أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثامر الحاج امين - الشعر في ثورة العشرين ... صور رائعة من البذل والفداء














المزيد.....

الشعر في ثورة العشرين ... صور رائعة من البذل والفداء


ثامر الحاج امين

الحوار المتمدن-العدد: 3414 - 2011 / 7 / 2 - 13:02
المحور: الادب والفن
    


الشعر في ثورة العشرين
صور رائعة من البذل والفداء

ثامر الحاج امين

يكاد ينقضي قرن على الثورة العراقية الكبرى سنة 1920 وماتزال هذه الملحمة الشعبية محطة مضيئة شاخصة في تاريخ العراق الحديث ، ففي الثلاثين من حزيران من كل عام يستذكر العراقيون بفخر هذا السفر الخالد ( ثورة العشرين ) التي شقت لهم نهج التحرر والانطلاق نحو فضاء الحرية والعدالة الاجتماعية ، حيث قدموّا فيها صوراً رائعة من البذل والعطاء والفداء من أجل حريتهم واستقلالهم بعيداً عن الهيمنة الاجنبية حيث وصفها المؤرخ عبدالرزاق الحسني بأنها ( الصرخة المدوّية التي أصمّت آذان ستمائة مليون نسمة ، وزعزعت كيان خمس الكرة الأرضية)، والملفت للنظر في ثورة العشرين هي تلك المشاركة الواسعة لفئات وطبقات متعددة من الشعب ، فاٍلى جانب السياسيين كان هناك رجال الدين وشيوخ العشائر والفلاحين والمثقفين والضباط والنساء والشعراء الذين الهبت قصائدهم واهازيجهم وهوساتهم حماس المقاتلين فاستحقت ان تكون بحق ( ثورة الشعب ) ، وكان للأدب الشعبي ـ على وجه الخصوص ـ شرف تخليد هذا الحدث العراقي الكبير وترجمة بطولاته من خلال حضوره الفاعل في الميدان بالحجم الذي جعل من الأديب علي الخاقاني جمع أشعاره في كتابه المعروف ( فنون الأدب الشعبي ) ، وكان بحق وثيقة صادقة على حضور الشعر وتأثيره على سير المعارك ونتائجها ، فليس بالامكان انكار دور الاهزوجة والهوسة على نفسية المقاتل ، فقد كانتا سلاحا فعالاً لايقل فتكاً عن الفالة والمكوار ، حيث اسهمتا في شحذ همم الرجال والتأثير على معنويات العدو وبالتالي ايقاع الهزيمة به . فبتأثير الاهزوجة كان الصمود الرائع للمقاتلين والاندفاع البطولي والثبات على الموقف ، كما لاننسى شجاعة المرأة ومشاركتها في فصول هذه الملحمة الخالدة ، فها هي احدى بنات "آل فتلة " تهتف مخاطبة ومحرضة زعيمها عبدالواحد آل سكر :
ثار التفـﮚ وسمع اندابة ودخانته مثل الضبابة
نخوا وين فكاك الطلابة يواحد وياراعي المهابة
يماضي ولاينشد اصوابه يصنديد ياوﮜفة اصحابه
يسيل الذي حدر سحابه
واخرى هي " فخيته بنت عبود" التي تشرفت باستشهاد ولدها " اكريزي " في منطقة ابو صخير الذي يعد أول شهيد في هذه الواقعة تقول مفتخرة :
يازور يللي عيب ينطر ياليث لو عبّس وزمجر
اشحده الوﮜف دونك غضنفر ابذﭼرك اﮜريزي الـﮕلب يستر
أول شهيد الي هوه اوخر ابمثلك اهالي المجد تفخر
وهذه اخرى تشاهد أخاها الثائر واسمه حسون آل ماضي وقد هجم على المدفع في " تل الرماد " بالحلة وصرع ، فندبته بالاسلوب الثوري فقالت :
من سمتك ياحيد حسون ماسمتك زين اليشردون
ماسمتك صنـﮕر المامون يولادنه وكحين العيون
وهذه الشاعرة " تازي بنت حاجم " من عشيرة الظوالم وقد استقبلت الشيخ" شعلان ابو الجون " ومعه سبعين بطلا اقتحموا المعركة وأصلوا العدو نارا وامتلكوا " جسر السوير" فقالت تخاطبه:
شعلان اجاها وصحت شوباش خله الرميثه امضجعه الشاش
ولاهاب من مدفع ورشاش واللي يخلد امته عاش
والى جانب المرأة العراقية الشجاعة وقف الشعر في هذه المنازلة الخالدة مؤرخا لمواقف الرجال والعشائر و المدن العراقية ، فعندما حصلت مراسلة بين عزاره المعجون والحاج عجه الدلي وكلاهما من رؤساء عشائر بني احجيم و آلبو جياش في الرميثة حول الثورة على الانكليز ارسل الحاج عجه رسالة الى عزاره يقول فيها :
هذا العلم هذا عالحرب منشور
اودمنه اعلى الملاكة ابكل مسية ايفور
دوك اسرع يطارش كل لابن منذور
يتلكه السوجر واحنه وياه
وعندما وصلت الرسالة الى عزاره اجابت عليها امرأة من أتباعه شعراً فقالت :
عد وجهك يعجه العلم خله يرف
اوعلى روس النشامه ابهالوطن يشرف
عزاره ايكول حاضر والصبح يـﭽشف
الخوش ازلام اتبين بيه
وموقف آخر يسجل الشعر فيه لأسماء من عشيرة آل ازيرج كان لها شرف المساهمة في أحداث الثورة حيث تمكنت هذه العشيرة من رد قوة انكليزية قادمة الى السماوة من البصرة فقال شاعرها :
لباله المصخم سبع ماينرد
ويريد عراﮒ ياخذ بارد امبرد
اطبـﮕوا بالناصرية ﮔاطع ومنشد
كسروه المغتر باطوابه
كما قال شاعر يخاطب احد قواد الانكليز "هاملتن " :
يهاملتن تيدب لاتزومش دوم
ذوله فروخ الازرﮒ موش اهل لملوم
يسنـﮕـي معاك انريد نصفي اليوم
رد لاتتدهده ابحلـﮒ آفه
وفي تحد شجاع هوس المهوال متفاخراً عندما استقبل الشيخ شعلان ابو الجون وعشيرته الملك فيصل الاول رغم ممانعة الملك فيصل :
اهنا ﮔـصينا اخوة ذوله
اهنا علـﮕنا الـﮕناره
وكان يشير في هذا المكان قتلنا بني قوم هؤلاء الانكليز الذين يرافقونك يافيصل .
هذه بعض الشواهد التي هي غيض من فيض أرخت وطنية الشعر ومساهمته الفاعلة والمشرفّة في صنع تاريخنا الوضاء .



