أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نوري جاسم المياحي - هلهولة لطحين الغصة التموينية















المزيد.....

هلهولة لطحين الغصة التموينية


نوري جاسم المياحي

الحوار المتمدن-العدد: 3905 - 2012 / 11 / 8 - 19:26
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


اكو مثل عراقي يكول ( الشبعان ما يدري بدرد الجوعان ) ...وأنتم تعرفون من كثرة الضيم والظلم والذل اللي شافوه العراقيين ...ما خلوا شي اذا ما ضربوه بمثل ...وبما اني عراقي عتيك ... لا تزعلون مني من تشوفوني اضرب امثال هواية ...الى درجة بين مثل ومثل أخلي مثل ...وبعض الاحيان يلومني بعض الاخوة والاصدقاء ..لاني اكتب جلفي مو بالعربي الفصيح ( أي باللهجة العامية ) ... ويكولون احنا ما نفهمهه .. ويا أخواني ...عذروني ...تره البيه من هم وحزن والم ...بس رب العالمين يعرف شكو بيه ...لان حكومة النهب الوطنية ...وساستنا البلشتية والسرسرية ما خلوا بروسنا عقل ...دوخونه ..دمرونه ...يومية طالعين علينه ببلتيقة جديدة ... تفيد الحكام والسياسيين ...وتنعل ام وابو المواطن المسكين ...واخرها تبديل مواد الحصة التمونية بفلوس ... وقامت الدنيا ولم تقعد ... وربكم كلهه تمثيلية وضحك على الفقراء لاغراض انتخابية حتى يرجعون مرة ثانية قبل ما يطردهم المواطن ويرجعهم لمزبلة العراق ...
واحنا الفقراء والمساكين ...( نريد اكل العنب مو كتل الناطور ) ومثل ما يكول المثل ...واني وغيري يا ناس مسالمين مو طلابة حكم ولا احزاب ...أحنا لانريد نصير وزراء و لانواب ولا تجار سياسة وينطبق علينه المثل اللي يكول ( أحنا ياهو اللي ياخذ امنا ...نسميه عمنا ) ...
اخواني ...بعد ان خففت من همومي بالعامية واللهجة البغدادية ...راح اطرح مصيبة طحين الحصة التموينية بالفصحى كي يفهمها المسعول ( من حملة الجنسيتين والذي نصبه المحتل الغاشم على رقابنا وتحكم بقوت يومنا ) ...
--- لقد فرضت الولايات المتحدة الامريكية واعوانها من خونة العرب الحصار على الشعب العراقي بذريعة محاصرة نظام صدام ...وفي الحقيقة اضروا بالشعب وليس برموز النظام ..وهذه الصفحة السوداء يذكرها العراقيون الذين عاشوا تلك الفترة المأساوية ...
--- وبعد ان مات مئات الالاف من العراقيين ولاسيما الاطفال منهم بسبب الجوع والمرض ...استيقظ ضمير الامم المتحدة فاصدر قرار بالسماح للعراق بتصدير نفطه مقابل شراء الغذاء والدواء ... وحددوا المبلغ ب (10 مليارات دولار سنويا ) ... وتحت اشراف ومراقبة وموافقة الامم المتحدة ...
--- وللامانة التاريخية ...كان النظام واعيا لاهداف الحصار مدركا لابعاده القذرة ...فعمل جاهدا لافشاله وتفريغه من مضمونه ... وبما ان النظام كان صارما ...والقانون سائدا ...والموظفين يتميزون بالكفاءة والنزاهة والاخلاص للعراق ...فقد تضافرت جهود الجميع لتوفير الغذاء (14 مادة ) والدواء من ارقى المناشيء الطبية ...وبلا ثمن .. بحيث اصبح المواطن لايحس باثار الحصار من معاناة وكما نعانيه اليوم في زمن الحرية والديمقراطية الامريكية ...
--- لقد وضع النظام انذاك اليات محكمة للاستيراد والفحص والنوعية والاسعار بحيث كانت العملية تجري بسلاسة ونظام ...ولكن طول فترة الحصار والضغوطات الداخلية والخارجية والنفوس الضعيفة ...وانهيار الحس الوطني والقومي ...والاخطاء التي ارتكبها قادة ورموز النظام ...ادت كلها الى تخلخل فواصل رئيسية من نظام البطاقة التموينية من حيث الكمية والنوعية ولعب الفساد الاداري دورا بارزا في ذلك
--- لقد كان انهيار النظام السابق ...واقامة المحتل نظام بديل يعتمد على المحاصصة والطائفية واحزاب الولاء لدول الجوار والاجنبي ..وبروز ظاهرة شرعنة العمالة ...وانهيار القيم الوطنية والقومية العربية ...وانتشار الفساد المالي والاداري والاخلاقي ... كلها عوامل تضافرت لتخفيض مواد الحصة الى اربع مواد بعد ان كانت اربعة عشر مادة ... ومن اردأ الانواع وافسدها ولاتصلح للاكل البشري ...وما فضائح وزراء التجارة المتعاقبين ...كالسوداني والصافي وغيرهم ...الا برهان ساطع وجلي على فساد هذه الملة التعبانة ..
--- اي متتبع لالية البطاقة التموينية ...يدرك ان الفساد يبدأ من اعلى هرم السلطة التنفيذية والتشريعية وربما حتى القضائية .. من الموظف ...والمستورد ...والكمارك ...والفحص ...والمخازن ... والناقل ...الى ان تصل الى الوكيل واه لو تعرفون ما فعل الوكلاء ...فالكثير منهم اصبحوا مليونيرية وبطرق بالتاكيد غير شرعية ...
--- ان فقرة طحين الحصة ...اصبحت علة العلل التي يعاني منها المواطن ولا احد يستطيع تغيير الحال ...وكلنا نذكر مأساة الطحين المخلوط ببرادة الحديد ...او الحنطة المعفرة بمادة الزئبق ( التي وزعت على الفلاحين لغرض الزراعة وبيعت في الاسواق وطحنت وخبزت واكلها الناس ليموتوا متسممين ...وهذا ينطبق على الشاي (نشارة الخشب المصبوغ ) والزيت الفاسد والاكسباير .. يستين مليار دينار باعوه في السوق المحلي
