أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - لهذه الأسباب لا أُشارِك في الانتخابات؟















المزيد.....

لهذه الأسباب لا أُشارِك في الانتخابات؟


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3833 - 2012 / 8 / 28 - 11:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جواد البشيتي
على كثرة الانتخابات التي يحقُّ لي المشاركة فيها، تصويتاً وترشيحاً، لم أُشارِك قَطْ، أيْ لم أَخْتَر قَطْ المشارَكة فيها؛ وربَّما لن أُشارِك أبداً، إلاَّ إذا تغيَّر "الواقع الانتخابي" بما يُقْنِعني بضرورة وجدوى الإقلاع عن هذه "السَّلْبِيَّة الانتخابية"، التي تُصَوِّرها "الدولة" على أنَّها "مَرَضٌ"، تَدْعو الله أنْ يشفي منه كل مَنْ يحِقُّ له الاقتراع من مواطنيها.
ولقد سَمِعْتُ "الدولة"، غير مرَّة، تُناشِد مواطنيها، وقد لَبِسَت لبوس "الحكمة"، قائلةً: شاركوا، تصويتاً؛ لأنَّ عدم (أو ضآلة) مشاركتكم هو الذي يأتي (أو يُساهِم مساهمةً كبرى في الإتيان) ببرلمانٍ يَعِجُّ بنوَّابٍ "غير صالحين"، أو "سيِّئين"، أو ليسوا بأهْلٍ لـ "النيابة"، ولتمثيل "الشعب"، أيْ ناخبيهم؛ فلو أَقْلَعْتُم عن "سلبيتكم الانتخابية"، وشاركتم، ومَيَّزْتُم، في تصويتكم، "الصالح" من "الطَّالح"، و"الجيِّد" من "الرديء"، من "المُرشَّحين الأفراد"، وما أكثرهم، لَجِئْتُم بـ "مجلسٍ نيابي"، تَرْجَح فيه كفَّة ذوي "الخُلُق العظيم" على كفَّة ذوي النفوس "الأمَّارة بالسوء"، وتَسُودُه "الفضيلة"؛ فإذا شَاوَرَتْهُم "السلطة التنفيذية" في الأمْر، أَتَت المُشاوَرَة أُكْلها، أو أَتَتْهُ ضِعْفين.
فَكَّرْتُ في الأمْر، أو في هذا "القَوْل الحكيم" لـ "الدولة"، فَلَمْ أَجِدَ فيه من "الحِكْمة" إلاَّ ما يشبه "الحِكْمَة" في أنْ أنْتَخِبَ "نَجَّاراً"، على "خُلُقٍ عظيم"، رَشَّحَ نفسه لمنصب "نقيب الأطبَّاء"؛ فما نَفْعُ "نائبٍ" على "خُلُقٍ عظيم"؛ لكنْ ليس في "خَلْقِه" ما يَدُلُّ على أنَّه "مخلوق سياسي"، ولو كان لديه من "الثقافة السياسية" ما يسمح له بتمييز "السياسة" من "البِقالة"؟!
وإذا ما أَحْسَنْتُ الظَّنَّ بقول "الدولة"، وبمنطقه، أقول، افْتِراضاً، إنَّ "الدولة" تريد لنا أنْ نَفْهَم "السياسة" كما تَفْهَمها هي، أيْ تريد لنا أنْ نَفْهَم "السياسة" على أنَّها "عَمَلٌ يُزاوِله فَرْد"، ينتمي إلى "مجلس (نيابي مُنْتَخَب)"، هو (في الأساس) جَمْعٌ من الأفراد؛ فإنَّها لـ "هَرْطَقَة" أنْ نَفْهَم "السياسة" على أنَّها "عَمَلٌ يُزاوِله حزب سياسي (أو ما يشبه الحزب السياسي)"؛ و"الحزب السياسي" يُبْنَى من "حجارة"، هي كناية عن "الأفراد"؛ لكنه ليس بـ "فَرْدٍ (مهما أُوتي من قُوَّة وذكاء وخبرة..)"، ولا حتى بـ "جَمْع (اعتباطي، عشوائي، عفوي، غير مُنظَّم) من الأفراد"؛ فالحزب "مُرَكَّب كيميائي"، بمعانيه الفكرية والسياسية والتنظيمية؛ والحزب هو أيضاً، أو من ثمَّ، "عِلْمٌ"، و"معرفةٌ"، و"خبرةٌ"، و"درايةٌ"، في الشأن العام، وفي الشأن السياسي على وجه الخصوص؛ وهذا ما لا يتَّسِع له "الفَرْد"، أُفقاً، وعقلاً، وممارَسةً، ولو كان "نائباً (مُنْتَخباً)".
