أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشيد - بغداد تحظر البيرة (المشروبات الكحولية).. لماذا يٌشكل هذا الحظر الجديد.. نذير شؤم!؟















المزيد.....

بغداد تحظر البيرة (المشروبات الكحولية).. لماذا يٌشكل هذا الحظر الجديد.. نذير شؤم!؟


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 3851 - 2012 / 9 / 15 - 22:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


غارات غير متوقعة على حانات بغداد، علاوة على ضرب زبائن هذه الحانات. هذه الممارسات خلقت صدمة محلية الأسبوع الماضي. ولكن ليس فقط مَن يرتاد هذه الحانات يشعرون بالصدمة، بل يقول النشطاء أنها آخر خطة/ بدعة للحكومة بٌغية الحد من الحريات الشخصية، بينما أعضاء البرلمان المشغولون بإعادة الانتخاب في بلد (مسلم) لم يتفوهوا بكلمة!

في الأسبوع الماضي، داهمت قوات الأمن الحكومية عدداً من الحانات والنوادي في بغداد دون سابق إنذار، وقامت بإغلاق العديد منها في نفس ليلة الهجوم. يظهر أن استهداف النوادي انطلق بسبب بيعها للمشروبات الكحولية، ولأنها استضافت عدداً من الرموز الفكرية intellectual cliques. وبالنتيجة فالهجوم خلق العديد من المخاوف على الحريات الشخصية، والقلق بأن الأحزاب الإسلامية تحاول فرض آيديولوجياتها الدينية على العراقيين كافة.

رغم أن العراق بلد مسلم في أغلبيته، ويُحرّم تناول الخمور، هناك أيضاً أقليات متنوعة في البلاد تسمح معتقداتها بتناول المشروبات الكحولية. وفي الغالب أن أعضاءً من هذه المجموعات تقوم بإدارة الحانات أو محلات الخمور.

ففي الرابع من سبتمبر/ أيلول الماضي، تعرض عدد من النوادي، البارات، والمطاعم في أحياء بغداد الراقية- الكرادة والعرصات- للمداهمة. تعرض العديد من رواد هذه المحلات للضرب والإصابة بجروح، من بينهم منتسبون للأمن ومسئولون آخرون.

أحد شهود العيان أخبر NIQASH أن المداهمة كانت عنيفة. "إنهم تصرفوا بوحشية.. دخلوا وأخبرونا: أخرجوا حالاً.. ثم اتجهو نحو نحو الطاولات والكراسي وكل التجهيزات بتحطيمها، أخذ حراس الأمن في المدخل بضرب الناس ممن بدأوا بترك المكان باستخدام العصي وأعقاب البنادق."

ذكر أحمد عتيبي Ahmed al-Utabi- الشاعر المعروف- وكان حاضراً في نادي اتحاد الكتاب عندما قامت قوات الأمن باقتحامه: "في البداية، تصورنا أن هناك قنبلة أو عبوة ناسفة داخل النادي، لذلك طلبت منا قوات الأمن مغادرة النادي، ثم أخذتنا الدهشة عندما رأيناهم يُحطمون كل شيء داخل النادي."

منذ العام 2003 بعد الغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق، تعرض أصحاب منشآت بيع الكحول للهجمات العنيفة. وخلال فترة السبعينات والثمانينات كانت السهرات الليلية ومحلات الكحول نشطة، لكن حملات النظام العراقي السابق الدينية أوقفت هذه الأنشطة إلى حد كبير في التسعينات. وبعد الاحتلال انبعثت بدرجة ضئيلة محلات بيع الكحول. توقف هذا الانبعاث إلى حد كبير في سياق سيطرة التوجهات الدينية على السلطة. وحتى الوقت الحاضر، فإن أصحاب محلات بيع الكحول والنوادي معرضون للهجوم أو القصف من قبل المليشيات الدينية المتطرفة في العديد من المدن العراقية، بما فيها بغداد. وعلى أي حال، فهذه هي المرة الأولى لمداهمة قوات أمن حكومية للحانات والنوادي الاجتماعية.

