أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد حمودي عباس - نحن .. وفن الحركة الى الأمام .















المزيد.....

نحن .. وفن الحركة الى الأمام .


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 3831 - 2012 / 8 / 26 - 13:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


غير أن تكون امريكا ملعونة وكافرة وبنت كلب ، فهي ، شأنها شأن بقية دول العالم الاول ، مصدرا من مصادر التنوير العلمي ضمن مجالات التكنولوجيا عموما ، وهي قامة من قامات التطور الاكاديمي الموصوف بكونه فخر من مفاخر العصر الحديث ، وبالتالي فان أمريكا قد وضعت معالم هذا التقدم في خدمة شعوبها على الأقل ، قبل أن تمنح بركاته الى غيرها من الشعوب .
أمريكا أنانية جدا ، عندما يقدر لها أن تكيل بمكيالها الخاص لتزن مصالحها مقابل مصالح الباقين ، وهي بالتالي لا تفهم معنى للتواصل بينها وبين بقية اركان المعمورة اعتمادا على لغة التفاهم طويل الأمد ، ومن لا يريد أن يتفهم نواياها وبالفطرة ، فعليه ان يتلقى عاقبة ذلك راجمات وطائرات تهد في داخله الجسور والقصور ، والتهمة الجاهزة على الدوام هي الارهاب وحيازة الاسلحة الكيمياوية المهددة للسلم العالمي .
ولكن .. في أمريكا المتحضرة ، وليست المتجبرة ، يجري التحامل على ثوابت الزمن ، في محاولة جادة لضغطه بحيث يمتد اليوم الى حدود ابعد من حدوده الفلكية المعروفة .. والغاية دوما هي معرفة كنه حركة المجتمع ، بهدف توجيهه باتجاهات تخدم الغاية السامية في صنع أمة عظيمة يرضخ لها العالم برمته ..
ليست هناك في امريكا المتحضرة ، وليست المتجبرة ، مؤتمرات يعمرها التصفيق ، ويشق عنان فضائها الهتاف .. فالوقت لا يسمح بترهات لا تنفع .. انها عبارة عن تحالفات يوحد اطرافها حب الوطن ولا شيء غير الوطن .. وتؤطرها محاولات إنارة دهاليز المجهول ، للكشف عن حقائق توفر للفرد والمجتمع على السواء ، وسطا زاخرا بمباديء الحريه .
انهم في أمريكا ، يبحثون مثلا في تداعيات الانفراد بالنفس لدا المواطن ، ومن ثم البحث عن مسببات تلك التداعيات ، وباتجاه يوفر للمعنيين بعلوم التربية مراجع معرفية تخدم سبل التقويم النفسي .. اننا في شرقنا الغافي على رمال حكم القضاء والقدر ، نعرف بان الانسان حينما يركب في باص النقل العام ، يبحث فورا عن أي مقعد يوفر له الجلوس على انفراد ، رغم وجود مقاعد اخرى بامكانه الاشتراك مع غيره بالجلوس فيها ، ولكننا لم نشأ ، أو لم يشأ مفكرونا أن يبحثوا في اسباب هذا السلوك .. ولو طرح أحدنا مثل هذا الاستفهام على جلاس ديوان خاص ، لأعتبروه مخبولا لا محاله ..
لقد جلبت انتباهي مؤخرا ، دراسة تشترك فيها عدة أطراف أكاديمية ومن جميع الولايات الامريكية ، لوضع أسس توفر للفرد الامريكي سهولة الحركة اليومية ، مع عدم التأثير على مناخه الاجتماعي المعتاد ، بحيث لا تؤثر فعاليات التغيير العمراني في الحي والمدينة على طبيعة السلوك الخاص .. فقبل أن تشرع الدوائر المختصة بتنفيذ مشاريع توسيع الطرق الداخلية استجابة لمتطلبات التوسع السكاني ، عليها أن تراعي خصوصية الفرد ، والتي بنى أركانها عبر زمن قد يمتد لجيل أو جيلين .. بمعنى أدق ، لابد من معالجة آثار التغيير المطلوبة على مساحة شارع ما على سبيل المثال لا الحصر ، على نفسية السكان ، كونه قد يؤثر على مجمل سلوكهم اليومي سلبا .. فالفتاة التي اعتادت على اللقاء بصديقها عند باب مقهى بعينه ، سوف تفقد هذا المعلم فيضطرب عندها السلوك .. والشاب الذي اعتاد على المرور بمحل للحلاقة خلال فترة تمتد الى خمسة عشر عام ، سوف يصدمه استبدال ذلك المحل بمحطة لوقوف السيارات .. وهكذا دواليك .. اذن فلابد من حلول .. وبالتالي فلابد من خلق مناخ استقرائي يتسم أصحابه بطول النفس والتحلي بالصبر حتى بلوغ النتائج المرجوه .
