أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - البحث عن السعادة














المزيد.....

البحث عن السعادة


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 3888 - 2012 / 10 / 22 - 23:46
المحور: كتابات ساخرة
    


البحث عن السعادة
فوزي بن يونس بن حديد
ليست هناك سعادة مطلقة، إنما تكون نسبية في مفهومها، لأن الإنسان لا يستقر على حال وتبدو له البداوات، فهو متقلب بين الفرح والترح وبين السرور والشرور وبين التفاؤل والتشاؤم، لا يظننّ أحد أن السعادة دائما حليفة الأغنياء، فقد ترى البؤس في وجه الغني وترى السعادة في وجه البؤس وقد نقرأ السعادة في وجه من يعيش الشقاء في الحياة، والدليل أن الأجداد الأول قبل أن تلوثهم المدنية الحديثة وأسلوب العولمة المعوج كانوا سعداء لا يعرفون للقلق والاكتئاب سبيلا، وأن النوم يأتيهم عسلا مصفى لا أرق فيه ولا سهر فما السر يا ترى ونحن اليوم نعيش قفزة تقنية ومدنية باهرة يعيش الواحد منا وكأنه في كوكب آخر غير الكوكب الذي نشأ فيه، حلَت له زينة الحياة الدنيا، وذاق طعم الشهوة واللذة فانغمس فيها وابتعد عن العادات والتقاليد رويدا رويدا فانسلخ منها وأضحت غريبة في مجتمع كان يأنس الواحد بقريبه وأخيه وصاحبته وبنيه، وأصبح كل امرئ له شأن يغنيه عن أقرب الأقربين إليه لذلك رفعت السعادة من القلوب.
فالسعادة مقرها القلب، ولا يشعر المرء بحلاوتها إلا إذا كان باله مرتاحا، وغمرته نفحات الإيمان من كل جانب، وارتوى من كل خُلق حسن، وشرب من معين النبوة الصادقة معاني الإباء والعزة، وتزين بالعادات الفاضلة التي تلمّ الشمل وتجمع الشتات وتوحّد القلوب حتى تتآلف وتقترب من بعضها، فما يحصل اليوم – ولعل السبب في ذلك التطور الهائل والسريع – ينبئ بحدوث كارثة على مستوى العلاقات الاجتماعية، حيث أصبح الانترنت والفيسبوك والتويتر وغيرها من المسميات الجديدة والحديثة هي الصديقة والرفيقة حتى في غرفة النوم، ولم يعد يعر الواحد منا لعلاقاته مع أسرته أي اهتمام يذكر، فالزوجة في واد والزوج في واد آخر والأبناء بينهما مذبذبون لا هم مع الأم ولا هم مع الأب فينشأون منحرفين، يتلقفهم الشارع ويزرع فيهم كل أنواع السوء..
لقد استطاع الغرب أن يغزونا ثقافيا وهو يربح من ورائنا الملايين، فاحسب الكم الهائل من الاستهلاك للأجهزة الحديثة التي تنتجها الشركات ولا يهمها في ذلك سوى الربح الخالص واحسب الأوقات التي يقضيها كل منا وهو منكب على الجهاز يتصفح الانترنت والفيسبوك والتويتر واليوتيوب وكلها ألفاظ أجنبية نابية أفقدتنا روحنا الأسرية وجعلتنا فتاتا، متمزقين ولكن هذا لا يعني أننا لا نأخذ من المدنية الحديثة شيئا، ولكننا مع الأسف الشديد استحوذت على تفكيرنا فأنستنا صلاتنا وعلاقاتنا وتربيتنا لأولادنا فنشأ جيل جديد لا يعترف بالقيم ومتشبثا بالمادة والجديد من الالكترونيات، روحه خاوية على عروشها فاحترق القلب ألما واستبدل الحب بالدرن فقسا قلب الولد وتحجّر عقل الأب وصارت الأم كالبلهاء لا تعرف وجهتها فلا أحد يهتم بها ولا أحد يقبّل يديها ولا أحد يسمع منها ما تريد، بل التأفف عنوان كل تعامل والترنح والتبجح صفة كل شاب متهور زعم أنه يستعرض عضلاته أمام والديه الكبيرين اللذين يحتاجان إلى رأفة ورحمة وقول كريم.
نشأ هذا الجيل الجديد مع تمرد كامل على القيم والمبادئ وربما مع الزمن تذوب العادات والتقاليد، وأصبحت العزلة عن الأسرة والمجتمع هي الملاذ والخلاص حتى يريح أعصابه من طلبات يومية من والديه الكبيرين، ورغم توفر كل الإمكانات بين يديه فإنه ما زال يتحدث عن قلق وكآبة وملل وربما فكّر يوما في أن ينهي حياته بنفسه وعلى طريقته الخاصة.
دعوة للشباب أن يتشبث بالقيم والأخلاق وخدمة الناس وعلى رأسهم الوالدان ففي ذلك السعادة كل السعادة يتلذذ كما لو أنه في بحر من الملذات والشهوات وهو النعيم الأبدي في الدنيا والآخرة وليعلم كل واحد أن المال ليس الأمر الوحيد الذي يصنع السعادة فقد يجدها في غيره وقد يصبح المال أيضا سببا مباشرا في تعاسته وأنت ترى التجارب أمامك فكم من غني بائس بماله وكم من فقير سعيد جدا بفقره.



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل المرأة تفكّر؟
- طه حسين صناعة غربية
- هل تصبح سوريا فلسطين ثانية؟
- تبا للأمم المتحدة الفاشلة
- أمريكا جنت على نفسها
- الأنثى ليست عورة
- غشاء البكارة جزء من الشرف
- المرأة في نظري
- نوال السعداوي، امرأة ليس لها تاريخ
- الوهابية خطر على الأمة الإسلامية
- باراك أوباما الرجل الأعتى إلكترونيا
- ما الذي يحدث في بورما؟
- رفقا بالزوجات
- جامعة الدول العربية في موت سريري
- لماذا تطالب المرأة بالمساواة؟
- حمد اختفى وغليون استقال
- محمود عباس يعمل لحساب من؟
- فنانون يبحثون عن الشهوات
- من يوقف حمد بن جاسم؟
- الغرب أكبر راع للإرهاب


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - البحث عن السعادة