أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - فلورنس غزلان - لعيون منصور وابتسامة ريتا أبازيد:














المزيد.....

لعيون منصور وابتسامة ريتا أبازيد:


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 3753 - 2012 / 6 / 9 - 16:43
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    



قام أبو منصور من غفوته الصغيرة بين قذيفة وأخرى وحيداً يتحسس جدران البيت، يسأل عن الأولاد والأحفاد ويعدهم واحداً واحداً..رمق المكان الاقرب لجناحيه حيث تتدفأ ريتا وتجفف شعرها الجميل تحت أشعة شمس الله ، التي أغمضت عينها اليوم ..واختفت تحت الغبار والركام..ركعت تحمي الصغير ..لكن نيران المراصد الموزعة حول البيت الصغير لاتتوقف عن التسلية وعن نثر جنونها في كل نقطة من أرض درعا..لم تدخل ريتا غمدها قبل أن تطمئن على أن جسدها سيلم الدار وسكانها ..ويخفيهم عن عيون البنادق المعدة لصيد كل متحرك...لكن ماتحسه ريتا من أمومة لاتنسجم مع هاوي القذائف وعياراته الموتيه المحشوة بحقد يفتت أحجار الوطن قبل قلوبه..جحظت عيون منصور وطفح الأسود في عينيه حبراً يبحث عن أوراق ريتا المبعثرة جسداً يتلوى ثم يهمد..لكنه لايصدق...فطعم الموت غريب على عنفوان الشباب الجمري في دمه..انقض يلم أوراق الجسد والوجه المفتر دوماً عن بسمة ترسم للحياة آمالاً وتفتح في القلوب جنائناً حتى في أكثر اللحظات ظلاماً..فعاجلته يد البهيمة المتوعدة على باب الحي ترسل الشراك ورشقات الرصاص التي رسم مخططاتها صاحب السلالة المتعفنة والمتعيشة على الخراب ..فعاجلته يد الغراب الشيطان بِوَصلَةٍ من موسيقى الموت الرصاصي ، فقد أرَّقها هذا البيت وسكانه منذ عشرات السنين..والآن يعتقد عراب الموت أن ليلته ستكون أجمل بعد أن زرع الحزن وحرص على إغراق بيت أبو منصور بعتمته
يابلدي المحاصر بالغزاة وبرابرة العصر..ياصدري المثخن بجراحك كيف يمكنني أن أمشي في أعراس موتك المتلاحقة تدخل بيوتنا وتأبى الرحيل؟..كيف يمكنني أن أقتل الليل وساعاته ووحشة البرد النفسي تهددني بزمهريرها؟...لقد استطاع الطاغوت أن يحاصرني بزنزانة الوجع المتواصل,,استطاع أن يسجنني في زاوية العجز..استطاع أن يقطع أوتار جسدي وروحي ويعذبني دون وضوح أو استقرار على منحى أو نور يلوح في نهاية نفق الكهف الوطني الأعمى في كل تحركاته وفوضى بيوته المسؤولة عن تردي محنته وانحداره نحو هاوية الجحيم ..
استطاع الجبان ابن الجبان أن يشرب قهوته بين موت وموت...أن يجلس شامتاً بهشيمنا يشعله ويطلق ذراته للريح..كيف يمكن لأشتاتي وبعثرتي الآنية أن تدخل مناديلي الغارقة بسعال الوجع الصادق وبتردي عافية الجسد المُثَّقب برصاصات عشق لاينتهي لأرض قداستها من شهدائها..لأرض قناديلها من عيون ريتا...وشمسها من أشعة جسد منصور؟!...فهل من يقظة بعد ؟ هل من قدرة يمكنها أن تخرج رأسي من صندوقه المُنفَجر ..من حنجرتي المختنقة بألسنة العذاب والنواح؟! ..كم من الحصص وزعت يارب على العالم..وكانت حصتي الأكبر بين البشر؟...أما اكتفيت حين حرمتنا من عبد الرزاق ثم عبد الله ، ثم أبي رشا...وها أنت تكمل العَّد ولا ترتاح فتأخذ زهورنا الغضة منصور وريتا؟!!...لماذا أنت شره لهذا الحد؟ أو لماذا تترك شراهة المجرم تفتك بنا؟
بأي لسانٍ يمكنني أن أخاطب عالم لايسمع ولا يقرأ ولا يرى؟ كيف يمكنني أن أوقض ضميره المصنوع من صوان؟ كيف يمكنني أن أجتاز مضائق البحار وأُخرج رؤوساً طاب لها العفن الفكري والنفاق وانعدام الخلق في السياسة؟! . كيف أجعلها تنطق علانية بكفرها بالحق..بأنها مع الباطل وأن موتنا لايعنيها...؟ لماذا تستمر بالمراوغة ومنح القاتل مزيداً من الوقت وتسلحه بأدوات الفتك؟ هل يعني الأمر أن طفولتنا مباحة؟ أن نساءنا خلقن للموت والاغتصاب ؟ أن شبابنا وقوداً للديكتاتوريات وثمناً للمصالح الدولية؟.
لم تعد الأرض تتسع لخطبهم ولا لقلقهم...فقد" أبدوا امتعاضهم ..وأسفهم"...شكراً لأسفكم ...شكراً لقلقكم وامتعاضكم...احتفظوا به ..وخبئوه ليوم ربما تحتاجونه...نحن لانريده..نحن لانهتم له...لأن لغتنا غير لغتكم وأخلاقنا غير أخلاقكم ، ضميرنا حي وضمائركم ميتة ..نعم نموت ونستشهد لكن لنحيا بكرامة...فمن لاكرامة ولا إنسانية لديه لايُعَوَّل عليه..عودوا لأقفاص مجالسكم ومؤتمراتكم...فمجد سوريا يصنعه من هم من جنس بسمة ريتا وعيون منصور فقط لاغير.
ــ باريس صباح 9/ 6/2012



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من طقس درعا البارحة:
- لاتدخل المتن، وابقَ في الحواشي!
- إليكم شعاع من ضوء قلبي وبصيرتي:
- مخطوطات وحدوية!
- شهداؤنا
- مصفاة المحبة
- المرسل إليه - توفاه الله-!
- تحت قمصان حقوق الإنسان:
- الأرض لنا والفتى ولدنا:
- إله محايد!
- عالّم!
- حاء الحرية وحاء الحريق!
- المجلس الوطني السوري، الأخوان المسلمين، وروسيا!
- هل من ضوء في نهاية النفق؟
- أريد جواباً على محبتي لسوريا دون سيف
- ملاحظات حول المجلس الوطني السوري:
- حمص
- لو كنت يابابا عمرو - ويتني هيوستن-!
- بين إبرة الدم وإبرة الحياة!
- موقع جديد يشرف عليه الكاتب الكبير - رفيق الشامي-


المزيد.....




- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - فلورنس غزلان - لعيون منصور وابتسامة ريتا أبازيد: