أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبعوب - ديمقراطية الدم في العراق














المزيد.....

ديمقراطية الدم في العراق


محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 3797 - 2012 / 7 / 23 - 23:30
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


تتنافس منظومات اللعب بالعقول ممثلة في امبراطوريات إعلامية يسيطر عليها بارنوات الاعلام الدولي ويجيرونها لخدمة سياسات محددة، تتنافس على تغطية تراجيديا القتل العبثي التي تشهدها سوريا منذ اكثر من عام ، وكانت قبل ذلك قد انشغلت ولأكثر من ثمانية اشهر بتراجيدا مماثلة كانت ساحتها ليبيا، كما لعبت هذه الآلة الجهنمية دورا بارزا في تأجيج حروب افغانستان العبثية التي أشعلت لتستمر من خلال تغطية مضللة تلعب على تناقضات السياسات المحلية والاقليمية والدولية في هذا البلد البتلى بالحروب منذ فجر التاريخ.. لكن هذه المنظومة تمارس تجاهلا داعرا إزاء ما يجري في العراق يوميا من إزهاق للارواح وتبديدا للموارد تحت لافتة الديمقراطية التي نزلت ارض العراق على أجنحة الأباتشي والاف 16 وقاذفات بي 52 الامريكية قبل اكثر من عقد ..

نشد أنفاسنا أمام مشاهد القتل العبثي التي تنقلها الميديا لنا من ساحات الموت في مدن وقرى وحواري سوريا على يد طاغية طالما تصدرت صورته شاشات وصفحات هذه الميديا كفاعل وضامن للاستقرار في المنطقة.. نتلهف لمعرفة مصير المعركة في دهاليز الساسة المتآمرين على الشعب السوري سواء في دمشق او عواصم الجوار او محطات التآمر في الخليج او في دهاليز الامم المتحدة .. وبهدوء مشبوه ومخاتل تنقلنا الشاشات الى خبر مقتضب عن سلسلة تفجيرات في بغداد او البصرة او الموصل ويشار باختصار الى وقوع قتلى وجرحى، وكأن ما يجري في هذه المدن تمثيلية او مسرحية من الكوميديا السوداء لا صلة لها بالواقع!!

وبعد هذا المرور العابر على المسلخ العراقي المفتوح منذ عقود بترخيص امريكي وغربي لاستئصال صناع اول حضارة شهدها كوكبنا ، تنقلنا الميديا المتآمرة الى ساحة أخرى يتم فيها تدشين مشروع آخر للتآمر على افريقيا وتحديدا منطقة الساحل التي تشهد ميلادا مدروسا وبعناية فائقة لبؤرة توتر جديدة في شمال مالي متدثرة برداء التطرف الاسلامي الذي يشرعن لأي تدخل غربي في اي مكان.. يتقاطر المعلقين والمحللين من كل صوب ومن كل مراكز الخداع العالمية لتجييش العالم ضد خطر داهم يهدد كوكبنا يجسده حفة من الحمقى المخدوعين ببقايا سلاح تحصلوا عليها من مخازن الطاغية القذافي معتقدين أنها يمكن ان تحقق لهم أحلامهم الظلامية الواهمة.. ويتحول هذا المشهد لبقايا كتائب الطاغية من بدو الطوارق الذين تفرقت بهم السبل بعد ان فقدوا ممولهم وراعي مشروعهم السرابي، يتحول الى حدث عالمي وتفتح آفاق واسعة للمتحدثين المتحذلقين الذين تصمت السنتهم عما يجري في العراق من قتل وتدمير ممنهج للانسان والارض، لتصدح بتحليلات وتحلق في فضاء الكذب والبهتان لتضخيم الحدث المعزول برمال الصحراء وتحويله الى ظاهرة عابرة للحدود بل المحيطات ليصبح مصدر خطر يهدد امن امريكا و اوربا ..

تتباكى الشبكات الفضائية الغربية ووكيلاتها في الفضاء العربي وتبالغ في تضخيم الكثير من الحوادث، فيما تمارس صمتا عاهرا إزاء ما يرتكب في حق الانسان العراقي اليوم من مذابح يندى لها الجبين وهو الشعب الذي ظل لأكثر من قرن يدفع ثمنا باهضا لمآرب ومصالح القوى الاستعمارية .. وهذا الموقف المتآمر للميديا الغربية وصداها في الفضاء العربي سيبقى حاضرا في ذاكرة الشعوب التي أصبحت تدرك معنى الصمت والتجاهل الاعلامي لما يجري في العراق ودوره في تأجيج المآسي وإطالة أمدها في هذا البلد المبتلى بديمقراطية الدم الغربية..



#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في عرس الديمقراطية بُعث الامل وصمتت البنادق..
- لا للعسكرة.. نعم للتمدن..
- الخطوط المغربية.. واقع دون الطموح!!
- الأفريكوم تطرق الباب .. ما سر صمت حكومتنا؟!!
- (س ص) لماذا التخلي عن أمانته العامة؟
- ملتقى بني وليد القبلي.. إستنساخ لثقافة هدامة
- حق العودة .. الوجه الآخر
- يائيل برتانا.. خطوة على الطريق الصحيح..
- الازمة الايرانية الخليجية طوق نجاة للطرفين
- عندما يُمسخ عيد العمال.
- مركز لحجز المُعنِّفين.. قبل دور المعنَّفات.
- برقة الهادئة هل يعكر صفوها السنوسيون؟
- الاسد او.. بحرق البلد!!!
- صور فيروزية (3) ها قد أقبل نيسان
- الحوار.. الحوار.. لدرء الأخطار
- استشر.. حتى لا تستجر..
- الفدرالية حصان خاسر يراهن عليه السنوسيون
- في عيد المرأة .. دعوة لتطوير المتقدم في موروثنا الاجتماعي
- الفدرالية اول خطوة لعرقنة ليبيا
- حان وقت تصحيح الذاكرة حول الثورة الليبية.


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبعوب - ديمقراطية الدم في العراق