أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - أسلمة الدولة المصرية















المزيد.....

أسلمة الدولة المصرية


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 3827 - 2012 / 8 / 22 - 21:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



فى يوم 24يناير2011تم عقد اجتماع فى مقرحزب الوفد لمناقشة تطورات مظاهرات الشباب الذين طالبوا بمحاكمة ضباط وزارة الداخلية المسئولين عن تلفيق التهم للوطنيين ومحاكمة هؤلاء الضباط . حضرالاجتماع ممثلون عن حزب الوفد وحزب التجمع وجماعة الاخوان المسلمين . أصدروا بيانًا قالوا فيه ((إننا لن نشترك مع مجموعة من العيال)) وبعد التطورالدراماتيكى الذى انتهى بمذبحة موقعة الجمل ، وبعد انضمام الملايين فى كل محافظات مصرلثورة الشباب ، وبعد قرارالاعتصام فى كل المحافظات حتى رحيل مبارك وزبانيته، اضطرّتْ كل القوى للاشتراك فى الثورة، ومن بينها الإخوان وكل الأصوليين. ومنذ ذاك التاريخ إدّعى الأصوليون أنهم سبب نجاح الثورة، لدرجة أنّ أحدهم احتفتْ به الميديا فإدّعى أنه (مُفجّرالثورة) رغم أنه وميليشياته اشتركوا فى قتل الثوار. وارتكب المجلس العسكرى جريمة فى حق شعبنا عندما سمح لثلاثة آلاف أصولى مصرى كانوا فى كهوف أفغانستان بدخول مصر. وكذلك جريمة فتح السجون بمعرفة حماس وحزب الله وهروب الأصوليين الذين اشتركوا فى ترويع الأهالى . ثم جريمة الموافقة على تكوين أحزاب على أسس دينية بالمخالفة للقوانين التى أصدرها المجلس العسكرى نفسه. وهكذا سطا الأصوليون على الثورة بمباركة العسكر. وأتاحتْ لهم أموال التنظيم الدولى للإخوان وملوك ورؤساء دول الخليج المرعوبين من ثورات الشعوب وأموال الأصوليين المتاجرين بالأنشطة الطفيلية، اختراق عقل شعبنا بمقولة أنّ من يقف معنا هوالمسلم المؤمن ومن يقف مع الليبراليين هومع الكافرين . وأرشيفى يكتظ بالأدلة الدامغة من أقوال الأصوليين المُروّجين لهذا الإتجاه. وهكذا نجح مخطط (أسلمة الدولة المصرية) بمباركة أمريكا التى لاتعنيها إلاّمصالحها والأدلة أيضًا مُتوفرة مثل الاجتماعات المتكررة بين مسئولين أمريكان وجماعة الإخوان وخصوصًا مع خيرت الشاطرالذى قال ((جماعة الإخوان المسلمين تهدف إلى شراكة استراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية)) (أهرام 25/6/2012)
الكارثة التى تتغاضى عنها الثقافة السائدة المصرية البائسة أنّ لجنة إعداد الدستورتضم عددًا من عتاة الأصوليين السعداء بالعودة إلى كهوف الماضى ، ومن بينهم (كمثال) د. ياسربرهامى الذى قال ((نحن نرى عدم جوازتعيين نائب قبطى (يقصد مسيحى لأنّ كل المصريين أقباط) أو امرأة لأنّ الولاية يجب أنْ يتولاها مسلم وهذا ينطبق على النائب)) (أهرام 5/7/2012) لذلك كان من الطبيعى أنْ تكون المقترحات فى لجنة إعداد الدستور ردة على كافة المستويات بما فيها دستورعام 71الذى صاغه زبانية السادات ومبارك ، ورغم ذلك كانت حرية العقيدة فيه مُطلقة ولكنها الآن مُهدّدة بالنسف بسبب المادة رقم (8) المُقترحة إذْ تنص على أنّ حرية العقيدة المقصود بها ((الأديان السماوية فقط دون غيرها)) وهذه المادة لوأجيزتْ ستفتح باب جهنم لكل أصحاب الفكر الاستقلالى والذين يراهم المسلمون كفرة مثل البهائيين . وبالتالى سيكون هناك طعن على أحكام مجلس الدولة فى مسألة حقهم فى إثبات البهائية فى البطاقة الشخصية. وكذلك حقهم فى استخراج شهادة الميلاد لأطفالهم واستخراج كافة المستندات الرسمية مثلهم مثل باقى المواطنين.
يخطىء من يظن أنّ الأصوليين تمتـّعوا بحرية (الظهور) بعد يناير2011. ففى عصرمبارك الذى أشاعت مخابراته العامة أكذوبة (الجماعة المحظورة) على الإخوان، قال عضوبمجلس الشعب عن الإخوان (يجب قتل البهائيين) وعندما استضافه أ. وائل الابراشى فى برنامج الحقيقة عصريوم الأحد 21/5/2006سأله ((أنت قلت يجب قتل البهائيين. فهل لازلتَ عند رأيك؟)) قال: نعم يجب قتلهم وحجته ((أنّ البهائيين مرتدون)) والجريمة التى ترتكبها الفضائيات تتمثل فى اختيارالضيوف ونِسَبْ كل فريق ، فمثلا نجد ثلاثة من عتاة التكفيريين مقابل واحد فقط يدافع عن البهائيين ، وهذا (الواحد) تم اختياره بدقة واستبعاد من هوأفضل منه. ونفس الشىء فى حلقات (الاحتقان الدينى) ثلاثة من عتاة التكفيريين مقابل (واحد مسيحى) يتبين أنه إسلامنجى أكثرمن المسلمين على طريقة (ملك أكثرمن الملك) إذن موضوع اضطهاد البهائيين ليس جديدًا وإنما تمتد جذوره للمناخ السائد المُعادى لحرية الاعتقاد والذى استشرى بعد كارثة أبيب/ يوليو52وهذا العداء يتناقض مع المادة رقم 18 من الإعلان العالمى لحقوق الإنسان الصادرفى 10ديسمبر 48ونصتْ على ((لكل شخص الحق فى حرية التفكيروالضميروالدين ويشمل هذا الحق تغيير ديانته أوعقيدته وحرية الإعراب عنها بالتعليم والممارسة وإقامة الشعائرومراعاتها سواء كان ذلك سرًا أم مع الجماعة {أى علانية})) وهوالأمرالذى كان معمولابه بالفعل قبل يوليو52حيث كان البهائيون يتمتـّعون بكامل حقوق المواطنة مع ممارسة شعائرهم بعلانية تامة، إلى أنْ أصدر عبدالناصرقرارًا بحل طائفة البهائيين ((المُنحرفة وأمربإهداء دارهم بالعباسية وأموالهم إلى الجمعية العامة للمحافظة على القرآن)) (كتاب الناصرية والإسلام- مركزإعلام الوطن العربى – صاعد - عام 91 ص 392)
الخطأ الثانى الذى انتشرمؤخرًا هوترديد مقولة (أخونة الدولة) ويتمثل الخطأ فى أنّ الإخوان مجرد فصيل من بين فصائل الأصوليين الحالمين بعصرالكهوف، وتبعًا لذلك فإنّ المُستهدف هو (أسلمة الدولة المصرية) وليس (أخونتها) فقط . وهذه (الأسلمة) ظهرتْ فى الشهورالماضية، إذْ طالب الأصوليون بإلغاء تعليم اللغات الأوروبية، وإلغاء تعليم الفيزيا والإحياء وخفض زواج البنت إلى 12سنة. وإنشاء خلافة عربية إسلامية مقرها غزة وتكون مصرمجرد ولاية. والنص فى الدستورعلى (السيادة لله) وهوالمطلب الذى أصرّعليه عتاة الأصوليين بما فيهم أعضاء حزب النور(صحيفة الشروق 15/7/2012نموذجًا) ورغم وضوح المشهد نحوالأسلمة وليس الأخونة فقط ، فإنّ المُدافعين التراث العروبى/ الإسلامى يحاولون تزييف الواقع بإدعاء أنه ليس هناك (أخونة) وكان أ. فهمى هويدى أحد ممثلى هذا التيارفذكرأنه ليس فى معطيات الواقع أنّ الأخونة تحققتْ فى أجهزة الدولة ومؤسساتها ((بما يعنى أنه لادليل على سيطرة الإخوان على مفاصلها ومواقعها الأساسية كما تقول الشائعة الرائجة)) أى أنّ الواقع الحى (شائعة) ولايشعرسيادته بأى تناقض عندما أضاف ((كل الذى حصل أنّ إخوانيًا فازبرئاسة الجمهورية)) أوليستْ رئاسة الدولة أهم (مفصل؟) أوليست وزارة الإعلام التى تولاها إخوانيًا شهيرًا أحد أهم مفاصل الدولة لأنها هى التى تملك أخطرأداة قمع فكرى من خلال مدرسة (الإعلام المُوجه) الذى ابتلى به شعبنا بعد يوليو 52؟ أوليس مجلسىْ الشعب والشورى يتحكم فيهما الأصوليون المسلمون؟ أليس التشريع أحد مفاصل الدولة؟ كل هذه الأسئلة تغافل عنها أ. فهمى هويدى لأنه مشغول بتكراركلامه القديم عن أنّ المختلفين مع الإصوليين من بينهم ما يمكن وصف موقفهم ((عند الحد الأدنى بأنه استئصالى وغيرديمقراطى وغيرحضارى)) وذلك كتمهيد ليصل إلى مبتغاه الذى يُلح عليه كثيرًا فى معظم كتاباته فيقول أنّ استنساخ التجربة الغربية هى الهدف الأسمى للعلمانيين والليبراليين. وطبعًا فإنّ أى مواطن يعيش فى مناخ تطغى عليه اللغة الدينية التى كفـّرتْ العلمانيين والليبراليين لابد أنْ يتأثربهذا الكلام وتزداد كراهيته لكل علمانى أوليبرالى (مع مراعاة أنه من الضرورى أنْ يظل على جهله بتعريف العلمانية والليبرالية) وأضاف ساخرًا ((الحل للإشكال أنْ نستبدل الشعب المصرى بأغلبيته المتدينة بشعب آخرمنزوع العاطفة الدينية)) فما دخل العاطفة الدينية بأعمال السياسة؟ أوليست (العاطفة الدينية) هى التى تسبّبتْ فى اغتيال د. محمد حسين الذهبى والسادات وفرج فودة ومحاولة اغتيال نجيب محفوظ وهدم الكنائس والأضرحة؟ يتصورسيادته أنه يُخاطب مجموعة من البلهاء يُردّدون وراءه (آمين) خاصة أنه أشارإلى أنّ مصر(بلد مسلم) (الشروق المصرية 19/8/2012) وهنا وقع سيادته فى خطأ علمى لأنّ الدولة State مثلها مثل أية شخصية اعتبارية ليس لها دين ولاتتعامل بالدين. فإنْ كان يبغى الدقة فكان عليه أنْ يكتب أنّ أغلبية سكان الدولة المصرية من المسلمين. ولكنها اللغة الدينية التى سيطرتْ على عقله وأفقرتْ قاموسه المعرفى فاستبعد الفلسفة التعددية ، وظلّ طوال تاريخه بوقــًا للأصولية الإسلامية رغم محاولات الإعلام البائس الذى أضفى عليه صفة (المفكر) فحين أنه صريح مع نفسه عندما قال منذ سنوات ((أكثرما يُحزننى هوأنّ البعض ظنّ بى سوءًا وشكّ فى أننى لسبب أوآخرتخليتُ عن جذورى باعتبارى أصوليًا ابن أصولى وتلك كانت مفاجأة أخرى لاتخلومن مفارقة، لأننى أحد الذين لا يكفون عن السؤال منذ لاحتْ إرهاصات الهجمة الظالمة : كيف يستطيع المسلم أنْ يلقى ربه بضميرمستريح ما لم يكن أصوليًا؟)) (أهرام 19/5/92) وهكذا تكتمل الدائرة وينطبق الطوق الحديدى على عقول شعبنا وعلى وجدانه (المصرى) بهدف نفى ونسف الانتماء للوطن (الذى هوالموضوع الذى يضم كل أبناء الأمة المصرية) ليكون الانتماء للدين الذى هوشىء (ذاتى) طوق حديدى يخنق العقل والوجدان صنعه أصوليون يُفاخرون بأصوليتهم ويُجاهرون بها وآخرون يتسترون وراء ستارمن الدخان صنعته الميديا تحت مُسمى (فلان الفلانى المفكرالكبير) رغم أنّ أغلب كتاباته / كتاباتهم تعتمد على الغيبيات العدوة الأولى للفكرالحر. بل إنّ بعضهم لاينكر، ولايتنكرمن (أصوليته) ومع ذلك تـُجلسهم الثقافة السائدة البائسة على مقاعد (المفكرين) وتستضيفهم الفضائيات والأرضيات وتحتفى بهم الصحف (الخاصة والحكومية) فتحجزلهم مساحة يومية يُمهدون فيها لأسلمة الدولة المصرية.



