أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - هل تصبح سوريا فلسطين ثانية؟














المزيد.....

هل تصبح سوريا فلسطين ثانية؟


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 3865 - 2012 / 9 / 29 - 08:25
المحور: كتابات ساخرة
    



بعد أن بثّت الدول العربية والغربية الرعب في سوريا، وأصبح السوريون اليوم لاجئين ومشردين وباحثين عن اللجوء يتبادر إلى الذهن أنها ستكون بلدا محتلا من قبل العصابات المسلحة التي أصبحت ترتع في البلاد وتنتهك الأعراض من كل جانب، من جهة العراق ومن جهة لبنان ومن جهة تركيا التي كانت حليفا قويا لسوريا قبل حدوث الأحداث.
إن ما يجري في سوريا اليوم هو أخذ بالثأر وأشبه ما يكون بحرب العصابات التي نسيها الشعب العربي منذ فترة من الزمن ولم يذق طعم التشرد واللجوء والحرمان من هبّة هواء نقي يريح الأفئدة والأعصاب، إن ما يجري لا أستطيع أن أفهمه ولا أحد يستطيع أن يقرأه، من أين أتت جحافل الجيش الحر، وهل كان حرا فعلا؟ وهل هي عصابات كوّنها أشباه الرجال في الغرب وموّلها العرب بأموالهم يقتلون الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال ويعيثون فسادا، إنها فتنة ظلماء وعقلية جوفاء وتصرفات بلهاء، إن ما يجري أشبه بفيلم ننظر إليه من خلال الشاشات ونحسب أنفسنا أننا نشاهد لقطات من مسلسل لم تنته حلقاته بسلام، ونسأل هل حقا هذا ما يجري في سوريا البلد الذي كان شامخا طوال الزمان، زرته في التسعينات وكان السوريون آنذاك تحركهم الوطنية والشهامة وحب العمل والتفاني في خدمة ضيوفهم الكرام من أي بلاد حلّوا، وكانت تعج بالحركة الدؤوبة والأمن والأمان، وكانت المعيشة بها أشبه بحلم الإنسان، كل شيء متوفر وعلى أعلى طراز، أعجبتني دمشق كثيرا وأنا أتجول في شوارعها ليلا ونهارا، صورتها لم تفارق ذهني رغم أن الأمر قد مضى عليه 18 عاما.
إن الذي يحدث لا يكاد يصدق، هل يحصل فعلا أم أن وسائل الإعلام تكذب علينا أم أننا نعيش وهما؟ لا يمكن لهذا البلد أن يدمَّر بين أعيننا ونحن نتفرج ما الذي يمكن أن نفعله؟ ما الذي يمكن أن نقدمه؟
اتركوا سوريا وشأنها، اتركوها فقد كانت آمنة، ومن حفر جبا لأخيه وقع فيه، ومن دبّر المكيدة أصابته مصيبة، ومن حرّك الفتنة جرّ لنفسه النقمة، لا تعبثوا بدماء الأبرياء والآمنين ولا تكونوا سفهاء، فكّروا في الحلّ وأخرجوا البلاد من الوحل.
وإنّي لأستهزئ من طلب أمير قطر حينما دعا إلى تدخل عسكري عربيّ، إنه يدعو إلى الاحتلال ويكرس فكرة اغتصاب دولة عربية أخرى كما حدث في وعد بلفور سنة 1948 حينما اتفق الجهلاء على تسليم فلسطين لليهود الغاصبين، وها هو أمير قطر بحجمه الكبير وعقله الصغير يتحدث كما لو أن مفاتيح الحرب والسلم بيديه، اعتقد أن المال يصنع الكبرياء ولا يدري أنه يرديه إلى أسفل سافلين، إنها دعوة للحرب والمكيدة في حقّ بلد كان آمنا مطمئنا.
أطالب من خلال هذا المنبر بتحقيق دولي شفّاف في أسباب المشكلة، ومن أدخل السلاح والعباد إلى سوريا ليصنعوا ثورة كما يقولون، فلم نعد نرى الشعب يتظاهر بل نرى لغة الرصاص وصهيل الرشاشات والدبابات والمدافع من كل جانب، أطالب بالتحقيق مع أمير قطر الذي دعا إلى تدخل عسكري عاجل هل يرى مصلحة عليا في ذلك ومن من الدول العربية تتجرأ أن ترسل جنودها إلى مواقع هي أشبه بحرب العصابات، فإذا كانت تهزهم كلمة فما بالك بالمدفع والرشاش!
وانظروا إلى أمريكا اليوم فإنها أصبحت تلهث كالكلب إن تحمل عليها تلهث وإن تتركها تلهث، فهي الآن مشغولة بانتخاباتها الرئاسية المحمومة ولا تبالي بما يجري في سوريا ولا يهمها إن كان النظام البادي أو دول الجوار، تريد أن تحرق ما تبقى من معارضة للنظام العالمي البائس الذي لا يرى إلا نفسه في المرآة ولا ينظر إلى ما حوله من ركام ورماد ينتظر شعلة ليحرق ما حوله ومن كان واقفا أمام المرآة.
هل نرى فعلا فلسطين ثانية في سوريا؟ هل يتحقق وعد حمد 2012 كما تحقق وعد بلفور 1948 وبينهما 64 سنة ربما يكون عمر أمير قطر نفسه، فليحذر العرب مما يفعلون فقد يجنون الويلات بدل المدح والثناء.



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تبا للأمم المتحدة الفاشلة
- أمريكا جنت على نفسها
- الأنثى ليست عورة
- غشاء البكارة جزء من الشرف
- المرأة في نظري
- نوال السعداوي، امرأة ليس لها تاريخ
- الوهابية خطر على الأمة الإسلامية
- باراك أوباما الرجل الأعتى إلكترونيا
- ما الذي يحدث في بورما؟
- رفقا بالزوجات
- جامعة الدول العربية في موت سريري
- لماذا تطالب المرأة بالمساواة؟
- حمد اختفى وغليون استقال
- محمود عباس يعمل لحساب من؟
- فنانون يبحثون عن الشهوات
- من يوقف حمد بن جاسم؟
- الغرب أكبر راع للإرهاب
- ما ذنب أسيل إذ قتلت
- نظرية الخلافة بعد الثورات العربية
- وسقط قناع قناة الجزيرة


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - هل تصبح سوريا فلسطين ثانية؟