أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - زهدي الداوودي - من أرشيفي.. ستون عاماً وما زلنا في بداية الطريق














المزيد.....

من أرشيفي.. ستون عاماً وما زلنا في بداية الطريق


زهدي الداوودي

الحوار المتمدن-العدد: 3816 - 2012 / 8 / 11 - 23:15
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


من أرشيفي
ستون عاماً وما زلنا في بداية الطريق..


تأملت جمل وسطور رسالة هيئة التحرير المقتضبة، وأعدت قراءتها مراراً وتكراراً وأنا تتماوج الأفكار في رأسي المضطرب مثل طفل خطفته يد القدر من حضن أمه في يوم عاصف، اختلط فيه الحابل بالنابل.
ماذا يمكن للمرء أن يقول في مثل هذه المناسبة؟
لاشك أنها جديرة بالاحياء والإجلال، ولكن هل يكفي مجرد خاطرة سريعة لإثبات الوجود ثم المرور مر الكرام كالعادة؟
الذين ولدوا في يوم صدور "كفاح الشعب"، أول صحيفة شيوعية في العراق، هم الآن في الستين من العمر. هنا ينبغي أن لا ننسى بأن أول صحيفة ماركسية هي مجلة "الصحيفة" التي أصدرها حسين الرحال عام 1924. حبذا لو اعتبرت هيئة التحرير ذكرى صدور هذه الصحيفة هي الأساس الأول للفكر الشيوعي في العراق.
أعود فأقول ماذا يمكن للمرء أن يقول؟ فهذه المناسبة ليست مسألة مجردة، أو عديمة المحتوى، فالذين يحتفلون الآن بالذكرى الستين لميلادهم، لاشك بدأت تجاعيد الزمن تلوح على وجوههم، وهم حين يلتفتون إلى الوراء يجدون سيلاً من الأحداث و المفاجات المخيبة للآمال، إن كانوا من حملة هذا الفكر. ولعل بعضهم يتحسر لعمره الذي قضاه في سبيل شيء عديم الجدوى، ولكنه سرعان ما ينتبه لنفسه مواسياً إياها بأنه أكثر حظاً من الذين استشهدوا تحت التعذيب أو في المعارك غير المتكافئة ضد العدو.
ما العمل إذاً؟..الاستسلام؟ أم الصمود؟
لقد بكى البعض، والبعض الآخر فقد عقله، وهو لا يمكنه التصور بأنه سيقضي آخر عمره في بلد حاربه طيلة حياته. ما أصعب الحياة وما أعقد تناقضاته والأسئلة التي تطرحها في كل ساعة..
وما زالت الحيرة والتساؤل يطغيان على طيبي النفوس، دون أن يجدوا الجواب الكافي للسؤال المقعد.. ولسان حال بعضهم يقول:"ليت أن هذا الفكر لم يظهر إلى الوجود" أو "ليته لم يصل إلى العراق". وتبقى التمنيات غير محصورة على الوطن فقط، بل تتعداه إلى القول: "ليت أن هذا الفكر لم يستلم مقاليد الحكم في ثورة أكتوبر، التي يقول عنها غرامشي مؤسس الحزب الشيوعي الايطالي: "إنقلاب" أكتوبر.
هل نبقى ندور في الحلقة المفرغة لتمنيات اليائسين؟.. أم نبحث عن الأجوبة الواقعية ونستعمل العقل في التنقيب عنها. وربما يتساءل البعض، ما إذا كان ثمة فعلاً جواباً؟.. نعم، الجواب موجود، بيد أن البحث عنه وصياغته بشكل علمي صحيح يحتاج إلى جهود كبيرة وجرأة فائقة وعقل ناضج ومبادرة خلاقة ومعرفة كاملة لمسيرة التاريخ وتطوره منذ ظهور الانسان وحتى الآن. إنه بحاجة إلى معرفة عميقة في الاقتصاد السياسي والفلسفة والفكر الاشتراكي.
الفكر الإشتراكي موجود، وهو حقيقة موضوعية تحولت إلى تراث فكري هائل ينمو يوماً بع يوم، وكل انكار له لا يعكس سوى الغباء والحهل. وأبسط مثال على ذلك قرار الحكومة الاتحادية الألمانية بتخصيص مبلغ كبير لمواصلة طبع أعمال ماركس – انجلس. إن من ألد أعداء الفكر الاشتراكي هو التبسيط والتسطيح المبتذلين ورفع الشعارات الديماغوغية أو الرومانتيكية وتحول المؤيدين إلى دراويش ومريدين.
