أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - حقائق مؤلمة يا أهل العراق














المزيد.....

حقائق مؤلمة يا أهل العراق


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 3679 - 2012 / 3 / 26 - 20:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أقولها بصراحة أن الأخبار الشبه يومية الآتية من العراق التى تطرح نفسها علينا بعنف من خلال مختلف وسائل الإعلام، تمثل أكبر مصدر يومى للحقائق المؤلمة التى لا يمكن أن نفعل معها شيئاً، لأن الجميع صاروا من المعجبين بتلك المشاهد الدموية التى يناصرها مرة ويرفضها مرة أخرى حسب طائفة ومذهب ودين المذبوحين والمنحورين، يجب أن لا يكتفى العراقى بأستعراض تلك الحقائق المؤلمة والمشاهد المثيرة للغثيان، فهذا موقف سلبى يحتاج الأنتباه إلى خطورته لأن دائرة الجنون الطائفى لا تعرف حدود تقف خلفها لأن حدودها هى تعاليم يعتقدون أنها سارية المفعول إلى أبد الآبدين، تعاليم الشر والعنف هى تعاليم يصنعها الإنسان ليتخلص بها من أخيه الإنسان.
فى الفترة الأخيرة تصاعدت موجة أعمال العنف بمقتل سيدة وأطفالها الثلاثة البالغة أعمارهم أثنان وثلاثة وأربعة أعوام ( نحراً) فى بغداد، وتتوالى أخبار وكالات الأنباء فى تحديث معلوماتنا بهجوم أدى إلى مقتل زوجة أحد قادة الصحوة وإصابته بجروح بليغة، وفى منطقة أخرى مقتل أربعة جنود للجيش، بينما وكالة الأنباء الإرهابية التى تضم ويسمونها مجموعات القاعدة، أعلنت بأنه يشرفها أن تسوق لنا أخبار أنتصاراتها المجيدة التى أعانها الله على تحقيقها، حيث قامت بأعتداءات دامية فى شتى أنحاء العراق الجريح، ونجحت فى قتل خمسين شخصاً وإصابة أكثر من مئتان وخمسين شخصاً بجروح، حسب البيان المنشور على موقع شبكة حنين!!

هذا بحر من محيطات الدم التى تجرى وكأن الآلهة والقادة والحكام العرب والمؤمنين، متفقون على تلك المسرحية الدموية ولا يحاول أحد بجدية أن يوقفها، لأنها مسرحية لا يحاول أحداً أن يقنعنى أنه من الصعب إيقافها، لأنه للأسف جميع الممسكين بعناصر اللعبة فى العراق وما حولها لهم مصالحهم الأيديولوجية والأستراتيجية فى أستمرار القتل والصراع، وكل هذا يجعلنى أتساءل: أى إله خالق يمكننا أن نطلق عليه إله محب رحيم يفتح أحضانه للضعفاء والأطفال الأبرياء، يقبل تلك الدموية والقسوة والعنف ؟
إله اليهود هو إله مرفوض ومكروه ممن يسكنون منطقتنا العربية، وإله المسيحيين مرفوض دخوله إلى مناطق المسلمين ونزع فتيل نزاعاتها وصراعاتها الدموية لأنه ليس الإله الحقيقى حسب أعتقاد المسلمين، فلماذا السكوت والأنتظار ولا يتدخل إله المسلمين الرؤوف الرحيم عن إنقاذ البشر العاجزين أمام قوى الشر والإرهاب؟
إن تلك الحروب والتفجيرات المجنونة لا علاقة لها بالآلهة والأديان، ولا أريد التلاعب بالمشاعر لكنها الحقيقة التى تحدث فى العراق وغيره من بلاد العرب، والكل يجلس أمام تلفازه الفضائى أو وسيلته الإعلامية المفضلة،إما يتمتع بالمشاهد الدموية فيهتف بقوله الله أكبر، أو أنه يتأثر ويرفض تلك المشاهد ويعتبرها ضد الإنسانية وتعاليم الرحمة الإلهية فيلعن مرتكبيها، وهناك من يجلس يلعن الجميع لأن الحكام وأمريكا هم سبب المصائب، إذن هناك قضية كبيرة يجب أن لا يقف أمامها الجميع منقسمين بل تحتاج أن يأخذ كل فرد موقفاً جدياً يتفق وأخلاقه الإنسانية الحقة حتى لا ينتصر الشر ولا نسمح بتواجده بيننا.

