أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحداد - عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج53















المزيد.....

عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج53


محمد الحداد

الحوار المتمدن-العدد: 3802 - 2012 / 7 / 28 - 15:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



الباحث : يقولون .. رأس الحكمة مخافة الله .. يا عم لشد ما أتضايق من هذه الكلمة .. مخافة الله .. أنا أكره هذه الكلمة .. لأنها فارغة .. بلا معنى .. انها مشوهة يا عم ...
لماذا رأس الحكمة مخافة الله ؟ هل الله وحش مخيف ؟!!
أو سلطان دكتاتور .. يجلس على عرشه .. يبطش بخلقه .. كما يصفه قرآن المسلمين .. مع أن المؤمنين يقولون أن الله جميل .. ويحب الخير .. و رؤوف بخلقه .. و رحيم .. فلماذا هذا الخوف منه ؟!
يا عم .. عندما قرأت أمثال سليمان في التوراة وجدته يقول .. مخافة الرب رأس المعرفة .. أنا أكره هذه الكلمة يا عم .. لماذا لم يقل .. محبة الله .. لماذا يا عم ؟!!
المؤمن : يا بني .. مخافة الله لا تعني الخوف من الذات الإلهية .. فالذات الإلهية جميلة جداً .. و ليس الله مخيف .. بل الخوف من الله يعني الخوف من العقوبة الإلهية .. ومن التأديب الالهي .. فكل خطأ يرتكبه الإنسان له عقوبة تأديبية سريعة هنا في الدنيا .. هذه العقوبة ضرورية لتأديب الإنسان وتربيته .. لكي يتعقل ويحصل على العقل الإيماني .. والعقوبة تأتي بحدث في الحياة اليومية .. مثل مرض أو نقص في الرزق أو حادث مؤلم .. من هذه العقوبة الإلهية التأديبية نحن نخاف .. وليس من ذات الله .. فذات الله مطلق الجمال والرحمة .. وهو من يهب الطمأنينة والسكينة للقلوب المعذبة .. الله ليس فيه جهة شر نخاف منها .. فكله خير مطلق ...
الباحث : نعم يا عم ...
المؤمن : هناك خداع كبير في الافعال والاسباب .. فعندما يولد الانسان على هذا الكوكب في عالم الدنيا .. تخدعه الأحداث بأن هناك فاعل في الأحداث غير الله .. فيجد والديه يرزقانه .. والادوية تشفيه من المرض .. والسيارة تقطع به المسافات .. والعلم يأتي بالتعلم من المدرسة .. والقوة الجسدية من الرياضة والتمارين ...
خداع .. وخداع كامل عن الحقيقة .. الحقيقة المخفية التي لا تنال بسهولة إلا بالفكر والتعقل .. هي أن .. لا فاعل في الوجود غير الله ...
الباحث : أليست الأحداث بمسبباتها يا عم ؟!!
المؤمن : الاسباب خداع عن الحقيقة يا بني .. الله هو الفاعل الوحيد في هذا العالم .. فليس الوالدين يرزقان الطفل .. لأن القرآن يقول .. أن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ...
وليست الأدوية تشفي المريض بالحقيقة .. واذا مرضت فهو يشفيني .. وليس العلم بالاكتساب وكثرة الكتب .. لأن رسول الاسلام يقول .. ليس العلم بالتعلم .. العلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء .. وليست القوة البدنية بالرياضة والتمارين .. لأن القرآن يقول .. ويزيدكم قوة الى قوتكم .. فالقوة الجسدية تأتي من قوة القلب وقوة الايمان ...
الباحث : عجيب يا عم .. عجيب هذا !!
المؤمن : نعم يا بني .. الله وحده هو الفاعل الحقيقي في هذا العالم .. فاذا كان المؤثر والفاعل الوحيد في العالم هو الله .. والاسباب كلها بيده .. ولا مسبب لها سواه .. فلماذا نخاف من فلان وفلان .. لماذا نخاف من المستقبل المجهول والاحداث المستقبلية ...
الصحيح هو الخوف من الفاعل الأوحد في الوجود .. الصحيح أن نخاف من الذي يسبب الاسباب .. ولا نخاف من أحد سواه .. ليس بمعنى الخوف من ذاته المقدسة .. لأن ذاته منتهى الرحمة والجمال .. بل نخاف من الخطأ الذي نرتكبه .. لأن المربي الأوحد سوف يؤدبنا على ذلك الخطأ ...
الباحث : رائع يا عم .. رائع ...
