أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لينا سعيد موللا - حقيقة الموقف الروسي، وبداية الخروج من النفق















المزيد.....

حقيقة الموقف الروسي، وبداية الخروج من النفق


لينا سعيد موللا

الحوار المتمدن-العدد: 3782 - 2012 / 7 / 8 - 20:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لطالما حير الموقف الروسي السوريين!
فهو في تصلفه وعناده عبر عن إشكالية غريبة أقرب للمتاهة !!
أن يراهن الروس بكل مصالحهم في شخصية الأسد الذي بات مؤكداً أنه سيلقى نصيب القذافي في خاتمة لحياة اختار أن يسدل عليها الستارة في مشهد درامي حزين، والعبارة الأخيرة مأخوذة من ميديديف رئيس الوزراء الروسي الحالي .
فإذا كان الروس قانعون بأنه ماض وهو ما عكسته تصريحاتهم المتكررة في الكواليس الدولية والديبلوماسية، فلماذا هذا التعنت الغريب في دعمه؟
ما الذي يمكن للأسد أن يقدمه للروس خلال الفترة المتبقية له في الحكم وهي مهددة بالانتهاء في أي وقت ؟

هل الرشاوى التي يتقاضاها الماسكين بالملف السوري في موسكو كافية لجرف عربة المصالح الروسية عن مسارها؟
مسار قديم جداً وذو كلفة طائلة ليس أهمها شطب الديون السورية للدولة السوفيتية والتي تقدر بمليات كثيرة من الدولارات .

هل هي الفوبيا من انتشار المد الديني والأصولي، ووصوله إلى أبواب روسيا؟
و هي تعلم يقيناً أن سوريا لا يمكن أن تحكم من قبل الإسلام السياسي، وأن الدين في دمشق لم يكن يوماً ذو نزعة عدوانية، بل أن السوريين في جيناتهم متسامحين.. بل هم أكثر شعوب العالم سماحة، و الدين لديهم وعلى الدوام أسلوب حياة وأقرب لأن يكون إرثاً فكرياً واجتماعياً أكثر منه عقائدي .
ويدرك الروس أن إطالة أمد الصراع السوري سيأتي بنتيجة عكسية، لأن الدماء تولد النقمة والتطرف، فإذا كان هذا ما يخشونه .. فهم بالتأكيد يدركون أنهم بدعمهم للأسد يغذون هواجسهم، وهذا يجافي المنطق .

أين إذاً مصلحة روسيا فيما تفعل ؟
للإجابة لا بد من مراجعة الأدوات التي تملكها روسيا في الضغط على رأس النظام .
مصالح روسيا تتمحور حول :
وجود خبراء روس وقاعدتين عسكريتين وبيع أسلحة واستثمارات في حقلي الطاقة والنفط .

لاحظوا أن كل هذه الأدوات تعد نقاط قوة أيضاً لصالح النظام السوري، وعملياً هو من يستطيع التهديد بوأدها.
فالنظام قادر على طرد الخبراء الروس ليكرر خطوة الرئيس المصري الراحل أنور السادات زمن بريجنيف في بداية السبعينات .. خطوة تسببت للقيادة السوفيتية بإرباك وألم كبيرين ما زالا يقظين في ذاكرة موسكو السياسية .
القواعد العسكرية قادرة أيضاً على إغلاقها، واستعاضة السلاح الروسي بما تمده به إيران، والأخيرة تفعل ذلك دون توقف، وكذلك يستطيع النظام استبدال الاستثمارات الروسية بأخرى إيرانية بجرة قلم، خاصة أن الايرانيون باتوا أهم المستثمرين في سوريا وفي جميع المناحي وييتمتعون بخبرات جيدة فيما يخص احتياجات الدولة السورية.
وإيران متعلقة بالنظام لأنه يشكل ارتباطاً عضوياً، وفي حال سقوطه فإنها تتهدد من الداخل لفقدان عمق استراتيجي تعول عليه، وذراع سياسي تلوح به كلما تعرضت لأزمة من نوع ما .