وأثبتت الأحداث بأن السلطة السياسية لم ولن تكون معياراً ليس لصحة الفكر الإشتراكي حسب، بل لصحة ايديولوجيات أخرى. إن محاكم التفتيش التي كانت تحكم بأسم الكنيسة وتقطع رقاب المعارضين وتحرقهم أحياء، قد ولت وأما الفكر المسيحي الحقيقي فبقي. السلطة السياسية ليست دائماً نعمة، انها قد تتحول إلى نقمة وكارثة. والحقائق أمامنا واضحة، لا يسعنا إلا أن نقول بأن مرارتها تخجلنا. والمصائب التي تجلبها السلطة السياسية لأصحاب القضية وللقضية نفسها كارثية ومدمرة. وقد تؤدي إلى زوال القضية نفسها.
ترى، هل خرجنا من الموضوع؟.. كلا، أبداً.. عن أي شيء نتحدث إذاً؟ إن لم نتحدث عما حصل وعما سيحصل في وبعد انقضاء ستة عقود من الزمن، هذه الفترة الزمنية التي تعادل في سرعة تطورها وأحداثها تاريخ العالم كله..
هل استفدنا من دروس التاريخ في هذه الحقبة؟ إن لسان حالنا يقول مع الفيلسوف الألماني "هيجل" بأن "الشيء الوحيد الذي تعلمناه من التاريخ هو أننا لم نتعلم أي شيء"
إننا لم نتعلم حسب، بل أسأنا، ليس عن قصد، بل عن جهل وعنجهية، للقضية وأصحابها، وذلك بسبب افساحنا المجال للانسان الجاهل والوصولي والمنتفع بالجلوس في المكان غير اللائق به. لقد شبه لينين هؤلاء بالنباتات الطفيلية التي يجب قلعها يومياً وبدأب. إن عملية القلع قد جرت، ولكن بصورة مقلوبة. وكان أن غطت الأحراش والأشواك كل شيء، وإلا ماذا يمكننا أن نطلق على مخلوق مثل يلسين الذي كان يتربع على قمة السلطة في العهد السوفييتي البائد ويتشدق بالعبارات الماركسية حول حق الأمم في تقرير مصيرها، في حين يمارس الآن عملية الإبادة بدم بارد تجاه شعب جيجان الصغير. إن مثل هذا المخلوق وأمثاله لم تكن لهم أي صلة لا بالفكر الاشتراكي ولا بالأفكار الإنسانية التي نادى بها رواد الفكر الإشتراكي.
في رسالة إلى لودفيج كوغلمان في هانوفر بتاريخ 17 نيسان/ابريل 1871 يقول ماركس:
"الذين صعدوا القطار في الظروف المؤدية حتماً إلى النجاح، هم غير أولئك الذين شقوا الطرق ومدوا السكك في أصعب الأوقات. وتجاوز عدد الركاب حد المطلوب، وشاءت "الصدف" أن يصل إلى محرك القطار بعض هزيلي الإرادة وضحلي العقل إلى دفة القيادة.
ولسوء حظ السياسة فإن بعض الذين يمارسونها أو بالأحرى يحترفونها ليسوا من أذكى الناس. وهم مهما اتقنوا أدوارهم كممثلين بارعين، فإنهم لا شك سيظهرون ذات يوم على حقيقتهم"
اعتقد اننا هذه المرة نكاد نخرج من الموضوع، وعلينا أن ننتبه كي لا يفسر كلامنا بشكل خاطئ. وينبغي أن لا ننسى بأننا مازلنا بصدد الذكرى الستين الجليلة لصدور أول صحيفة شيوعية في العراق.
ترى، هل نحن في آخر الطريق، هدتنا الكهولة وأتعبنا السير؟.. كلا أبداً.
الأشواط ما زالت في البداية. ومن يؤمن ببداية جديدة ويمتلك عدة جديدة، فإنه سيبقى فتياً أبداً، يكرر نفسه كشروق الشمس.



#زهدي_الداوودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أنت؟
- قصة قصيرة قطرات الماء
- أميرتي
- أخي الكردي
- جماعة كركوك: من أرشيف زهدي الداوودي
- الأب يوسف سعيد وداعاً
- من الذي قتل حليم دونر؟
- رهان
- نقاط الانفتاح
- اليسار واليمين
- مواهب مخفية في -عودة الشمس-
- نشوء الوعي القومي وتطوره عند الكورد
- ما زلنا عجولاً
- فقهاء المسجد والملا
- دولتى عليئه ى عثمانية
- الأواني المستطرقة
- الحاج طرشي و الفأرة
- قسم
- معطف الشقيق الأكبر
- إلى روح الشهيد جالاك سعيد مجيد


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - زهدي الداوودي - من أرشيفي.. ستون عاماً وما زلنا في بداية الطريق