أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أم الزين بنشيخة المسكيني - من هم الفاسدون ؟؟؟














المزيد.....

من هم الفاسدون ؟؟؟


أم الزين بنشيخة المسكيني

الحوار المتمدن-العدد: 3870 - 2012 / 10 / 4 - 22:33
المحور: كتابات ساخرة
    



من هم الفاسدون ؟.. سؤال غير لائق و مقال لا يليق بهيبة وطن بعد ثورة .. لكن اللغة تجهد نفسها كي تشبه هذه المدينة ..يومها كان نهارا معطّلا عن العمل الى حدّ الفضيحة. لا شيء تبقى شاغرا غير ركوب الكوابيس .. كان كابوسا جماعيا و كنت أسير وراء الجموع الغفيرة ..كانوا أرهاطا كثيرة من الرعاع و الأشخاص و البشريين ..و الكاملين و الناقصين .. و المهرولين و المفلسين ..و في آخر شارع الحرية علّقوا لافتة زرقاء مكتوبة بأحرف سوداء غليظة الحجم " اعلان لانتداب فاسدين " ..و اكتظّ المترشحون طوابير طوابير ..لم أكن أتخيل ذاك العدد المهول من الراغبين في مهنة الفساد .. مع العلم أنّ عدد المعطّلين عن الفساد ليس قليلا .. و وقفت شاردة الذهن شبيهة بصفر لا فاصل بينه و بين فظاعة المشهد غير قيد أنملة ..
و قام أحد الساهرين على انجاح عملية انتداب الفاسدين، وهي "عملية ثورية " من النوع الرفيع ، بخطبة مندوب عليها من شدّة اصرار لجان مقاومة الفساد على تشجيع الفساد : " أيّها القادمون الينا من كلّ الجهات .. اليوم نمنحكم فرصة الدخول عالم الفساد بأشكاله البائدة و العائدة و الواعدة ..من المهرولين و الملحّسين بكل أنواع الألسن و الأيدي النظيفة و لاحسي النعال أيضا ..سوف نساعدكم على ممارسة مواهبكم في الفساد ..ستتدرّبون بشكل جيّد ..و سنضمن لكم أسباب الرفاهة الفاسدة و آداب الفساد الجديد ..نريدكم حصنا للفاسدين ونريدكم أيضا أفسد أمّة أُخرجت للناس ..و نريد منكم مساعدتنا على انجاح خطّة الفساد العام التي هيّئنا لها الدولة كلّها بأكاديمييها و خبرائها و أمنائها و بوليسها و علمائها و مصلّيها ..و مغتصبيها ..بحاميها و حراميها ..
أيّها الفاسدون المبجّلون ..ايّاكم و التهاون في الوفاء للميثاق العالمي للفساد ..حيث تقع أمريكا ..عليكم أن تقعوا معها أو عليها ..حتى لو وقعت في قريتكم ..ستفسُدون و ستفسدون ..من كل صوب و من كل عضو ..ستفسدون في الآفاق و في أنفسكم ..و ستعلمون يومئذ كم أنتم موهوبون ..فاسدون فاسدون صباحا مساءا و يوم الأحد "
و من آخر الطوابير تعالى صوت مقرّب جدّا الى الفساد من أقاربي الأكاديميين المحظوظين : " لن ننتدب في هذه القائمة غير الموهوبين..لقد انتقينا أفضل ما عندنا من الفاسدين علاوة على قائمة من الحمقى و المغفلين و الباردين و المكسّرين و المحروقين و الذين ماتوا بالتقادم ..الاّ أنّ دفنهم يتعارض مع مصلحة الثورة ..و في كل الحالات نحن نضمن لهم ارتياد المقابر الاسلامية بوصفهم أكاديميين و بائدين و مشاركين في اليوم العالمي للنظافة ..و بوصفهم ذوي أبدان قانونية بجوازات سفر ديبلوماسية و بعقول حلال ..جثامين وطنية بعضها في حالة وفاة .. و بعضها غير قادر حتى على الموت دون بطاقة حزبية .. سوف نعمل على انتداب كل المغتصبين الجدد و كل التائبين و المغفور لهم ..و كل الراكنين سياراتهم أيّام الجمعة أمام الجوامع حنينا الى التجمّع القديم و الجديد ..لن نقصي أحدا.. شعارنا "عدالة الى حدّ الفساد "..و اعلموا أعزّكم الله أنّ الفساد أنواع و أنواع ..فساد الذهن و فساد السريرة و فساد البدن و فساد الخطوط الخلفية للراكضين وراء الدولة ..و ثمّة فساد الألسن و فساد الأعين ..لسان خشبي و عين لا تستحي و أذن تسمع ما تقوله الحيطان ..طوبى للفاسدين ببلادهم .و لكل عصر فاسدوه . و السلام على الفاسدين في كل مكان "..
و بعد أن تمّت كل أنواع الخطب و بعد أن تبادل الفاسدون ألقاب الفساد من كل حدب و قعر، فرحت الجموع بما أنعم الله عليها من الفساد العظيم و عاد كل الى جوعه و الى كوابيسه فرحا مسرورا ..لقد كان كابوسا نهاريا لا يستفيق منه المرء لأنّه ليس نائما أصلا ..
عذرا لكل القرّاء على هذا الكابوس الأزرق .. انّها فرصة للجميع للتدرّب على أدب الفساد و اقتصاد الفساد و علوم الفساد ..وهي كلّها علوم جمّة الفوائد تحتاج اليها الناشئة من أجل فهم منطق الفساد و مقاومته أو امتهانه في حالة عدم انتدابهم في خطط أخرى ..



#أم_الزين_بنشيخة_المسكيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمات كاريكاتورية للمسّ بالمدنّسات ...
- الدلالة الفلسفية لمفهوم المواطنة ..
- هل نحن مواطنون ؟
- ما هي مقدّسات الحكومة ؟؟؟
- انتدبوهم للموت غرقا ...
- و تبكي السماء ..
- كم ثمن هذا الموت غرقا ؟..
- الحلزون يلحس لُعابه و يتكلّس ؟؟؟
- حوار خاص مع الاكاديمية التونسية ام الزين المسكيني
- شعب مع سابق الاضمار و الترصّد .
- جُوعوا فقط.. لكن لا تموتوا .
- سياسات العطش
- ماذا تخبّئ الحكومة في ضحكاتهم ؟
- هل تكفي لوحة تشكيلية لزعزعة أمن البلاد ؟
- رسالة الى -وزير الثقافة -
- نجم بلا محدّقين
- أحذية علمانية.. تُسرق.. بتهمة يوم الجمعة.
- رثائيات قبل أوانها
- مخلوع بائد ...و مخلوع مؤبّد ...و البقية تأتي
- سنة بيضاء....وسماء سوداء


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أم الزين بنشيخة المسكيني - من هم الفاسدون ؟؟؟