أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - محمد البدري - الثورة علي الدين والفساد














المزيد.....

الثورة علي الدين والفساد


محمد البدري

الحوار المتمدن-العدد: 3742 - 2012 / 5 / 29 - 08:34
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


لم تكد تنتصر ثورة المصريين بخلع راس النظام دون تقطيع لاوصال جسد الفساد حتي وجدنا شيخا كالقرضاوي ورموزا سلفية أخري اكثر تخلفا تاتي للميدان وتقيم الصلاة وتؤمها في مشهد يقرب من احتفالات الطقس الجماعي للقبائل البدائية. فالثقة في هؤلاء المشايخ هو تضليل، فكما استخدمت السلطات بفسادها هؤلاء المعممين طوال حكمها فانها تستدعيهم مرة اخري لترميم ما قوضته الثورة وما رسخته من معرفة للاوضاع التي طالما احاطها المشايخ والسياسيين بعتمة واظلام خوفا من الثورة عليهم.

ما اكثر ما سمعناه من رجال الدين ومشايخ الفقه عن ستر للعورة كاهم مطلب ديني لكن سترهم عمن استدعاهم للتمكين من عقل الثوار وحيازة القيادة هو فضح لعورة الدين وعورة السلطة ومشايخها. إنها السلطة التي كانت تستخدهم ومن ثم اصبحت تستدعيهم وقت ازمتها. فاي استدعاء لرمزية دينية في ميادين الثورة هو اجهاض للثورة لسبب بسيط ان الدين نفسه كان ثورة في يوم من ايام التاريخ الغابرة في القدم وما تأسس عليه اصبح الان في حاجة لثورة جديدة. فكيف نستدعية اللهم الا لتقويض الثورة؟


تسلح الدين وقت نشاته قديما بكل ما هو خارج المعرفة العلمية وبكل ما كان يجول من اوهام او رغبات مكبوتة ونزعات غير متحققة. أما في زماننا الحالي فالمعرفة والادراك الواعيين بما يحرك الكون ويحرك الثورة يجعل الدين عامل احباط وتضليل لو تم استخدامة مرة اخري. فهل يمكن استخدام ورق الكلينكس مرتين متتاليتين؟
اول رسالة تقدمها الثورة ان نظمها باتت بلا شرعية، وان استخدام العنف البدني او الفكري والديني هو دليل فشل النظم عن التعامل بشئ ولو ضئيل من العقل مع الثورة. وبديهي ان تتحول المواجهه كحتمية بينهما الي صراع مسلح بدلا من صراع سياسي لتحقيق الاستقرار وضمان حدوث التغيرات التي طال تأخرها باكثر مما ينبغي. وبالتالي فقد اصبح علي كل طرف تقييم الاثمان التي ستدفع في تلك المواجهه. فالدم مطروح كثمن ولا جديد فيه فهو العملة الصالحة للتبادل في كل الثورات دون استثناء وكذلك الاموال التي تعاظم دورها في الثورات الحالية في الشرق الاوسط بشكل غير مسبوق في التاريخ وعلي امتداد الارض.

الاصعب في معادلة الثورة في مواجهه النظام البائد هو التشكيل العصابي المسلح بافكار دينية يعتقد بعض السذج انها افكارا ثورية كلاخوان المسلمين أو الجماعات السلفية المنتشرين في بلاد كثيرة ولها زعيم واحد يحركها كقطع شطرنج بلا اي احترام لقواعد اي لعبة. فالهم الاول لتنظيماتهم هو التماهي في الثورة وكأنهم جزء منها وحيازة السلطة وكانهم لعبوا دور الزعامة البديلة كقيادة للثورة. ثم حكم الوطن علي اسس دينية هي ذاتها التي كانت في الماضي الغابر الذي جرت تحت جسوره مياه ثورات كثيرة. وجود هؤلاء في الساحة كخيار لما سياتي من نظام جديد حال انتصار الثورة يخيف كثيرين ممن يعتنقون اديانا او من العلمانيين الذين يسعون لدولة مدنية حديثة. الخوف والهلع والفزع هذا اصبح عاملا يصب في صالح النظام الفاسد. فاستدعاء الدين ومشايخ الصلاة ثم نجاحهم المشكوك فيه بالانتخابات عمل كفزاعة لحماية المفزوعين وادخالهم كرصيد لاستعادة سلطة ما قبل الثورة وتحت عبائة النظام الملتحف طوال تاريخه بجبة الشيخ والداعية الاسلامي.


إسوا ما في الدين، خاصة لو ان هناك تعددية دينية في وطن واحد، هو خلق الفواصل والحواجز والمفصليات التي لا تخدم مسار الثورة بل تتكسر عليها روح الثورة. فحتي لو اعتبرنا ان الاسلام كان في يوم من الايام ثورة، وهو قول مشكوك بالدليل في صحته، فان الفواصل التي نشات وجعلته مفتتا الي اكثر من ثلاثة وسبعين فرقة، كلهم في النار بلا استثناء، هو درس حتي لا تطال النار ايضا الثورات الحالية في الدنيا. فهناك لا مجال للثورة لتنجو فرقة علي حساب باقي الفرق بينما الدنيا ارحب واوسع من عالم الاخرة حيث يمكن للجميع النجاة شرط تبديد العتمة وظلام الرؤية لدي كل الفرق بما فيهم من شبابا اعضاء ضمن التنظيمات الدينية التي هي في حقيقتها اسلحة بيد النظام الذي قامت الثورة لتقوضه.



#محمد_البدري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلا لِيَنْتخِبُونِ
- الانتخابات المصرية بين الوحي والوعي
- سبيلبرج .. وسينما الخليج
- معركة الدستور - مصر بين الدولة والدين
- اول انجازاتهم خسائر
- المرأة بين سنادين السلطة ومطارق الدين
- لوما لماليزيا ودفاعا عن الموطن السعودي
- التضليل بين العلمانية والاسلام
- عودة لحضارة السلب والنهب
- بين التاريخ والعقل
- محاولة للفهم
- المعرفة هي خلاص الانسان
- آه ... لوكان هناك استك
- علياء وحاجة المشايخ لمصحات عقلية
- اليسار والثورة بين النمطية والتدجين
- اليسار بين العلمية وارتهانه للتاريخ
- النظام والاسلام السياسي بين الخسة والنذالة
- ثقافات وثورات
- دستور مصر الجديد المحترم
- الهروب الابستمولوجي


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - محمد البدري - الثورة علي الدين والفساد