المؤمن : مشكلتنا دائماً أننا نتجه الى الأفعال .. ولا نتجه الى الفاعل .. وهو الله .. نحن دائماً نتجه الى الأسباب .. وهي في الحقيقة ليس لها وجود أصلاً .. لأن الله هو المحرك الحقيقي .. نحاول دائماً أن نصلح الظروف وندفعها الى ما يلائم مزاجنا وراحتنا الجسدية ومصالحنا الشخصية .. وهذا كله عبث بلا فائدة .. الصحيح أن نصلح أنفسنا .. ونصلح ما بيننا وبين المحرك الحقيقي للأحداث .. وهو الله ...
فعندما تركب سيارتك تقودها .. وأنت قلق من حدوث عطل .. فتحاول اتقان ميكانيك السيارة لكي لا تتعطل .. ولكن هل تستطيع أن تمنع الحادث المروري المفاجئ .. انه حدث خارج عن ارادتك .. وسوف تتجه باللوم الى ذلك الشخص الذي صدمك .. والحقيقة أنه لم يصدمك بإرادته .. لأنه أيضاً لا يريد الحادث المؤلم .. الحقيقة أن هناك ذنوب بينك وبين الله .. الله هو الذي صمم هذا التصادم المؤلم .. وليس ذلك الشخص .. ذلك الشخص بالحقيقة بريء تجاهك .. المتهم الوحيد هو أنت .. لأنك عملت ما لا يرضي الله .. انها عقوبة تأديبية من الله لك لكي تتعقل ...
الباحث : نعم يا عم ...
المؤمن : اذا الخوف يجب ان لا يتجه الى المبالغة في اتقان ميكانيك السيارة .. أو الخوف من العطل .. أو الخوف من التصادم المفاجئ .. الخوف يجب ان يتجه الى الله .. الخوف من ذنوبك وأخطائك .. لأنها هي التي تتسبب بهذا التصادم المؤلم .. هذا هو معنى الخوف من الله يا بني ...
الباحث : فهمت الحكمة يا عم .. فهمتها أشكرك ...
المؤمن : فعندما يقول سليمان النبي .. مخافة الرب رأس المعرفة .. فمعناه أن رأس الحكمة والمعرفة .. هي معرفة أن الفاعل المباشر والحقيقي والمؤثر الوحيد في الأحداث اليومية العادية هو الله وحده ...
الباحث : رائع يا عم ...
المؤمن : ومعرفة أن ليس للناس أو الطبيعة أو الظروف أي تأثير في الاحداث .. فالفاعل الوحيد هو الله ...
مخافة الله تعني معرفة أن لا فاعل في الوجود غير الله ...
مخافة الله تعني أن لا تخاف من ذات الله .. بل تخاف من ذنوبك وأخطائك .. هل فهمت ؟!!
الباحث : نعم نعم نعم .. أحسنت يا عم رائع ...
المؤمن : من عرف هذه الحكمة .. ودخلت الى قلبه .. وأثرت على سلوكه .. فسيجد الحياة الحقيقية .. وسيعرف ما هو الإيمان الحقيقي ...
يقول قرآن المسلمين .. أفمن كان ميتا فأحييناه وجعالنا له نورا يمشي به في الناس .. معرفة هذه الحكمة هي النور الذي يضيء قلب الانسان بعد الظلمة .. وهي الحياة الحقيقية ...
الباحث : صح يا عم ...
المؤمن: يقول قرآن المسلمين .. قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا .. ويقول المسيح .. إن عطش احد فليقبل الي ويشرب من آمن بي .. كما يقول الكتاب تجري من بطنه انهار ماء حي ...
هذه الحكمة .. مخافة الله رأس المعرفة .. هي الماء الحي الذي يحيا به الانسان .. لأنه سوف لن ينظر الى الناس .. ولا الى أي شيء آخر .. سينظر الى المحرك الحقيقي .. والفاعل الأوحد في هذا العالم .. وهو الله ...
الباحث : سمعت مقولة يا عم .. لا أعرف لمن .. وهي .. من اعتقد بحجر كفاه ...
فاذا كان الحجر يكفي الانسان .. فلماذا البحث عن الله والايمان ؟!!
المؤمن : في قرآن المسلمين آيه توضح الامر .. ومن يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ...
هل تعلم يا بني ان عباد البقر يأتون بالمريض الى البقرة .. ويتبركون بها في شفاء مريضهم .. فيبرء المريض من مرضه .. و أن من يعبدون اولياء الله .. ويذهبون الى قبورهم .. ويتوسلون لهم في قضاء حاجة .. ربما قضيت تلك الحاجة .. وكذلك المشركين قبل بعثة محمد .. يطلبون حوائجهم من الأصنام .. فربما قضيت حوائجهم ...
الباحث : عجيب يا عم .. عجيب !!
المؤمن : لا تعجب يا بني .. فهل تظن أن من عبد الفئران .. عبدها بدون أن يرى شيء ما .. من شفاء مريض .. أو قضاء حاجة ...
الباحث : الفئران تقضي حوائج الناس !!
المؤمن : لا يا بني .. هناك خدعة كبيرة في هذا .. تحتها حكمة عظيمة جداً جداً ...