ثمة خطوط أخرى تتقاطع في بعض مواضعها مع خطوط البحث آنفة الذكر ، تبحث في سبل مختلفة ، الهدف منها هو العثور على إجابات لمعضلة تلوث البيئة عندما يتم تنفيذ التطوير العمراني .. أولادنا لابد لهم من الذهاب الى المدارس ، هكذا تقول احدى الجامعيات الامريكيات المساهمات في اعداد تلك الدراسة المتعلقة بالبيئه ، ولابد لهم من ركوب السيارات سواء الخاصة منها أو العموميه ، ومن الافضل أن يجري تجميع المشروعات السكنيه في اماكن موحده يراعى فيها تقليص اكبر عدد ممكن من وسائل النقل ، وذلك من خلال دفع السكان لاستخدام وسائل النقل العام ، بحيث يتم الاستغناء وبأقصى حد ممكن عن مصادر التلوث البيئي .. وعليه ، والحديث ما زال للاستاذة الجامعية ، فان القيام بعرقلة مشاريع التطوير العمراني بحجة التأثير على نفسية الفرد ، هو في أحد جوانبه بمثابة الدعوة للوقوف بوجه توفير بيئة نظيفة لمواطنينا .
في ذات الوقت .. تهرع قابليات اكاديمية امريكية للبحث في ملامح المستقبل ، لو أرغمت الموضوعية المؤسسة على حساب الخسارة والربح ، أن تتنحى الولايات المتحدة الامريكية عن استخدام جيوشها في احتلال مصادر النفط العالميه ، متسائلة وبوضوح تام .. ماذا لو اصبح من العبث ، البقاء في دائرة الصراع الشرق أوسطي من أجل تحقيق الاستقرار في المخزون الاستراتيجي للبترول سعيا نحو توفير الطاقة الضرورية لدوران عجلة الاقتصاد ؟ .. أيمكن الخروج من دوامة قتل المزيد من الجنود الامريكيين في انحاء متفرقة من العالم ، دون العثور على بدائل لمصادر الطاقه ؟ .. ماذا أبقت تجربة احتلال العراق وافغانستان من حجج لصقور البنتاغون كي يثقوا من عدم جدوى الاستمرار في تدوير عجلة الحروب وبسخاء ما بعده سخاء ؟ .. ولا يتوقف الامر عند حدود التساؤل فحسب ، وانما ينشط المعنيون بدراسة واقع ومستقبل الشعب الامريكي في التحرك صوب العثور على البدائل فعلا وليس من باب التمني فقط ، فنرى العشرات من الولادات العلمية بهذا الاتجاه ، يموت بعضها في المهد ، ويتم البعض الاخر حبوه نحو بلوغ الهدف .
انه مرجل تتفاعل بداخله أواصر التحدي ، وتتفاعل على جدرانه عناصر حب البقاء .. والغاية في مجمل معانيها هي توفير ضرورات الحياة اليومية لكل من يحمل الجنسية الامريكية دون النظر الى اصوله العرقية أو الدينية .
هنا باعتقادي ، تكمن الحاضنات الاولية لتقدم الأمم .. ومن هنا تبدأ كلمة الحريه .. فلا خوف ابدا على شعب تحكمه دساتير تضع في باكورة موادها حماية الفرد وبهذا العمق من التقصي والمتابعة ، ولا مناص من الاعتراف بان الشعوب المتمدنة جميعها ، لم تبلغ ما بلغت اليه من رقي لولا أنها شرعت أولا بتنظيم مباديء حريتها ، مستندة على أسس البحث عن سبل الحفاظ على أن تكون شخصية الفرد فيها سليمة لا يصيبها العجز .
فأين نحن ياترى .. من هذا الواقع المحكوم بارادة الانسان المخير وفق ابداعات العقل ؟؟ ..
ان أسوء ما فينا ، منذ بدء حركة التطور الحضاري الحديث ، بعيدا عنا طبعا ، هو المكابرة .. فنحن نكابر حين يصار بنا الى حيز نطالب عنده بالبحث في اسباب تخلف برامجنا التنموية وعلى كافة المستويات ، غافلين عن عمد ، بأننا سنبقى ندب في آخر ركب البشرية ، ما دمنا لا ننزع لتغيير سمات الفرد ، وتطوير قابلياته الذهنية والعلمية والتربويه .. وسوف لن تنفعنا جميع ركامات التاريخ المشحون بما لا ينفع حاضرا ، ما دمنا لا نحسن فن الحركة الى الامام .



#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تسقط السياسه .. عاشت الرياضه
- الكتابة في الفراغ ...
- سم العنكبوت
- خيارات السياسة العربية .. وفشل التجربه
- خلجات من طرف واحد
- وصمة عار
- صوت غاضب من القاع
- أيها المصريون .. لا تخذلوا بلادكم ، واعبروا المحن بسلام .. ( ...
- خواطر غير سياسيه
- هجرة الريف الى المدينه .. وما آلت اليه من خراب
- الطبقة العاملة العراقية ، وتراجع دورها التاريخي
- زمني توقف هنا في ليلة واحده
- قول في الماء العربي
- حال المرأة العربية .. بين الوهم والواقع
- صهوة الشر
- ألشعوب العربية لا تحسن الثوره
- عصارة من خيال
- مشروع اتفاق مع حكومة الصين
- ألغرز في اللحم الميت
- ثورات الربيع العربي ، ودور القوى اليسارية التقدميه .


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد حمودي عباس - نحن .. وفن الحركة الى الأمام .