أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم حسين صالح - استهلال صغير في موضوع كبير-(علاقة الدين بالطب النفسي)














المزيد.....

استهلال صغير في موضوع كبير-(علاقة الدين بالطب النفسي)


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3678 - 2012 / 3 / 25 - 21:26
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يعد موضوع (علاقة الدين بالطب النفسي) من المواضيع الشائك’ والمعقده لتداخل العلم بالروحانيات والغيبيات والخرافات، ولأن القضايا الخاصة بكليهما غير محسومة، بدليل ان هنالك اكثر من دين (رغم ان مصدر الاديان، واحد هو ..الله) وان في الدين الواحد اكثر من مذهب.. وان في المذهب الواحد اكثر من اجتهاد. والحال نفسه فيما يخص العلوم النفسية، فهنالك ستة منظورات اساسية في تفسير الاضطرابات النفسية: الحياتي، والتحليل النفسي، والسلوكي،والانساني، والوجداني، والمعرفي..وهنالك اكثر من نظرية في داخل المنظور الواحد..في تفسير مرض واحد..الشيزوفرينيا او الاكتئاب مثلا.
ازاء واقع كهذا غير محسوم علميا، يكون احترام الرأي والرأي الآخر، على صعيد العلماء والاختصاصين تحديدا، مبدءا اخلاقيا واجب الالتزام به.. وان نرتقي الى ان نمارس التفنيد ونبتعد عن التسفيه.لأن التسفيه يمس الاعتبار الشخصي فيما التفنيد يتعلق بتخطيء فكرة وطرح الاصوب.
وبقدر ما امتعني ما دار بين الاخوين الدكتور قاسم العوادي والدكتور نصيف الحميري، كونه القى حجارة في بركة ماء الاطباء النفسيين الراكد والمشبع بالمواد الكيمياوية ( اعني انشغالهم المزمن بالادوية) بقدر ما ازعجني طريقة طرح العوادي التي توحي لقاريء موضوعه بأنه لا هوية واضحة له، فهو يصف نفسه بأنه (علماني)، فيما عرضه للموضوع يولّد الانطباع كما لو انه ( رجل دين). وآلمني ايضا طريقة ردّ الحميري على زميله وصديقه التي مالت في بعض عباراتها الى ( التسفيه) بما توحي للقاريء النيل من شخص العوادي..لكنني بالمقابل، احيّ شجاعة الحميري انه ما كان مجاملا..واضعا العلم فوق كل اعتبار، وصادحا بالحقيقة التي يؤمن هو بها، حتى لو كنّا نختلف معه.
في استهلالنا الصغير هذا، اودّ ان اذكّر بما حدث في تسعينيات القرن الماضي.. حيث ادّعى احدهم بأنه يشفي الكثير من الامراض، فتبناه رئيس مركز البحوث النفسية، واحتضنته الحكومة، او جهة فيها، واسكنته بفندق السلام الكائن في شارع السعدون.. وكان المراجعون له (طوابيرا طوابيرا !).
ومن خبرتي الشخصية،كنت في طريقي من بغداد الى مدينتي (الشطرة) وكان معي صديق ذكر لي عن امرأة مشهورة يأتيها المرضى من مدن مختلفة، وكان بيتها قريبا من مدينة (القلعة)، فانعطفت بسيارتي نحوه..وجلست مع الجالسين بوصفي مراجعا، تبين لي ان مراجعيها من الجنسيين غرفة خاصة بالرجال، واخرى خاصة بالنساء، وهم على (وجبتين).. واحدة في الصباح والاخرى في المساء..وكان مكتوبا على لوحات السيارات الرابضة في ساحة البيت ( بغداد، الكوت، البصرة، قطر، البحرين!).
وحين استقسرت منهم افادوا بأن (الحجية) تشفي الامراض العضوية والنفسية ايضا.
وكنت اعرف رجل دين يسكن قريبا من مدينة الشطرة، يحظى بنفس شهرة هذه المرأة. وكان من بين الحالات التي عالجها ان احدهم(صاحب شهادة) لم يستطع معاشرة زوجته ولم تفده مراجعة الاطباء ، فأشار عليه صديقه بمراجعة هذا الشيخ فقصده من بغداد الى الشطره مصطحبا زوجته معه. وكانت طريقة علاجه لهما ان طلب منهما الاستحمام، ثم قرأ ايات قرآنية وهو يمسح بيده على رأس الزوج والزوجة.. وادخلهما غرفة مريحة خاصة بهما.. وانتهى الامر!.
