أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فايز رشيد - عفوا سيادة الرئيس مرسي ...لن تستطيع !















المزيد.....

عفوا سيادة الرئيس مرسي ...لن تستطيع !


فايز رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 3878 - 2012 / 10 / 12 - 18:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نشرت الكثير من الصحف العربية قبل بضعة أيام أبحاثا, تحدث فيها محللون سياسيون مصريون وعرباً, عن محاولة الرئيس محمد مرسي: استعادة دور مصر في العالم العربي، والمنطقة والعالم. ذلك أن مرسي وخلال فترة قصيرة نسبياً زار السعودية وشارك في قمة دول عدم الإنحياز في طهران، وقام بزيارات إلى بكين ونيويورك وأنقره، وربما سيزور قريباً غيرها.أيضاً الرئيس مرسي شكى في تصريح له من" تهميش دور مصر" الذي لا يتناسب مع حجمها.السؤال هو:هل يستطيع مرسي استعادة دور مصر العربي والمناطقي والدولي؟ بموضوعية سنحاول الأجابة عن هذا التساؤل , وبعيداً عن الأهواء، ونقول:
إن الدور المصري عربياً وإفريقياً ودولياً تعزز في عهد الرئيس عبد الناصر، وكان في أوجه. هذا الدور الذي استهزأ فيه مرسي من عبدالناصر , بطريقة غير مباشرة , عندما خاطب سامعيه في خطاب له قائلا: "تذكرون أوضاع مصر في الخمسينيات والستينيات, وما أدراك ما الستينيات ". مرسي في خطابه بمناسبة الذكرى التاسعة والثلاثين لحرب أوكتوبر : لم يتطرق الى الأمة العربية لا من قريب أو من بعيد . كذلك لم يتحدث عن افريقيا . هذا الدور لعبدالناصر لم يأتِ صدفةً, وإنما لأن الرئيس الراحل كان وطنيُا مصرياً وقومياً عربياً بامتياز، وقائدا دوليا .صنع عبدالناصر لمصر الكثير وغيّر فيها في المجالات المختلفة ما لم يستطع أحد إنكاره.
عربياً ومناطقيا : تبنى عبدالناصر القضايا الوطنية العربية وأبرزها قضية فلسطين،أعاد للأمة العربية كبرياءها، ودافع عن الأمة العربية من المحيط إلى الخليج،عبّر عن نبض الجماهير العربية.في مواقفه السياسية اندغم مع ما تراه الجماهير العربية، ولذلك كان التماهي كبيراً بين الزعيم وأمته.اتخذ سياسات وطنية تقدمية من كل القضايا العربية والدولية. تبنى حركات التحرر الوطني في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.إسرائيل بالنسبة إليه ولسياساته كانت عدواً ليس للفلسطينيين فحسب وإنما لمصر وكل الدول العربية ولأمتنا جمعاء ولكل ما هو إنساني.
دولياً:ساهم في إنجاز حركة عدم الإنحياز،ووقف ضد الولايات المتحدة والدول الغربية المنحازة لإسرائيل والتي هي ضد الأمة العربية وضد وحدتها. نسج أفضل العلاقات مع دول القطب العالمي الثاني . نال احترام زعماء غالبية الدول .استطاع أن يبني علاقات عنوانها الندية ومصلحة مصر والمواطن العربي مع الدول التي احترمت العرب ومصالحهم وقضاياهم.ناضل من أجل الوحدة العربية وهو حلم الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج.هذا غيض من فيض من تراث جمال عبد الناصر.كل هذه القضايا صنعت له الكاريزما وجعلت منه الأسطورة والمارد وبطل الجماهير العربية.
الرئيس مرسي وخلال فترة قصيرة من حكمه بيّن خطوط وجوهر سياساته العربية والدولية وعلى صعيد المنطقة أيضاً.الرئيس مرسي محكوم بأيديولوجيا ومواقف حزب الحرية والعدالة(الإخوان المسلمون) من كافة القضايا العربية, فمثلاً في الشأن السوري جعل همه الرئيسي:إسقاط النظام.الأجدر بمن يريد أن يصبح(زعيماً ) للأمة العربية أن يكون حله للأزمات على الصعيد العربي،شمولياً وواسعاً ولا يقف إلى جانب طرف دون آخر. كان عليه أن يدعو للحل السياسي بين أطراف الصراع في سوريا، لمنع تقسيم هذا البلد ولإبعاده عن شبح الأصولية والتطرف. في خطابه بذكرى حرب أوكتوبر , وفي نهاية الخطاب تحديدا : أشار الى عبور الشعب السوري في الحرب , لم يتحدث عن دور الجيش السوري في القتال . وغيرها وغيرها من القضايا العربية وعلى ذلك قِسْ.
