أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جمول - الاستحمار أعلى مراحل الإمبريالية














المزيد.....

الاستحمار أعلى مراحل الإمبريالية


محمد جمول

الحوار المتمدن-العدد: 3908 - 2012 / 11 / 11 - 17:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



إذا كانت الإمبريالية أعلى مراحل الاستعمار فإن الاستحمار هو المرحلة التي لم تخطر ببال أي من الفلاسفة والمفكرين في المراحل الماضية أنها ستكون أعلى مراحل الإمبريالية. وإذا كانت الإمبريالية تتضمن إنشاء القواعد وإرسال الجيوش لمواصلة نهب فائض ما لدى الشعوب من الثروات عبر اضطهادها وقمعها بالقوة فإن الاستحمار يعني جعل هذه الشعوب تعمل طوعيا على تقديم ما لديها من ثروات تكاد لا تسد رمقها للمستحمِر.
لا يستطيع أحد أن ينكر أن الرأسمالية على قدر كبير من الذكاء والقدرة على التكيف مع المستجدات بما يمكنها من إطالة عمرها وتحديث أدواتها. وهكذا كان طبيعيا أن تدرك أن ديمومة مرحلة الاستعمار غير ممكنة بشكلها القديم، كما أن كلفتها باتت أكثر مما يمكن تحمله، وخصوصا أنها وجدت البديل المضمون النتائج والرابح. فبعد أن بدأت الشعوب تحقق انتصارات واضحة عبر ابتكار أساليب خلاقة لمواجهة جيوش الاحتلال وتكبيدها خسائر تفوق ما تجنيه من أرباح، كان لا بد من البحث عن أساليب مبتكرة وخلاقة بالمقابل. وربما كان أحدث مثال على ابتكارات الشعوب ما جرى في حرب تموز 2006 في لبنان (وما سبقه في العراق وأفغانستان) حيث وجدت إسرائيل نفسها بعد تلك الحرب مضطرة للإسراع في بناء الجدران العازلة التي تحميها من ضحاياها. وهي التي كانت تقول قبل ذلك إن حدودها تمتد إلى كل نقطة يصلها أي جندي إسرائيلي. وبذلك بدت الصهيونية وكأنها تعلن انتهاء مرحلة التمدد الإسرائيلي والاختباء وراء الجدران بدل الاعتماد على القوة العسكرية الصرفة إلى أن تبدأ مرحلة الاستحمار بإعطاء مفاعيلها التي تعفيها من تحمل الكثير من الأعباء التي تعجز عن تحملها.
وبما أن إسرائيل تبقى المركز المتقدم للإمبريالية الغربية التي عانت من هزائم مماثلة في العراق وأفغانستان، كان لا بد من البحث عن بدائل مشتركة مع السيد الغربي أقل كلفة تضمن السيطرة على الشعوب المتخلفة ومقدراتها.
لقد بدأ الإعلان عن هذا التوجه قبل سنوات حين أبلغت أمريكا حلفاءها في المنطقة العربية بأن الغرب لم يعد مستعدا لإرسال جنوده للقتال في المنطقة، لكنه جاهز لتقديم التدريب والتسليح لهؤلاء الحلفاء كي يقاتلوا هم بأنفسهم. وجاءت الصياغة الفكرية لهذا التوجه تحت شعار "الفوضى الخلاقة". ومن دون الحاجة إلى توضيحاتهم يمكن القول إنها خلاقة بالنسبة لهم بقدر ماهي مدمرة لنا ولشعوبنا.
كيف قُدمت لنا الفوضى الخلاقة؟ وكيف حولونا إلى خناجر ومتفجرات تفتك بنا؟ كيف نقلونا من مرحلة قتال عدو مغتصب لحقوقنا إلى مقاتلة بعضنا بعض؟ الإجابة على هذه الأسئلة تبين لنا كيف استطاعوا الانتقال بنا من مرحلة الاستعمار إلى مرحلة الاستحمار. وجعلونا نتحمس لقتال بعضنا بعض بدل الوقوف في وجههم ووجه نهبهم لمقدرات شعوبنا.
ما يحدث، وما يخطَّط له في المنطقة يشير إلى أن انتشار الاستحمار يبشر القوى المعادية بالخير، وأن خططه تتقدم على طريق عملية التدمير الذاتي لهذه الشعوب. ومن الواضح أن هناك الكثير من القوى والأدوات المحلية التي توفر كل المبررات وتشكل الرديف الفكري المطلوب، وعلى رأس هؤلاء حشد كبير من الليبراليين الجدد و الفقهاء الذين يعتمدون المذهبية والفكر المتخلف لتأمين الأرضية المناسبة للتحريض الطائفي المذهبي الذي يقنع السني أن الشيعي أكثر خطورة من إسرائيل على الدين، وإقناع الشيعي أن السني أكثر خطرا عليه أيضا من إسرائيل وأمريكا. وحيث لا يكون هناك سنة وشيعة، نلاحظ أن أشكالا أخرى من الانقسام يمكن أن توفر الشروط والأسباب المطلوبة لنشر الاستحمار. وهكذا نلاحظ أنه في البلدان التي لا وجود لإنقسام شيعي سني، يجري التحريض على أساس الخلاف بين السلفيين والصوفيين وحتى الإخوان المسلمين كفصيل إسلام سياسي بدأ يتميز عن الآخرين مع وصوله إلى السلطة في أكثر من بلد عربي. وهكذا نلاحظ أن الصراع الدموي لم يقتصر على سوريا والعراق حيث التنوع المذهبي، وإنما امتد إلى ليبيا وربما مصر واليمن، وقبل ذلك استمر عشر سنوات في الجزائر وهو موجود في الصومال منذ فترة طويلة، مع أنه لا وجود لمثل هذا الانقسام المذهبي. ألا يعني ذلك أن التربة الخصبة متوافرة لزرع بذور الاستحمار في مختلف بلداننا بغض النظر عن شكل الانقسام السكاني، وأن كل ما يفعله الغرب وإسرائيل هو أن يقرر نوع السلاح الذي يقتلنا به. وهكذا استطاع ببساطة أن يقنع كثيرين في المنطقة أن إيران هي الخطر وليس إسرائيل أو الغرب الذي يدعمها لتدمير وطن وشعب وحضارة؟