الباحث : وما هي الخدعة والحكمة يا عم ؟
المؤمن : الله هو الذي يشفي المريض .. ويخدع عباد البقر بأن البقرة هي التي شفت مريضهم .. والله هو الذي يقضي حاجة عباد الأصنام .. ويخدع المشركين بأن الاصنام قضت حوائجهم .. وهو الله الذي يقضي حاجة من يذهبون الى أضرحة الأولياء .. ويخدع الناس بأن الولي هو من قضى حاجتهم ...
فمقولة .. من اعتقد بحجر كفاه .. الضمير الهاء يعود الى الله وليس الى الحجر .. أي الله هو الذي يكفيه .. ويتوهم أن الحجر كفاه .. هذه هي الخدعة يا بني ...
الباحث : اذا الله يتعمد اضلال الناس .. ثم يتوعدهم نار جهنم .. هذا الكلام كفر .. غير مقبول يا عم !!
المؤمن : لن يكون كفر اذا عرفت الحكمة يا بني ...
الباحث : ما هي الحكمة يا عم .. لأن هذا الكلام عجيب جدا جدا !!
المؤمن : يظن الانسان دائماً الكمال والسعادة والراحة في امور بعيدة عن الله .. فيتعلق قلبه بها .. ويظنها جهة كمال .. ويسعى في الحصول عليها .. فلو أن الله قطع عنه تلك الامور جبراً .. فسوف يبقى قلبه متعلق بها الى الأبد .. ويظنها جهة كمال هو محروم منها .. ويظن بها سعادة مسلوبة منه .. ويبقى متشوقاً الى الوصول اليها ...
هذا اذا قطعها الله عنه بالإكراه بدون قناعة .. ولكن الله لا يريد أن يقطعها عن الانسان بدون قناعة حقيقية .. فالله يعطي المجال الى الإنسان في اختبار تلك الامور التي ظن بها السعادة ...
نعم يعطيه المجال مؤقتاً للسير مع تلك الامور الى النهاية .. حتى أن الله يفعل ويخدع الانسان بأن تلك الجهة هي التي تفعل .. لأن قلب الانسان أساساً متعلق بها ...
الله يجعل الانسان يسير مع تلك الامور الوهمية الى نهاية المطاف .. حتى يكتشف الانسان بنفسه أن تلك الامور وهمية وسراب .. كلما تعلق قلب الانسان بجهة .. ساعده الله للسير مع تلك الجهة .. وفي النهاية يكتشف زيفها ...
وهكذا يقتلع الله من قلب الانسان جميع جهات الكمال والسعادة الموهومة .. واحدة تلوا الأخرى .. في دروس عسيرة ومستمرة .. واحدة بعد أخرى ...
وفي النهاية سيعرف الانسان .. أن جميع جهات الكمال التي تصورها وتوهمها .. لا شيء في الحقيقة ...
ويجد الله الواحد ...
لأن قلب الانسان لا يمكن أن يتقبل الا أمر واحد ...
وهو الله جل جلاله ...

نقلها لكم
محمد الحداد
28. 07. 2012



#محمد_الحداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج52
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج51
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج50
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج49
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج48
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج47
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج46
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج45
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج44
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج43
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج42
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج41
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج40
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج39
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج38
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج37
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج36
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج35
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج34
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج33


المزيد.....




- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحداد - عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج53