أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثامر الحاج امين - الكاتب والباحث القاضي - زهير كاظم عبود - بين أهله














المزيد.....

الكاتب والباحث القاضي - زهير كاظم عبود - بين أهله


ثامر الحاج امين

الحوار المتمدن-العدد: 3689 - 2012 / 4 / 5 - 00:10
المحور: الادب والفن
    



الديوانية ُ نهرٌ دافق بالحب والعطاء .. فهي الرَحمْ الخصب الذي انجب ومايزال أسماءً صارت رموزاً تملأ فضاء العراق ألقاً وابداعاً، فمن بيوتاتها الفقيرة .. خرجت أغنياء الفكر والأدب والسياسة والفن . ومن أزقة محلاتها الوعرة والمظلمة ، تدفقت حزم النور لتخط على جدرانها المتهرئة شعارات الفقراء المطالبة بالحرية والخبز .
من بيت فقير في محلة (الجديدة ) ـ واحدة من أعرق محلات المدينة ـ يخرج صبي لايتذكر بعد عقود من الكدح والمثابرة والمعاناة ، وبعد طواف قاسٍ بالدنيا ، لايتذكر انه تناول في طفولته وجبة فطور الصباح قبل ذهابه الى المدرسة غير قطعة خبز منقوعة بالقليل من الشاي ، هذا الصبي وهو في مرحلة الابتدائية آمن بالمستقبل وأيقن ان العمل شرف ، فكان يتأبط الكتب صباحا وعند عودته من المدرسة يعمل في نقل الطابوق لعمال البناء ، لم ينكفأ ولم ييأس من هكذا بداية وطفولة قاسية ، انما اتخذ من الكتاب انيسا ، فمدّ جسور المحبة مع الكتب وشرع ببناء شخصيته الثقافية وقد ساعده على ذلك عمله في مكتبة السيد هاشم المكصوصي ، تمضي الأيام واذا به يصبح عسكرياً متطوعا في تجنيد البصرة ومفصول لاحقا بتهمة الانتماء للفكر اليساري والحكم عليه بسنة سجن عام 1968 ، وخلال فترة الفصل يعود الى عامل بناء في جسر الديوانية الجديد ثم عامل في سينما الجمهورية ، وبسبب مضايقات أجهزة الأمن ولتربيته الوطنية وافكاره اليسارية المناهضة للدكتاتورية وأعداء الحرية يضطر الى الهرب خارج العراق ليرتبط بمنظمات العمل الفدائي الفلسطيني حيث يقضي في صفوفها خمس سنوات صعبة . يعود بعدها الى العراق ليعمل كاتبا في محكمة تحقيق الديوانية ومواصلا دراسته المسائية في كلية القانون ـ الجامعة المستنصرية ـ ليتخرج منها ويتعين محققا عدليا . ثم الاستقالة والعمل محاميا بعدها الاختبار في المعهد القضائي وقاضيا ورئيسا لمحكمة الأحداث .
أية ارادة عظيمة ، وأي اصرار نبيل وجهاد واثق من المستقبل تمتلك هذه الروح التي صارت فيما بعد ( زهير كاظم عبود ) .
بهذا التقديم لكاتب السطور احتفى اتحاد الأدباء والكتاب في الديوانية بالكاتب والباحث ( ابن الديوانية ) القاضي " زهير كاظم عبود " ، وجاء في التقديم ايضا ( اننا حينما نحتفي بزهير كاظم عبود لا لكونه ابن مدينتنا فحسب ـ مع اعتزازنا وفخرنا به ـ بل نحتفي بقامة وقيمة ابداعية قدمت للثقافة العراقية انجازا مهما وطيبا تمثل بعدد من المؤلفات التي قاربت الثلاثين كتابا في القانون والسياسة والاقليات ، نحتفي به مناضلا ًافنى شبابه وسخر قلمه لنصرة المظلومين والكادحين وهذا ماتؤكده سيرته ومؤلفاته التى وقف فيها مناصرا للأقليات المضطهدة في العراق ، نحتفي به مثالا للارادة الصلبة التي قاومت بصبر وعزيمة ظروف الفقر والحرمان والملاحقات واستطاعت في النهاية ان تخرج من هذه المواجهة منتصرة ، مرفوعة الرأس من خلال نجاحها المعروف في ميادين القضاء والكتابة والعلاقات العامة ، نحتفي بـ الانسان " زهير كاظم عبود " الذي ظل مخلصا لمبادئه الوطنية وافكاره اليسارية التى تربى عليها ، فلم يتنكر لمن تعلم منهم القيم ، فكتب عن الكادح عبدالله حلواص والمناضل كيطان ساجت والمربي مهدي الزيادي مثلما كتب عن رموز المدينة الثقافية ، كزار حنتوش ، علي الشباني ، عزيز السماوي واخرين ، وحتى ظرفاء المدينة فقد خصهم بمحبته فتناول سيرتهم في كتاباته ) .
ثم تحدث المحتفى به وجاء الحديث مقسما ا الى ثلاثة محاور تمثل منجزه الابداعي فكان المحورالاول عن كتابه ( اوراق من ذاكرة مدينة الديوانية ) وقد بين ظروف كتاباته وهو في الخارج معتمدا على الذاكرة وقلة المصادر ومعتذرا عن اغفاله الغير مقصود لبعض الشخصيات والاحداث التي تستحق ان يكون لها مكانا في الكتاب . ثم جاء المحور الثاني عن الاقليات التي أصدر عنها ثمانية كتب تناولت الشبك والايزيدية مبينا انه بحكم صداقته مع ابناء هذه الأقليات فقد تعرف عن قرب على الكثير من خفايا هاتين الديانتين وقد زار مناطقهم ومعابدهم وعاش جانبا ًمن طقوسهم الدينية مما صحح الكثير من المعلومات التي جاءت مغلوطة في دراسات الآخرين . وجاء المحور الثالث عن الدستور وقد اسهب في توضيح بعض مواده التي لم تأت منسجمة مع طبيعة المجتمع العراقي ولم تكن ملبية لطموحاته مما تسبب في خلق الكثير من الأزمات السياسية . وقد جرى حوار مثمر مع الحضورالذي كان مميزا في انصاته ومداخلاته . وفي ختام الأمسية قدم الاتحاد الى المحتفى به درع الابداع الثقافي اعتزازا بمنجزه وعطاءه في مسيرة الثقافة العراقية .