--- وكما معروف ... ان توزيع مادة الطحين وغيرها تمت بسبب ظرف طاريء وهو ظرف الحصار ... ومن المعلوم ليس كل عائلة عراقية تستطيع خبز الطحين ..ولاسباب عديدة لامجال لشرحها ..
--- اما بالنسبة للطحين المجهز ...فاما يباع او يخبز ...وبعض العوائل الصغيرة والمتمكنة ماليا تتركه للوكيل مجانا ..وبما ان مادة الطحين التي نستلمها اما عفنة او (مسلبحة ) واما سيالة لايمكن خبزها لانها تقع بالتنور ...فالعائلة تضطر لبيعها للوكيل او الدوارة كعلف للحيوانات وبسعر يتراوح بين( 5-10) الاف دينار للكيس (50 كغم ) ليشتري طحين مستورد جيد صالح للخبز والاكل وبسعر 30 الف دينار او اكثر او اقل ( لناكل خبزة مال اوادم )...
ومن هنا نستنتج ان ملايين الناس لاتستفيد من استلام الطحين كمادة ومن الافضل لها ان تستلم مبالغ نقدية ...وعندها تكون العائلة حرة في ان تشتري طحين من نوع جيد ...او تشتري خبز جاهز ...وبدون لف او دوران ...
--- قد يسأل سائل ...من سيتضرر من قيام الدولة بصرف مبالغ نقدية بدلا من مادة الطحين ...فالمتضررون اكثر مما تتصورون ... وهم ...
اولا ... موظفوا وزارة التجارة خصوصا منهم الفاسدين والمرتشين
ثانيا ... التماسيح والحيتان من المستوردين ووكلاء الشركات ...
ثالثا .... اصحاب المطاحن ...الذين يجمعون الطحين التالف ويعاد غربلته ويعاد تجهيزه للوكلاءعلى اساس طحين جديد
رابعا .... تجار الحنطة الفاسدون ...الذين يشترون الحنطة من المطاحن ...ويخزنونها في مخازنهم الى ان يحين موعد تسليم الحنطة الى السايلوات على اساس انهم فلاحون وهي حنطة محلية للموسم الزراعي ...وبالسعر المدعوم من الحكومة ...وتوجد كارتلات مدعومة حتى من مجلس النواب تطالب بزيادة اسعار المحاصيل الزراعية في كل موسم بحجة الدفاع عن الفلاح ...وفي الحقيقة المؤلمة هم يدافعون عن زيادة نسبة ارباحهم في هذه التجارة غير المشروعة ...
خامسا .... من المتضررين ايضا بعض الموظفين المرتشين والفاسدين في السايلوات الحكومية التي تستلم الحنطة والشعيرة .. حيث يستلمون حبوب زبالة ..ويصنفونها درجة اولى ..( موظفين شرفاء تقطر النزاهة من جيوبهم المليئة بالسحت الحرام على حساب الشعب والمواطن المظلوم ) ..وبسبب غياب الرقابة والرقيب النزيه ..
سادسا .... من المتضررين ايضا وكلاء التوزيع ...فهذا سيخسر 3% من كمية الطحين التي يوزعها والارباح ...وفرق الميزان ..وثمن الاكياس والكواني ... وما يتخلى عنه المواطن من حصته اختيارا او اجبار ...ومن المعروف ان الوكيل المحترم يوزع الحصة خلال يوم او يومين ...ويبقى بقية الشهر يكركط بالارباح ...والبعض منهم يلغف حصة المواطنين جميعا ولشهر او اكثر ...بحجة انه لم يستلمها ...( وين اكو احسن من هاي الشغلة )
سابعا .... من المتضررين أيضا تجار العلف الحيواني ..حيث يعرف مربي الحلال ( الحيونات اللبونة كالبقر والماعز ...والدواجن ...الدجاج والفسيفس وطيور الحب السياسي ) ...ان وزنة طحين الحصة ب ( 10 )الاف دينار ...ووزنة النخالة ب( 35) الف دينار ...فأيهما افضل وارخص للمربي وتاجر العلف ؟؟؟بالتاكيد ..طحين الحصة ...الذي يعتبر غصة في حلقوم العراقي الفقير المسكين والمظلوم ...
من هنا وبتفكير هاديء نجد ان من يرفع عقيرته اليوم بالمطالبة بالغاء قرار الحكومة بالتبديل وليس الالغاء كما يروجون ويدعون ويكذبون ...ليس كرها بالمالكي ولاحبا بطارق الهاشمي وحبا بالعراق والمواطن الجوعان والتي خاست بطنه من طحين الحصة المعفن والمدود ...وانما حبا بمصالحهم وجيوبهم التي ستتضرر ..ولاسباب انتخابية رخيصة ودنيئة ...ألا لعنة الله على تجار السياسة اجمعين ...(وثقوا بالله لااستثني احدا منهم ) ..حتى لايتهموني بانني ادافع عن المالكي او الهاشمي او علاوي اوغيرهم من ساسة البلد العظام ...
كما اود ان اؤكد وبصراحة ابو كاطع انه ليس بالضرورة ...ان تبديل المواد بالنقد سيساعد اخوتنا الفقراء ومحدودي الدخل وقد تنقلب عليهم كارثة ووبال ...وهذا ما ساشرحه لكم غدا بالتفصيل ...
اخر خبر قرأته اليوم واثار دهشتي ...حملة جمع تواقيع وصلتني من مثقفين يعيشون بالمهجر(مبربعين ) ...يطالبون المالكي بالغاء قراره بالتبديل من مواد الى نقد ...واقول لهم ...يا اخوتي الاعزاء ...خافوا الله فيما لاتعلمون وفيما تطالبون ..انتم تأكلون الصمون الفرنسي والانكليزي والامريكي والسويدي .. اتوسل اليكم ...ارجعوا لبغداد وشاركونا واكلوا طحين الحصة المعفن والمسلبح وبعد ذلك وقعوا عرايضكم الاعتراضية وعلى راحتكم ... واذا ما تصدكون بكلامي هذا ...اطلبوا من امهاتكم او أخواتكم ان ينخلوا طحين الحصة ويكتبون الكم عن نتيجة النخل ...والاحسن اسألوا عائلة متورطة بطحين الغصة مثل عائلتي تخبز طحين الحصة وتوصف الكم طعم الخبز ...اتقوا الله فينا وفي شعبنا وحقنا المشروع بالخبزة الكريمة ...
اللهم احفظ العراق واهله اينما حلوا او ارتحلوا ...



