أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - محسن صابط الجيلاوي - عن الشيوعية، اليسار، وهزيمة قائمة اتحاد الشعب















المزيد.....


عن الشيوعية، اليسار، وهزيمة قائمة اتحاد الشعب


محسن صابط الجيلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 1133 - 2005 / 3 / 10 - 10:15
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


في البداية بودي التأكيد على أن هزيمة اليسار وضعفه في الظروف الماثلة الآن في بلدنا ( العراق )، هو هزيمة للمعادلة السياسية التي تفترض أن يكون متواجدا وفاعلا فيها كل مكونات الطيف السياسي من يسار ويمين ووسط، وبدون هذه التجاذبات كما في كل العالم لا يمكن تخيل وجود عملية ديمقراطية واعية وفاعلة يسود فيها ذلك التنوع والتنافس على تقديم ماهو أفضل للناخب وبالتالي للوطن بأكمله، الذي يحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى جسد يساري قوي، فاليسار كما هو معروف في كل العالم هو أكثر المدافعين عن أوسع الشرائح الاجتماعية من فقراء وعمال ومهمشين، باختصار تلك الشرائح التي تقف في السلم المتدني طبقيا في مجتمع ما..لهذا وجود هكذا يسار يشكل ضرورة وطنية كبرى لكي يكون صوت هؤلاء الناس حاضرا وقويا في أي عملية سياسية- اقتصادية وفي أي جدل ديمقراطي..

لقد أتخذ اليسار العراقي تاريخيا أشكال متعددة من الأممي – الشيوعي – وبعض التيارات القومية ( الكردية والعربية ) وبهذا التوزع الفضفاض والواسع أدعى الكل بأنهم يقفون على اليسار، والسبب باعتقادي لجاذبية ذلك وجماهيرية أن تكون يساريا وبشكل خاص في العراق، رغم ان الغالب في كثير من الأحيان بعيد كليا عن الشعارات التي يُنادي بها، فالممارسة شكل والواقع شكل آخر، كما في فكر البعث، وفي فكر كوملة كورديا...إن هناك تعقيد في فهم الخارطة الحقيقة لليسار العراقي، فهناك قوى فاشية قدمت هذه الكلمة بشكل تراجيدي كما فعل البعث بكل إقتدار...ورغم كل هذه التعددية في اليسار العراقي، بقيت الكلمة في الذهن أقرب إلى الشيوعية، ومَثلًّ اليسار دوما بشكل متميز الحزب الشيوعي العراقي....

