أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فوزي بن يونس بن حديد - أخي في ذمة الله














المزيد.....

أخي في ذمة الله


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 3662 - 2012 / 3 / 9 - 20:09
المحور: سيرة ذاتية
    


بالأمس القريب ودع العائلة من كان أصغرنا سنا بعد معاناة مع مرض أفقده توازنه، رحل أخي وترك لوعة لا توصف وحرقة في القلب ستدوم معنا ما دمنا أحياء، فبعد علمه بمرضه سلم أمره لله عز وجل وجعل الشفاء بيد الله بعد أن قرر الأطباء أن حالته ميؤوس منها وأنه لا يوجد حلّ ولا طريقة للتدخل فمن يصاب بهذا المرض إما أن يسلم أمره لله وإما أن يعيش حالة نفسية كئيبة طوال حياته.
وتلك عبرة لنا جميعا في أن نقوي إيماننا بالله عز وجل وأن نؤمن يقينا أن ما أصابنا ما كان ليخطئنا وما أخطأنا ما كان ليصيبنا وأن قضاء الله سبحانه وتعالى نافذ لا محالة وأن الموت حق لا يستطيع أحد من البشر أن يؤجل ثانية واحدة من الأجل المحتوم، لن يستطيع إنسان مهما بلغ من العلم علوا أن ينقذك من الأجل والموت وذلك دليل على قوة الخالق جل جلاله وقهره لعباده فهو القاهر على عباده ولكن الناس لا يعلمون.
كنت إلى جانبه في كل لحظة بعد ما سمعت بمرضه وحاولت قدر الإمكان أن أوفر له الجو الملائم حسب الإمكانات المتاحة، لم أتوقع رحيله بهذه السرعة، كان المرض شرسا وكان صبره طويلا تحمل الأوجاع بكل أناة وقوة خاصة وأنه يعيش مرحلة من أصعب المراحل، فمرة كنت قد أخذته لعمل أشعة على بدنه بالكامل استقبلني الطبيب بكل جرأة وبعد أن قرأ ملفه حدثني أن حالة أخيك في مراحلها الأخيرة ولا حاجة لعمل مثل هذه الأشعة خوفا عليه من أن يتعب أكثر، أصبت بإحباط ولا أخفي عليكم أنني بكيت في تلك اللحظة الحرجة ولكني بعد فترة تمالكت نفسي وقلت إن الطبيب لا يعلم الغيب وأنه مجرد إنسان يجتهد فيخطئ ويصيب وإنني متفائل رغم حالته الصعبة جدا فلم أستسلم وحاولت أن أجد طريقة ملائمة لإنقاذ أخي مما هو فيه أو على الأقل تخفيف الآلام والأوجاع واجتهدت في ذلك كما اجتهد الطبيب ولكن الأجل إذا جاء لا يتأخر ولا يتقدم إنما الأمر كله لله، سافرت من تونس السبت على أمل أنه قد تحسن ولكن كانت كما يبدو وكما يقال راحة الموت ولكل ميت راحة فهو يتحسن قبل موته بأيام ثم ينقضي الأجل.
بعد يومين أخبرني الأهل أن أخاك تردت حالته الصحية سألت الله عز وجل أن يشفيه وينقذه وبقيت أترقب في حالة نفسية صعبة فلم يحل لي أكل ولا شرب ولا عمل ولا لقاء ولا أي شيء، همي الوحيد أن يشفى أخي، وجاء الخبر الفاصل فجر يوم الاثنين الخامس من مارس 2012 عبر مكالمة هاتفية نزل كالصاعقة مفاده أن أخاك قد توفي، فحزنت جدا لفراقه لأنه ترك مكانا فارغا في العائلة وفرحت لأنه مات على طاعة ونطق بالشهادتين قبل فراقه وناداني ثلاث مرات حاولت أن أعرف ماذا يريد لكنه لم يتكلم وكأنه كان على موعد مع الموت وانتقل إلى حياة أخرى أتمنى أن يكون في عليين مع الصديقين والشهداء.
لم أستطع أن أحضر الجنازة رغم زياراتي المتكررة له ولكن كان هناك نوع من الارتياح لأنه توفي وقد أكملنا كافة الإجراءات المتعلقة به حسب استطاعتنا والله الموفق.
وبهذه المناسبة الأليمة أشكر جميع من واساني وجميع من وقف معي في هذه المحنة من الأهل والأقارب والأصدقاء من داخل السلطنة وخارجها سواء بالحضور أو الاتصال أو عبر البريد الالكتروني مما كان له الأثر الطيب في نفسي وعائلتي وليس لنا كلام سوى أن نقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، فكل نفس ذائقة الموت وإن الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت.



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يرحل بشار الأسد؟
- هل ستسقط سوريا؟
- ما الذي يجري بالضبط في سوريا؟
- هل أصبح للحب زمن؟
- كيف ننظر إلى المرأة
- لبيك يا حسين
- واهتز عرش إسرائيل
- لا إعلام محايد
- لماذا سوريا الآن
- احذروا السلفية
- الحداثة زندقة فكرية


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فوزي بن يونس بن حديد - أخي في ذمة الله