أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كامل السعدون - لن يتغيير الشرق ويتحضرمع بقاء النظامين السوري والإيراني















المزيد.....

لن يتغيير الشرق ويتحضرمع بقاء النظامين السوري والإيراني


كامل السعدون

الحوار المتمدن-العدد: 1112 - 2005 / 2 / 17 - 10:16
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


من الأكيد أن البرنامج الأمريكي لوضع الشرق المسلم على طريق العقلانية والعلمانية والتسامح والسلام ، لن ينجح بأسقاط صدام حسين أو الضغط على السعوديين أو دول الخليج الأخرى لإنشاء مجالس شورى أو هيئات بلدية أو أعطاء بعض الحقوق للمرأة أو ما شابه ، فجميع هذا ليس إلا ترقيعا لنظم متهالكة وبذات الآن يسيرة التغيير فيما لو أمكن الأنتهاء من ملف أشرس نظامين متخلفين عدوانيين في المنطقة وهما النظام الإيراني والسوري .
هذين حسب ، بأياديهما إن شُلت ، مفاتيح التغيير والعصرنة والعولمة والتحضر والسلام ، وما البقية إلا نظما قبلية هامشية لا تمتلك شعبية ولا تمتلك مباديء أو قيم عدوانية خطرة ويمكن التخلص منها أو تحديثها بسهولة بمجرد التخلص ممن سوريا وإيران .
النظامين السوري والإيراني يعيشان على بضاعة الإرهاب والتوتر وإبقاء النار مشتعلة في أكثر من مكان ، تماما كما كان النظام الصدامي يعيش على إرهاب الداخل والخارج وتصدير التوتر لتخفيف أحتقاناته ، فكذلك يفعل هذين النظامين الحليفين تحالفا وجوديا مصيريا لا أنفصام له .
المشروع الأمريكي للشرق الأوسط الكبير العلماني المتسامح المتطور والعادل ، هو في الحقيقة مشروع إنساني حضاري يخدم المواطن في دول الشرق عامة كما ويعود بالمنفعة على امريكا ذاتها والغرب كله ، لأنه لا شك سينتهي بأنتصار الليبرالية والأقتصاد الحر والعولمة وتحديث الثقافة الإسلامية ووضعها في قناة التفاعل السلمي والحر مع ثقافات العالم الأخرى بعد تصفية جذور العنصرية والشوفينية والاستعلائية فيها ، ومثل هذا الهدف الجليل ستكون إنعكاساته كبيرة على الفئات والأثنيات المظلومة في الشرق وبالذات المرآة والطفل والأقليات العرقية ودعاة الليبرالية والتقدم والحرية الحقة وبالنتيجة الأغلبية العظمى من شعوب الشرق ,ولكن هذا يستحيل تحقيقه بغير التخلص من النظامين السوري والإيراني وتحرير الشعبين العراقي واللبناني وشعوب الخليج من الخطر الإيراني الدائم المحدق بها .
الملاحظ لعملية تحرير العراق أنها انجزت بغاية السهولة وتهاوى النظام بيسر شديد وكان ممكنا أن ينعم العراقيون الآن بالأمن والأمان ، ولكانت مشاريع الأعمار قد قامت منذ ساعة التحرير تأسيسا على تلك السهولة في سقوط النظام وهذا الترحيب الكبير الذي واجهته عملية التحرير في البدء ، والأنهيار الكبير الذي حصل في ترسانة النظام العسكرية وهروب عناصره إلى الملاجيء الريفية أو الصحراوية أو إلى الجوار حيث العمق الإستراتيجي السوري ، ولكن فجأة ظهر الإرهاب الإسلامي والعروبي في الساحة بعد التقاط أنفاس قصير ، ومن يومها ونحن نواجه الموت المجاني العبثي وبالجملة .
وحتى الآن وبعد عرس الإنتخابات الرائع الذي بهر العالم ، فإن الخطر لا زال محدقا وماثلا بقوة ، فلا الإيرانيون ولا السوريون يمكن أن تسعدهم إنتخابات ديموقراطية عراقية حقيقية مائة بالمائة ، لأن مثل هذا ما لا يتناسب مع إجناداتهم الآيديولوجية الشوفينية الطائفية ، وبالتالي فسيظلون شوكة في حلق الديموقراطية بحيث يمكن أن يحرفوا مسارها من داخلها ذاته .