وفي السنوات الأخيرة من عمر المعارضة العراقية أطلق توصيف غير دقيق على الحزب الشيوعي وبعض القوى الأخرى، بما يسمى قوى( التيار الديمقراطي)، لكون أغلب فصائل هذا التيار بعيدة تماما عن الاقتراب من الديمقراطية فكرا ونهجا وسلوكا تنظيميا..فالديمقراطية تفترض ليس الشعارات وإنما العمل الحقيقي لتجسيدها، وللتأكيد على كون الحزب الشيوعي لحد هذه اللحظة حزبا غير ديمقراطيا نعدد الأسباب التالية:-
1- مشدود لفكر في كثير من آلياته يتعارض مع الديمقراطية ولم يتخلى بشكل واضح عن أفكار ( مثل دكتاتورية البرولتاريا، الدور القيادي للطبقة العاملة، بناء نظام شيوعي، إلغاء الملكية الخاصة، سحق الرأسمالية عبر الثورة...وعشرات من المفاهيم التي تتعارض جوهريا مع أي أفق ديمقراطي..) وإذا قال أحدهم بأنه تخلى عن هذه المفاهيم، السؤال ماهي هوية الحزب إذن؟ ، ولماذا شيوعي ؟؟
2- لا توجد تعددية فكرية داخل الحزب
3- لا وجود لفكر الأقلية أطلاقا
4- نظام داخلي بائس، لا يتيح للرأي الآخر في التعبير عن نفسه والنمو كأكثرية..
4- مهرجانات تنظيمية مفتعلة، لتجسيد فكر القيادة، عبر دعوة مجاميع مضمونة التصويت، ومعروف سلفا سقف المواضيع التي تطرحها..
5- تحويل الحزب إلى وظيفة من قبل البعض
6- تصفية أي فكر مغاير، وأي تجمعات تعبر عن فكر جديد
7- تعزيز المفاهيم التي هي أقرب إلى روح العشيرة على مفاهيم تذكي السياسة بنار الجديد، مما أفضى إلى تصفية كل فكر نقدي تجديدي وحل محله مجاميع من الهتافين( واالو?ية) الحاضرين لكل لطمية...
8- إعلام بائس، طريق الشعب وموقع الطريق مثال على سيادة فكر مفصل جيدا، أحادي التوجه والنظرة ومؤطر بالتوجهات الحزبية المنغلقة تماما ...
9- قيادات لا تخجل من الفشل وتقدم كل هزيمة على أنها إنجاز، متشبثة بالسلطة رغم فقرها كهدف أساسي..
10- لا بحث عن الوحدة، بل طرد أي مناوئ على أنه نصر عكس ما عمل عليه فهد وسلام عادل في مشروع وحدة الحزب، لأن الرجلين ذوي فكر ومشروع تنظيمي واسع عكس القيادات اللاحقة في فهم ذلك..!

فاليوم نتحالف مع البعثيين وحصاد ذلك طرد وتصفية من يقول عكس ذلك، ونصبح أداة لضرب أي تحرك معاد للنظام كما فعل الحزب إزاء القضية الكردية وكل تحرك جماهيري لإيقاف زحف الفاشية على منجزات الشعب، وعندما تتغير الأحوال ونصبح معارضة مسلحة يصفى من يقول العكس لأنه جبهويا، اليوم ضد الاتحاد الوطني وغدا معه، ومنه مصدر تمويل مادي، لكي نكون كما كنا في كل التحالفات السياسية لا شكل ولا طعم لوجود الحزب، مضافا لذلك السعي الجاد لتصفية أي روح طموحة للتغيير نحو قوة يسارية مستجيبة للتغيرات التي تحدث في مجمل الفكر الإنساني، لقد توقف هذا الحزب عن النمو والفعالية ولأسباب تاريخية وفكرية وتنظيمية عن النمو والفعالية منذ عام 