أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثامر الحاج امين - أشعار تؤرخ بشاعة الحصار














المزيد.....

أشعار تؤرخ بشاعة الحصار


ثامر الحاج امين

الحوار المتمدن-العدد: 3400 - 2011 / 6 / 18 - 14:01
المحور: الادب والفن
    


كثيرة هي الأحداث التي سجّل الشعر موقفه منها ، و كان الشاعر حاضراً في خضمها و شاهداً على وقائعها ومؤرخاً لاٍفرازاتها ، وليس بالامكان التقليل من شهادة الشاعر وصدق قصيدته وتأثيرها سيما اذا كتبتها شاعرية لاغبار على تاريخها ومواقفها، فكم من قصيدة مهمة حفظتها لنا كتب التاريخ الهبت الحماس ودفعت للتمردعلى الذل والثورة على الطغيان وبالتالي كُتب لها الخلود كونها ناصرت الحق ووقفت الى جانب الانسان في مواجهة أعداء الحياة ومواجهة من يحاول قهره ومصادرة حرياته ، فالشاعر ليس بمصور للواقع فحسب بل يتدخل ويساهم في تغييره واعادة بنائه وذلك من خلال قصائد تبعث الأمل وتحرض على التغيير. وهذا بالتأكيد لايتحقق الا عندما ينغمس الشعر بهموم الانسان ومعاناته .
في سنوات المحن الكثيرة التي مرت على حياة العراقيين ، والتي شهدت مزادات بيع الضمائر في سوق النفاق ، أظهرت تلك السنوات معادن البعض من الشعراء فمنهم من سخر قصيدته لاٍدامة عمر الطغيان ومنهم من ظل نظيفا لم يتلوث بأدران السلاطين وعطاءاتهم ووقف شامخا بعز، يفضح ويندد بالأزمات التي اعتصرت عمر العراقيين و بشاعة آثارها على حياتهم ، فمازلنا نتذكر سنوات الحصار الثقيلة كواحدة من تلك الأزمات التي واجه فيها الانسان العراقي أساليب متعددة من الاٍذلال ومحاولات الحط من كرامته وكبريائه ، وكان الشاعر( حسن الشيخ كاظم 1929 ـ 1996 ) واحد من الشعراء اللذين وقفوا بقصائدهم الى جانب الانسان في مواجهة الجوع وسعي الاخرين المحموم لتدمير قيم الجمال واطفاء شعلة الحياة فيه ، فقد عاش سنوات الحصار وقبلها أبيا شجاعاً في قصائده ، فهو لايتردد في قول الحقيقة ولايماريء حين يسأله احد عن الحال فيجيبه :
كلمن يـﮒلك زين ناكر ضميره
ﮒمت آكل العاﮒول ويه البعيره
فبهذه السخرية التي تخفي وراءها الكثير من المرارة والوجع اضافة الى الشجاعة في فضح الساسة التي أوصلت الانسان الى ان يشارك البهائم قوتها ، يطلق الشاعر صرخته هذه بوجه من تسبب بهذا الامتهان لكرامته . وفي ذات الهدف الذي يسعى الى استفزاز واستنهاض النفوس للتمرد يضع المقارنة بين عهدين عاشها العراقي فيقول :
شوف اشكثر صدام اعيونه صلفه
عكب المكشمش ذاك وكلنه حلفه
ويوم أوغلت سلطات النظام السابق في اذلال الانسان وايذائه حين قامت بانقاص مفردات البطاقة التموينية في محاولة لسحق الفقراء تحت عجلة العوز ، لم يخفت صوت الاحتجاج عند هذا الشاعر حيث جاهر بصوته العالي :
انخلهه ست مرات الوجبه وتهص
تاليهه ياصدام تقسمهه بالنص
كما انه لايخفي تأثير تلك السنوات العجاف على شيبته ، فقد ظل يكابر في ان لايظهر بمظهر العاجز امام من أراد له الانكسار ، حيث تدفع به عزة نفسه الى تجاوز الآمه والوقوف شامخا رغم الخراب الذي يأكله من الداخل :
أنهض وأﮔـع للـﮔاع وأتوﭼـه وأنهض
ماظل عظم بعضاي رضني الوكت رض
ظل الشاعر ينوء بمعاناته ، حائراً كيف باٍمكانه ان يواجه قسوة الحصار التي اخذت تطحن حياة البسطاء ، حيث صار توفير لقمة العيش هما انسانياً يشغل بال الكثير :
الرزق لاهو نبت عالأرض وحشه
عفاني اشلون اليه روح وحشــــــه
فرد ليله تمر عالميت وحشـــــــــــه
ونه كل الليالي اوحشت بيّه
لقد غادرنا الشاعر حسن الشيخ كاظم في اشد ايام الحصار مرارة وقسوة ، وذلك بعدما طفح به الكيل من حياة قضاها حرمانا وصبرا ً، لكنها على قسوتها لم تنل من عزيمته في ان يعيش حياة كريمة ، ظل متماسكاً لم يذعن لسلطة جائرة أرادت له الذل بل واجه ذلك بأشعار جعل منها وثيقة صادقة على بشاعة الحصار وفضح من تسبب فيه :
والله انترس ماعون صبري وتبده
وكلشي تكرهه الروح من يجزي حدّه