#ثامر_الحاج_امين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أشعار تؤرخ بشاعة الحصار
- شاكر السماوي في (نعم ... أنا يساري) : رحلة تأكيد الهوية
- ضمير معطل
- -ترابك هذاالمر ... حبيبي- قصائد مشتعلة بالاحتجاج والغضب
- عصر الثورات الحضارية
- حوار مع الشاعر والكاتب العراقي المغترب - كريم عبد - ماينقصنا ...
- نخبك ياظلام
- قراءة في كتاب - الشعر فاعلا اٍرهابياً -
- ثمة نور خلف ... - أبواب الليل -
- ضوء من التاريخ في رواية - بسمائيل -
- رواية -الحياة لحظة- في جلسة نقدية
- تعسف القوانين .. المادة (200) عقوبة الاعدام انموذجا
- الثقافة القانونية .. طريق للبناء الحضاري
- الشاعر - صلاح حسن -.. ينفض رماد مسلته
- - كلاب الآلهة - .. شهادة بيضاء عن حقبة سوداء
- -ملتقى الوركاء للثقافة والفنون-..خطوة فريدة
- هل يفعلها العراقيون.؟
- -جدل-...اشراقة على عالم الثقافة
- الجدار الثقافي في الديوانية .. يحتفي بالروائي-سلام ابراهيم-
- -الارسي- الوجه الاخر للتجربه


المزيد.....




- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثامر الحاج امين - الشعر في ثورة العشرين ... صور رائعة من البذل والفداء