1958، منذ أن ربط نفسه بالعسكر، منذ أن غيب الخصوصيات الوطنية في قراءة الواقع، ومنذ أن خنقت بأنفاسه قيادة طاردة لكل داخل ديناميكي وأصبح الإقصاء هو هدفا مركزيا في تصفية الناس، لقد توافقت السلطات الدكتاتورية مع قيادته في تصفية كل جاد ومخلص في الانتماء للوطن والعمل من أجله وبهذا فُسح المجال تماما للقوى الراكدة والمشبوهة والخالية من أي فكر لتسود في كامل المفاصل الأساسية وبهذا تم تدريجيا تحطيم كيان سياسي كان فاعلا ومحط إشعاع فكري في الحياة السياسية العراقية، مضافا إلى ذلك عدم وجود جرأة في نقد الأخطاء المتراكمة بكل تلك الجدية والمسؤولية، لقد عاد الحزب إلى الناس من منفى طويل بنفس الثوب في تبرير الأخطاء والتنصل منها، بل تحويلها إلى انتصارات في معظم الأحيان... ...تلك هي باختصار العقلية التي سادت لعقود طويلة، ثم جاءت نكسة هذا الفكر في أكثر الأمكنة أنتاجا له، مما أعطى بعدا عالميا على هزيمته على صعيد الواقع والممارسة الحياتية، وتكشف للناس تلك المرارات التي تحملتها الشعوب مع الشعار العديم المضمون والقادر على أن يجد طريقا للتنفيذ في واقع نظام اقتصادي جديد وثورة هائلة في التكنلوجيا والمعلوماتية ومنظومة الاتصالات الحديثة...!
ومنذ عام 1985، أي منذ عام البرترسويكا السوفيتية، وما حدث لأحزاب شيوعية مماثلة، حيث انهارت جميع الأنظمة التلوتارية ( الشيوعية ) بفعل زحف الجماهير القوي، كانت أمام الحزب فرصة كبيرة لان يتغير نحو حزب يساري واسع التأثير والنفوذ، ففرصة تحرره من المركز السوفيتي وانهيار كامل منظومة الأفكار الأيدلوجية الجامدة كانت خلال أكثر من عقدين من هذا التاريخ مناسبة مهمة للتعاطي مع الواقع الجديد بما يتيح نمو الحزب ونزوعه نحو فكر يساري جديد ينتمي للعالم ويتصالح مع الواقع الوطني المتحرك، فكر جديد من الجذابية بحيث يلفظ ذلك الإرث من الأخطاء الكبيرة التي ارتكبت تحت مسمى الحزب الشيوعي، هكذا فعلت أحزاب شيوعية عملاقة وذات تجربة كنا نحن ندرسها في مدارسهم الحزبية كما في ( الحزب الشيوعي البلغاري، والجيكي، والهنغاري والألماني..وغيرها )، لقد كُتب الكثير عن أمكانية ذلك، وضرورة ذلك بالنسبة لمستقبل الحزب وحاجة الوطن في ظروف تاريخية جديدة ولكن هذه القيادة الأمية رفضت ذلك كليا لأنها بالأساس لا تقرأ ولا تريد لجديد من أول فرضياته ذلك المتغير الديمقراطي في عمق الجسد الحزبي، وهذا يعني تجريد هذه القيادة وتلك الكوادر المرتبطة بها ذلك المكان الثابت في مسك زمام الأمور وفي جعل نظام محاسبة وتغيير في الكادرات أمرا ممكنا وبهذا تنفرط عقدة القبضة الحديدية التي جعلت من ناس لا يهمهم أي رابط وشعور بماهو مفيد للوطن والناس بل الأهم رابط جعل المسؤولية مكان مناسب للأبهة وللمكاسب الشخصية...