على صعيد المنطقة:اتخذ مرسي دوراً سلبياً من إيران. ورغم زيارته لها, لم يعمل على إعادة العلاقات الدبلوماسية لمصر معها.إيران جارة للدول العربية وهي دولة إسلامية ايضاً،وإحدى القوى المرشحة للعب دور أساسي ليس على صعيد المنطقة فحسب وإنما على الصعيد الدولي.هي تجاهر بعدائها لإسرائيبل ووقوفها مع الحقوق الوطنية الفلسطينية والأخرى العربية وهي دولة مجابهة للمخططات الأمريكية والإسرائيلية للمنطقة.
المجتمع الدولي يريد منعها من إنتاج الطاقة النووية للأغراض السلمية، بينما إسرائيل تمتلك ما يزيد عن(400) رأس نووي.الأجدر بمرسي ومن أجل أستعادة دور مصر أن يرفع من درجة الصداقة والتحالفات مع إيران، وليس انتهاج العكس.
على صعيد المنطقة أيضاً:لأن حزب التنمية والعدالة(النسخة الكربونية) للإخوان المسلمين في مصر والعالم العربي) هو الذي يتسلم الحكم في تركيا، فمرسي مع سياسات هذا الحزب جملة وتفصيلاً, سواء اً كانت هذه السياسات ظالمة أو مظلومة.حتى اللحظة هناك اتفاقيات اقتصادية وعسكرية متطورة بين تركيا وإسرائيل.تركيا ما تزال قاعدة للحلف الأطلسي.القواعد الأمريكية ما تزال في تركيا. معظم قادة المعارضة التركية مسجونون.وغير ذلك من القضايا.
بالرغم من ذلك يرى مرسي في أردوغان: مُلهماً وقائداً عالمياً, وأن مصر بحاجة إلى خبراته والى النصائح التركية فيما يتعلق بالسياسات.دعونا نقرأ ما جاء في خطابه في المؤتمر الأخير لحزب التنمية والعدالة في تركيا، والذي شارك مرسي في أعماله(رئيس دولة هي أكبر دولة عربية يشارك في أعمال مؤتمر حزبي!؟ تصوروا هذا التصغير والتقزيم لدور مصر!!) يقول مرسي مخاطباً أردوغان والمؤتمر ".... لا يزال عالمنا العربي والربيع العربي للثورات يحتاج(إليكم) وإلى(دعمكم) , فما بعد الثورات والانتقال بالسلطة إلى الاستقرار،لا يقل أهمية عن الثورات نفسها، مواقفكم بجانب هذه الثورات أمر ضروري....) إلى أقوال أخرى من هذا القبيل، ثم قام بمبايعة أردوغان زعيماً للعالم الإسلامي . كان الأجدر برئيس مصر أن يكون هو الزعيم للعالم الأسلامي . هذا إن ينم عن شيء فإنما عن الشعور بالدونية الشديدة, والمسألة الأخيرة لا تصنع دوراً كبيراً لمصر، ولا تؤدي إلى زعامة رئيسها, بل تتناقض مع هذه المفاهيم.
موقف مرسي من أمريكا والغرب ينبع من الحرص على العلاقة معهما والاحترام لهما , أيّاً كان مدى انحيازهما لإسرائيل وتعاميهما عن رؤية الحقوق الفلسطينية والعربية, وأيّاً كانت عداوة مواقفهما للقضايا العربية.موقف مرسي من إسرائيل واضح:الحرص على معاهدة كمب ديفيد معها, أيّاً كان استيطانها, وتهويدها للقدس وجرائمها ضد الفلسطينيين والعرب.معبر رفح للعلم ما زال يعمل وفقاً للنظام الذي اختطه عهد حسني مبارك.
أما ثالثة الأثافي،فهي تجاهل مرسي وحزبه لذكرى وفاة عبد الناصر تجاهلا تاما، والقرار الذي أصدره"بمنح الرئيس الأسبق محمد أنور السادات ": قلادة النيل العظمى ووسام نجمة الشرف, تقديراً لقراره التاريخي في حرب أكتوبر 1973. لم ولا يدرك مرسي أن السادات أرادها حرباً تحريكية لا تحريرية, وإن السادات هو الذي انجز معاهدة كمب ديفيد مع إسرائيل،هذه التي أزاحت مصر عن دورها العربي.
في الختام نقول:من الاستحالة بمكان على الرئيس مرسي بسياساته , استعادة دور مصر عربياً ومناطقياً ودولياً.
* * *
*



#فايز_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد الناصر...كم نحبك ونفتقدك
- إلغاء أوسلو... والمطلوب
- هل يساهم الربيع العربي....في تصفية القضية الفلسطينية؟
- السلطة وتعديل اتفاقية
- مذبحة صبرا وشاتيلا...لن ننسى
- اختراع اللاجئين اليهود
- ذكرى اتفاقية أوسلوالمشؤومة
- ليت كل هذه الحماسة....للقدس!
- ورطة نتنياهو
- جلادون إسرائيليون بإسم قضاة !
- عقدة التمثيل الفلسطيني
- استهداف عباس وانتظار بيتان الفلسطيني
- سيناء وبداية التحدي
- الجدل الإسرئيلي حول إيران
- الاحتلال ومعاناة أطفالنا
- مرّة أخرى...أهم سفراء لفلسطين؟
- هجوم سيناء....فتش عن إسرائيل
- بوتين والحريات في روسيا
- الصهيوني رومني
- رسالة الشكر وأهمية وضوح مرسي


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فايز رشيد - عفوا سيادة الرئيس مرسي ...لن تستطيع !