أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - ما ذنب أسيل إذ قتلت














المزيد.....

ما ذنب أسيل إذ قتلت


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 3688 - 2012 / 4 / 4 - 01:41
المحور: كتابات ساخرة
    



طفلة لم يتجاوز عمرها الأربع سنوات خطفتها رصاصة الاحتلال دون شفقة ولا رحمة وبكل قسوة وعنجهية، رصاصة تشقّ جسمها الناعم البريء الذي لا يعرف لغة الرصاص، وأطفال آخرون يموتون حرقا في غزة بسبب شمعة أشعلوها في ليلهم المظلم الحالك الظلمة وانقطاع الكهرباء، بأي ذنب يقتلون يا عرب؟
ماذا فعلوا لإسرائيل حتى تئدهم في بيوتهم وتقضي عليهم بين عشية وضحاها، أين العرب؟ أين العرب؟
إنهم مشغولون، وما الشغل الذي يمنعهم من الوقوف إلى جانب المحرومين والبؤساء، ألم تقرأوا البؤس بعد يا عرب؟ أم أنّ النعمة ألهتكم حتى أخرجتكم من إنسانيتكم، ولم تعودوا تشفقوا على طفل يبكي ويصرخ من الحرمان العاطفي والحرمان الجسدي والحرمان النفسي، تبّا لكم أليست لكم القدرة على الوقوف صفا واحدا في وجه الاستبداد الإسرائيلي المتوحش، لم لا تكشروا على أنيابكم أم أنّ أنيابكم اليوم لا تخيف اليهود فأنتم أحفاد إبراهيم عليه السلام وإخوان محمد صلى الله عليه وسلم؟ ألا تخجلوا من أنفسكم كيف يطيب لكم أكل أو شرب أو نوم وإخوانكم محرومون من أبسط الحقوق وفوق ذلك يهانون وأنتم سامدون وأنتم صامتون؟ يا لخيبة العرب يتقاتلون ويتناحرون من أجل الحرية والكرامة كما يدعون والكل واقع في فخ اليهود والمنافقين، فلا معنى لحرية مبتورة ولا حياة إلا مع القصاص من أحفاد القردة والخنازير وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.
إن القلب ليتألم وإن العين لتدمع وإن الفؤاد ليتحسر على أمة ضحكت منها الأمم، كانت خير أمة أخرجت للناس والآن أصبحت أسوأ أمة على الإطلاق، كفانا كلاما وبكاء على الأطلال، نريد أفعالا، نريد تأديب إسرائيل على أفعالها، نريد أن نقصّ أصابعها كما قصّ الثوار في ليبيا أصابع سيف الإسلام، نريد أن نلجم لسانها وتتأدب معنا نحن العرب وأن تعمل ألف حساب لنا قبل أن تتشدق بكلمات.
انظروا إلى حال العرب، إنهم غائصون في الفتن، ملوثة أيديهم بدماء بعضهم البعض،إنهم محرومون من النعم، تسيل دماؤهم ولا تعرف من كان على حق ومن كان على باطل وكلّ يدعي ليلاه، وفئة أخرى لا شأن لها بما يحدث البتة رزقها الله المال فتبعثره هنا وهناك في سهرات تافهة ومن أجل الجلوس مع فاتنة، أو شرب كأس خمر مع راقصة يدفع الآلاف بل أقول الملايين لإشباع لذته وإخوانه في فلسطين محرومون من الأكل والشرب والكهرباء، ينامون الليل جوعى وعطشى ودون لحاف يلف أجسادهم التي تعودت على الطقس البارد في أيام الشتاء القارسة.
إنها أعجوبة الدهر أن نهتم بأخبار الفنانين والنجوم الذين يغدقون بالأموال ويسرفونها في ملذاتهم وشهواتهم، ولا أعني هنا الغرب بل أبناؤنا العرب، لا يهتمون ما أصاب الأمة من كرب، وعندما يتحدثون يضحكون ولا يبالون ولا عجب.
أما السياسيون فلا غرو أنهم لا يتحدثون اليوم إلا عن سوريا البلد المنكب أو المنبت أو المحتل، لماذا يا عرب؟ لماذا يا حمد بن جاسم؟ ويا نبيل العربي؟ ويا اويا ويا ...... لم تقرؤوا الخبر أن القدس قريبا سيندثر، وأن بكاء الأطفال والأرامل سيعلو، وأن الحرب مع اليهود قريبا ستشتعل، كما وعد نبينا المصطفى الأغر، وأن مطر العذاب سينهمر، والكل سيتلظى بنار سعر، ذلك لمن أراد أن يدّكر، أو يتعظ ويعتبر.
قوموا يا عرب، اصحوا يا عرب، قبل فوات الأوان، قبل الندم واعلموا أن الأجيال القادمة لا تغفر لكم، ستظل دوما تدعو على من فرّط وغدر، مهما طال بها الزمن، واستمر السحر.



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرية الخلافة بعد الثورات العربية
- وسقط قناع قناة الجزيرة
- غزة تستغيث بحمد بن جاسم
- الزوجة تحتاج إلى دفء
- سر الأنثى
- أخي في ذمة الله
- هل يرحل بشار الأسد؟
- هل ستسقط سوريا؟
- ما الذي يجري بالضبط في سوريا؟
- هل أصبح للحب زمن؟
- كيف ننظر إلى المرأة
- لبيك يا حسين
- واهتز عرش إسرائيل
- لا إعلام محايد
- لماذا سوريا الآن
- احذروا السلفية
- الحداثة زندقة فكرية


المزيد.....




- علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي ...
- استقبل الآن بجودة عالية HD.. تردد روتانا سينما 2024 على الأق ...
- -انطفى ضي الحروف-.. رحل بدر بن عبدالمحسن
- فنانون ينعون الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن
- قبل فيلم -كشف القناع عن سبيسي-.. النجم الأميركي ينفي أي اعتد ...
- بعد ضجة واسعة على خلفية واقعة -الطلاق 11 مرة-.. عالم أزهري ي ...
- الفيلم الكويتي -شهر زي العسل- يتصدر مشاهدات 41 دولة
- الفنانة شيرين عبد الوهاب تنهار باكية خلال حفل بالكويت (فيديو ...
- تفاعل كبير مع آخر تغريدة نشرها الشاعر السعودي الراحل الأمير ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 158 مترجمة على قناة الفجر الجزائري ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - ما ذنب أسيل إذ قتلت