أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - معاد محال - ملعونة هذه الأرض














المزيد.....

ملعونة هذه الأرض


معاد محال

الحوار المتمدن-العدد: 3678 - 2012 / 3 / 25 - 22:43
المحور: الادب والفن
    


السادسة صباحا. أستيقظ على إيقاع نغمة فيروزية. ألقي نظرة على اليومية وعلى خيبات أملي السابقة. رأسي مصدع ومثقل بالأسئلة. هناك جرثومة بدأت تعشش في رأسي. لا تستوطن سوى رؤوس البؤساء المرميين على قارعة الطريق مثلي. تنبش في صفحات ذاكرتي. تذكرني بعاري وعجزي وانحطاطي وصمتي. لا تتركني وشأني. إنها تقودني نحو الهلاك. ما أطيب رائحة الهلاك في وطن فاحت منه رائحة الذل.
اليوم، والأيام القليلة المتبقية سوف تكون مختلفة..يجب أن تكون مختلفة. لن أكتفي بالصلاة والدعاء بعد الآن. لا العقاب ولا المغفرة سوف يعيدان ما ضاع. ولا استمطار اللعنات سيشفي غليلي الموشك على الانفجار. سأمسك قدري بيدي ولن أسمح لأحد بالتدخل فيه بعد الآن. أستعد للخروج وأنا أعلم بوجود كلاب ترصدني. لن أمنحهم ما يريدون هذه المرة. لن ينالوا ما يبتغونه. لن يحصلوا على كعكة البيت الكبير على حساب خطواتي المتمردة.
قضيت اثنتي عشر عاما وأنا أردد النشيد الوطني كل صباح مقابل الاستفادة من دروس محو الأمية، في فضاء بلا ماء. بلا كهرباء وبلا مرحاض. اثنتي عشر عاما وأنا أهان وألعن كي أحفظ القصائد المختارة والتاريخ المزيف، وفوق رأسي عصا كعصا الراعي الذي يقود بها قطعانه. واليوم، هناك غرباء عن هذا الوطن لم يتعلموا في مدارسه ولم يتوغلوا في وحله يريدون تلقيني دروسا في الوطنية والتحدث باسمي في المؤتمرات الدولية. لم أكن يوما أخرسا كي يتحدث باسمي أشخاص يتكلمون لغة غير لغتي، ويتبنون عادات غير عاداتي...
قسما بالله إني بريء من كل من يقول عني شعب مضياف
ذلك أني لم أشعر يوما بالانتماء حتى أشعر بواجب الضيافة
و قسما بالله إني بريء من كل من يقول عني شعب يأكل الكسكس ويشرب الشاي المنعنع
ذلك أني لا أبتلع سوى الهم والغم ولا أذوق سوى طعم المرارة
ولو مررت في حنجرتي أنهارا من العسل لن أحس بغير طعم المرارة.
ولو كانت لي إرادة وكان لي طموح سوف أكتبه بعرق جبيني. ودماء جروحي السابقة لن تمحوها كل تقاريرهم الكاذبة. وكوخنا الموشك على الدمار لن تحجبه كل دعاياتهم الرخيصة.
وإني أتحدى أي شخص يقول بأن حياتنا أسعد من حياة الكلاب. فالكلاب لا تدافع عن أرض سوى الأرض التي تحمل أجسادها، ولا تحني رأسها إلا لكي تلتقط طعامها، ولا تحرس إلا منزل من يطعمها ويحسن إليها. أما نحن فندافع عن أرض ونعلم بأن ثمارها لن تكون من نصيبنا، ولا نحني رؤوسنا إلا لجلادينا، ولا نحرس إلا أملاك من شردونا..ملعونة الأرض التي لا يُمجد فيها سوى اللصوص وقطاع الطرق.



#معاد_محال (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول هيمنة التفسير المجازي
- نظرتنا إلى المرأة لم تتغير منذ الجاهلية
- خير أمة أُخرجت للناس، وأوهام أخرى..
- هل نتجه نحو -عصور مظلمة- جديدة ؟
- أمام العرش
- ثورة الحفاة (4)
- شارع الحفاة (3)
- ثورة الحفاة (2)
- ثورة الحفاة (1)
- آلهة القرن الواحد والعشرين
- التكفير والتخوين..وسائل إقصاء دنيئة
- مفهوم الشك في العلم والدين
- طيب ومحب للخير و...غير متدين


المزيد.....




- “أحداث مشوقة في انتظارك” موعد عرض المؤسس عثمان الحلقة 195 ال ...
- نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس فور ظهورها عبر nateg ...
- صدر حديثا : محطات ديوان شعر للشاعر موسى حلف
- قرنان من نهب الآثار التونسية على يد دبلوماسيين برتبة لصوص
- صراع الحب والمال يحسمه الصمت في فيلم -الماديون-
- كيف يبدو واقع السينما ومنصات البث في روسيا تحت سيف العقوبات؟ ...
- الممثل عادل درويش ضيف حكايتي مع السويد
- صاحب موسيقى فيلم -مهمة مستحيلة- لالو شيفرين : جسد يغيب وإبدا ...
- دينيس فيلنوف يُخرج فيلم -جيمس بوند- القادم
- افتتاح معرض -قفطان الأمس، نظرة اليوم- في -ليلة المتاحف- بالر ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - معاد محال - ملعونة هذه الأرض