لا أريد أن أتساءل مثل الكثيرين الذين أهتزت مشاعرهم الإنسانية لتلك الأعمال، وأقول مثلهم: أين الله وسط كل هذه المذابح والذبائح اليومية؟ لماذا سمح لهم بإرتكابها هل الله معهم أم عليهم؟ لن أقول ذلك لأنى أعتقد أن الله هو مجرد فكرة غيبية صنعها الإنسان لتقوية ضعفه وإشعار نفسه بأن هناك من هو أقوى من المستبد والدكتاتور والسفاح والمجرم، ومنذ بداية التأريخ للتاريخ والوجود الإنسانى فالإنسان يدعو آلهته ويلعن أعداءه ويطلب من إلهه النصر والهزيمة لأعداءه، لكن الواقع التاريخى يقول بأن هذا الإله لم يستجيب ولو مرة واحدة لإنسان، فهل نستمر فى تقديس فكرة غيبية ولا نقوم بواجبنا نحو أخوتنا فى الإنسانية؟
التعاطف مع الآخر والشعور بآلامه معناه ليس فقط مشاركته إظهار إحساسك بمشاعره وما يمر به من ضيق أو محنة، لكن معناه أن أظهر له أننى أتفهم مشاكله وأننى أقف معه وسأدافع عن حقوقه لأننى لمست بنفسى المعاناة التى أوقعها عليه الآخرين، أن لا نكتفى بالتعاطف السلبى أو نقف مكتوفى الأيدى، بل أخذ زمام المبادرة والأعتراض على العنف والقتل والمذابح الدموية والأرهاب الذى يزداد يوماً بعد يوم، لأن الجميع سمحوا لأقلية مريضة أن يقسموهم نفسياً إلى طوائف ومذاهب، مما أدخل العنصرية إلى وجدانهم وأصبح من السهل قتل هذا وتهجير ذاك، تدمير تلك الكنيسة أو ذاك المسجد، وأصبحت مشاهد سرقة الآخر المعنوية وقتله جسدياً مجرد مشاهد تصفية جسدية عابرة فى نشرات الأخبار، لا تحرك المشاعر الإنسانية التى توارت خلف الجمود والتبلد العاطفى.
وسط لافتات الترحيب بالقمة والرؤساء العرب توجد إنذارات بالتهديد والوعيد ضد طواغيت العرب الذين سيعقدون قمتهم ببغداد، ومن المؤكد سيدفع ثمنها المواطن العراقى البسيط لأن الكبار من قادة العرب الأستبداديين سيلجأون إلى الحصون لحماية أنفسهم، كعادتهم لأن هناك من يقف للدفاع عنهم لكن الأطفال والنساء وكبار السن سيكونون أهدافاً سهلة المنال لسفك الدماء.

إن إستمرار التفجيرات معناه أن العراقيين تقلصت لديهم الصفة الوطنية، وسمحوا للطائفية أن تتقمص شخصياتهم وتحتل عقولهم وقلوبهم، فإلى متى يصمت العراقى عن هؤلاء الذين يعيشون بينهم وينشرون الرعب فى كل مكان؟ إن التصدى لقوى الشر المعروفين جيداً لأبناء العراق هو الطريقة الوحيدة للتخلص من شرهم ومذابحهم، والخروج من الظلام المفروض عليهم من تلك القلة الشريرة ليعيشوا حياتهم ككل بنى البشر.
العراق الآن تحتاج إلى ثورة فردية يقوم بها كل فرد ليطرد الطائفية خارجاً، وترتفع راية الوطنية على كل فرد وبيت ومؤسسة ليبدأوا معاً بناء الوطن العراقى الحديث.



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الذى فشل فى إدارة مصر
- سوريا وحاجز الصمت
- شريعة الوجود الديناصورى
- المرأة ضحية العقلية البدوية
- المرأة والثورات العربية فى المجتمع الذكورى
- العامرية وغياب القانون
- خواطر فى ذكرى 25 يناير
- سنة أولى ديموقراطية
- مصر الجديدة بنت القديمة
- الإجرام الرسمى فى حق المرأة
- عيد ميلاد الحوار المتمدن
- الأنتخابات الدينية فى مصر
- غيبوبة صاحب القرار
- القمع الدموى للشعوب
- عورة الرجل وعورة المرأة
- النظام العسكرى المصرى
- الإعلام والقانون فى مصر
- مصرع الطغاة
- ماسبيرو وأسوان أين مصر
- شكراً ستيف جوبز


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - حقائق مؤلمة يا أهل العراق