أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسعد البصري - ماركس الكبير و أطيافه














المزيد.....

ماركس الكبير و أطيافه


أسعد البصري

الحوار المتمدن-العدد: 3854 - 2012 / 9 / 18 - 10:07
المحور: الادب والفن
    


الماركسية فجرت الغضب حقاً
لا توجد فلسفة أبرع منها في تفجير الغضب
غضب الفقراء ضد الطبقة المالكة لوسائل الإنتاج
غضب يطيح بالقانون و بالدين في وقت واحد
فالدين أفيون الشعوب عملية تنويم للفقراء والعبيد
في الفترة التي استخدم فيها العبيد في أمريكا
كان يتم تشجيعهم من قبل الأسياد على ممارسة الدين
والتمتع بعمقه الروحي
كانت الأناشيد تعدهم بالجنة
بالعالم الجميل بعد الموت هذه مكافأتهم
لقاء الطاعة والسلوك الصالح و احتمال الذل البشري
لا شيء لكم في هذا العالم سوى العمل الشاق والألم لغسل الذنوب
كنوز الأرض كلها لا تساوى مكافأة الرب للمحرومين والعبيد
هذا من ناحية و من ناحية أخرى القانون هو عصا بيد الأغنياء لجلد الفقراء
هذا التحريض الماركسي بلا شك لا يخلو من موضوعية و خطورة
لكن الماركسية أسست بسرعة ديناً جديدا حكمت به ملياري إنسانا
دينا له أنبياء و إنجيل و قديسون
وهكذا انطوت الماركسية في جزء منها على خدعة كبيرة
فقد و عدت بإنزال الجنة إلى الأرض و طرد الإله في السماء وحيداً
يقول الليبراليون : لم تظهر فلسفة وعدت الكثير و قدمت القليل كهذه
الأمريكان مثلا يقولون أشياء كثيرة ربما تكون ظالمة ل ماركس
منها إن هذا الفيلسوف تعرض لصدمة كبيرة في طفولته
حين غير والده ديانته اليهودية الى الكنيسة اللوثرية
لأنه تاجر انتقل إلى مدينة يقطنها اللوثريون
هذه الصدمة جعلت ماركس يجزم بأن الدافع الأساسي للثقافة
ليس الإيمان والدين والمقدس بل المنفعة المادية المباشرة والإقتصاد
وقد كلفت هذه الصدمة عند هذا الولد العبقري البشرية كلها
انقساماً لا مثيل له على نحو سريع و ملايين القتلى
مليارات المليارات من الدولارات
تحولت إلى عقدة الكوكب الأرضي
هل هذا صحيح ؟؟ أم مجرد حقد الثقافة الأمريكية على ماركس ؟؟؟ لا أعرف
التفاؤل الذي امتلأت به فلسفة القرن التاسع عشر
نابع من تلك الحلول التي قدمها هيجل للفلسفة بعد أن توقفت مع توقف ( كانت )
هيجل تجاوز الفرد إلى التاريخ
لقد ادعى أن لتاريخ الإنسان : معنى ( روح العالم )
من هنا ظهرت فلسفة التاريخ الجذابة ، ارتقاء العقل الجدلي الكلي نحو الكمال
فكرة (التقدم ) صارت راسخة والإيمان بالعلوم والعقل صار مبعث ثقة بالإنسان
فقط يجب أن لا ننسى أن القرن التاسع عشر قرن هدوء و سلام
بلا نزاعات كبيرة نسبة إلى القرن العشرين
لقد أخذ ماركس من أستاذه هيجل هذه الروح كلها : روح التفاؤل والتقدم والإرتقاء
و فجرها في نظرية مادية جدلية تفسر التاريخ بشكل مختلف : تفسير مادي
المشكلة فقط تبدأ في أنه لم يكتف بتفسير العالم
بل سعى إلى تغييره : الثورة / العنف
في رسالة من والد ماركس لولده حين كان يدرس في بون يقول :
( ولدي أشعر بمارد يسكن هناك في داخلك ولا أعرف هويته
هل هو ملاك أم تراه من ذلك النوع الذي تحدث عنه غوته في فاوست ؟ )
في ليلة جميلة قضاها ماركس مع أنجلز وفي انطلاقة للفكر والحوار بين صديقين
يقول أنجلز بأنه كان يصغي إلى ماركس وكأنه حقاً شخص جبار / عملاق
( كان هذا الرجل يبدو لي حين يرفع ذراعيه و كأنه يمسك النجوم بيديه و يرجها )
هذا التفاؤل انفجر في العالم كله ، الثقة بالإنسان وبالتاريخ والتقدم
لقد تحدثت عن تفاؤل الشعراء والفنانين و المفكرين العراقيين الإشتراكيين
الفزع لم يكن في قلوبهم بل في قلوب أعدائهم وما من سلاح في قبضتهم
سوى الفكر الذي بدأ من ماركس و تفرق فيهم جميعاً
لم يكن حلماً عنصرياً ولا دينياً ، لا فاشية ولا إمبريالية كان شيئاً جميلاً
حلماً طوباوياً لم يتحقق بل سبب الكوارث على الواقع
لكن يبقى في الضمير و في الفم كلمة حق بحق هؤلاء الناس
لقد كان الإشتراكيون العراقيون على وجه الخصوص خير الحالمين
وفيما يتعلق بمدار اهتمامي : الشعر
لقد ولى زمن الشعراء الإشتراكيين اليوم
أمثال سعدي يوسف و مظفر النواب
أولئك المبدعين المتفائلين الذين دمجوا ببسالة
لا نظير لها في التاريخ ( باستثناء شعراء الجاهلية ) بين الحياة والإبداع الشعري
لقد استمروا بالحياة و استمروا بالإبداع على نحو باسل حقاً
بكل أسف هذا غير ممكن الآن
عندنا اليوم هؤلاء الشعراء الذين يوزعون صورهم
و أمسياتهم و جوائزهم و كتبهم في كل مكان
و عندنا هؤلاء الرهبان المبدعون الحقيقيون
الذين يلفهم الغموض و تلاحقهم الشائعات
إنها عودة الرهبان مقابل الغلمان في الشعر العراقي
و غياب البطل الإشتراكي المبدع و الشاعر العضوي
غياب ماركس و غياب أطيافه هو غياب التفاؤل و الثقة بالإنسان
لا معنى ولا هدف للتاريخ ولا جدوى من تغييره



#أسعد_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنتحار فلسفة الإختيار
- جامع الكلم في عبد الرزاق عبد الواحد
- العار السني في العراق
- عبد الرزاق عبد الواحد المهارة ليست إبداعاً
- حرير و ذهب و عبد الرزاق عبد الواحد
- أدريان ريتش ؟ سأتذكر ذلك يا سعدي ..
- براميل الخشب
- لم تكن لهذا الوطن راية نرفعها قبل هادي المهدي
- إنّ صلاتي و نُسُكي و محيايَ و مماتي
- أسبوع هادي المهدي
- ربُّ الشّعراء / ربُّ الشِّعرى
- المعنى
- يسيل غناؤك من النافذة
- لأن فائز حداد فاضحٌ غسيل الأعين بالتيزاب
- حوار حول الحب والشعر
- مسلمات ينبغي تكرارها بكل أسف
- عودة الشاعر المنتظر / سعدي يوسف
- الطفولة منجم الشاعرة الأمريكية لويس گلوك و عشها
- مسكنات في الوريد هذه الحروف العربية
- خبَبُ الشِّعر


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسعد البصري - ماركس الكبير و أطيافه