..............



#ثامر_الحاج_امين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شاكر السماوي في (نعم ... أنا يساري) : رحلة تأكيد الهوية
- ضمير معطل
- -ترابك هذاالمر ... حبيبي- قصائد مشتعلة بالاحتجاج والغضب
- عصر الثورات الحضارية
- حوار مع الشاعر والكاتب العراقي المغترب - كريم عبد - ماينقصنا ...
- نخبك ياظلام
- قراءة في كتاب - الشعر فاعلا اٍرهابياً -
- ثمة نور خلف ... - أبواب الليل -
- ضوء من التاريخ في رواية - بسمائيل -
- رواية -الحياة لحظة- في جلسة نقدية
- تعسف القوانين .. المادة (200) عقوبة الاعدام انموذجا
- الثقافة القانونية .. طريق للبناء الحضاري
- الشاعر - صلاح حسن -.. ينفض رماد مسلته
- - كلاب الآلهة - .. شهادة بيضاء عن حقبة سوداء
- -ملتقى الوركاء للثقافة والفنون-..خطوة فريدة
- هل يفعلها العراقيون.؟
- -جدل-...اشراقة على عالم الثقافة
- الجدار الثقافي في الديوانية .. يحتفي بالروائي-سلام ابراهيم-
- -الارسي- الوجه الاخر للتجربه
- التكريم يأتي في أوانه


المزيد.....




- نذير علي عبد أحمد يناقش رسالته عن أزمة الفرد والمجتمع في روا ...
- المؤرخة جيل كاستنر: تاريخ التخريب ممتد وقد دمّر حضارات دون ش ...
- سعود القحطاني: الشاعر الذي فارق الحياة على قمة جبل
- رحلة سياحية في بنسلفانيا للتعرف على ثقافة مجتمع -الأميش- الف ...
- من الأرقام إلى الحكايات الإنسانية.. رواية -لا بريد إلى غزة- ...
- حين تتحول البراءة إلى كابوس.. الأطفال كمصدر للرعب النفسي في ...
- مصر.. الكشف عن آثار غارقة بأعماق البحر المتوسط
- كتاب -ما وراء الأغلفة- لإبراهيم زولي.. أطلس مصغر لروح القرن ...
- مصر.. إحالة بدرية طلبة إلى -مجلس تأديب- بقرار من نقابة المهن ...
- رسالة مفتوحة إلى الرئيس محمود عباس: الأزمة والمخرج!


المزيد.....

- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثامر الحاج امين - أشعار تؤرخ بشاعة الحصار