أسباب فشل قائمة اتحاد الشعب

لقد كان فشل قائمة اتحاد الشعب طبيعيا في ظل الكثير من المعطيات التي ذكرناها سابقا، فهذا الفشل هو نتاج لعدم دراسة الأخطاء الكثيرة والمتلاحقة التي حدثت في الربع قرن الأخير من عمر الحزب، فقد بقيت جميعها دون دراسة معمقة وملامسة حقيقية ومحاسبات جادة، لهذا تكاثر مسلسل الأخطاء في التراكم وعاد الحزب بعد منفى طويل دون شيء جديد، فالناس تعبت الشعار، والتبرير الدائم، وكان هناك الكثير من الأسئلة المفتوحة أمام الشيوعيين، لعل أبرزها ماذا بعد انهيار الشيوعية ؟ وهل أنتم أفضل من المنتج الذي فشل ؟ولماذا الجبهة الوطنية ؟ ولماذا تركتمونا عراة وبدون غطاء أو انسحاب منظم أمام فاشية مرعبة؟وهل صحيح ما يقال عن حدوث مجزرة هي من أكبر المجازر في تاريخ الحزب اسمها بشتآشان، ماهي قصتها ومع من، ولماذا السكوت عنها...؟ولماذا اتهمتم انتفاضة خان النص بشتى التهم، واليوم نراكم تركضون خلف العمامة ؟ولماذا حاربتم الثورة الكردية ثم رفعتم السلاح معها ؟هل هي ردود فعل أم نتائج لقراءة الواقع السياسي بقدرة قيادة ذكية تتوقع المحتمل الحدوث دائما ؟لماذا أكثر أبنائنا الذي لحقوا الحزب في هذه المنافي الواسعة تاركين خلفهم عوائل عانت الكثير بسبب ذلك يعودون ومعهم قصص مرعبة عن التعامل الغير إنساني، وعن المهازل التي سادت الحزب كل هذه السنين العجاف، أغلبهم يعود وقد ترك الحزب ؟ ..تلك أبرز الأسئلة التي واجهتني من الناس عند زيارتي للوطن، وماذا عساي أن أجيب إذا كان لدي ضمير وحب لذلك الانتماء الذي تحملت عائلتي وأهلي وأقاربي الكثير من أجله، هل أقول لهم اذهبوا وأطلعوا على وثائق المؤتمر الفلاني والعلاني...؟تلك المؤتمرات الكارتونية الإنشائية التي لم تقدم ولو شخص واحد لحساب حقيقي، رغم ان هذه الأخطاء كلفت دما غزيرا وغاليا هو نزيف حاد من شرايين وأوردة أقاربنا وأهلنا وأصدقائنا وزملائنا ورفاقنا في هذه الرحلة المشبعة بالأمل لبناء عالم أفضل ووطن أجمل...ماذا أقول وهم لم يستطيعوا أن يقدموا نموذج لمجتمع يسوده الحب والعلاقات الحميمة والعدالة ولو بحدوده الدنيا في أرموش أو دجلة أو دراو*..