أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سلطان الرفاعي - استاذة عارية امام احد تلاميذها---الشهامة العربية الاصيلة وسجن النساء وتقييد الاطفال 8















المزيد.....

استاذة عارية امام احد تلاميذها---الشهامة العربية الاصيلة وسجن النساء وتقييد الاطفال 8


سلطان الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1106 - 2005 / 2 / 11 - 11:40
المحور: حقوق الانسان
    


... كانت هناك امرأة من مدينة الناصرية ومعها طفلتها ذات السنوات الخمس أخذوا زوجها ... الى أين ؟ لا أنا ولا هي تدري . هناك أيضا عائلة من كربلاء : أم وثلاث بنات ، الزوج وأخوته أخذوهم أيضا ، عائلة أخرى من البصرة ، أم وطفلين .
فيما بعد في سجن الرشاد في بغداد تم الحكم عليهن جميعا بالسجن عشر سنوات ! . لكن المشكلة ليست هنا ، فالأزواج والأخوة ، أعدموا . أما حكم السجن فبسبب درجة القرابة . والمضحك المبكي أنهن أميات . لا يقرأن ولا يكتبن . في بعض الليالي ، وعندما شددت الكوابيس خناقها علي ، نمت مع هذه العائلات رغم ضيق المكان ، في الحقيقة هم دعوني للنوم معهم ، قالت لي الأم الكربلائية : تعالي معنا .إننا نسمع صوتك في الليل ولا نستطيع مساعدتك ، فالأبواب مغلقة في الليل . كانت الكدمات الزرقاء تغطي أجساد النساء وكنت أعرف من أين أتت ؟ لم أسأل ولم يسألوني كثيرا .إن هذه قاعدة متعارف عليها في السجن .لا تسأل ولا تفشي أسرارك فمن يدري ما يفعله المرء تحت التعذيب .
مرة أردت أن أبوح بالألم وأن أتحدث عن الأمل ... قالت لي السيدة : لا تتحدثي أرجوك ... فالكلام أمانة وقد لايستطيع الكل حملها .سألتها .. ماذا يفعل الأطفال في الأيام والليالي الطويلة ؟ كيف يفهمون الأمر ؟ ماهي الألعاب التي يمارسونها هناك ؟ . .
في الصباح وقبل أن تفتح أبواب الزنازين يقفون قرب الباب ويتجمعون هناك وعندما يسمعون = خرخشة= المفتاح في الباب يعرفون أنهم سيخرجون الى الساحة . البنات يتجمعن مثلنا نحن الكبار يبدأن اللعب : يلبسن العباءات ويتخذن وضع النساء الكبيرات ثم يبدأن لعبة الهمس : ألم تسمعي بما حصل لفضيلة ؟ لقد أعدموا زوجها وهي لاتدري .
في سجن الموصل كان هناك طفل جميل أسمه وردان ، كان صديق الجميع يتحرك في كل مكان فيشيع البهجة والأمل لكنه كان يصعق ويصفر وجهه ويجلس في مكانه مرعوبا عندما يسمع كلمة : مسطر .والمسطر هو تعداد السجناء والمناداة عليهم بأسمائهم . كان يترك كل شئ ويتحول الى رقم وأسم في المسطر . وعندما يمعن في اللعب كان يكفي أي طفل أو أية سجينة قول هذه الكلمة حتى يمكن البدء من جديد بعد توقفه . غادرت سجن الموصل ووردان لايريد التفريق بين كلمة مسطر الحقيقية وتلك التي تقال للعب ، وكما قالت لي أمه فقد تعرض للكثير من الأذى والخوف على يد رجال الأمن يوم كان يلعب ولا يعرف حقيقة المسطر إحدى السيدات لم يبقى لها سوى ابنتها المتزوجة في كربلاء . كانت وحيدة في بغداد وقد ذهبت ذات يوم لزيارة مراقد الائمة في كربلاء فدقت الباب على ابنتها ووجدت بدلا من الابنة فوهات البنادق .كانوا هناك في البيت في انتظار كل قادم وهاهي في سجن آلوكا لاتعرف شيئا عن ابنتها ولا لماذا هي هنا . قيل لها سنأخذك الى ابنتك لكنها كانت في الحقيقة تنتقل من سجن الى آخر دون جدوى . نساء كثيرات كن في السجن لهذا السبب . يذهبن لزيارة الجيران فيلقى القبض عليهن . كانت بيوت المتهمين تتحول الى كمائن للأبرياء . فما أن يعرفوا عنوان المتهم أو المتهمة حتى يقتحموا البيت ويجلسوا هناك بانتظار القادم . وكل قادم هو متهم . إنك تجد في السجون عربيات وكرديات . شيوعيات وبعثيات ، نساء كثيرات من الحركة الدينية ، والأكثر منهن النساء اللواتي لا يعرفن شيئا عن السياسة . لقد تم اعتقالهن وتعذيبهن ، من باب الاحتراز ، بل إنهن قدمن للمحاكم من باب الاحتراز أيضا . أنا ايضا حكم علي بالسجن لعشرين سنة من باب الاحتراز ، وإلا كيف نصف النص الرسمي للتهمة : الاشتباه في وجودها بتنظيم ؟
بقيت في سجن آلوكا عدة أسابيع وقبل أن أغادر أعطتني النساء بعض النقود ، خمسة دنانير أو أقل ، جمعوها لي ، فنقودي كانت عند رجال الأمن ووصل استلامها عندهم أيضا .
كل شئ كان سيبدو مفهوما ومقبولا إذاء وضع أيدي الأطفال في الأغلال !
هل يتصور احد أيدي الأطفال الصغار في الأغلال ؟ كنت عاجزة وسجينة ويدي في الأغلال ولا أستطيع أن أقدم شيئا لأحمي أيدي الأطفال من برودة وقسوة الأغلال الحديدية ... لكني رغم ذلك أشعر بالعار كلما تذكرت ذلك المشهد ---- لا كان هناك ما يمكن عمله . كان بامكاني أن أموت أن أصرخ وأموت حتى لا أرى طفل في الحديد . حتى لا يأتي يوم أتذكر فيه يد الطفل وهي في القيد .
هل يشعر الأحياء بالذنب لمجرد أنهم بقوا أحياء ؟. التقيت العديد من السجناء والسجينات وكانوا يتحدثون عن موت الآخرين بألم مفرط ، كان الواحد منهم كأنه يلوم نفسه : لماذا مات الآخر وليس أنا ؟ في الحقيقة أن هذا الشعور ينم عن احساس انساني مفرط ولربما وصل في بعض الأحيان الى حدود المرض وثمة ما يجعل بعض هذا مفهوما :
أم فاطمة سجينة أمية فقدت ، وهي في السجن زوجها واثنين من أخوتها وطفلها البالغ من العمر تسع سنوات لقد أعدموا وقتلوا تحت التعذيب --- كانت تصاب بنوبات جنون تتركز في اللطم وإطلاق هذا السؤال : لماذا تركوني حية ؟ أنا لم أفعل شيئا ... فلماذا يتركوني حية . كانت في اليقظة والجنون تعتبر حياتها الما شديدا لها بعد قتل كل اهلها ---- وما يضاعف هذا الألم إن الضحايا يجهلون ، في أحيان كثيرة مبررات و أسباب ما يحل بهم من موت وحياة وعذاب .
اقتادوني ، مع نساء وأطفال قيدوا جميعا بالأغلال الى سجن الموصل . وتحديدا الى سجن الغزلاني ..-- السجن عبارة عن قبو مظلم وطويل تقريبا --وقد قسم الى قسمين واحد للرجال وآخر للنساءاما الاطفال --فهم بين نارين دائما.الاطفال عادة يكونون مع الأمهات السجينات لكن ما أن يبلغ الواحد منهم ، السابعة من العمر حتى يؤخذ الى سجن الرجال لقد أصيبت بعض السجينات بالجنون لأن اطفالهن كانوا سجناء في سجن الرجال وفي سجن الرجال كان الأطفال يبكون ويبكون ولا أحد فيهم يفهم لماذا سجن، ولماذا أبعد عن أمه ، خصوصا آولئك الأطفال الذين ولدوا أو شبوا في السجن قرب أمهاتهم .
كان عدد النساء في ذلك القبو الخانق بحدود 150 سجينةمن مختلف الأعمار ومختلف الأسباب السياسية ، لكن غالبيتهن كن يزرن وزر أخرى : الواحدة منهن سجينة أو رهينة لمجرد أن ابنها أو زوجها استطاع الإفلات من قبضة السلطة. في مثل هذه السجون تنسى السلطة وجود هؤلاء السجناء . لقد أسلمت هذه المخلوقات الى آلية العذاب والعقاب اليومي قبل أن تحديد الجريمة .
في سجن الغزلاني ----
للحديث بقايا



