالميآ بأنها هي التي تمتلك مع حليفتها الصين مفاتيح اللعب الجديدة في هذه المنطقة .

ومع استمرار عمليات القمع الوحشية ضد الشعب السوري الحر وارتفاع نغمة الاستنكارات الدولية ومع زيادة أعداد المنشقين عن الجيش السوري الدموي تستطيع موسكو ساعتها أن تتخذ قرارآ بالسماح بالتدخل العسكري شريطة أن تكون شريكة فيه أو تكون على رأس الفاتحين لدمشق أو الداعمين لرياح التغيير ، وهو ما يمكنها من تحقيق هدفها الاستراتيجي مع حليفتها الصين بارساء قواعد جديدة للعب على الساحة الدولية تغرب فيها شمس الهيمنة في الغرب وتعود لتشرق من الشرق .



#أحمد_حمدي_سبح (هاشتاغ)       Ahmad_Hamdy_Sabbah#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر ... لعبور المرحلة الانتقالية
- ستة أيام في خلق الأرض
- ما بعد اقتحام السفارة الاسرائيلية
- حكومات فاشلة
- التدخل العسكري في سوريا
- خطر الاسلاميون
- ثورات الحرية العربية وخريطة القوى الكبرى
- في الحجاب
- بين اسلام عصري وماضوي
- خفايا تاريخ السلفيون والاخوان
- التربية الأسرية بين القسوة والتدليل
- بين الاتهامات ضد ايران ومبادرات الحل
- دفاعآ عن الاسلام من اضطهاد الاسلامويون
- المجتمع والزواج
- انهم يهينون الثورة المصرية
- مصر وايران يد واحدة
- الديموقراطية عند السلفيين
- أيتها المطلقات لا تزرعن الشوك
- مع السلفيين ... ذلك ضياع جدآ
- الحدود في الشريعة الاسلامية


المزيد.....




- قبيل زيارته إلى المنطقة.. شركة ترامب تعلن عن مشروعين في دبي ...
- وزير الصحة الأمريكي يثير جدلًا بادّعاءات غير دقيقة حول لقاح ...
- المبادرة المصرية تشارك في مؤتمر المنتدى العربي للتنمية المست ...
- سوريا.. شركة فرنسية تستثمر في تطوير ميناء اللاذقية
- والتز يعدد فوائد اتفاقية المعادن المبرمة بين واشنطن وكييف
- إدارة ترامب تدعو لمراجعة برنامج الرعاية الصحية للمتحولين جنس ...
- مستعرضا قدراته الحديثة.. الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية ...
- فعاليات روسية في معرض تونس للكتاب
- فانس: واشنطن ستسعى إلى محادثات مباشرة بشأن أوكرانيا خلال الم ...
- البيت الأبيض: اتفاق المعادن مع أوكرانيا يعكس التزام الولايات ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد حمدي سبح - دلالات الفيتو الروسي و الصيني