أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جمول - المسافة بين عبد الرزاق عيد وعدنان العرعور














المزيد.....

المسافة بين عبد الرزاق عيد وعدنان العرعور


محمد جمول

الحوار المتمدن-العدد: 3746 - 2012 / 6 / 2 - 00:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




كلما كنت أشاهد عبد الرزاق عيد على إحدى الفضائيات، كنت أخشى أن يخرج من الشاشة باتجاهي ليفتك بي وبكل الحاضرين لما في ملامحه من قسوة وكلماته من عنف وشدة لا ينقصها سوى حمل مسدس بإحدى يديه وساطور في الأخرى. وقد تأكدت صحة مخاوفي أكثر حين قرأت سلسلة من مقالاته في الحوار المتمدن تبين أن رفضه لم يكن موجها للمشاهدين فقط وإنما حتى لرفاقه الذين أبحروا معه في رحلة استجداء الغرب من أجل احتلال سوريا وتدميرها تمهيدا لنثر بذور الديمقراطية والحرية المشبعة باليورانيوم المنضب في ترابها.
في بعض هذه المقالات يعبر عبد الرزاق عيد عن خيبة أمله بالمثقف الفلسطيني لأنه لم يكن كما أراد. ويقدم مثالين هما عزمي بشارة وعبد الباري عطوان. ويحدد بعض أسباب هذه الخيبة ومنها أن عطوان يسمي ما يحدث في سوريا " انتفاضة" مع أنها قدمت عشرات الآلاف من القتلى، بينما يسمي ما حدث في مصر ثورة مع أنها لم تقدم سوى مئات الضحايا. أما غضبه على عزمي بشارة فسببه أن بشارة يدعو المعارضة السورية إلى العقلانية ويطالب بتحقيق حيادي ب " أحداث الحولة". ولذلك يعتبره "متخلفا ومتأخراعن موقف إسرائيل" الذي يجده مثالا يُقتدى به.
إذا كان عبد الرزاق عيد يشعر بالخيبة من هؤلاء، أليس من حقنا -نحن الذين اعتبرناه وأمثاله من دعاة الديمقراطية والليبرالية والحرية وعلى رأسهم برهان غليون نموذج المثقف الوطني– أن نشعر بالخيبة والصدمة والذهول والقرف لأن من تقدم النخبة الثقافية والسياسية المعارضة في العقود الأخير هم من أمثال عبد الرزاق عيد الذي يقف ضد كل من يدعو للعقلانية والحيادية للوصول إلى حقيقة ما جرى في الحولة. فهل المطلوب أن نتصرف كالقطيع ونهلل لكل ما يقوله هو وأسياده الذين سفح ماء وجه شيخوخته على عتباتهم مطالبا بتدخلهم العسكري لتدمير سوريا؟ ثم ألا يحق لنا أن نطالب الجامعة التي منحته الدكتوراه بمساءلته عن هذا المستوى الفكري العظيم الذي يجعله يقيس صحة الثورة وصوابيتها بعدد القتلى؟ وبناء على ذلك، ألا يحق لنا أن نتساءل عن سبب هذه الإندفاع الإجرامي الجنوني والأعمى لقتل أكبر عدد من السوريين في المجازر التي يقترفها ثوار عبد الرزاق عيد وأسياده؟ وهل من الطبيعي اعتبار مجاعة يموت فيها مئات آلاف البشر ثورة مجيدة؟
يبدو أن عبد الرزاق عيد وجد نفسه مضطرا لخلع جلده الديمقراطي الليبرالي ليظهر على حقيقته دون ماكياج ومن دون الحاجة إلى المتاجرة بالشعارات النظيفة والوطنية بعد أن انتهى بازار خداع المواطن السوري الذي كشفه وقد أفلس من استجداء الغرب الديمقراطي جدا، هذا الغرب الذي يتعفف عن المباشرة في قصف سوريا بكل حريته وديمقراطيته المجربة من فييتنام إلى أفغانستان والعراق. لم يكن عيد موفقا في شكواه من الغرب وإذلاله للمتمسحين بأعتابه وهو يكيل الاتهامات يمينا ويسارا لرفاقه على طريق الحج إلى سفارات وعواصم البلدان الغربية. كان يمكن لكلامه أن يكون ذا معنى وقيمة لو قاله قبل أكثر من سنة، ولو أنه توقف لحظة عن استجداء هذه العواصم. أما الآن وبعد اليأس( على ما يبدو) وبعد استنفاذ كل طاقته وجهوده، فلم يعد لهذا الكلام أية قيمة. يقول عيد في مقاله عن المجلس الوطني الذي هو عضو فيه: إن الغرب يرفض كل من يعتز بالكرامة الشخصية والوطنية ويرفض التبعية للأوروبي والتركي...
ليت عبد الرزاق عيد توقف عند الحديث في السياسة والثورات وجهود الغرب الاستعماري لنشر الحرية والديمقراطية. فقد فاجأنا أنه أيضا يتحدث بالقضايا الدينية وبشكل لا يترك معه مسافة تفصله عن شيخ طائفي مثل عدنان العرعور، وخصوصا حين يعتبر " التشهد تعبير رمزي سني عن دخول الإسلام". وبذلك يفعل كما يفعل أي سلفي تكفيري حين يرى جماعته هي الوحيدة الجديرة بصفة الإيمان أو الإسلام. وليت عيد يقول لنا ما تصنيف كل من يتشهّد من الطوائف الإسلامية غير السنية.
هل وصل الأمر بنخبة المعارضة السورية أن يكون معيار الأخلاق والقيم والوطنية إسرائيليا؟ وهل فقد المواطن السوري أمله في أن يُعامل على أساس المواطنة والقيم الإنسانية الحضارية على يد نخبة ثقافية تعود إلى المعايير المذهبية في النظرة حتى إلى بعضها بعض كما يتحدث عبد الرزاق عيد عن جورج صبرة الذي " تحدى الأكثرية المجتمعية الذبيحة بهويته المذهبية والأيديولوجية" عند ترشحه لرئاسة المجلس الوطني، حسب تعبيره.



#محمد_جمول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معارضة ضائعة أم تدعي الضياع؟
- المثقف السوري يتحول إلى -بائع حكي-
- السوريون: سنة بلا رأس ومعارضة بلا رؤية
- عرب يهزمون أنفسهم إن لم يجدوا من يهزمهم
- مرة أخرى يفعلها أخوة يوسف
- من الصراع في سورية إلى الصراع على سوريا
- السلطة الفلسطينية وفرصة الضحك الأخيرة
- إلى ناجي العلي:حنظلة يدير وجهه إلينا
- هل نحن أمام تجديد لكامب ديفد؟
- هل هي بداية تآكل النظرية الصهيونية؟ما معنى أن يقول إسرائيلي- ...
- ويلتقي الهلالان ليصنعا البدر السني الشيعي
- ويسألون لماذا نكرههم
- الغرائزية الدينية في خطاب القنوات الفضائية
- وعرفت الصين كيف تكسب ود العرب
- ردا على منظري التزييف والاعتدال العاجز
- حرام يا أمريكا ضرب الميت حرام
- ماذا تنتظرون من ميتشل والشهور الأربعة؟
- لم يعد الطغاة طغاة بعد انضمام بوش إليهم
- إرهاب الديمقراطية إغلاق القنوات الفضائية نموذجا
- مشايخ الأزهر وفتوى- الحق في خنق الخلق-


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جمول - المسافة بين عبد الرزاق عيد وعدنان العرعور