أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - كامل السعدون - أسطورة - قوى - اليسار والديموقراطية في عراق ما بعد الفاشية















المزيد.....

أسطورة - قوى - اليسار والديموقراطية في عراق ما بعد الفاشية


كامل السعدون

الحوار المتمدن-العدد: 1125 - 2005 / 3 / 2 - 11:11
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


الحقيقة أنني لا أستطيع أن أمنع نفسي من الشعور بالإشفاق على الاحبة الذين يبنون من مخيلاتهم المتفائلة ( أو الغارقة بعد في حمأة الق خمسينات وستينات القرن الفائت ) تصورات جميلة عن أصطفاف ( أو ) تشرذم جميل ، لا وجود له وللأسف ، لقوى يسار وديموقراطية وليبرالية وعلمانية و...و...الخ .
لا أدري هل أن الإحبة يتحدثون عن بلد صناعي جبارٍ خارج من أتون نازية مثل ألمانيا أو فاشية مثل إيطاليا أو قيصرية رأسمالية لها من العمر مئات السنين مثل روسيا ، أم إنهم يتحدثون عن بلدي وبلدهم الخارج للتو من أتون فاشية سطحت الشعب العراقي برمته ، ثقافة وإقتصادا وسياسة وتعليم ...؟
ما هذا الوهم الجميل أيها الأحبة ؟
أين هي قوى اليسار والديموقراطية والليبرالية والعلمانية ...وقد افرزت أول إنتخابات ديموقراطية حقيقية في العراق ، فوز قائمة الأسطورة والتاريخ على قوائم الواقع والجغرافيا والوطنية العراقية ؟
أين هي قواكم الجميلة النبيلة المتحضرة التي تتحدثون عنها ، والناس تحج زرافات ووحدانا إلى النجف لتستشير السيستاني والشيرازي والأصفهاني في من ترشح للوزارة ورئاسة الوزراء ؟
أين قوى اليسار والعلمانية أيها الأحبة والناس من تلك الطائفة تحاور شقيقتها الاخرى بشأن الدستور والمشاركة في نسجه ، وكأن ليس في العراق إلا شيعة وسنة ، حزب دعوة وحزب إسلامي ، مرجعية سيستانية وأخرى للشيخ ضاري ...!
أنا لست هنا بوارد مصادرة تيارات شعبنا من أهل الإسلام السياسي ، فهؤلاء لهم في ميدان مقارعة الفاشية دورا بارزا لا يمكن إلا لظالم أن يتنكر له ، لكن بذات الآن لا أجيز لنفسي أن أتفائل بمستقبل بلدي في ظل هؤلاء ، على الأقل لما بعد هذا العام الأعجف الذي نحن فيه ...!
وبذات الآن لا أريد أن أستغرق في وهم وجود قوى علمانية حقيقية واسعة الجماهيرية ، فهذا تفاؤل مريضٌ من الخير أن نتحاشاه لبضع سنين أخرى على الأقل .
لماذا ...؟
إن شروط وجود قوى علمانية في أي بلد ، تفترض وجود بناء رأسمالي ، قاعدة صناعية عريضة وحراك طبقي ناشط ، حركة واسعة للإنتلجنسيا ، وجود حرية سياسية واسعة ، إنفتاح عريض على العالم الخارجي ، مؤسسات دستورية ، مؤسسات تعليمية راقية وناشطة ، حركة نقابية ذات تقاليد عريقة ، حرية المرأة وحضورها الواسع في الشارع والمعمل ...الخ .
طيب ماذا نملك من هذا كله ، بل حتى ماذا أمتلكنا من كل هذا حتى قبل مجيء صدام حسين إلى السلطة ....؟
متى كان آخر حضور سياسي ليبرالي أو علماني او يساري في العراق ؟
قبل خمسون عاما ؟ ثلاثون ؟
أظن ان آخر حضور سياسي من هذا النوع ، كان في اربعينات وخمسينات القرن الماضي ، حين كنا نمتلك أحزاب وطنية حقيقية مضافا طبعا للحزب الشيوعي العراقي ، وحين جاء المرحوم قاسم ، أنهى الوجود السياسي للقوى الديموقراطية الحقيقية ، أو إن بعضها إنتهى اوتوماتيكيا أمام مد الأحزاب الأيديولوجية ، القومية ( البعث والناصريون ) واليسارية ( الحزب الشيوعي العراقي وبعض فصائل اليسار الأصغر حجما ) .
منذ خمسينات القرن الفائت حتى مجيء الفاشست البعثيون ، لم يكن هناك في ساحة العمل السياسي السري أو العلني إلا الأحزاب القومية ( الناصريون والبعث في الجنوب والوسط ، والقومية الكردية في الشمال ) ، بينما كانت الأحزاب الإسلامية لما تزل ضعيفة آنئذ ، وأما اليسار فكان قاصرا على الحزب الشيوعي ( وهو طبعا ليس الشيوعي المحسن والجميل الذي نعرف اليوم ) ، والأمر الحاسم طبعا في هذا التمظهر لطبيعة الخارطة السياسية ، هو طبيعة الوضع الدولي والإقليمي آنئذ والذي كان يشجع على وجود الفكر القومي الشوفيني كما واليساري الشمولي ، وظل الشارع العراقي العريض بعيد إلى حد كبير عن هذا الحراك السياسي الضاج بالحيوية ، لأن متغيرات كمية وكيفية حقيقية في حركة السوق والتنمية الإقتصادية لم تكن موجودة ، لكي ما تحفز على إشراك الشارع بقوة في الحركة السياسية .
وجاء البعث الفاشي إلى السلطة ، نتيجة غياب الشارع عن الهم السياسي وتردد اليسار في إستلام السلطة ، ووجود فراغ سياسي كبير لم يستطع الأخوين عارف ردمه ، مضافا إلى الحاجة الإقليمية والدولية الملحة لمجيء قوة شوفينية تستبق الهجمة السوفيتية المتوقعة على الشرق ، وتضبط زمام الجواد العراقي القلق المضطرب .
وكلنا عاش تجربة البعث وكيف نجح في تصفية الأحزاب القومية العروبية كما والكردية مضافا إلى اليسار ، ليتفرغ لاحقا إلى تصفية الجناح العقائدي في الحزب ذاته ، ليتحول لاحقا إلى الأحزاب الإسلامية التي أنتشت على هامش الثورة الإسلامية الإيرانية وحرب صدام مع الخميني .
خلال ثمانينات القرن الفائت ، إنطفأت آخر بارقة أمل بظهور يسار وديموقراطية وعلمانية وليبرالية ، لأن الحرب كانت حرب طوائف وقوميات ( عرب وكرد وعجم ، سنةٌ وشيعة ) ولا هامش فيها لغير هذا .
الأمريكان كانوا يريدون هذا ، وهذا ذاته أراده العرب من حلفاء صدام في السعودية والخليج عامة ومصر وغيرها .
وذات الذي حصل في العراق ، حصل في أفغانستان .
إيقاظ العنعنات الدينية والطائفية والقومية وتوظيفها لخدمة الغرب عبر إجهاض الأتحاد السوفييتي من جهة وإسقاط الثورة الإسلامية الإيرانية ، وتم تحقيق الهدف الأول وأوقف الإيرانيون عند حدود بلادهم بعد أن أرهقتهم الحرب الطويلة المدمرة .
لم تكن النتيجة منا وسلوى للأمريكان ، بل كان فيها من المرارة أيضا ، قدرا غير قليل ، فالمارد الظلامي الذي أطلق الأمريكان سراحه ، إنقلب عليهم في الحادي عشر من سبتمبر ، ثم أنقلب صوب حلفاءهم المنتجون الحقيقيون له ، وهم السعوديون وأهل الأزهر ، أما من الجانب الإيراني فقد جرى توظيف ذات المارد لصالحهم ، وفعل صدام الأمر ذاته ، وكذلك السوريون ...!
حسنا ...أين قوى الديموقراطية واليسار والعلمانية في عهد ما بعد صدام حسين ؟
بالتأكيد لا وجود لها إلا في مخيلة بعض الأحبة ، لأن من غير المنطقي أن تكون موجودة في هذه المرحلة الباكرة من تحرير العراق .
ليس غريبا أن يوجد السيستاني والجعفري والحكيم ، فهؤلاء كما الخامنائي في إيران وبن لادن في جحور تورابورا ، هم ثمار تلك المرحلة التي جاءت بالخميني إلى إيران ، وقبله جاءت بصدام إلى العراق ...!
هل معنى هذا أن لا نتوقع لتلك القوى أن تظهر في القريب ؟
قطعا لا ...!
بل ستظهر لأن ظهورها حتمية لا بد منها ، إنما متى ...هذا هو السؤال ...!
الأمر لا يعتمد على الأمنيات أو التوقعات بل على حركة العامل الموضوعي في الشارع العراقي .
ما تحقق في بلدنا من إنتخابات هو نتيجة عظيمة جدا ، لأنها ستؤسس لدستور وشرعية سياسية حقيقية لم ننل مثلها منذ أكثر من نصف قرن ، لا بل وحتى أرقى من تلك الديموقراطية التي كانت لدينا إبان العهد الملكي ...!
هذه النتيجة الجميلة الرائعة علينا أن نحميها ونحرس بذرتها بدمائنا وكل ما نملك حتى تينع وتتعزز وتثمر المزيد والمزيد من الخير لبلدنا وأجيالنا القادمة .
هذه هي الخطوة الأولى ، ولا ينبغي أن نتألم لأن من فاز فيها هو من يمثل الأسطورة لا البرنامج التنموي الوحدوي العراقي ، بل لندعه يتصدى للمهمة ويأخذ حصته من المسؤولية ، فبالنتيجة أما أن يدفع المسيرة خطوات إلى الأمام أو أن يخفق فيسقطه الناس في الإنتخابات القادمة في نهاية العام أو إلى ما بعد الدورة الإنتخابية الأولى بعد أربع أو خمس سنوات ...!
لا بأس ليكن الحكيم أو الجعفري أو حتى الشيخ ضاري ، لا يهم ، المهم أن الدستور سيقر والديموقراطية ستكفل وطنيا ودوليا ، والمهم أكثر أن الأمريكان عندنا وسيبقون عندنا حتى يتحقق كامل برنامجهم لتغيير الشرق الأوسط بأكمله ، وبالنتيجة فكما أن تحرير العراق كان نعمة علينا ، فإننا سنكون بدورنا نعمة على أشقائنا في العروبة والإنسانية إذ ستشع الديموقراطية العراقية على الجميع .
إن الجميل جدا في الديموقراطية ، هو أنك ملزمٌ في أن تعمل وإلا أسقطك الناس ، ليس في الديموقراطية مجال ( للتنبلة ) ، كما في حال الدكتاتوريات والأنظمة القبلية والظلامية الموجودة في جوارنا العربي والإسلامي . لا بد أن تعمل ، ولا بد أن ترى الناس عملك ، وهناك صحافة حرة تلاحقك ، ومعارضة برلمانية وفي الشارع تسد عليك منافذ التلكؤ والإعتذار والتبرير .
لا بد من العمل ، ولتكن ما كانت آيديولوجيتك .
أنت ملزم بأن تبني صناعة قوية وزراعة عظيمة ومشاريع سياحية كبيرة وتجارة متدفقة وإعمار وخدمات تعليمية وصحية وثقافية و...و...و... الخ .
وجميع هذا سينعكس على وعي الناس ، فيرتقي هذا الوعي فإن أرتقى فإن الحاكم وحزبه سيتغير بدوره وسيتعزز إنتماءه الوطني حتى ليتغلب على الإنتماء الطائفي وبالتالي سيجد نفسه في ذات الخانة مع الليبراليين واهل اليسار والديموقراطيين الحقيقيين ، أما إن فشل في خلق متغيرات كمية وكيفية ، فإنه سيضر بنفسه وحزبه وسينكمش ويتقوقع ويسقط سياسيا بالضربة الإنتخابية القاضية من قبل جمهوره ، وهنا سيكون لأهل اليسار والليبرالية والديموقراطية فرصة أن يحلوا محله .
كل الخيارات أيها الأحبة هي في صالح قوى التقدم من ليبراليون ويسار ديموقراطي ، إنما لننتظر قليلا حتى يتحقق التطور الرأسمالي المنتظر الذي سيؤدي بالضرورة إلى متغيرات في الوعي هي بالنتيجة في صالحكم .
أتمنى على الأحبة أن يعذروني إذا ما قسوت في تجريح أحلامهم الباكرة جدا .