لازلت أعيش رعب ذكريات أيام قاسية عنوانها الكثير من القهر والقمع الذي تلبس جسد الحزب، ولم يجد البعض من صولات وبطولات إلا على محاربة كل رفيق ولو على اختلاف بسيط معهم، وعندما اطلعت على العالم اليوم وجدت نفسي ساذجا بمستوى سقف النقد الذي دفعنا أثمان باهظة من إنسانيتنا وكرامتنا على أيدي وحوش شيوعية أمثال؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟...أعترف أنها أسماء قليلة في ذلك الجسد المناضل، لكنها أسماء كانت لها اليد المتنفذة، لقد جاء الزمن لنكتب تجربتنا عن هؤلاء الذين حطموا أحلامنا بالحرية وبقول الحق...! ولا يهمني ما قد يقوله البعض من الكتبة القادمين من مزابل الدكتاتورية والمدربين على المدح الرخيص، ما يهمني هو تجربة الناس الذين زاملوا الحزب في ظروفه الصعبة ودماء الرفاق الذين عشت معهم تجربة جديرة بالقراءة الصحيحة وبالنقد القاسي والتحليل العميق لكي نصل إلى نتائج هامة تخدم الوطن والإنسان العراقي معا.. وهذا الفشل المتوقع لن ولن يكون مدعاة لفرح أو تشفي من أي إنسان شريف على أحلام الناس الذين ارتبطوا بالحركة أبدا، بل هو تشفي على أولئك الذين كانوا يصورون الحزب كالقطار ( يردد ذلك كثيرا كريم أحمد* ) عند( طرد أو تصفية الخصوم أو انسحاب بعض الرفاق ) حيث يقول ينزل واحد يصعد عشرة ( ولكن من محاسن الديمقراطية أنها عرت هذا الُمدعي فقد تبين بالملموس إن القطار لم يتبقى فيه إلا عدة أنفار ( فقط العوائل والأصدقاء والناس الذين مروا بالحركة الأنصارية لو جرت معاملتهم بشكل جيد وبطيبة وبشفافية لكان لأصواتهم أن توصل أكثر من عشرة إلى البرلمان...) أما المهزلة الثانية هي استخدام الشهداء بشكل تجاري، حيث يخاطب أبنائهم وأحفادهم ليصوتوا لقائمة اتحاد الشعب دون السؤال، ماذا قدموا لعوائل الشهداء ؟ ولماذا البعض يتحول إلى لافته والآخر لا يعرف عن طبيعة استشهاده حتى أهله ؟مثال ذلك شهداء بشتآشان ..فكل يوم تكتشف قاعدة الحزب وجماهيره التي غُيبت بفعل الدكتاتورية ان الجوهر الأنبطاحي والعبث بدماء الناس هو عنوان مستمر في العقلية التي تقود الحزب، لهذا لم يعد مقنعا لعوائل الشهداء أن تُحمل الجريمة فقط للمنفذ، بل في بعض فصولها المرة يتحملها أولئك الذين يعتقدون بان دمهم ثمين ووجودهم مهم للوطن أما الآخر فإلى الجحيم..وعي الناس يقول طالما انك تناضل من أجل خير الإنسان الأجدر أن تسعى للحفاظ عليه بكل السبل الممكنة لا أن تساعد على تسهيل مهمة ذبحه...

