أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - زيد ميشو - للبغل أبناء !!














المزيد.....

للبغل أبناء !!


زيد ميشو

الحوار المتمدن-العدد: 3694 - 2012 / 4 / 10 - 08:32
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ليس غريباً أن العن الزمن الذي بلانا بحكم أحادي الفكر - جائر لا يفقه غير لغة العزل والإستعباد ، ففي كل مناسبة وكل حدث وفي كل مكان وزمان تعود ذاكرتي لحقبة عشتها على أرض العراق الجميل وينتابني شعور الأسف على من مسك بـزمام الأمور ودمر أرض الخيرات وشعبه الطيب بدل ان يبنيه ويسعى لتطويره ..
وماذا أملك غير شتيمة عهد البعث الذي ولى دون رجعة وما زال الأثر النفسي يرافقني وكأنني إنسان مليء بالعقد من أعلى رأسي إلى أخمص قدميّ .
لم تكن حياتنا طبيعية ، ولم نكتشف أو نتعرف على الإختلافات لنختار ، وإن كان من حقنا أن نختار فلا يتعدى ذلك على تشجيع إحدى النوادي الرياضية أو نشتري الخبز بدل الصمون وغيرها من الأمور البسيطة .. أما العقل فهو موجّه ، قليل الإستعمال ولا تحليل فيه .
جيلي من الأجيال المسحوقة فكرياً ، عرف الدراسة لكنه لم يكن يملك الحرية التامة في إختيار الإختصاص والوظيفة من بعدها ، وهناك من أنهى دراسته لكي يتأخر عن أداء الخدمة العسكرية الطويلة الأمد ، ومنهم من أعاد ما إستطاع من السنين رسوباً أو تأجيل ولنفس السبب ، والنتيجة كانت شمول خدمة العلم الإجبارية للجميع بحجة الدفاع عن الوطن ...
إبن جيلي عرف أيضاً حريته بإختيار البقالة التي يتبضع منها لكن فرض عليه أحياناً أن يشتري الباذنجان مع الطماطم . وكان له مطلق الحرية بالوقوف أو عدمه في الطابور الطويل لشراء صندوق بيبسي أو دجاج او لحم ، ولا أحد يعترضه إن إستعمل الحـمام الفرنجي أو الشرقي ..
أبناء جيلي عرفوا مقولة القائد الضرورة الشهيرة ( كل العراقيين بعثيين وإن لم ينتموا ) وفي دواخلنا نردد ( كل العراقيين كرهوا البعث وإن إنتموا ) كونه حزب وضيع بكل ما تعنيه الكلمة .
حرم علينا التفكير وحلّل لنا الكفر والتكفير . أكفر وأسكر وأنكح وأرشي وأرتشي ومارس الموبقات لكن أيّاك أن تفكر بأكثر من شهواتك ، وأياك التشكي فالشكوى لغير الله خازوق بأحجام مختلفة ..
لو إستشهد أحد أفراد عائلتك او أقربائك فهو كبش رحل فداء للقائد المفدى وحزبه ، ومن سجن أو أعتقل أو أعدم فهؤلاء قرابين الحكم الدموي .
بجّل قائد الأمة علناً وألعنه في سرّك ، وقبل أن تنفجر من غيضك ، لك منفس واحد وهو شتيمة الله فهي مسموحة وجاء من بعده ليحرم الشعب حتى من هذا المنفس .
عشنا بإطار فكري يشبه قطعتين الجلد الموضوعة على عيني الحصان أو الثور كي لا ننظر سوى للأمام منقادين ومربوطين بحبل الأوغاد ...
لم نكن نعرف ماهية كلمة فكر الآخر ولا ثقافته حتى أننا رددنا جهلاً ما قيل لنا ، الملك – بريطاني .. واليهود - مجرمين .. والشيوعيين – كفرة .. وعبد الكريم قاسم – دكتاتور .. وفلسطين حرة عربية ، وأمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة وهي لا أمة ولا عربية أصلاً وليست واحدة ولم تحمل أي دولة منها رسالة محترمة منذ أن إعتلى عروشها الحكام الأوحدون الذين قادوها إلى الهاوية وشعوبها إلى الحضيض ، ليسعى من بعدهم الى تبديل السياسة من فكرة الحزب الواحد إلى الدين الواحد ، والأحرار يداسون بالأرجل أو يهاجرون ..
ما جعلني أكتب إستيائي هذا هي حفلة أقامها الحزب الشيوعي في مشيغان شاركت بها وكانت المرة الأولى إلتي أشارك فيها إخوتي الشيوعيين سهرتهم الوطنية بعد أن كانت إقامتها أو مجرد التفكير بها جريمة لا يحاسب عليها القانون فحسب وإنما الأعراف الحكومية التي كانت سائدة حينها ..
كانت المرة الأولى التي أسمع فيها شعراً فيه كلمة الشيوعية وأغاني فيها نفس الكلمة وأتضح بأنني لم أزل أتحسس هذه الكلمة وكأنها من النكرات ...
سمعت الأغاني والتي كان يرددها جميع الحضور ، فقد حفظوها غيباً ، كلماتها صافية نقية وطنية صرفة ، تناغي العراق وتتغزل به وتحترم العراقي وتجعله يتعلّق بأرضه ، وتعود للفنانين جعفر حسن وكوكب حمزة وآخرين ، بينما كنّا نسمع فيما مضى الله يخللي الريس ألله يطول عمرة والعزيز إنت وصدام إنت العزم وغيرها من المبتذلات !
الأغاني الوطنية قبل عهد البعث والتي تبناها الشـيوعـيّـون غالبيتها حماسية تجعل العراقي راقي ، تحثه ليقول أنا فداء للوطن وأغاني البعث تجبر الوطن وشعبه ليكونوا فداءَ للقائد !! .
لا أمتدح الشيوعيين هنا ولست منهم بالأساس ، ولم أكن أعرف وما زلت أكثر طروحاتهم ، وليس لدي الوقت لأعرف ، كوني نشأت كغيري ضمن السياسة اللافكرية ، لكني أتألم كوننا ترعرعنا في زمن لا نعرف به غير تخوين الجميع ، فلم يكن مسموحاً لنا الإختيار .
قد يكونوا على خطأ ، وقد تكون جميع الآيديولوجيات أيضاً على خطأ ، لكن من يقدر على الحكم غير من له مطلق الحرية في معرفتها والإنخراط بما يختار .
كيف لي أن أدلي برأيي لشيء لم أعرفه ؟ كيف لي أن أصدر حكماً على فـكـرٍ دون تفكير ؟
لا أريد أن أكون شيوعياً ولا بعثياً ولا ليبرالياً أو ديمقراطياً أو متعـصباً دينياً أو لا دينياً .... كل ماأريده أن أحيا بتعددية لإختيار ما يناسبني أو لا أختار .
قبل فترة وبينما كنّا نتكلّم عن مآسينا التي لم تـنـتهِ قال أحد الأصدقاء " لقد إنتهى زمن البغل ، فضحكت على هذا التعبير وقلت له " هذه المرة الأولى التي أعرف فيها بأن البغال تنجب " !!
فبعد موت البغل لم تـنـتهِ السلالة بل إكتشفنا بأن للبغل أبناء ورثوه ، لتصبح معانات الشعب العراقي أسوء من الماضي ...
وإن أنّبني أحدٌ على إختيار البغل وتشبيهه بمن يعتبره عظيماً ، فسأمتثل لتأنيبه وأختار ما هو أنسب وأهديه بيت من الشعر لا يخضع للموازين الشعرية كنا نردده ونقول ...
مات كلبٌ في المدينة قد خلصنا من عواه .... خلّف الملعون كلباً .... " طِلَع أنكَس من أباه " أبـيه ؟؟؟.
ومن لايتفق معي في الإختيار ويتهمني بأنني أظلم الحيوانات في تشبيههم بمن هم أدنى منهم فليذهب ويشكيني عند بريجيد باردو ويطلب مساندة جمعيتها لتقديم شكوى ضدي .