حتى "التكتُّل النِّيابي"، أيْ تَكْتيل نُوَّابٍ، ليتَزَعَّمَهُم أَثْقَلهم "وَزْناً"، لا يَصْلُح لتغيير خواص وسمات "المجلس النيابي" بما يسمح بضَمِّه إلى "عالَم السياسة"، وإلى "عالَمها الواقعي" على وجه الخصوص؛ فأنتَ يكفي أنْ تَعْرِف سبب تَكتُّلهم، والدَّافِع إليه، وغرضه، والغاية الكامنة فيه، حتى يتأكَّد لكَ، ويَثْبُت، أنَّ "تكتلهم النِّيابي" لم يجعلهم أفضل تمثيلاً، من الوجهة السياسية، لناخبيهم، حتى لا أقول لـ "الشعب"، الذي، على كثرة ما عَرَفَ من انتخابات نيابية، لَمْ يَنَلْ بَعْد برلماناً يُمَثِّله؛ لأنْ لا تمثيل برلمانياً للشعب إلاَّ إذا كان سياسياً؛ ولا تمثيل سياسياً (للشعب) إلاَّ من طريق "الأحزاب السياسية"؛ ولا "أحزاب سياسية" تنمو وتكبر، ويتَّسِع نفوذها السياسي في المجتمع، إذا ما جُعِل "النِّظام (والقانون) الانتخابي" مفتاحاً لغَلْق، لا لفَتْح، بوَّابة البرلمان في وجه الأحزاب السياسية، وإذا ما جُعِل البرلمان نفسه خادِماً سياسياً لهيئات الحُكْم غير المُنْتَخَبَة، والتي في أيدي أصحابها تتركَّز السلطة الفعلية؛ وكأنَّ الغاية هي أنْ يَنْتَخِب "الشعب"، الذي في "يوم الاقتراع" يصبح أثراً بَعْد عين، "مجلساً بلدياً"، يلبسونه لبوس "البرلمان"، الذي ما أنْ يَظْهَر (مع ما يُمثِّله من "شرعية") إلى الوجود حتى نتبيَّن "الحيلة الانتخابية (السياسية)"؛ فإنَّ أصوات أقلية من الناخبين هي التي أخْرَجته من رَحُم انتخابات نيابية، يَلْعَن نتائجها حتى صُنَّاعها من الناخبين!
أنْتَخِبُ مَنْ؟ ولماذا أنْتَخِبه؟ وما الذي أريده أنا بصفة كوني مواطناً ناخباً؟ وما هي معاييري في المفاضَلة بين هذا المرشَّح وذاك؟
إنَّني لن أكون "ناخِباً حُرَّاً"، "أعي جيِّداً حقوقي"، و"أنحاز إلى مصلحتي الحقيقية (لا الوهمية)"، و"صادقاً مع نفسي"، و"مُقَيِّداً لحرِّيَّة صوتي بالقيود الحديدية لِمَا أنا مُؤمن به ومُقْتَنِع"، إلاَّ إذا نَزَعْتُ "التعصُّب (بكل دركاته وأنواعه)" من "دافعي الانتخابي"؛ فإنَّ "دال" التعصُّب، أكانت "دَمَاً" أمْ "ديناً"، هي ألد أعداء "الديمقراطية" في "الانتخابات"؛ فَقَرابة "المُرشَّح" لي، أكانت بـ "الدم" أم بـ "الدِّين"، هي التي ينبغي لي أنْ أنبذها إذا ما أردتُّ لـ "الدَّال الثالثة"، أيْ "الديمقراطية"، أنْ تكون هي وحدها "قرابتي" يوم الاقتراع؛ فلا ديمقراطية تَحْضُر إذا ما غاب الديمقراطيون.
لن أنْتَخِب "المرشَّح الفَرْد"، ولو كان على "خُلُقٍ عظيم"؛ لأنَّ "النيابة" لا تُخْلَق من حُسْن الأخلاق فحسب؛ فما أهمية أنْ أنْتَخبه إذا ما وَدَّع البرلمان قائلاً لي: لقد بَذَلْتُ وسعي لأُمثِّل وأخْدُم الشعب سياسياً؛ لكنَّني لم أستطع؛ لأنَّ يداً واحدةً لا تُصفِّق؛ والله لا يُكلِّف نفساً إلاَّ وسعها!
لن أنْتَخِب إلاَّ حزباً سياسياً قال لي: هذا هو برنامجي السياسي؛ وهؤلاء هُمْ مرشَّحيَّ؛ فعلى مَتْن "البرنامج"، وعلى "مَتْنِه" فحسب، يُحْمَل "الأفراد"، أيْ "المرشَّحون".
حتى هذا الحزب لن أنْتَخبه إلاَّ إذا كان حزباً حقيقياً، وإذا أصبح، التداول الحزبي لـ "السلطة الفعلية الحقيقية" أمْراً لا ريب فيه؛ فَلِمَ أَقْبَلُ "تَنافُساً انتخابياً" بين أحزاب يشبه تَنافُس رجالٍ صُلْعٍ في الحصول على مِشْط، أو تَنافُس أناسٍ في الحصول على "سيَّارة" من أجل أنْ يسافروا بها إلى القمر؟!
ولِمَ أنْتَخِبُ مُرشَّحاً، استمالني بما تأباه الديمقراطية وتَسْتَكْرهه، ليتأكَّد لي؛ لكن بَعْد فَوْت الأوان، أنَّ هذا الذي أَوْصَلْتَه إلى البرلمان قد عَرَف كيف يتَّخِذني "مَطِيَّةً" لبلوغ مآربه؛ ولأقول في أَلَمٍ وحَسْرة: ما أَحْسَنَهُ مُرشَّحاً، وما أسوأه نائباً؟!
ولِمَ أنْتَخِب إذا ما كانت النتيجة النهائية أنْ أَسْمَع "صندوق الاقتراع" يَصْرُخ قائلاً: ما أكثر الانتخابات عندكم، وما أقل الديمقراطية!







