أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - سامي الذيب - مسلسل جريمة الختان (25) : الختان في القرآن















المزيد.....

مسلسل جريمة الختان (25) : الختان في القرآن


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 3794 - 2012 / 7 / 20 - 14:56
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


القرآن المصدر الأوّل للشريعة الإسلاميّة
-----------------------
القرآن هو الكتاب المقدّس لدى المسلمين والمصدر الأوّل للشريعة الإسلاميّة. والمسلمون، على إختلاف مذاهبهم، يعتبرونه كلام الله المنزل على النبي محمّد بين عامي 610 و632 (تاريخ وفاته) لهداية البشريّة، وهم يعتقدون أن كل ما جاء في القرآن صحيح وحقيقة لأنه صادر عن الله الذي لا يمكن الشك في حِكمته وعلمه. وعلى كل مسلم أن يرجع إلى هذا النص للتعرّف على التصرّف الصحيح الذي يجب عليه أن يسلكه في علاقته مع البشر ومع الله.

ويعتبر المسلمون القرآن الكتاب السماوي الوحيد الذي لا يعتريه التحريف، على خلاف الكتب المقدّسة اليهوديّة والمسيحيّة. والمؤرّخون يتّفقون على أنه أقدم وأوثق مصدر كتابي عربي للتعرّف على عادات ونظم المجتمع العربي في زمن النبي محمّد إذ إن النص الحالي الذي بين أيدينا - والذي يطلق عليه النص العثماني نسبة للخليفة عثمان بن عفان (توفّى عام 656) – يُظن أنه تم جمعه بعد 15 أو 20 سنة من وفاة النبي. أمّا النصوص الأصليّة التي أُعتمِد عليها في توثيق النص الحالي فقد تم حرقها.

سكوت القرآن عن ختان الذكور والإناث
-----------------------
رأينا في مقالات سابقة أن الكتب المقدّسة اليهوديّة والمسيحيّة تكرّس صفحات طويلة حول ختان الذكور ولكن لا ذكر فيها لختان الإناث. فما هو موقف القرآن من ختان الذكور والإناث؟

بعد التحرّي، وجدنا أنه لا يوجد أي ذكر لختان الذكور أو ختان الإناث في القرآن. فكلمة «ختان» بذاتها لم ترد بتاتاً فيه بأي شكل من أشكالها. وكل ما نجده هو كلمة «أغلف» في نصّين على لسان اليهود للتعبير عن «غلف القلب» وليس عن «غلف الجسد». ولم يفسّر أحد هذين النصّين، لا قديماً ولا حديثاً، بأنهما يعنيان الختان أو يبرّرانه. وهذان النصان هما:

«ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل وآتينا عيسى إبن مريم البيّنات وأيّدناه بروح القدس أفكلّما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم إستكبرتم ففريقاً كذّبتم وفريقاً تقتلون. وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم فقليلاً ما يؤمنون» (البقرة 2: 78-88).
«فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير حق وقولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلاّ قليلاً» (النساء 155:4).

وأصل عبارة «قلوبنا غلف» في التوراة. فأرميا يقول: «إختتنوا للرب وأزيلوا غلف قلوبكم يا رجال يهوذا وسكّان أورشليم لئلاّ يخرج غضبي كالنار فيحرق وليس من مطفئ بسبب شر أعمالكم» (أرميا 4:4). وفي مسند إبن حنبل (توفّى عام 855) حديث يقول: «القلوب أربعة: قلب أجرد فيه مثل السراج يزهر، وقلب أغلف مربوط على غلافه، وقلب منكوس، وقلب مصفّح [...]. وأمّا قلب الأغلف فقلب الكافر».

ونشير هنا إلى أن التوراة تعتبر غير المختونين نجساً. لذا يمنعهم حزقيال من دخول الهيكل (9:44). وأشعيا يمد هذا المنع لكل مدينة أورشليم (1:5). أمّا القرآن، فهو يمنع المشركين الذين ينعتهم بالنجاسة من الإقتراب من المسجد الحرام: «يأيها الذين آمنوا إنّما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا» (التوبة 28:9). ولكن القرآن لا يذكر غير المختونين كما في التوراة، ممّا يعني أن غير المختونين في نظر القرآن ليسوا نجساً. ورغم أن القرآن ذكر إبراهيم 69 مرّة ويعتبره «أسوة حسنة» (الحشر 4:60)، فإنه لم يتكلّم بتاتاً عن ختانه كما تفعل التوراة.

يمكننا إذاً أن نستنتج ممّا سبق أن القرآن يسكت تماماً عن الختان على عكس الكتب المقدّسة اليهوديّة والمسيحيّة.

تفسير آيات متشابهات من القرآن لتأييد ختان الذكور
------------------------------
لم يقتنع الفقهاء والمؤلّفون المسلمون قديماً وحديثاً أن القرآن لم يتكلّم عن الختان، تلك العادة الواسعة الإنتشار، خاصّة وأن القرآن يقول: «ما فرّطنا في الكتاب من شيء» (الأنعام 38:6)؛ «ونزّلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين» (النحل 89:16)؛ «اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي» (المائدة 3:5). ولذلك حاولوا البحث عن آيات قد تسعفهم فوقع إختيارهم على عدد منها تنتمي إلى ما يسمّى بـ«الآيات المتشابهات»، ففسّروها بحيث تتّفق مع إتّجاههم المؤيّد لختان الذكور. ونبدأ بكلمة مختصرة عن «الآيات المتشابهات».

يقول القرآن الكريم: «هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأُخر متشابهات. فأمّا الذين في قلوبهم زيغ فيتّبعون ما تشابه منه إبتغاء الفتنة وابتغاء تأويله. وما يعلم تأويله إلاّ الله» (آل عمران 7:3). إعتماداً على هذه الآية، يقول علماء الدين المسلمون «إن من القرآن ما إتّضحت دلالته على مراد الله تعالى منه، ومنه ما خفيت دلالته على هذا المراد الكريم. فالأوّل هو المحكم، والثاني هو المتشابه». والمتشابه «هو الخفي الذي لا يدرك معناه عقلاً ولا نقلاً، وهو ما إستأثر الله تعالى بعلمه» وهو ما يحتمل تأويله أوجهاً. أمّا المحكم فهو «ما لا يحتمل إلاّ وجهاً واحداً من التأويل». ويضيف الزرقاني منبّهاً لمن يتعرّض لتفسير الآيات المتشابهة: «لو أنصف هؤلاء لسكتوا عن الآيات والأخبار المتشابهة، واكتفوا بتنزيه الله تعالى عمّا توهمه ظواهرها من الحدوث ولوازمه؛ ثم فوّضوا الأمر في تعيين معانيها إلى الله وحده».

والآيات التي إعتمد عليها مؤيّدو ختان الذكور هي التالية:
«ثم أوحينا إليك أن إتّبع مِلّة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين» (النحل 123:16).
«قل صدق الله فاتّبعوا مِلّة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين» (آل عمران 3: 59).
«آولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتد» (الأنعام 6: 90).
«شرّع لكم من الدين ما وصّى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصيّنا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرّقوا فيه» (الشورى 13:42).
«(130) ومن يرغب عن مِلّة إبراهيم إلاّ من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وأنه في الآخرة لمن الصالحين (131) إذ قال له ربّه أسلم قال أسلمت لرب العالمين (135) وقالوا كونوا هوداً أو نصارى تهتدوا. قل بل مِلّة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين (136) قولوا آمنّا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما اوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيّون من ربّهم لا نفرّق بين أحد منهم ونحن له مسلمون [...] (138) صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون» (البقرة 2: 130-138).
«وإذ إبتلى إبراهيم ربّه بكلمات فأتمّهن قال إني جاعلك للناس إماماً قال ومن ذرّيتي قال لا ينال عهدي الظالمين» (البقرة 124:2).

تتكلّم هذه الآيات عن ثلاثة أمور:
- إنه يجب إتّباع مِلّة إبراهيم.
- إن الله إبتلى إبراهيم «بكلمات» فأتمّها فكافأه على ما أتم فجعله إماماً للناس.
- إن صبغة الله هي أحسن صبغة.

لا ذكر في هذه الآيات لموضوع الختان. ورغم ذلك فقد إستنتج منها مؤيّدو ختان الذكور أنه واجب على المسلم. فكيف توصّلوا إلى هذه النتيجة؟ باختصار شديد يمكن أن نقول إن المؤيّدين حاولوا تفسير عبارة «وإذ إبتلى إبراهيم ربّه بكلمات» بأن الله إبتلى إبراهيم بالختان. وبما أن المسلم ملزم بإتّباع «مِلّة إبراهيم»، فعليه إتمام الختان كما أتمّه إبراهيم. ثم فسّروا عبارة «صبغة الله» بأنها تعني الختان. ولكن هذا التفسير لم يلقَ إجماعاً بين الفقهاء. هذا ما سوف نراه في المقالين التاليين.

----------------------
سوف استمر في مقالي القادم في عرض الختان عند المسلمين
يمكنكم تحميل كتابي ختان الذكور والإناث عند اليهود والمسيحيّين والمسلمين
http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=131&action=arabic
وطبعتي للقرآن بالتسلسل التاريخي مع المصادر اليهودية والمسيحية
http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315&action=arabic



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صوم وصلِّي رزقك يُوَلِّي
- مسلسل جريمة الختان (24) : الخصيان في ترانيم الكنيسة
- مسلسل جريمة الختان (23) : الكنيسة بين الختان والخصيان
- مسلسل جريمة الختان (22) : تكريم ختان المسيح وغلفته
- مسلسل جريمة الختان (21) : موقف المسيحيين الامريكيين المعارضي ...
- مسلسل جريمة الختان (20) : موقف المسيحيين الامريكيين المؤيدين
- هوس الاعجاز الحسابي والعلمي والغيبي عند المسلمين
- مسلسل جريمة الختان (19) : ختان الاناث عند مسيحي مصر
- نبوءة القديس شربل: انتهاء الاسلام عام 2047
- مسلسل جريمة الختان (18) : ختان الذكور عند مسيحي مصر
- لماذا يا سامي تكره محمد والاسلام؟
- علموا فكر احمد القبانجي
- مسلسل جريمة الختان (17) : رأي مارتن لوثر
- مسلسل جريمة الختان (16) : رأي توما الأكويني
- أحمد القبانجي – فهم جديد للقرآن: القرآن ليس من الله
- مسلسل جريمة الختان (15) : رأي اوريجين وكيريلوس المصريين
- مسلسل جريمة الختان (14) : رأي يوستينوس الفلسطيني
- مسلسل جريمة الختان (13) : موقف المسيح ورسله من الختان
- مسلسل جريمة الختان (12) : الختان في الكتب المقدسة المسيحية
- مسلسل جريمة الختان (11) : اليهود وختان الاناث


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - سامي الذيب - مسلسل جريمة الختان (25) : الختان في القرآن