التوجهات الطائفية الناشطة في العالم العربي ، وفي الشرق عامة وفي العراق خاصة منذ ما يفوق الربع قرن ، وبالذات منذ حرب تحرير أفغانستان وظهور الخميني في إيران ، هي إفراز من إفرازات الثقافة العربية الإسلامية في أكثر مراحلها إنحدارا وتفسخا ، وهي في الأصل نتيجة من نتائج جمود الحياة السياسية العربية وغياب الحل النهائي والعادل للقضية الفلسطينية ولاأبالية العالم تجاه مظلومية الشعوب العربية والأقليات ، بحيث تركوا ذات الأنظمة وذات الحكام في ذات العروش عشرات السنين دون أن يضغظوا عليهم ليفسحوا المجال لرياح التغيير .
وتلك النعرات القومية والطائفية في العراق تجد اليوم في إيران وسوريا من يدعمها بقوة ، بإعتبارالعراق الجبهة الأكثر سخونة في مواجهة برنامج التحديث والعولمة والديموقراطية الأمريكية ، وبالتالي فإن مهمة إسقاط هذين النظامين هي الأكثر جدية من مسألة تحقيق الديموقراطية أو الإصلاحات الجزئية هنا أو هناك ، وحتى ديموقراطيتنا العراقية الموعودة ، لا نظنها ستأتي بثمارها المرجوة طالما هناك من يرنو إلى إيران النووية الشيعية القوية أو سوريا القومية العروبية المحتلة للبنان .
الشوفينية والظلامية الإيرانية تجد من يتأثر بها ويرنو لها بحب وإعجاب وأمل بأنها ستقلب الطاولة على الأمريكان والديموقراطية الأمريكية لتؤسس لتلك الهيمنة الرجولية الظلامية لإهل الدين على البلد تماهيا وتأثرا بإيران ، كذلك هو الحال لدى الطائفة أو بالأحرى ظلاميو الطائفة الأخرى وأنصار النظام السابق ممن خسروا كل شيئ ، فهؤلاء لا زال لديهم الأمل الكبير بإن رديفهم السوري وملياراتهم التي سرقوها من الشعب العراقي وظلاميو طائفتهم في دول الجوار العربي وفي العالم ، يمكن أن يسندهم في أستمرار الإرهاب ضد الأمريكان والحكومة العراقية ، طالما هؤلاء الردفاء لا زالوا أقوياء مقتدرين متحصنين في بلدانهم تحت عباءة السيادة الوطنية .
لأجل هذا كله أرى أن من العبث أنتظار أن تشع الديموقراطية على سوريا وإيران من تحت عباءات الفقهاء أو القومجيين المتكلسين المتخشبين ، بل ليس إلا التغيير الجاد بالضغط العسكري والأقتصادي ثم بدعم المعارضة السورية والإيرانية بشكل جاد لتكون رأس الحربة للتغيير في تلك البلدان .
يجب محاصرة السوريين والإيرانيين بقوة ليخرجوا أولا من لبنان فتعود له حريته وكرامته ، ويجب تحرير القرار الفلسطيني من هيمنة حزب الله ، ثم يجب الضغط على إيران لتغلق حدودها جديا من جانبها ، بذات الآن يجب أن ينتقل الأمريكان إلى جبهة الحدود مع إيران إن كانوا يريدون لهذا الشرق أن يتماثل للشفاء ، بدلا من أن يظلوا يقاتلون في صحارى الرمادي وأطراف الموصل وأرياف الفرات ، ويقتل منهم كل يوم الواحد والأثنين والعشرة .
من جانبها ، حكومتنا القادمة الأكثر شرعية من كل حكومات المنطقة بأستثناء تركيا وإسرائيل ، ينبغي عليها أن تنشط هيئة أجتثاث البعث وتعود لتطهير اجهزتها من الداخل وبالذات أولئك الذين سربهم السيد علاوي بحسن نية أو بسؤها إلى وزارات الدولة والجيش والحرس الوطني ، ويجب أن تباشر بتصفية من لديها من الإرهابيين الذين يعدون بالآلاف ممن قبض عليهم طوال هذين العامين الذين سلفا ، بالتلازم مع محاكمة رموز النظام وإعدام الرؤوس الأساسية التي تستحق الأعدام ألف مرة لا مرة واحدة جزاء ما أرتكبت بحق العراقيين والعراقيين وحدهم أولا وآخرا .
الأمريكان كما العراقيون بحاجة إلى عمل منسق منظم متوافق ، الآلون يتفرغون لأكمال أجندتهم التي هي أجندة الملايين المظلومة في هذا الشرق ، وذلك بأن يتفرغوا لسوريا وإيران ضغطا حازما لا تهاون ولا تميع فيه ، أما العراقيون وبعد أن تحققت الشرعية الإنتخابية ، عليهم أن يكونوا اكثر حزما في تصفية الإرهاب الذي عرقلته محاولات السيد علاوي لتحقيق الإجماع والتوافق ولو على حساب المصلحة الوطنية العليا للأغلبية المظلومة .
بمثل هذا يمكن أن نأمن على ديموقراطيتنا ونردع عشاق الظلم والظلامية عندنا في العراق بين كلتا الطائفتين من طوائف الإسلام السياسي .



#كامل_السعدون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أظن أن الدائرة بدأت من هنا - إضاءة على مقال السيدة وجيهة الح ...
- مهمة عاجلة أمام شعبنا في الداخل والخارج - تشكيل منظمة مدنية ...
- أكذبّ - شعر
- الفيدرالية الطائفية مجددا - ردٌ على أعتراضات بعض الأخوة
- فيدرالية الطوائف ثانية
- العزيز الجلبي وفيدرالية الطوائف
- تتحداني - شعر
- أغاني للوطن والناس - شعر شعبي عراقي
- إلى صديقي - شعر
- عرس بلادي - شعر
- أنتِ معي - شعر
- إلى من حرروا نيسان من العار - شعر
- يا امرأةٍ - شعر
- تعرف على ذاتك - مقال سيكولوجي
- هذا صوتي - شعر
- أوَ تذكر...؟ - شعر
- قد كنت صديقي - شعر
- عذراً يسوع - شعر
- أعياد الميلاد - شعر
- الأستبصار أو الرؤية الفائقة - مقال في البارسيكولوجيا


المزيد.....




- فيصل بن فرحان يعلن اقتراب السعودية وأمريكا من إبرام اتفاق أم ...
- إيرانيون يدعمون مظاهرات الجامعات الأمريكية: لم نتوقع حدوثها. ...
- المساندون لفلسطين في جامعة كولومبيا يدعون الطلاب إلى حماية ا ...
- بعد تقرير عن رد حزب الله.. مصادر لـRT: فرنسا تسلم لبنان مقتر ...
- كييف تعلن كشف 450 مجموعة لمساعدة الفارين من الخدمة العسكرية ...
- تغريدة أنور قرقاش عن -رؤية السعودية 2030- تثير تفاعلا كبيرا ...
- الحوثيون يوسعون دائرة هجماتهم ويستهدفون بالصواريخ سفينة شحن ...
- ستولتنبرغ: -الناتو لم يف بوعوده لأوكرانيا في الوقت المناسب.. ...
- مصر.. مقطع فيديو يوثق لحظة ضبط شاب لاتهامه بانتحال صفة طبيب ...
- استهداف سفينة قرب المخا والجيش الأميركي يشتبك مع 5 مسيرات فو ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كامل السعدون - لن يتغيير الشرق ويتحضرمع بقاء النظامين السوري والإيراني