روسيا تعلم أن بقاء الاقتتال في سوريا يحقق لها وضعاً تفاوضياً أفضل مع الغرب، كما يرضي شركاءها الإيرانيون الذين يستوردون منها الأسلحة والمعدات النووية الضرورية لتشغيل برنامجهم، وهم يشكلون الشريك الاقتصادي الأهم، وبالتالي فإن تحقيق مصالح الايرانيين يضمن استمرار مصالحهم أيضاً .

روسيا تدرك أن طلبها من الأسد بالتنحي سيؤدي إلى انتقام بتقويض مصالحها، وسيعرض مصالحها مع إيران للخطر وهي مصالح استراتيجية وحيوية غاية في الأهمية .
لذلك تراجعت روسيا عن مبادرتها الريادية في تعيين الأسد لنائبه فاروق الشرع،وكان ذلك سابقاً لمبادرة الجامعة العربية بشهرين تقريباً، وكان ذلك بعد استلامها رسالة سورية إيرانية مزدوجة، أن مصالحها ستكون مهددة في حال أقدمت على المضي بها، بل ضغطت الدولتين باتجاه أن تكون روسياً فاعلة في دعم النظام في الأروقة الديبلوماسية العالمية، ولنتذكر المشهد الفاضح للتنسيق والاتفاق بين كل من الجعفري و فيتالي تشوركين مندوب روسيا في مجلس الأمن .
روسيا ليست بلداً صغيراً، لكن أدواته التي يبتكرها قليلة وتقليدية عفى عنها الزمن، وتسيطر على سياسته هوس من إخفاقات الماضي، حين خسر الروس أغلب حلفائه الأوروبيين والسوفييت الذي انحازوا بوقاحة للمعسكر الغربي والحلف الأطلسي، وكثير من الدول الحليفة كالعراق وليبيا، وحتى منظمة التحرير .
اليوم هم مصرون على دعم النظام لإبقاء شريان مصالحهم حياً، سيبقون على مواقفهم لأنهم غير قادرين على تغييرها، حتى لو كانت قناعاتهم مختلفة، يعلمون أن الأسد بحكم المنتهي، يدلون بتصريحات متعارضة ومتخبطة بين إحراجاتهم الدولية وبين مصالحهم وإمكاناتهم الضحلة .
يدركون أن خروج الأسد سيحرمهم من أي امتياز جديد وربما سيقضي على أحلامهم في بناء حلف.. أي حلف يبقيهم في المنطقة كقوة عظمى، ما تزال تحلم بعجز مطبق عن إعادة أمجاد الماضي الغابر .
روسيا باتت دولة اقتصادية كبيرة ومرشحة لأن تصبح أقوى إذا ملكت العين الثاقبة لتحديد معالم رؤيا استراتيجية واضحة، وإدارة خلاقة في التطوير، لكنها محرومة بحكم إرثها الفكري الخشبي من كل هذا .
في المقابل الغرب يعلم أن روسيا تراهن على الوقت علها تحصل على صفقة ما، صفقة يرفضها.
الكل عاجز ويراهن على الوقت عله يكون من صالحه .
يتحدثون عن الأخلاق ..
أي أخلاق في ظل عجز المعارضة السورية في تشكيل لوبيات ضاغطة في عواصم القرار الدولية، عاجزة عن تحديد صورة واضحة وموحدة لطلباتها ولسوريا القادمة .
إن ما تقوم به المعارضة السورية من استثارة لعواطف المجتمع الدولي وإيقاظ حسهم الإنساني يستغرق وقتاً طويلاً جداً ليكي يؤتي ثماره، في حين كان بإمكانها توزيع الأدوار بين أطيافها (( وهو عنصر ثراء لا ضعف )) وتحديد هدف وتأمين كل السبل لتحقيقه، وهي قادرة لأن تنهي معاناة الشعب السوري خلال فترة أقصر بكثير .