ما يحصل في مثل هذه الحالات، ان (الاعتقاد) يلعب دورا كبيرا في علاج بعض الحالات النفسية من قبل ما يدعون بـ (الروحانيين). فاعتقاد الزوج اعلاه بقدرة هذا الشيخ الذي يحظى بالشهرة جعله يؤمن بان حلّ عقدة (عنّته النفسية) سيكون على يديه..وقد حصل هذا لأن الشيخ مارس عملية الاسترخاء الذي يعيد الدماغ لوضعه الطبيعي، وكما معروف فأن الدماغ هو العضو الجنسي.
وكنت في حينها دعوت الى احتضان الروحانيين من غير الدجالين والمشعوذين وادخالهم في دورات يتلقون فيها محاضرات في الارشاد والعلاج النفسي.
ان القضية الاهم التي يثيرها هذا الموضوع تتلخص في ان نعمل جميعا على تحقيق هدف كبير وصعب، هو: تنقية الطب النفسي من المفاهيم الغيبية، وتنقية الدين ايضا من مفاهيم يستغلها الدجالون والمشعوذون الذين صاروا الآن يدخلون البيوت عبر القنوات الفضائية ولهم جمهور كبير بينهم من يحمل شهادات جامعية!
في هذا الاستهلال الصغير، اشير الى قضايا غير محسومة. فالوسواس القهري في مفاهيمنا،نحن النفسانيين، فكرة خاطئة او مقلوبة تجبر صاحبها على تنفيذها برغم مقاومته لها، ولكنها ليست بالضرورة كذلك حين ترتبط بالدين مثل وسواس الوضوء الذي يكرره صاحبه مرات عديدة، او وسواس الخطأ في حساب عدد ركعات الصلاة . وخذ مثلا اخر هو الشعور بالذنب، فهو في مفاهيمنا عرض من اعراض الاكتئاب، الناجم عن عدم توازن هرمونات الجسم واختلال في الموجات الكهربائية للدماغ، لكنه حين يتعلق بالدين يكون الشعور بالذنب ناجما عن احساس المصاب به بأنه مقصّر في حقوق الله عليه. وخذ ايضا قلق الموت الذي نعدّه ناجما عن الاكتئاب، لكنه حين يتعلق بالدين فأنه يكون مرتبطا بالتفكير بيوم الحساب، لدرجة ان صاحبه ينقطع عن ممارسة اعماله اليومية والانشغال بالتعبد في انتظار الموت.
انني هنا لا اقرر موقفا بل اشير الى اشكاليات غير محسومة ومحرجة( حتى سياسيا!) ،وأخرى سنأتي عليها لاحقا، نأمل ان نشارك جميعا في مناقشة هذا الموضوع الشائك بروح علمية..مع خالص محبتي للجميع.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قمّة بغداد..واغتراب المواطن عن السلطة
- الأيمو!..تحليل سيكولوجي
- ثقافة نفسية(59):سماع الأصوات..أو الهلوسة السمعية
- ثقافة نفسية(58):عمر الحب بعد الزواج..ثلاث سنوات!
- العراقيون..صنّاع أرمات
- ثقافة نفسية(57): الوسواس المرضي
- دوافع السلوك المنحرف للشخصية غير النزيهة
- ألف ليلة وليلة..في منهاج دراسي!
- الزيارات المليونية..تساؤلات مشروعة عن التهديد والوعيد
- ثقافة نفسية(56): حذار من الحبوب المنوّمة!
- العراقيون والاكتئاب الوطني!
- المخدرات..تداركوها قبل حلول الكارثة
- الزيارات المليونية..في قراءة نفسية - سياسية
- السياسيون..وسيكولوجيا الضحية والجلاّد
- ثقافة نفسية(50): الضمائر غير الصحية نفسيا
- ثقافة نفسية(49): هكذا تفعل خبرات الطفولة
- ثورة الحسين..المشترك بين العلمانيين والاسلام السياسي!
- تأجير محبس!
- التناقض بين الفكر والسلوك في الاسلام السياسي
- ثورات العرب..وربيع الاسلام السياسي


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم حسين صالح - استهلال صغير في موضوع كبير-(علاقة الدين بالطب النفسي)