#كامل_السعدون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضعف النضج العاطفي لدى الإنسان الشرقي - مقال سيكولوجي
- عيناها ...غابتا نخيلي - شعر
- احمد الجلبي - الإختراق الجميل والمرشح الأفضل لرئاسة الوزارة ...
- لن يتغيير الشرق ويتحضرمع بقاء النظامين السوري والإيراني
- أظن أن الدائرة بدأت من هنا - إضاءة على مقال السيدة وجيهة الح ...
- مهمة عاجلة أمام شعبنا في الداخل والخارج - تشكيل منظمة مدنية ...
- أكذبّ - شعر
- الفيدرالية الطائفية مجددا - ردٌ على أعتراضات بعض الأخوة
- فيدرالية الطوائف ثانية
- العزيز الجلبي وفيدرالية الطوائف
- تتحداني - شعر
- أغاني للوطن والناس - شعر شعبي عراقي
- إلى صديقي - شعر
- عرس بلادي - شعر
- أنتِ معي - شعر
- إلى من حرروا نيسان من العار - شعر
- يا امرأةٍ - شعر
- تعرف على ذاتك - مقال سيكولوجي
- هذا صوتي - شعر
- أوَ تذكر...؟ - شعر


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - كامل السعدون - أسطورة - قوى - اليسار والديموقراطية في عراق ما بعد الفاشية