أسباب ثانوية لخسارة قائمة اتحاد الشعب( الحزب الشيوعي )

1- دعاية سطحية لا تختلف في جوهرها عن مفاهيم القوى الأخرى، مما قدمه كحزب تابع للآخر القوي هنا أو هناك جغرافيا وطائفيا... ففي الجنوب قُدم الشيوعي على شكل رجل دين وفي كوردستان على شكل( جلالي)* قح..، طالما لا يوجد فرق لماذا لا أصوت للأساس إذن..؟؟
2- اعتمدت طريق الشعب وموقع الطريق وعدد من المقالات الداعمة للقائمة على ناس متواجدين في الخارج والذين عرفوا اللعبة جيدا، فبمدح الحزب( ب?م) مقالة إنشائية أصبح لهم حضور واضح في الوسائل الإعلامية للحزب وهؤلاء في أغلبهم ذوي ماضي مشبوه في خدمة الدكتاتورية ويعرفهم الناس في الداخل جيدا ولدي كثير من (المايلات) موجة إلى الموقع الذي أديرة عن الدهشة في ذلك...وهذه السطحية في فهم أن ذلك مكسب للحزب قد الحق نتائج عكسية تماما داخل الوطن...مقابل ذلك غُيب صوت أكثر من 500 مثقف عراقي كانوا نشطين في الحياة الثقافية والفكرية للحزب وفي أوج قوة الحزب والعاطفية الكبيرة في انتماء المثقف العراقي للحزب لم تصل مقالاتهم إلى السطحية والمديح الفج والرياء كما نشهده في كتابات هؤلاء، وكان الأجدر بحزب له باع طويل في التعامل مع الثقافة والمثقفين إلى الانتباه إلى ذلك لأن الضرر الأكبر سيكون ضد الحزب بالدرجة الأولى، ولكن هكذا عقلية كانت غائبة تماما في ذهن القائمين على وسائل إعلام الحزب، فمقالة من مثقف عاش كل الظروف الصعبة مع الحزب فيها ولو جنوح بسيط لا يتفق مع سياسته لن تجد لها مجالا للنشر في حين مقالة سطحية من هتاف عتيق لصدام حسين بدل ولاءه اليوم نجدها منشورة بمانشيت عريض فقط كونها مليئة بمديح مبتذل ويغيب منها التحليل الجاد الذي عرفه الناس في صحافة الحزب و الذي كان يضيف إلى معرفتهم زادا غنيا ويغنيهم بالرؤيا، تلك هي العقلية المخزية التي تبنتها وسائل إعلام الحزب للأسف الشديد.. ...
3- خلو القائمة وقيادة الحزب من شخصيات ذات كاريزما تنطبع في عقل وروح الناس، وكان التنافس من البعض على الوسائل الإعلامية وخصوصا الفضائيات لأغراض الفخفخة والذاتيات دون مراعاة الإمكانيات أعطى مردود عكسي فقد قدم البعض نفسهم بشكل كاريكاتوري مضحك ( طبعا هذا لا يعني بان هؤلاء ليست لديهم إمكانيات في مجالات أخرى ) ولكن ليس الإعلام المفتوح بكل تأكيد..مما جعل المقارنات مع الشخصيات التي قدمتها القوى الأخرى ليس في صالح الحزب إطلاقا...!
4- ضعف الروح العراقية والجرأة في تناول مشاكل الوطن، وقد ظهر الحزب على أنه موزع الولاء في تناول كل قضية، ولم يقدم نفسه كحزب عراقي يرعى مشاكل أمّة، فشكل التناول السياسي لإقليم كردستان وضع عبأ ثقيل على مصداقيته كونه حزب عراقي يتسع للجميع طالما المساواة والعدالة وضمان حقوق الجميع هي ما يناضل من أجلها الحزب كانشغالات تهم الجميع بغض النظر عن الدين أو الطائفة أو القومية..لقد ضاع تميز الحزب بطرح برنامج منسجم مع شكله التنظيمي في معالجة جديرة بتمعن الناخب...!
5- لم يقدم سواء على الصعيد الشخصي أو الجماعي فكرا جديدا، تحليلا عميقا، وثقافة متميزة تلفت الناس إلى التمعن والجدل للوصول إلى الحلول المناسبة يعتقد المواطن بجدوى النضال من أجلها...
6- الأسماء التي تضمنتها القائمة عليها ملاحظات كثيرة في الشارع العراقي مضافا إليها وجود ناس من عائلة واحدة أو مقربة من قيادات معروفة وضعت الكثير من التساؤلات والريبة عن جدوى ذلك في حزب كان ملئ بالطاقات النضالية المعروفة....!
7- وجود تشكيلات عديدة خارجة من رحم الحزب اشتركت في العملية الانتخابية أوجدت الناخب في حيرة مفادها لماذا وجدت أو دُفعت هذه الطاقات جميعها خارج الحزب؟
8- قدم نفسه كحزب سلطة ولم يقترب إلى التجمعات الجماهيرية للدفاع عن حقوقها ومصالحها، بل في بعض الأحيان قدم نفسه كمتفرج وصامت على الانتهاكات التي تعرضت لها قطاعات يدعي الحزب تمثيلها ومثال على ذلك ما تعرض له عمال معمل نسيج الكوت من مجزرة ارتكبتها قوى معروفة...
9- قدم الشعار والنوم على عسل التاريخ وكثرة الشهداء على أنها آليات لجماهيريته وتلك لعمري قد لفظها الزمن جملة وتفصيلا...!