#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أجَلْ ثمَّة ثورة في سورية ومصر وتونس!
- -الجيوش- من وجهة نظر -الربيع العربي-!
- سَطْوَة الدِّين!
- قانون -الانتخاب الطبيعي- بنسخته الاجتماعية!
- جُمْلَة واحدة.. هل ينطقون بها؟!
- لا تَخْشُوا ما لا وجود له!
- مرحى مرسي!
- هذا العداء لإسرائيل لن يخدعنا!
- ما هو -العمل-؟
- العمل!
- -الرِّبا- إذْ سُمِّيَ -مُرَابَحَة-!
- في السِّلاح والتَّسَلُّح
- حرب التمهيد ل -أُمِّ المعارك-!
- حتى لا يأتي -الربيع العربي- بمزيدٍ من التجزئة والانقسام!
- هل لتركيا مصلحة الآن في لعب -الورقة الكردية-؟
- -الثقب الأسود- في تفسير آخر!
- متى نشفى من -تَدْيين- صراعنا الواقعي؟!
- حتى لا نَحْفُر بأيدينا قَبْراً ل -الربيع العربي-!
- رؤية صالحي!
- عندما يَشْتَغِل -القطاع الخاص- بالصحافة!


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - لهذه الأسباب لا أُشارِك في الانتخابات؟