أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - معاد محال - مفهوم الجريمة في ثقافة القبيلة














المزيد.....

مفهوم الجريمة في ثقافة القبيلة


معاد محال

الحوار المتمدن-العدد: 3857 - 2012 / 9 / 21 - 18:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا تزال ثقافة القبيلة التي تُحتم على الفرد الخضوع القاهر للأعراف تستحوذ على القوانين والعقول، فهي لا تزال تنظر إلى أمور شخصية كعدم الإيمان ومسائل الحريات الفردية على أنها "تُهم" إذا ثبُتت على الإنسان يصير –في نظر المجتمع والقانون- مذنبا، شأنه في ذلك شأن اللصوص والمجرمين، بينما المبادئ الإنسانية تُقر على أنها أمور شخصية يجب أن تبقى خارج معنى الاتهام ما دامت لا تخص سوى أصحابها. أما المجتمع فيبدو أنه غير مهتم كثيرا بناهبي المال العام والمتهربين من تسديد أموال الضرائب بقدر اهتمامه بشكل المرأة ومعتقدات الأفراد.
جذبني هذا الحديث وأنا أعاين تلك الحملة الشرسة المسعورة التي شنها بعض المغاربة من نشطاء الانترنيت على رئيس تحرير جريدة الأحداث المغربية المختار الغزيوي، والسبب هو حينما سألته مذيعة إحدى الفضائيات (هل تقبل أن تمارس أختك أو أمك أو ابنتك الجنس خارج مؤسسة الزواج؟) فكان رده: أقبل أن تمارس أختي أو أمي أو ابنتي حريتهن كما تبدو لهن، وسرعان ما صار رد السيد الغزيوي هو شغل المغاربة الشاغل وقضيتهم الأولى، وذهب الحد بأحد رجال الدين إلى دعوته بتطبيق حد الردة عليه وقتله. ووسط هذه الضجة وجدتني أتساءل: هل كان تصريح الغزيوي يستحق هذه الهجمة الشرسة؟ هل صار التعبير عن القناعات الشخصية جريمة؟ لم لا يشن هؤلاء نفس الهجمات بنفس الحماس والشراسة على المتهاونين والفاسدين والمرتشين وما أكثرهم في هذه البلاد، ممن ألحقوا بها الأضرار بكافة المجالات؟ لكن القبيلة البدوية لا تحمي سوى أعراف وتقاليد تجاوزها الزمن وتخطاها الواقع.
وعن المقابلة التي كان ضيفها المختار الغزيوي فقد كانت حول مطالبة إحدى الجمعيات المغربية بإسقاط فصل القانون الذي يجرم ممارسة علاقة جنسية بين شخصين بالغين خارج إطار الزواج، وكانت حركة مالي قبلها قد رفعت مطلبا مشابها بخصوص إسقاط فصل القانون الذي يجرم الإفطار العلني في رمضان. هذه المطالب المستمدة من قيم ليبرالية قوبلت باستنكار شعبي شرس وبتجاهل تام من قبل السلطات. ولا يسعني هنا إلا أن أتساءل عن جدوى تلك القوانين التي تضطهد المرء وتحرمه من ممارسة قناعاته بحرية، مادام قادرا على اختراقها في الخفاء، إلا إذا كان الهدف هو إنتاج أجيال من المنافقين والمتصنعين والمطالَبين دوما بالظهور بمظهر الجماعة، يفقد الإنسان خلالها كل معاني الوفاء والإخلاص للنفس.
ثقافة القبيلة التي تستبعد وتسحق كل من يخرج عن المألوف والسائد والمتعارف عليه، يُحسن استغلالها رجال الدين والسياسة المتملقين إلى الجماهير والتواقين إلى الحظوة وكراسي السلطة. فالغرب لم يصل إلى ما وصل إليه الآن إلا عندما تخلى عن القيم التي كانت سبب رجعيته واستبدلها بأخرى تناسب أحلامه وطموحاته، وضع كرامة الإنسان وحقوقه الطبيعية فوق كل الاعتبارات، بينما لا نحن لا نتردد في "بهدلة" الإنسان وتمريغ رأسه في التراب باسم الأعراف، ربط الغرب مفهوم الفساد والجريمة بكل ما من شأنه أن ينتهك حقوق وحرية الفرد ويسبب له الضرر أو يهدد مصالح الدولة ومواطنيها، فيما ربطنا نحن مفهوم الفساد بلباس النساء وتسريحات شعر الشباب وعلاقات الغرام بين المراهقين، وربطنا مفهوم الجريمة بالمعتقدات والأفكار المخالفة لما نشأنا عليه، أما اللصوص الذين ينهبون من خيرات وطننا صباح مساء فهؤلاء مجرمون "ثانويون" تم تأجيل قضيتهم.



#معاد_محال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذيان
- على خلفية حبس الزعيم
- لن تعود
- ملعونة هذه الأرض
- حول هيمنة التفسير المجازي
- نظرتنا إلى المرأة لم تتغير منذ الجاهلية
- خير أمة أُخرجت للناس، وأوهام أخرى..
- هل نتجه نحو -عصور مظلمة- جديدة ؟
- أمام العرش
- ثورة الحفاة (4)
- شارع الحفاة (3)
- ثورة الحفاة (2)
- ثورة الحفاة (1)
- آلهة القرن الواحد والعشرين
- التكفير والتخوين..وسائل إقصاء دنيئة
- مفهوم الشك في العلم والدين
- طيب ومحب للخير و...غير متدين


المزيد.....




- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - معاد محال - مفهوم الجريمة في ثقافة القبيلة