في أواخر العام 2011، اتخذت الحكومة المحلية للعاصمة- مجلس بغداد- قراراً بإغلاق جميع محلات بيع الخمور في العاصمة. لكن هذا القرار استمر مفعوله لفترة قصيرة في سياق الاحتجاجات الواسعة النطاق ضده باعتبار أن واحدة من المؤسسات التي كانت مستهدفة هي نادي اتحاد الكتاب الذي يرتاده المثقفون من الكتاب ووسائل الإعلام المحلية.

وعلى أي حال، ففي هذه المرة أبدى المجلس عدم معرفته عن غارات الأسبوع الماضي: "رغم حقيقة أنه كان ينبغي إبلاغنا عن أي تحركات لقوات أمن العاصمة، فالمجلس لم يٌبلغ بخصوص هذه الهجمات،" حسب قول عضو المجلس- محمد الربيعي- لـ NIQASH، وأضاف: "لكن الحادث مؤسف حقاً، ويعكس إشارة سلبية ضد الحريات الشخصية في هذ البلد،". ووافق على أن "مكونات معينة من المجتمع العراقي كانت محل استهداف هذه المداهمة، وربما المسيحيون، لأنهم هم أصحاب هذه المحلات المرخصة أو يقومون بإدارتها."

شخص محلي- رامي جبار Local man Rami Jabbar- كان جالساً في ناد عندما بدأت المداهمة. "عناصر الأمن ممن داهموا المكان كانوا يرتدون اللباس الرسمي للشرطة الفيدرلية federal police. القوات الاتحادية مسئولة بالتحديد عن الهجوم، وليس الشرطة/ القوات المحلية،" حسب قوله لـ NIQASH.

في الوقت نفسه، بقيت الحكومة الاتحادية صامتة بشأن الحادث، في حين تسربت أخبار من داخلها بوضع اللوم على مسئول أمني كبير في وزارة الداخلية، باعتبار أن عناصر الأمن المهاجمة يعملون بإمرته، علاوة على مسئوليتهم أيضاً عن أمن المقرات الحكومية.

من المؤكد أن الغارات كانت منظمة بدقة. كافة الأندية والمحلات المعنية لديها تراخيص صالحة لخدمة الكحول، وجاءت هجمات عناصر الأمن على كافة تلك المحلات في وقت واحد، وقامت بمصادرة كافة المشروبات في داخل/ مخازن تلك المحلات!!

ذكر أحد أصحاب الأندية لـ NIQASH- طلب عدم ذكر هويته لأسباب أمنية- بأن هذه المداهمة عبّرت
عن حالة من السخرية تماماً، لأن العديد من هذه الأندية لديها تراخيص ومحل رعاية مسئولين كبار في الحكومة والضباط أو رجال الأمن. "في الواقع كان في النادي مسئول عسكري رفيع المستوى عندما هاجمته قوى الأمن.. حاول التحث معهم، وأخبرهم مَنْ يكون.. لم يهتموا وبدأورا بضربه، على أي حال." يبدوا بأن شيئاً من الدوافع الدينية كانت وراء هذا الحدث.

ذكر سامي جرجس Sami Jirji ـ يعمل في أحد الأندية لـ NIQASH: "إن قوات الأمن هاجمت حسين البصري- مطرب معروف- رغم أنه كان يُحاول التحدث معهم لتخفيف التوتر.. بعد ذلك بدأت هذه القوات بمهاجمة الصور المسيحية وإهانة رموزهم الدينية التي كانت معلقة على الجدران."

بعد بضع ساعات فقط على الهجوم، ذكر علي العلاق- رئيس لجنة البرلمان العراقي لشئون الأوقاف- بأن لجنته تنظر في إمكانية سن قانون لـ "مكافحة بيع المشروبات الكحولية."

