أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - احمد موكرياني - كركوك: -آني مو جبوري آني مجبوري-














المزيد.....

كركوك: -آني مو جبوري آني مجبوري-


احمد موكرياني

الحوار المتمدن-العدد: 3902 - 2012 / 11 / 5 - 12:46
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يحكى انه أثناء إحصاء 1977 بعد انتكاسة الثورة الكوردستانية بعد تنازل صدام حسين لشط العرب الى إيران وبعد عملية تعريب كبيرة في محافظة كركوك أدت الى مضاعفة عدد السكان العرب وتشريد الأكراد والتركمان من محافظة كركوك اي أن عدد العرب تضاعف خلال العقدين وتناقص عدد الكورد والتركمان عن تعداد 1957 وكأن الكورد والتركمان أصابهم مرض العقم ولم يتمكنوا من الإنجاب بينما زادت خصوبة العرب فوق القدرات الطبيعية للبشر، سأل احد القائمين على إحصاء في 1977 كرديا من كركوك: "كاكا هل انت جبوري، فأجاب لا آني مو جبوري آني مجبوري" كلمة كاكا باللغة الكوردية معناها أخي وشائع بين الاكراد وغيرهم ان تنادي كورديا لا تعرف اسمه بكلمة كاكا بمعنى آخر ان الموظف المكلف بالإحصاء كان يعرف قوميته بأنه كوردي والجواب كان انه انه ليس من عشيرة الجبور وانما مجبرا أن يكون من عرب الجبور مع احترامي لعشيرة الجبور حيث تربطني علاقة صداقة مع بعض الأخوة من عشيرة الجبور.

لقد بدأت عملية تعريب محافظة كركوك في عهد نوري سعيد في 1936 واستمرت في عهد البعث القومي الاستعلائي وفي الوقت الحاضر فأن القوميين الاستعلائيين مازالوا يرفعون شعارات البعث المقبور ويظنوا أن العراق للعرب فقط وينكروا حقوق القوميات الأخرى بل يريدون أن تكون القوميات الأخرى تحت وصايتهم يتصدقون عليهم بمكرمات الحرية كما كان يفعل صدام حسين، فلم تسع ارض العراق التي تقارب مساحتها نصف مليون كيلو متر مربع لهم إلا أن يحصروا أنفسهم في محافظة قلصت أراضيها في عهد البعث وجاء أكثرهم من خلال عملية تعريب الصدامية.

فلو تركنا العاطفة جانبا وأخذنا بالدراسات الإحصائية العلمية ونحكم المنطق والمعطيات العلمية مترفعين عن التعصب العنصري والقومي والديني ونسأل دعاة تعريب كركوك الأسئلة التالية الذين يطالبون بتطبيق إحصاء 1977 في عهد لم يكن لأحد حق الاعتراض ما هو مفروض من صدام حسين ومزاجه ساعة القرار:
o كيف يتضاعف عدد العرب خلال عقدين في محافظة كركوك بطفرة وراثية بينما يتناقص عدد الأكراد والتركمان؟
o ما الفرق بين دعوات القوميين العرب في كركوك وشعارات البعث العنصرية؟
o ما الفرق بين منطق القوميين العرب في كركوك ودعوات ساكني المستعمرات اليهودية في فلسطين؟
o ماذا سيكون مستقبل أطفال العرب والأكراد والتركمان نتيجة للتعصب القومي في محافظة كركوك وهم يعيشون تحت شعارات عنصرية مقيتة وكراهية يرضعونها مع حليب أمهاتهم؟

او ليس العراق للجميع كما يدعون أم نبدأ بتقسيم العراق لإرضاء بعض العنصريين الذين لا يعرفون من الإنسانية الا التعالي والسطوة وليس لديهم ثقافة او مهارات لبناء المجتمع العراقي لتعويض سنوات القهر والدمار كي نصل الى ركب الحضارة المعاصرة، فيعوضون فراغهم الفكري والإنساني بمحاولة السطوة على الحكم اذا لم يكن على المستوى الحكم الشمولي المركزي فأنهم يحاولون الحكم على نطاق محافظة والمؤلم أن بعض القوى السياسية في العراق تدعم توجهاتهم.