#نوري_جاسم_المياحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شدوا راسكم يا كرعين من اول قنبلة انتحابية
- وفاز اوباما بالرئاسة ...فهل سيكون عادلا؟؟؟
- لنرفع ايدينا بالدعاء لفوز اوباما
- وبدأ موسم الاكاذيب من جديد
- بعرور شفنا بس الخروف ما شفناه
- هذا ما جناه علي ابي وجنيته على ابنائي
- اللعب بالاعضاء الجنسية بين الزوجين حرام
- تعددت الاسباب والنهب واحد
- لمن اشكو النفاطة الشفاطة اللافطة ؟؟؟
- الامريكان بدأوا يحصدون ما زرعوا من حقد وكراهية
- وهكذا تعاد الاسطوانة بعد كل يوم دامي
- عراقنا ..يبقى مرتع خصب للمحتالين والنصابين
- امن مفقود وطريق مسدود واذلال موجود
- احذروا ..امننا اوهن من بيت العنكبوت
- مقارنة بين مرسينا العراقي ومرسيهم المصري
- الحدس والرئيس محمد مرسي
- الفقير بين تمساح شرير او بريصي حقير
- حكومتنا ...تحارب فقراءنا
- طبول الحرب الطائفية بدأت تقرع ...فأسكتوها ..
- قصة ضابط عراقي متقاعد


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نوري جاسم المياحي - هلهولة لطحين الغصة التموينية