وعلى الرغم من أن البعض قد يقول بأن المداهمة لم تشمل سوى عدد قليل من الحانات والنوادي الليلية، إلا أن نشطاء المجتمع المدني يرون أنها حادثة خطيرة، ويربطونها بقناعتهم بالجهود التي يبذلها رئيس حكومة (الاحتلال) في بغداد لقمع الحريات الشخصية وحقوق الإنسان في العراق، تحت ستار حماية الدين الإسلامي.

ذكر زياد العجيلي Ziad al-Ujaili - رئيس منظمة حرية الإعلام Media Freedom Monitor organization- في بغداد بأن: "السلطات القائمة تسعى لتقييد الحريات الشخصية بذريعة الإسلام، وتُمارس تخويف الناس بخلق جو من الرعب في سياق استخدام القوة." كذلك أعربت منظمات أخرى للمجتمع المدني عن مشاعر مماثلة، بما في ذلك منظمة حمورابي لحقوق الإنسان Hammurabi Human Rights، ولجنة حقوق الإنسان Human Rights Commission.
مممممممممممممممممممممممـ
Baghdad bans beer: why new Iraqi prohibition is an ominous sign,Mustafa Habib,uruknet.info,September 13 , 2012.
http://www.uruknet.info/?p=m91067&hd=&size=1&l=e



#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق ما يزال يدفع الثمن بعد اتهامه زوراً بأحداث 11 سبتمبر
- نشطاء مصر يُبادرون بحملة جديدة ضد قرض صندوق النقد الدولي
- أكثر من 50 مليون يواجهون الجوع في الولايات المتحدة الأمريكية
- القرض المقدم من صندوق النقد الدولي لمصر.. إجابات صحيحة، أسئل ...
- قراءة في كتاب* المبحث الرابع: الديمقراطية ومعضلة المرأة
- قراءات.. الديمقراطية والتحول الديمقراطي- المبحث الثالث
- قراءات في كتاب.. الديمقراطية والتحول الديمقراطي.. المبحث الث ...
- قراءات.. الديمقراطية والتحول الديمقراطي
- قراءات في كتاب:*
- ليبيا: حرب الجميع ضد الجميع!؟
- أنت مقبوض عليك Youre nder Arrest
- تقرير جديد يكشف ارتفاع مستوى الفقر بين أطفال الولايات المتحد ...
- أسئلة المدقق/ المراقب العام في العراق SIGIR بشأن تكاليف بمبل ...
- اليمن بحاجة إلى الكفاح من أجل الخبز لا القنابل
- فضائح الفساد تهدد بزعزعة كردستان العراق
- نثريات بمناسبة انعقاد مؤتمر القمّة العتيد!!
- المرأة العراقية.. التكيف وسط الرعب
- الأفغان يواجهون سوء التغذية الحاد في سياق انعدام الأمن الغذا ...
- العراق.. بين الأكاذيب في البداية والأكاذيب في النهاية
- سجين سابق.. زعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين PFLP.. الإضراب ...


المزيد.....




- بايدن واثق من أن ترمب -لن يقبل- نتيجة الانتخابات الرئاسية
- حماس: إسرائيل غير جادة وتستغل المفاوضات غطاء لاجتياح رفح
- بايدن: القنابل التي قدمناها لإسرائيل استخدمت في قتل المدنيين ...
- سويسرا ترصد 11 مليون دولار للأونروا في غزة
- بايدن على قناعة بأن ترامب لن يعترف بهزيمة في الانتخابات
- قائد -نوراد-: الولايات المتحدة غير قادرة على صد هجوم بحجم ال ...
- أبرز مواصفات iPad Pro 13 الجديد من آبل
- سويسرا ترصد 11 مليون دولار للأونروا في غزة
- الجيش الإسرائيلي: معبر -كرم أبو سالم- تعرض للقصف من رفح مجدد ...
- -يني شفق-: 5 دول إفريقية قررت إنهاء عمليات الشحن البري مع إس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشيد - بغداد تحظر البيرة (المشروبات الكحولية).. لماذا يٌشكل هذا الحظر الجديد.. نذير شؤم!؟