#ثامر_الحاج_امين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طقوس في الشعر والصداقة
- علي الشباني ..في خسارته الاخيرة
- - حسين علي الحاج حسن - الباحث الذي سار على خطى - المجنون -
- - سوق الديوانية الكبير - ... ذاكرة المدينة التي شاخت
- كزار حنتوش ... شكراً
- الشعر في ثورة العشرين ... صور رائعة من البذل والفداء
- أشعار تؤرخ بشاعة الحصار
- شاكر السماوي في (نعم ... أنا يساري) : رحلة تأكيد الهوية
- ضمير معطل
- -ترابك هذاالمر ... حبيبي- قصائد مشتعلة بالاحتجاج والغضب
- عصر الثورات الحضارية
- حوار مع الشاعر والكاتب العراقي المغترب - كريم عبد - ماينقصنا ...
- نخبك ياظلام
- قراءة في كتاب - الشعر فاعلا اٍرهابياً -
- ثمة نور خلف ... - أبواب الليل -
- ضوء من التاريخ في رواية - بسمائيل -
- رواية -الحياة لحظة- في جلسة نقدية
- تعسف القوانين .. المادة (200) عقوبة الاعدام انموذجا
- الثقافة القانونية .. طريق للبناء الحضاري
- الشاعر - صلاح حسن -.. ينفض رماد مسلته


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثامر الحاج امين - الكاتب والباحث القاضي - زهير كاظم عبود - بين أهله