**هل صحيح أن الواقع اليوم لا يتقبل فكر يساري جديد ؟ أعتقد أن ما حققه (عبد فيصل) كشيوعي سابق بطرح سياسي يساري جديد وبوجوه سياسية جديدة قد حقق ما فشل فيه الحزب تماما ؟ فهذا الشخص رغم الملاحظات التي يقولها البعض في حقه هنا وهناك لكنه كما أعتقد أهتم بالعلاقة مع الناس محققا نجاحا كبيرا في الوصول إلى البرلمان مما يعني أن الناس تقترب من الذي يقترب منها( لم نراه على الفضائيات أو بدعايات كاذبة على الانترنيت مثلا )..وأعتقد جازما أن الحزب الشيوعي العمالي رغم راديكاليته ولكن لو اشترك في الانتخابات لحصل على أكثر من الحزب الشيوعي بسبب تركيزه على حل مشاكل الناس على صعيد العمل والأمن والغذاء مما حقق له حضور جماهيري..!

للخروج من أزمة اليسار
الدعوة الملحة لعقد مؤتمر يدعى له جميع من لديهم حركية فكرية لتجديد اليسار على أسس حديثة، حزب يبحث عن طاقات خلاقة، دماء شابة، نظام داخلي ديمقراطي، حزب يقدم تحليلا نقديا جريئا لتجربة اليسار العراقي وبشكل خاص لتجربة الشيوعية في العراق، حزب يستفيد من تجربة الحركة الاشتراكية – الديمقراطية في أكثر مناطقها نجاحا وقبولا عالميا...على أن يحمل هذا المؤتمر أسم – المؤتمر الأول – لكي نخرج من مهازل الفعاليات التنظيمية السابقة وننطلق نحو أفق أرحب، وأعتقد أن مؤتمر كهذا بدون وجود فعال للحزب الشيوعي بشكله الحالي سيكون ناقصا وكذلك إقصاء أي طاقة سيكون له نفس المردود السلبي....يجب أن يكون مؤتمرا علنيا، تُدعى له أعداد كبيرة من أشخاص وقوى وحركات محسوبة على اليسار ممكن أن يثير جدلا حيويا للوصول إلى نتائج تحطم الثوابت التي تربينا عليها لازمان طويلة أوصلتنا إلى ماهو عليه اليوم...
لقد كتبت مقالة عام 2003 بعد سقوط النظام، وأجد أن توقعاتي في محلها، وجوهر المقالة هي حلول ماثلة كما أعتقد للخروج من المأزق الحالي...
رابط المقالة هو:-
http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=8865

المشكلة أن البعض لا زال يناور ويبرر كما كان دوما، وحتى هذه النتائج في الانتخابات قدمها البعض بشكل مثير للسخرية على أنها انتصار، والمشكلة الأكبر هي الاستهتار بآراء الناس ومحاولة تسطيحها وتقزيمها، وعدم الجدية في متابعة ما يكتب ولا أقصد هنا طريقة تعامل الحزب الشيوعي فقط بل سائر قوى وشخصيات اليسار العراقي...يجب أن تتوفر حسن نية في أن المسالة ليست شأن شخصي بل أن مصلحة الوطن تتطلب الإسراع في تشخيص أمراض اليسار للوصول إلى حلول عملية سريعة...يجب أن يكون الحوار مفتوحا وبلا شروط..ذلك ماهو مطروح آنيا أمام كل من تهمه مثل العدالة والمساواة والحرية.... !

* أرموش, دجلة, دراو مواقع معروفة لحركة الأنصار
* كريم أحمد، قيادي شيوعي( نفس المكان ) لأكثر من خمسين عاما
* جلالي – نسبة إلى المجرم جلال الطالباني بطل مجزرة بشتآشان وغيرها من مجازر ما يسمى اقتتال الإخوة



#محسن_صابط_الجيلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتخابات تبدو حرة...الغائب الأكبر فيها الوطنية العراقية
- رأي بصدد أكثرية خارج التاريخ وأقلية تنتمي للمستقبل 2
- رأي بصدد أكثرية خارج التاريخ وأقلية تنتمي للمستقبل
- لنصوت من أجل تغيير الخارطة السياسية التقليدية المتهرئة
- الكلمة والموقف: عن موائد الملوك عند زهير كاظم عبود وهادي الع ...
- أي انتخابات عراقية نحتاج...؟
- حوار متمدن: ليسار يكتب ولا يقرأ....!!!
- ( بقايا حطام ماثل )
- بشتاشان بين الآلام والصمت
- الإرهاب يطال الصديق والمناضل وضاح حسن عبد الأمير- سعدون
- لحظات خائبة
- دعوة لأرشيف عراقي
- رأي حول الديمقراطية … ومنظمات حقوق الإنسان في المهجر
- جائزة نوبل للآداب لعام 2004 إلى النمساوية الفريدا يلينيك
- حكايات من زمن الخراب
- أهلاً وسهلاً بكم في محافظة الكوت
- لا للحياد...نعم لتعبئة الجماهير
- الجنرال واللوحة
- بدل الورد
- رياضة


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - محسن صابط الجيلاوي - عن الشيوعية، اليسار، وهزيمة قائمة اتحاد الشعب