أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السلايلي - من يستفيد من عيد الأضحى؟














المزيد.....

من يستفيد من عيد الأضحى؟


محمد السلايلي

الحوار المتمدن-العدد: 3891 - 2012 / 10 / 25 - 19:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


غدا ينحر المغاربة مع الغالبية من مسلمي المعمورأضحية العيد. وبعيدا عن السياق الديني لهذه المناسبة الدينية، إذ هم قلة قليلة ممن يتصدقون بثلث الأضحية على الفقراء كما تحث عليه سنة العيد، فإن هذه المناسبة الدينية باتت تتخذ أبعادا ووجوها مختلفة تدفع بطرح أسئلة حول الدور الذي تقوم به بالمجتمع؟ والانعكاسات التي تتركها على الأوضاع الاجتماعية للناس؟ و عن من هي الجهة أو الجهات التي تستفيد من هذه المناسبة؟
كما هي العادة تسارع وزارة الفلاحة لنشر أرقام عدد الرؤوس من الماشية المرصودة للعرض مع اقتراب العاشر من ذي الحجة. وبالموازاة مع ذلك، تدخل المؤسسات المالية في سباق محموم مع الزمن لاصطياد عدد أكبر من طالبي السلف. فتغزو الاعلانات الاشهارية القنوات و الشوارع ، حتى المحلات التجارية الكبرى، تلجأ للإشهار من خلال تقديم عروض للسلف لشراء كبش العيد و أجهزة ألكترونية مرتبطة بذلك كالثلاجات و الشوايات مثلا.
بالمغرب، يعلم المواطن البسيط أن شركات السلف و متاجر السوبر ماركيت يمتلكها الحاكمين. وهي على رأس المستفدين من مناسبة عيد الاضحى. وأرباحها تتضاعف خلال هذه الفترة، فيما تبقى الأسواق التقليدية لعرض المواشي، رغم أهميتها من حيث عدد زبنائها، تتسم بضابية وعدم وضوح الجهات الأكثر استفادة : هل هم المزارعون الصغار و المتوسطين أم المعلفين و المسمنين ؟ أم السماسرة و الشناقة؟
مهما يكن، فإن الجزء الأكبر من الاموال التي تروج في سوق الاغنام، لا تذهب للعالم القروي، و هي أموال تقدر بمئات الملايين. و من هذه الزاوية، لا يمكن أن نقول أن الدورة الاقتصادية لعيد الاضحى تساهم في تنمية البادية المغربية. اين يذهب هذا الرأسمال ولماذا لا يخلق ما يكفي من التراكمات على مر السنين، لإصلاح أوضاع و حياة الناس بالبادية؟
انها دورة اقتصادية مغلقة، الكساب الصغير يسترجع مدخراته لتوليد خرفان جدد للموسم المقبل، و هو ما يجعل من الصعب أن يحصل لذيه تراكما راسماليا كافيا لنشله من واقعه المزري المقيد بتعاقب سنوات الجفاف المريرة و و الشروط المجحفة التي تستنزف عرقه و شقائه والمفروضة من المؤسسات الزراعية الممولة.
يذهب الجزء الاكبر من الأموال التي يضخها العيد الى المؤسسات المالية و التجارية و الى الاشخاص المتدخلين في عمليات البيع وهم غالبيتهم ليسوا بقرويين. وهوؤلاء هم المستفيدين من سوق الغنم. وليس في بالهم بتاتا استثمار أرباحهم أو جزء منها في مشاريع اقتصادية و اجتماعية بالعالم القروي.
اذا كان الفقراء و أيضا الجماهير القروية لا يستفيدون من عيد الاضحى، فمن يستفيد إذن؟
بالاضافة للمؤسسات المالية و التجارية طبعا، تستفيد الدولة و نظامها السياسي بالأساس من هذه المناسبة. فهي أولا ألية تنفيس كبرى، تشل الحياة العادية للمواطنين و تدخلهم قسرا في جو مشحون ومفعم شكليا بالتعاليم الدينية. عمليا يعتكف غالبية المضحين في بيوتاتهم لمدة قد تصل لأسبوع كامل. بالمدن الكبرى، حيث ينتمي أصحاب الدكاكين التجارية و المحلبات و الورشات الحرفية الصغرى و المتوسطة، الى بلدات قروية أو مدن صغرى بعيدة عن موقع تجارتهم، يستغلون المناسفة لاقفال محلاتهم و السفر الى ذوييهم.
بالدار البيضاء مثلا، تشل الحركة التجارية المرتبطة بشكل مباشر بحياة المواطن بوجه عام لفترة قد تتجاوز الأسبوع. لن نتكلم عن ما يراكمه العيد من مشاكل مرتبطة بالنفقات المنزلية و العائلية التي تتضرر بسبب ارتفاع ثمن الحولي.
نعم، يستفيد النظام السياسي من هذه المناسبة و يستغلها لإعادة انتاج أليات تحكمه في المجتمع و فرض وصايته عليه. ظرفيا، ولو لبضعة ايام، يوفر عيد الأضحى للمهمشين و العاطلين فرصا لكسب بعض النقود. فالعديد من الشرائح الاجتماعية المنبوذة تجد في الدورة الاقتصادية المغلقة للعيد وسيلة للتنفيس و الخروج المؤقت من حالة العوز المستديم . كما أن بعض أفراد الطبقة الوسطى من مالكي العقارات السكنية، يستفيدون هم أيضا من خلال كراء كراجات لبائعي الغنم غير عابئين بالضرر الذي يتسببون فيه لبيئة حيهم و محيطهم.
حقا في مثل هذه الأجواء، هل لازال للأضحى فلسفته الدينية و الاجتماعية التي تدعو للتكافل و التآزر و مساعدة الفقراء و المحتاجين؟
بتركيا، حيث مكنت التنمية على مدا السنوات العشرين الاخيرة، من رقي الوعي الاجتماعي للأتراك. بعد صلاة العيد، يقوم البعض بالتوجه للجمعيات الخيرية و التنموية لكي يتبرع لهم من خلال شيك بنكي بثمن كبش العيد. و قد أفتى مفتي الجمهورية فيما مضى بأن ذلك مستحبا، نظرا الى فساد الكميات الكبيرة من اللحوم التي يتصدق بها المضحون للجمعيات بسبب افتقاد هذه الاخيرة لخزائن تحفظها من التلوث.
الاسلاميون الذين يتبجحون بتجربة الحزب الاسلامي الحاكم بتركيا، ينتقون ما يتماشى مع مصالحهم لذلك فهم لا يقفون عند هذا الاجتهاد الذي يحول مبدأ الأضحية الى فعل ملموس للتضامن و البناء الذي يعود على الجماعة الاسلامية بالخير و المنفعة. العالم يتطور، أيضا المؤسسات و المقاولات و السماسرة و المحتكرون من منتهزي الفرص .. يتطورون في اتجاه معاكس لأي تنمية وطنية حقيقية باستغلال المناسبات الدينية و تشويه الموروث الحضاري للشعوب المسلمة.