#محمد_جمول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معارضة من أجل الوطن أم ضده؟
- المسافة بين عبد الرزاق عيد وعدنان العرعور
- معارضة ضائعة أم تدعي الضياع؟
- المثقف السوري يتحول إلى -بائع حكي-
- السوريون: سنة بلا رأس ومعارضة بلا رؤية
- عرب يهزمون أنفسهم إن لم يجدوا من يهزمهم
- مرة أخرى يفعلها أخوة يوسف
- من الصراع في سورية إلى الصراع على سوريا
- السلطة الفلسطينية وفرصة الضحك الأخيرة
- إلى ناجي العلي:حنظلة يدير وجهه إلينا
- هل نحن أمام تجديد لكامب ديفد؟
- هل هي بداية تآكل النظرية الصهيونية؟ما معنى أن يقول إسرائيلي- ...
- ويلتقي الهلالان ليصنعا البدر السني الشيعي
- ويسألون لماذا نكرههم
- الغرائزية الدينية في خطاب القنوات الفضائية
- وعرفت الصين كيف تكسب ود العرب
- ردا على منظري التزييف والاعتدال العاجز
- حرام يا أمريكا ضرب الميت حرام
- ماذا تنتظرون من ميتشل والشهور الأربعة؟
- لم يعد الطغاة طغاة بعد انضمام بوش إليهم


المزيد.....




- الدبلوماسية الأمريكية هالة هاريت توضح لـCNN دوافعها للاستقال ...
- الصحة السعودية تصدر بيانا بشأن آخر مستجدات واقعة التسمم في ا ...
- وثائقي مرتقب يدفع كيفين سبيسي للظهور ونفي -اعتداءات جنسية مز ...
- القوات الإسرائيلية تقتل فلسطينيا وتهدم منزلا في بلدة دير الغ ...
- الاتحاد الأوربي يدين -بشدة- اعتداء مستوطنين على قافلة أردنية ...
- -كلما طال الانتظار كبرت وصمة العار-.. الملكة رانيا تستذكر نص ...
- فوتشيتش يصف شي جين بينغ بالشريك الأفضل لصربيا
- لماذا تستعجل قيادة الجيش السوداني تحديد مرحلة ما بعد الحرب؟ ...
- شهيد في عملية مستمرة للاحتلال ضد مقاومين بطولكرم
- سحبت الميكروفون من يدها.. جامعة أميركية تفتح تحقيقا بعد مواج ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جمول - الاستحمار أعلى مراحل الإمبريالية