عذرا سيدي الرئيس

بولس رمزي

الحوار المتمدن-العدد: 3762 - 2012 / 6 / 18 - 23:35
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

هذا السيناريو من وحي خيالي وادعو الي الله ان لا يحدث ولكن توقعاتي بحدوثه تفوق خيالي وامنياتي :



اولا- بعد أن يحلف السيد الرئيس المنتخب محمد مرسي اليمين الدستوريه يتوجه الي مقر التليفزيون الرسمي للدوله لكي يوجه كلمه الي الشعب المصري .



ومن خلال كلمته الي الشعب ... يقدم سيادة الرئيس مرسي وعوده وتطميناته الي الشعب المصري بجميع طوائفه قائلا :

اعد شعب مصر العظيم بانني رئيس لكل مصر بجميع تنوعات وتوجهات شعبها السياسيه والدينيه . مصر دوله مدنيه ديموقراطيه حديثه ... سوف احمي النشاط السياحي في مصر .. سوف احمي الفن بجميع صوره ... سوف احمي حرية الصحافه والفكر .. سوف أحمي حرية الاعلام المرئي والمسموع . سوف احمي حرية العقيده . الاقباط ابناء هذا الوطن ولن يفرض عليهم ما يخالف ديانتهم . سوف احمي حرية المرأه ولن افرض عليها زي بعينه ..



ثانيا- في اليوم التالي تذهب مدام ايفيت الي مقر عملها باحدي الوزارات الحكوميه . يستقبلها رئيسها المباشر بابتسامه عريضه بشوشه طالبا منها بان تأتي الي مكتبه وهي معزومه علي كوب من العرقسوس المثلج ... تبتسم السيده ايفيت مستبشره خيرا من مقابله الاستاذ مصطفي الرئيس المباشر علي غير عادته وتذهب الي مكتبه ويقف مستقبلا سيادتها ببشاشه .. ويدعوها للجلوس ... ثم يفتح درج مكتبه

ويستخرج منه صوره جميله للسيده العذراء قائلا للسيده لها انا دائما استبشر بهذه الصوره ولا تفارق مكتبي .... تبتسم السيده ايفيت في سعاده قائله "شالله ياام المخلص" ثم يقول لها بنبره هادئه : انظري معي استاذه ايفيت الي الصوره .. كيف كانت السيده العذراء محتشمه ؟؟ والله انا اتخيلك وانت تقتدين بها وبزيها ستكونين اجمل مليون مره من الآن وانتي متبرجه ... اتمني ان اراكي غدا وانتي تتخذين من السيده العذراء قدوه في زيها وخلقها .... وتفهم السيده ايفيت سر الدعوه والابتسامه العريضه المرتسمه علي وجه الاستاذ مصطفي فهي دعوه الي الحجاب وتخرج من مكتبه وهي غير قادره ازاحة الاكتئاب عن وجهها ..



ثالثا – الآنسه اسماء مدرسة رياضيات باحدي المدارس الاعداديه للبنات تذهب الي مدرستها ..يستقبلها السيد مدير المدرسه طالبا منها الحضور الي مكتبه لامر هام . وعندما تذهب اسماء الي مكتب مدير المدرسه . يخاطبها بشئ من الحده . يا استاذه اسماء انتي مدرسه مسلمه لتليميذات مسلمات ومن المفروض أن تكوني قدوة صالحه لفتيات في سن الزهور ولا يصح ان تكون قدوة تلميذاتي بالمدرسه مدرسه متبرجه .. عندي شكاوي كثيره من اولياء الامور يشكون من تبرجك هذا سوف يساهم افساد اخلاق بناتهم . اسمحي مالم تلتزمي بالحجاب سوف احيلك الي وظيفه أخري اداريه بعيدا عن العمليه التعليميه وتخرج الانسه اسماء من مكتب مدير المدرسه مهمومه كئيبه



رابعا- تقرر اسماء الذهاب الي احد المكاتب الحقوقيه المهتمه بالدفاع عن حقوق المرأه وهناك تلتقي بسيدات صالحات .. يسمعن الي شكواها ... ويكون ردهن علي شكواها بان الرجل لم يطلب منها عمل الرزيله بل يطالبها بالاحتشام ولا غضاضه من تلبية طلبه لانه الافضل لها في دنياها واخرتها .... ردت اسماء عليهم قائله : لكن السيد رئيس الجمهوريه اعلن بانه لم ولن يفرض أي زي معين علي المرأه .. ردت عليها السيده الفاضله مديرة المركز قائله لها : يا ابنتي لا احد يفرض عليكي زي ولكن هذا نظام تربوي في المدارس ... انتي عليكي الاعتراض اذا القت الشرطه القبض عليكي وانتي في الشارع غير مرتديه الحجاب هذا نعتبره اعتداء علي حريتك الشخصيه ولكننا لا نتدخل في النظام المدرسي .... ثم خرجت احدي عضوات الجمعيه علي صوت اسماء قائله لها بصوت مرتفع .. وماله يابنتي الحجاب ده عفه وطهاره ... من غير الحجاب هتعنسي ومفيش شاب سوف يتقدم للزواج من فتاة متبرجه .... روحي اتكلي علي الله واتحجبي ..



خامسا- تذهب السيده ايفيت الي الكنيسه وتجلس مع راعي الكنيسه وتروي له ما دار بينها وبين رئيسها المباشر في الوزاره ... ويقوم السيد راعي الكنيسه بتوصيل شكواها الي قداسة البابا بيشوي الاول بابا الاسكندريه وبطريرك الكرازه المرقسيه وعندما يلتقي بها وتروي له تفاصيل الاحداث .... يقول لها قداسته : الرجل لم يطلب منك شيئا يسئ اليكي ... الرجل طلب منك الاقتداء بام النور السيده العذراء مريم .... ويتساءل منفعلا ... ولماذا لا تقتدون بازياء المسلمات في احتشامكم ؟ هو الاحتشام عيب؟ روحي يا بنتي انا لا اري شيئا يسئ للمسيحيه والمسيحيين اكثر من ابناء الكنيسه امثالك



الي اللقاء في الجزء التالي من حدوتة (دولة الاخوان المصريه )

مع اطيب تمنياتي

بولس رمزي

#بولس_رمزي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات