أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد عبد القادر احمد - زيارة مفتي مصر للقدس تكشف المسافة بين السياسي والديني في الصراع.















المزيد.....

زيارة مفتي مصر للقدس تكشف المسافة بين السياسي والديني في الصراع.


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3704 - 2012 / 4 / 21 - 17:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


منذ اطلق القرضاوي فتواه, المخالفة لنص حديث رسول الله في شد الرحال, وفي توقيت يعاكس دعوة السلطة الفلسطينية لزيارة القدس, فحرم زيارة القدس متحججا انها تنطوي على مضامين سياسية تتعلق بالتطبيع, والاعتراف بشرعية الاحتلال من خلال الخضوع لاجرائية الاحتلال في الدخول الى فلسطين المحتلة لاداء الشعيرة الدينية, اقول منذ تلك اللحظة, انفتح حوار _ اقليمي _ حول قبول او رفض هذه الفتوى ببعديها السياسي والروحاني, برهن على وجود تفاوت مسافة بين المنهجية الروحانية والمنهجية السياسية في التعامل مع القضايا القومية, وان كل منهما يعاكس الاخر في نتائجه,
وجاءت زيارة الداعية اليمني ومفتي مصر للقدس فرفعت مستوى الحوار الى حالة انفجار صراع _ سياسي _ بين المقولة الروحانية والمقولة السياسية ومنهجياتهما, الامر الذي يؤكد على وجود التعارض بين الروحاني والسياسي ويحمل القضايا القومية اخطار نتائج الصراع بينهما, ليس في مجال الصراع مع اجندات العلاقات الدولية فحسب, بل وفي رسم صورة الاجماع الوطني حول المستجدات السلطوية التي ترتبت في مواقع الربيع العربي,
ان قوة حجة كلا الطرفين في اثبات صوابية رؤيته تكاد تتعادل, فتربك المواطن العادي غير المهيأ وعيه للمفاضلة بينها, لانه عاطفي يفتقد صورة الضرورة السياسية القومية, علما ان القوميات هي الان مكون حداثة الحضارية العصرية, وان الاستجابة لضرورات ردم تفاوت مستويات ترقيها وتفوقها الحضاري باتت مجال الصراع بينها عالميا, وان الاستجابة لمركزية الضرورة القومية تمر عبر ايجاد حالة مجتمعية من التجانس الايديولوجي الوطني, والاستجابة لمطلب تجاوز اشكال الانقسام العرقي والطبقي والطائفي,
ان مشكلة الشيخ القرضاوي في الافتاء الديني السياسي, هي انه يخلق في المجتمع مسارات فكرية تعمل على زيادة تفتيت المستوى المتحقق من هذا التجانس الايديولوجي الوطني فيه, والذي نسميه تكافؤ المواطنة ووحدة اتجاهها ومصيرها, مما جعل من افتاء الشيخ القرضاوي عامل تغذية فكرية لمخطط الفوضى الخلاقة, يقدم للاعلام الطفيلي غير الشفاف المادة اللازمة لتقويته, ونتيجة ذلك توسيع عملية تفتيت الوحدة الروحية للمجتمع_ فيتراجع مستوى وحجم تحقق حالة التجانس الايديولوجي الوطني فيه_, اي وحدة مواطنته. وقد ثبت الدور التامري لهذا الافتاء في مختلف مواقع الربيع العربي, حين غيب عن الوعي الشعبي الدور التامري التخريبي الذي تلعبه الاجندة الاجنبية في ظرف الفوضى, ولم ينتقد اتفاقات التيارات الاسلامية معها, مركزا جهده على العمل على تضخيم الحاجة الانتقامية من هذه الانظمة الفاسدة,
لقد لعب افتاء الشيخ القرضاوي الخاص من بين الافتاء السياسي الاسلامي العام بكفاءة مميزة دوره المرسوم في خلق وتعميق حالة الانقسام والانشقاق الجيوسياسية الفلسطينية, دون التفات للضرر الذي يلحق بالقومية الفلسطينية منها, ففكره لا يعترف اصلا بوجود ضرورة قومية فلسطينية مستقلة, ففلسطين بالنسبة لفكر الاخوان المسلمين, والتيارات الاسلامية الاخرى, ليست وطن وانما ارض وقف ديني والفلسطينيون تبعا لذلك ليسوا مواطنين وانما سكانا فقط,
ان ادعاء الرؤية السياسية الاسلامية انها تحاول اسقاط شرعية وجود الكيان الصهيوني وعزله ومحاصرته والقطع معه, هو ادعاء كاذب في شفافيته وفاسد في منهجيته: فهو غير معني بالتصدي للنظام الرسمي القادر على عزل ومحاصرة الكيان الصهيوني ويسكت عن عدم القطع معه, وهو لا يلجأ لمعارضة منهجية الانظمة في التعامل مع القضية الفلسطينية, الا بالقدر الذي يقوي شعبيا موقفه الخاص ضد النظام الرسمي فقط, وقد اثبت اعلان التيارات الاسلامية التزامها بالاتفاقات الدولية والاحجام عن مجرد الاشارة الى نيتها مراجعة هذه الاتفاقيات كذب شفافية ادعاءاته بالوطنية, واخذه بموروث الانظمة الفاسدة من الاتفاقات والعلاقات الدولية,
ان الافتاء السياسي الاسلامي بخصوص القضية الفلسطينية لا ينطلق من الاستجابة لخصوصية الحاجة الوطنية الفلسطينية بل من حاجته لتوظيف ديماغوجيته حولها في الصراع مع الانظمة على السلطة, بل وينسحب هذا الامر على توظيفه الديماغوجي للمقولة التشريعية الاسلامية نفسها ايضا,
فخلال الفترة من 1948 وحتى 1967م, كان هناك حصار وعزل وقطع مع الكيان الصهيوني, وجهه الاخر حصار وعزل والقطع مع الشعب الفلسطيني واعتقاله في مهاجر تشريده تحت طائلة القمع الامني, فماذا كانت النتيجة وماذا كان الموقف السياسي الاسلامي؟
لقد تم تمزيق وحدة المجتمع الفلسطيني, وتفتيت وحدة بناءه الايديولوجي الوطني الاستقلالية, وتوزيعها على المدارس الفكرية الاقليمية, حيث سكت لسان الافتاء السياسي الاسلامي عن قمع الحالة الوطنية الفلسطينية, ولم ينطق الا بعد انطلاق الثورة الفلسطينية ليعلن بوقاحة منقطعة النظير ان قتيل الثورة الفلسطينية ليس شهيدا, وليحبس انصاره عن الانضمام لها, الى ان هزمت عسكريا عام 1982م فتقدم حينها ليكون خنجرا يطعن تاريخها النضالي, ويطرح في الوقت غير الوطني نفسه بديلا لها, مدعيا انه منشق عن المنهجية الفلسطينية الاستسلامية التفاوضية, لنصدم في النهاية بانبطاحيته, ليس في مجال القضية الفلسطينية فقط, وانما في قضايا كافة المواقع القومية ذات الاغلبية الاسلامية من باكستان وافغانستان حتى اواسط افريقيا؟
بالطبع لم يكن هناك اكثر من القيادة الفلسطينية تفهما لمنطلق القرضاوي في الافتاء, فكما يقال _ ابن بطني يفهم رطني _ وكلاهما يمين انهزامي استسلامي, غير ان القيادة الفلسطينية تميزها رؤية حاجات السوق الاقتصادي الفلسطيني وتحذر من الانعكاسات الخطرة لافتاء القرضاوي عليها, في حين ان القرضاوي يضع الافتاء الاسلامي في خدمة الفوضى الامريكية الخلاقة على الصعيد الاسلامي كاملا, وكلاهما معا يعمل على تحجيم القضية الفلسطينية وتقليصها الى حجم وضع القدس, ليس لحرص على هويتها الوطنية وانما للمردود المالي لسياحتها الدينية فحسب, اما عكا وحيفا فيودعونها الجحيم الصهيوني. والا ؟ فلماذا السكوت عن الناصرة مثلا؟ اليست الناصرة مقدسة ايضا؟
ان الفلسطينيين في ظل الحصار الاقليمي وابتزاز محاورها لهم مجبورين على استجداء شعوب المنطقة, فالقيادة الفلسطينية ببراغمتيتها الانهزامية لم تسلك مسار الانهزامية الا بفعل الحصار الاقليمي الرسمي والديني لها, الذي عمل على تنمية الاتجاهات الانهزامية في البنية الفصائلية للحركة الوطنية الفلسطينية, وها هو الشيخ القرضاوي يتنبه لنافذة الشعبية كطوق نجاة للصمود الفلسطيني, فيعمل فورا على غلقها باعلان فتوى التحريم الديني للحج للقدس تحت الاحتلال, لان المطلوب هو مزيد من ارهاق ظرف _ الصمود الشعبي _ الفلسطيني, وزيادة تكلفته على المؤسسة الرسمية الفلسطينية, والحقيقة انه لا يجب الفصل بين دور فتوى القرضاوي وباقي اشكال واساليب ومسارات حصار الموقف الفلسطيني من قبل انظمة المنطقة جميعها, والتي تعمل على اجبار القرار السياسي الفلسطيني على تقديم _ مستوى جديد من التنازلات _, تبدأ من اسقاط شروط العودة الفلسطينية لعملية التفاوض المباشر والاستجابة للشروط الصهيونية لها عبر التضحية بمسار تدويل الصراع,
ان فتوى الشيخ القرضاوي هي من اشكال الضغط الفجة على القيادة الفلسطينية, والتي تظلل على ضغوط الانظمة الرسمية التي تختبيء خلف منهجية تبادل الزيارات من _ اجل تدعيم صمود الاشقاء في فلسطين_, في حين ان القيادة الفلسطينية وباستعداداتها الانهزامية تبلع هذا المنجل, وتظلل على انهزاميتها هذه باللعب على مقولة معالجة الانقسام ومقولة المقاومة الشعبية السلمية,
ان الشيخ القرضاوي _ يعمق الضغط الدولي على الفلسطينيين_ , فيعمل على اسهام قوة الشعوب فيه, فطعم ونكهة ولون هذا الشيخ اصيلة الى درجة انها لن تتغير



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر اليوم:
- رسالة الى د . رلى الحروب: كلام في الصميم
- التمييز بين الجهادية والكفاحية هامش تمييز الوسطية الدينية
- الربيع: اصلاح يحتاج الى اصلاح:
- يوم الارض: مطلوب شيء من الجنون الفلسطيني بعيدا عن الاوهام:
- يوم الارض: لا دمع للبكاء ولا ابتسامات للسخرية في قلب الهم ال ...
- اين الموجة الفلسطينية في تسونامي الانتفاض العالمي؟
- العقيدة الوطنية الفلسطينية (3 ):
- اسرائيل تقبض على عنق الاردن والاردن يقبض على عنق فلسطين:
- العقيدة الوطنية الفلسطينية (2):
- العقيدة الوطنية الفلسطينية:
- هذا هو الرئيس الفلسطيني القادم:
- الخلاف الفرنسي التركي بين حسابات الانتخابات الفرنسية واعادة ...
- الصراخ لن يخلق ايضا امة اسلامية ولا قومية عربية:
- المطلوب مصالحة ثقافية سياسية فلسطينية:
- كيف يمكن انجاز مستوى من الوحدة اعلى من المصالحة:
- لماذا مصر؟
- جينغريتش وميكافيلية الفكر:
- رييع الاسلام السياسي بين تحرير تعدد الزوجات وامر قرن في بيوت ...
- مكون الربيع الفلسطيني: ردا على الدعوة لتشكيل فصيل فلسطيني جد ...


المزيد.....




- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد عبد القادر احمد - زيارة مفتي مصر للقدس تكشف المسافة بين السياسي والديني في الصراع.