وما التقنين في مد الداخل السوري بالسلاح الكافي لهز النظام وتغيير الموازين العسكرية على الأرض، إلا دور يلعبه العالم أجمع غير عابئ عملياً بكل الفظائع المرتكبة، مقتصراً على الدعم اللفظي واستضافة المؤتمرات، علماً أن النظام أوهى من أن يحتمل ضربة عسكرية واحدة .
جميع دول العالم ضالعة في عملية إضاعة الوقت بانتظار تغيير ما، زمن كفيل بأن ييأس الروس من الغرب في تحقيق بعض طلباتهم، أو قبول الأميركيين والأوروبيين بدفع فاتورة تغيير النظام، وهي فاتورة بسيطة إذا ما قيست بالخسائر الفادحة التي تتعرض إليها البنية التحتية السورية والتي قدرها المجلس الوطني السوري في دراسة مبدئية 20 مليار دولار مرجحة للزيادة مع مرور كل لحظة ويوم من التدمير والقتل، وهذا ما يقيد الحكومة السورية القادمة بديون مكبلة هي بغنى عنها .
نعم يمكن لأن تكون معاناة السوريين أقل بكثير فيما لو نجحوا في ابتكار خطة طريق بعيدة عن الشعارات والمصالح الضيقة والآنية، خريطة تعتمد على إمكاناتهم الذاتية وهي هائلة وكلنا يدرك ذلك .
فنحن لا نفهم كيف لدولة كاليابان خرجت من حرب مدمرة نالت من مدنها وبنيتها التحتية بشكل كامل، لتصبح صاحبة أقوى اقتصاد أسيوي خلال سنوات بسيطة، ومن ثم ثاني قوة اقتصادية في العالم خلال فترة قصيرة جداً، وكيف عادت ألمانيا لإعمار ذاتها وبناء اقتصادها رغم الأهوال التي أصابتها من تقسيم و تدمير و خسارة أغلب شبابها وخبراتها، لتصبح وخلال أقل من عشر سنوات القوة الاقتصادية الأولى في أوروبا ..
يقيني لا فرق بين الياباني والسوري والألماني وجميع أصناف البشر سوى بالارادة والعزيمة والنية على تحقيق المستقبل وتغييب المصالح الفردية لأجل تحقيق غاية جماعية تهم الشعب السوري قاطباً .
الخطوة الأولى هي في رسم خارطة طريق دقيقة كبرنامج عمل ورصد الامكانات لها والعمل على تحقيقها خطوة بخطوة في تكافل وتعاضد وتماسك، ليس هذا بغريب أو مستهجن، الغريب أن نبقى على الانتقاد دون الفعل، النصح دون العمل .. لا ينقصنا شيء لكي نعود أمة عظيمة .
ما ينقصنا هو قرارنا لأن نكون .

قادمون

لينا موللا
صوت من أصوات الثورة السورية



#لينا_سعيد_موللا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سعاد الفتاة ذات الاحدى عشر ربيعاً .
- مشاهد مخزية ، تنبئ بنهاية مخزية
- سعاد ذات الأحدى عشر ربيعاً
- التغيير قادم لا محالة
- الأخوان والسلطة - مصر
- أميركا والثورة السورية
- رهانات النظام والدول الحليفة له
- الطريق للانتصار واحد
- في العودة إلى جوهر الثورة السورية .
- الخطوة القادمة - قوات حفظ السلام في سوريا
- الثورة السورية تخطف المبادرة
- ما أقرب اليوم بالأمس
- هل أنتم مستعدين ؟
- نريد قيادة عامة للثورة فوراً وحالاً
- أقنعة الأيديولوجيات
- عندما يدس النظام السم بالدسم
- لماذا الالغاء .. لماذا لغة الاقصاء ؟
- من نحن ؟
- أضواء على المرحلة التي وصلتها ثورتنا ..
- فلسطين شماعة الطامحين


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لينا سعيد موللا - حقيقة الموقف الروسي، وبداية الخروج من النفق