لربما يقول القائل وماذا عن إقليم كوردستان أفليست كوردستان إقليما كورديا، اقول لا لقد زرت صديقا سكن في احد الأحياء السكنية الجديدة في اربيل فكان في جواره خمس عوائل من العرب واذا تسير في شارع الإسكان في اربيل تسمع المتحدثين باللغة العربية اكثر بكثير من المتحدثين باللغة الكوردية وتظن كأنك تسير في بغداد ولست في عاصمة إقليم كوردستان وهذه الحالة تنطبق على المنتجعات السياحية في عموم إقليم كوردستان.

السؤال لماذا تحرم القوى العنصرية المتعالية شعب كركوك بجميع مكوناته من التقدم الحضاري والأمان الذي يتمتع به إقليم كوردستان بالرغم من ثرواته في المحافظة تفوق على معظم المحافظات العراقية، فهل يجرأ أحدهم على السير بدون حماية في شوارع كركوك ومنتزهاتها كما يتمتع به أبناء مكونات العراقية جميعها التجول بأمان في كوردستان.
في عام 2006 دعاني وزير في حكومة إقليم كوردستان الى عشاء في بارك (منتزه) الشهيد سامي عبد الرحمن على شرف سفير دولة أوربية، استغربت من دعوة الوزير كيف يدعو سفير أوربى الى منتزه عام بدون احتياطات أمنية مسبقة او على الأقل يغلق المنتزه بوجه الزوار، أثناء تناولنا الطعام لمح السفير وزير الدفاع العراقي الفدرالي على بعد طاولتين مع وفد مرافق له فنبهنا الى وجوده، فكان وزير الدفاع العراقي الفدرالي مع الوفد المرافق له يتناولون العشاء بدون حماية تُكوّن له حاجزا أمنيا بينه وبين زوار البارك في مطعم مفتوح، اي ليس داخل بناية مغلقة في منطقة أمنية خاصة بالقيادات الحزبية ومر من أمامنا عشرات من زوار البارك، وبعد تناولنا للعشاء تجولنا انا والسفير والوزير بدون حراسة في البارك ونتقاطع مع الزوار دون أن يعيروا لنا انتباههم، فسألت السفير هل يجرأ سفير أوربي أن يتجول في منتزه عام في اية دولة في المنطقة كما تتجول انت بدون حراسة هنا، فأجاب لا، فكانت نتيجة تلك الجولة أن أوصى السفير حكومته برفع حظر السفر لمواطنيه عن السفر الى كوردستان.



#احمد_موكرياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تركيا الاردوغانية والتناقض الفكري والسياسي
- يا ثوار سوريا اختاروا فدرالية المحافظات كي لا تعيشوا مأساة ا ...
- النقد الذاتي
- الشعب السوري يباد والعالم يتفرج
- أوجه التشابه والاختلاف بين السلطان اردوغان والسفاح بشار الأس ...
- كذبة السلطان اردوغان بدعم الشعب السوري
- لابد من دمشق لانتصار الثورة السورية
- هلوسة بشار الأسد
- كيف ترد تركيا علي إسقاط طائرتها
- إسقاط الطائرة التركية
- الكويت والعراق
- من ينقذ الإسلام من الظلام والإرهابيين
- من سيفتقد نوري المالكي
- رسالة الى ثوار سوريا
- رؤيا مستقبلية للوضع الراهن في العراق
- أين نحن من العالم المتحضر
- لماذا تأخر سقوط بشار الأسد
- ماذا يريد نوري المالكي
- الا يخجلوا الحكام
- اسقطوا المالكي قبل أن تسقط بغداد


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - احمد موكرياني - كركوك: -آني مو جبوري آني مجبوري-