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التنوع الثقافى فى إطار الوطن الأم
- الوجه الإنسانى - قصة قصيرة
- عيون بلا ذاكرة - قصة قصيرة
- أضلاع المثلث أربعة
- فى البدء كانت العتمة - قصة قصيرة
- الإبداع الشعبى والإبداع التشريعى
- لماذا لا يتعظ الإسلاميون والعروبيون من الدرس ؟
- العرب ظاهرة صوتية
- الحضارة المصرية بين علم المصريات والأيديولوجيا
- البحث عن خنوم : حدود العلاقة بين الإبداع والتراث
- الاحتقان الدينى : الأسباب والحل
- التعددية والأحادية فى رواية (حفل المئوية)
- حماس والإخوان والحلم الإسرائيلى
- الوجوه المُتعدّدة للشاعر حلمى سالم
- الأصل مصرى والدماغ عبرى
- العلمانية وغياب الحس القومى
- حامد عويس : من طين الواقع إلى سماوات الفن
- ختان البنات وغياب الوعى بعلم المصريات
- أتكون الثورة نكبة على شعبنا ؟
- حسن حنفى : الفلسفة بعمامة الأصوليين


المزيد.....




- المرصد الفرنسي للهجرة: الجزائريون أكثر المهاجرين تمسكا بالهو ...
- فرحة العيال رجعت.. تردد قناة طيور الجنة toyour eljanah 2024 ...
- المقاومة الإسلامية للعراق تستهدف ميناء حيفا بأراضي فلسطين ال ...
- بوتين يحضر قداس عيد الفصح في كاتدرائية المسيح المخلص بموسكو ...
- قمة إسلامية في غامبيا وقرار منتظر بشأن غزة
- بالفيديو.. الرئيس بوتين يحضر قداس عيد الفصح في كاتدرائية الم ...
- استعلم الآن … رابط نتيجة مسابقة شيخ الأزهر 2024 بالرقم القوم ...
- شاهد.. الغزيون يُحَيُّون مقاومة لبنان الإسلامية والسيد نصرال ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف بيّاض بليدا والراهب والرا ...
- الاحتلال يقيد وصول المسيحيين لكنيسة القيامة بالقدس في -سبت ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - أسلمة الدولة المصرية