#محمد_السلايلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإكتساح الكبير هو بداية للأفول
- - البارطاج- في وجه الجشع الرأسمالي
- التابث و المتحول في السياسية المغربية
- رمضان سياسي بامتياز
- في زمن النت : هل انتهى دور الأحزاب ؟
- الخوف لا يجنب الخطر !!
- دعوهم يحكمون دعوهم يمرون!!
- يوم كامل بدار الضريبة !
- الإسلام ضد العلمانية : صراع بالوكالة !!
- في عيدها الأممي : الشغيلة المغربية بين مطرقة الباطرونا وسندا ...
- أنقذهم يا عمر سليمان !
- أطلقوا سراح الحاقد ؟
- المرأة القروية ونخبوية العمل النسائي بالمغرب
- للربيع العربي أيضا أبناء -لقيطين-؟
- ملاحظات منهجية حول استعمال كلمتي النخبة والشعب
- اليسار المغربي والحراك الشعبي الراهن
- الانتخابات بمغرب الاستثناءات
- على هامش تدشين - تي جي في - المغرب : توسيع مجلس الخليج والقض ...
- - الطبقة الوسطى- المغربية والوضوح المطلوب
- السكتة القلبية


المزيد.....




- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
- جمعية مغربية تصدر بيانا غاضبا عن -جريمة شنيعة ارتكبت بحق حما ...
- حماس: الجانب الأمريكي منحاز لإسرائيل وغير جاد في الضغط على ن ...
- بوليانسكي: الولايات المتحدة بدت مثيرة للشفقة خلال تبريرها اس ...
- تونس.. رفض الإفراج عن قيادية بـ-الحزب الدستوري الحر- (صورة) ...
- روسيا ضمن المراكز الثلاثة الأولى عالميا في احتياطي الليثيوم ...
- كاسبرسكي تطور برنامج -المناعة السبرانية-
- بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السلايلي - من يستفيد من عيد الأضحى؟