#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 7استاذة عارية امام احد تلاميذها------مآسي العائلات الكردية ف ...
- استاذة عارية امام احد تلاميذها---- هل صحيح ان اللسان يمتد طو ...
- استاذة عارية امام احد تلاميذها----شعرت ان شفتي المربوطة بالك ...
- استاذة عارية امام احد طلابها----راجعنا كل شيء عنك فوجدنا انك ...
- استاذة عارية امام احد طلابها----نحروا اختي--وبصقة في وجه كل ...
- استاذة عارية امام احد طلابها--اهداء الى نساء لجان الدفاع عن ...
- جامعني ثمانية خلفاء---افتضني الامين---وقبل قدمي المأمون---وا ...
- استاذة عارية امام احد طلابها--اهداء الى نساء لجان الدفاع عن ...
- قصيدتان---وناجي---وقتيل---و؟؟؟؟؟؟؟
- جامعني ثمانية خلفاء--افتضني الامين--قبل قدمي المأمون--اشتهيت ...
- شركات صناعة الارهاب-----فرع المدارس--1
- : انهم لا يسرقون النفط---بل يأخذون الجزية---العهدة البوشية
- الجهاد--رؤية دموية---وجنسية
- عاشقا وطن--سلطان ولينا--2
- ----1عاشقا وطن--سلطان ولينا
- تسسسسسسسسسسسسونامي--------تعري الامة
- التيارات العلمية المتطرفة ترفض ايضا وجود الله واية قدرة روحي ...
- الالحاد الحديث-----الله عدو الانسان والحرية------2
- الالحاد الحديث------1
- مسيرة ما بعد الاعتقال--شكوك --وتساؤلات


المزيد.....




- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سلطان الرفاعي - استاذة عارية امام احد تلاميذها---الشهامة العربية الاصيلة وسجن النساء وتقييد الاطفال 8