أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثامر الحاج امين - شاكر السماوي في (نعم ... أنا يساري) : رحلة تأكيد الهوية














المزيد.....

شاكر السماوي في (نعم ... أنا يساري) : رحلة تأكيد الهوية


ثامر الحاج امين

الحوار المتمدن-العدد: 3318 - 2011 / 3 / 27 - 13:07
المحور: الادب والفن
    


شاكر السماوي في ( نعم ... أنا يساري )
رحلة تأكيد الهوية
ثامر الحاج امين
لاتحتاج القامات الاٍبداعية الكبيرة أن تعلن عن هويتها بالطريقة التي لجأ اليها الشاعر الكبير " شاكر السماوي " وتوجها عنواناً لديوانه ( نعم ... أنا يساري ) الصادر في السويد، فهو شاعر وضع بصمته المميزة على خارطة الشعر الشعبي العراقي وواحد من الشعراء القلائل الذين رسخوا مفهوم الحداثة الشعرية ، اضافة الى سيرته النضالية التي تشهد لها مسيرة اليسار العراقي ، فهو ابنه الشرعي وبيده خط سطور وصفحات عديدة من تاريخه الحافل بالانتفاضات التي كان يهتف وسطها بشجاعته المعهودة ( باطل كلمن يكفر بالحب والحرية والانسان ) حيث لحق بركب اليسار :
من سطور اللافتات
من قرارات الخلايا
ياشعبنه ، بالأماني ..
احنه وجدانك اجينه
من ليالي السوط احنه
من ليالي الجوع احنه
من تراتيل الملاحم ، من أهازيج المسيره
ياشعبنه ، بالقوافي ، احنه ايقاعك اجينه
لكن ربما يأتي هذا التأكيد على الهوية اليسارية رداً على بعض الهمس الذي يحاول النيل من عمق تجربته النضالية والاٍبداعية ، وهو مايوحي به ليس عنوان الديوان فحسب بل مروراً بأهدائه الى المناضل اليساري الشهيد شاكر داخل البدري الذي أعدمته سلطات البعث اثناء حملتها على القوى الديمقراطية في نهاية سبعينيات القرن الماضي ، وكذلك ماضمه الديوان من قصائد حافلة برموز يساريه سوى رموز اسلامية يسارية ( علي بن ابي طالب ، الحسين ، عمار بن ياسر ، ابو ذر الغفاري) او رموز يسارية معاصرة ، فهو يتخذ من قضية الحسين ومارافقها من خذلان لنصرته مناسبة للتحذير والتذكير بانتهازية ساسة اليوم وباعة الضمير وتجار الوطنية :
يحسين الجفوف الباعتك بالماي
لهسّــه اتبيع كل حسين
العطش ذاك العطش ، محد...
شتل ع المشرعه اجدامه
الشمر ذاك الشمر ، لســاع...
يحد اسيوفه بالهامه

حتى انه يلجأ الى المباشرة احيانا في تأكيد هذه الهوية وهومالمسناه في قصيدة ( ياحزبنه ) التي يقدم فيها اعترافاً صريحاً بفضل اليسار على ماصار عليه الشاعر اليوم من معرفة ومنزلة :
حزبنه... ياحزبنه
ياحزب كل زين تمتحنه التجاريب
ياحزب المعامل والمناجل والمراجل
والصدك والطيب
تعلمنه الشهامه منك وبيك
اوتعلمنه الشعب تفديه ويفديك
اوتعلمنه العصر تهديه ويهديك
اوتعلمنه الوطن : بس بيك ينطينه السياده