#زيد_ميشو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خبرتي مع النفاق ، هل أنهت المشكلة ؟
- حزب علماني ديمقراطي في العراق – مشروع يقلقني
- جولة حول مانشر بخصوص ماتعرض له أخيراً المسيحيين في شمال العر ...
- مثقفون في خدمة التخلف
- فضفضة مغترب - الشرق للغربي وطن والشرقي في الغرب يعاني الغربت ...
- ارفضْ يالنجيفي ولاتأبه بمن يعارضك
- العلم العراقي والحل المؤقت الطويل الأمد ... وامتداد حكم البع ...
- إلعب وأطرد الكبر عنك
- ثورة على التديّن
- تقبيل الأيادي والانحناءات والاحترام المفروض !
- والتقيت بعبوسي في مشيغان
- الدكتور سعد الدليمي وكرم الخزرجي وجهان لعملة واحدة
- صدّق بخرافة وأنت مبتسم ولاتؤمن بحقيقة تجعلك عابساً
- عراةٌ أمام المرآة
- الجريمة والثواب – عدالة اله أم إنسان
- طريق الألم
- مفارقات مع الحلال والحرام من الطعام
- جائزة لكل ملحد يؤمن
- أريد معلماً مختصاً بفن تغيير الوجوه
- رجل الدين في زمننا


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - زيد ميشو - للبغل أبناء !!