كذلك يترجم " السماوي " في قصائده الكثير من احلام اليسار وقيمه الانسانية التي انطوت عليه برامجه وادبياته ، فاليسار في نظر الشاعرهو عنوان للتضحية والايثار وفنار السفن الضالة و ينبوع الخير الذي لاينضب ولايبخل بالعطاء:
يبحر المايريد ايموت
هذا آنه مضيف الجاع
هذا آنه درب للضاع
هذا آنه الأطش الروح
ملح للسعفات للصفصاف ، للياس الذبل مهضوم
تراني الكل طفل محروم صوغة عيد
لصوغن من بيابي العين للفانوس
شيشه اتلملم انواره
وبالرغم مما ينتاب الشاعر " السماوي" من شعور دائم بالقلق والشك في قدرته على تخطي تجاربه الشعرية الكبيرة ـ وهو ماصرح به مرة ـ مما يولد عنده شعور بالضيق من قصائده الجيدة باعتبارها تقيده بذوق وتقييم من الصعب تحقيقهما ، الاّ انه يثبت في قصائده اللاحقة ان هذا الشعور لم يكن الاّ حرص شديد من الشاعر على ان يبقى شاعر له حضوره الطاغي في المشهد الشعري، وهذا ما تؤكده قصائده الاخيرة :
اويعطش دمي ابلايه حدود
اوكل شط ، بين اعيوني اومايه ، امتد اسدود.
واهجس ضّيعت امن اسنيني
حلمي الخلاني اعله احدوده ابلايه حدود

كما ان " السماوي " وبسبب ثقافته الواسعة وعشقه للتراث والحضارة العراقية واطلاعّه المبكر على كنوز الأدب العالمي وقراءآته المتنوعة ( التاريخ ‘ اللاهوت ، اللغة ، السياسة ) وامتلاكه لمفاتيح الثقافة العالمية فأنك تجد في اشعاره صدى لكل هذه المعارف ، الى جانب وفرة من الرموز ،حيث اعطاها مدى أبعد من مداها المتوارث وجعلها جزء من نسيج القصيدة لا مجرد أدوات تشبيه او لأغراض الزخرفة الشعرية ، اضافة الى ظاهرة البناء الملحمي وتعدد الاصوات الذي تمتاز به قصيدته والتي سهلت له ان يكتب المسرحية الشعرية ذلك انه يؤمن ان ( ارقى مايسمو اليه الشعر هو حين يمتلء دراما ، وان ارقى مايحظى به المسرح هو حين يشعشع الشعر على جوانبه وأعماقه ) لذا تراه وظف الحوار في بعض القصائد مثل قصيدة (رسالة الى عامل نفط ) التي يوصف فيها العامل باٍله العصر وهو يعتلي برج الزيت:
اوجان برج الزيت يشبخ
ع السما والريح للنجمه درج ، حطنه بخياله بنادق
اوجانت النيران ببحور الرميله
تركض اعله الكاع بينه : اشموس وسيوف وبيارغ
لقد كشف الشاعر " شاكر السماوي " في ديوانه (نعم ... أنا يساري ) انه شاعر متجدد شعراً وصدقا ً ، فقصائده لم تشخ لأنها ارتوت من أكسيرالحياة ، قصائد ظلت محافظة على دفئها ولم تتأثر بصقيع المنافي.



#ثامر_الحاج_امين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضمير معطل
- -ترابك هذاالمر ... حبيبي- قصائد مشتعلة بالاحتجاج والغضب
- عصر الثورات الحضارية
- حوار مع الشاعر والكاتب العراقي المغترب - كريم عبد - ماينقصنا ...
- نخبك ياظلام
- قراءة في كتاب - الشعر فاعلا اٍرهابياً -
- ثمة نور خلف ... - أبواب الليل -
- ضوء من التاريخ في رواية - بسمائيل -
- رواية -الحياة لحظة- في جلسة نقدية
- تعسف القوانين .. المادة (200) عقوبة الاعدام انموذجا
- الثقافة القانونية .. طريق للبناء الحضاري
- الشاعر - صلاح حسن -.. ينفض رماد مسلته
- - كلاب الآلهة - .. شهادة بيضاء عن حقبة سوداء
- -ملتقى الوركاء للثقافة والفنون-..خطوة فريدة
- هل يفعلها العراقيون.؟
- -جدل-...اشراقة على عالم الثقافة
- الجدار الثقافي في الديوانية .. يحتفي بالروائي-سلام ابراهيم-
- -الارسي- الوجه الاخر للتجربه
- التكريم يأتي في أوانه
- قفشات من اوراق كزار حنتوش


المزيد.....




- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثامر الحاج امين - شاكر السماوي في (نعم ... أنا يساري) : رحلة تأكيد الهوية