أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مجدى نجيب وهبة - وداعا .. أيها الفارس النبيل .. قداسة -البابا شنودة الثالث-















المزيد.....

وداعا .. أيها الفارس النبيل .. قداسة -البابا شنودة الثالث-


مجدى نجيب وهبة

الحوار المتمدن-العدد: 3672 - 2012 / 3 / 19 - 13:11
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


** فى هدوء وسكينة .. رحل بالجسد .. الفارس النبيل .. قداسة "البابا شنودة الثالث" .. بعد صراع طويل مع المرض ، ورحلات علاج طويلة ..

** رحل الفارس النبيل .. بعد صراع مع دولة الظلم والفساد .. كانت له رؤية روحانية عميقة .. قال مقولته الرائعة "أن مصر ليست وطنا نعيش فيه .. بل وطن يعيش فينا" .... تحمل قداسة البابا ، ما لا يتحمله رجل دين ، وهو يحاول أن يبتلع الإهانات ، ويضمد الجروح .. ظلت عينيه تبكى ، وهى تنظر إلى السماء .. بينما يردد "ربنا موجود" .. و"مسيرها تنتهى" .. و"كله للخير" .. تحمل الإهانات ، وهو يصرخ ويبكى فى صمت ..

** إذا تكلم .. قالوا البابا تكلم ، وأدانوه .. وإذا صمت ثار البعض ، وقالوا "لماذا هو صامت" .. كانت حكمته تفوق فكر الكثيرون .. فبعد أى أحداث طائفية ، كان يكفى أن يلوح قداسة البابا العظيم ببعض العبارات ، لتشتعل مصر بأكملها .... ولكنه كان صبورا ، يتحمل الإهانات فى صمت الفرسان النبلاء ..

** فى أحداث دير "أبو فانا" ، وتعرض الرهبان للإعتداء والإهانات ، وصلت إلى كسر أرجل بعض الرهبان ، وسحلهم على الأسفلت .. دافع قداسة البابا عن الرهبان .. وأدان الإرهاب الذى تعرض له رهبان الدير فى 2008 .. وكانت الجريمة بشعة ومعلنة .. قالوا عنه "إن البابا ينصر رعيته بالدفاع عن حقوقهم ، وتحقيق مطالبهم ، ولا يعترف بأخطاء الأقباط .. بل والأدهى أنه يلوى الحقائق ، أو يشكك فى مؤسسات كاملة فى الدولة" ..

** كانت الأقلام تخرج مسمومة كالخناجر ، تطعن فى كل تصريحات قداسة البابا .. عندما قتل شاب مسلم من العربان ، وكانت الرصاصة أطلقت من العربان أنفسهم على هذا الشاب ، حتى يتم إتهام الرهبان فى قتله .. قال قداسة البابا "نثق فى القضاء .. لكن المشكلة فيمن يقدم التحريات والأدلة للقضاء" ..

** عندما إعترض البعض من الأقباط على الإستمرار فى تحديد مصير منصب "البابا" ، وطالب البعض بإعادة النظر فى كيفية إختياره ، فى إطار لائحة عفا عليها الزمن ، كما إدعوا .. وإنتقد الكثيرين قرار البابا بالإستمرار بالعمل باللائحة .. قال قداسة البابا ، مستشهدا بقوله لمقولة فى كتاب قديم قرأه "نعطى الديمقراطية للشعب بمقدار نضجه" ..

** هذه المقولة لقداسة البابا ، تتضح قيمتها ، بعد أن خرج الجميع يطالبون بالحرية والديمقراطية .. فكانت النتيجة الفوضى والتخريب .. وإنهيار الدولة ، "أنظروا إلى وضع مصر الأن دون تعليق" ..

** عندما سألت "لميس الحديدى" قداسة البابا" .. هل تتناسب أعداد الكنائس مع تعداد الأقباط فى مصر؟!!" .. كان رد قداسة البابا "تبنى الكنائس حينما تكون الحاجة" .. هاجمه الكثيرين ، وقالوا "هذا رد وتصريح مطاط" .. وعندما طالب بعدم وضع العقبات والعراقيل فى طريق بنائ الكنائس .. معتبرا أن كثرة بنائها يساهم فى الحفاظ على الأمن العام ، بضم الشباب القبطى إليها ليمارس الأنشطة فيها .. هاجمه الكثيرين ، وقالوا "البابا يكرس للفرز الطائفى ، وخلق جيتوهات قبطية داخل الكنائس ؟!!" ...

** عندما إشتعلت أزمة الأسلمة للبعض أو التنصير .. وإندلعت أزمة أحد القساوسة ، الذى إتهم جنائيا بتهمة تزوير محررات رسمية لعقد زواج بين فتاة مسلمة متنصره على أحد الأقباط ، وإعلان البابا أن الكنيسة تستعد لنقض الحكم الصادر فى حقه .. إنهالت الإدانات ضد قداسة البابا ، كيف يتجرأ ويقول أن الكنيسة سوف تقدم نقد للحكم رغم أنه كان هناك عديد من عمليات الأسلمة القهرية ، وإلغاء لجان النصح والإرشاد .. ومع ذلك لم تنتقد هذه الأقلام أى عملية للأسلمة الإجبارية ، أو إختفاء لجان النصح والإرشاد .. وإنما أدانت ما صرح به البابا .. وخرجت الأقلام المتطرفة ، تقول "الواجب الوطنى يقتضى من البابا محاسبة القس" .. وإعتبروا أن تصريح قداسة البابا بالطعن على الحكم ، إنه يبارك الفتنة ولا يعاقب .. رغم أن قداسة البابا قال كلمة مأثورة حتى يسكت الألسنة .. "أن المسلمين لن يزيدوا بإسلام مسيحى ، ولا المسيحيين ينقصون أيضا" ..

** عندما زادت جرائم الإرهاب ضد الأقباط ، والهجوم على كنائسهم ومنازلهم ومتاجرهم ، ونهبها وسرقتها ، وتكررت هذه الأحداث فى أكثر من قرية ، وأكثر من مكان .. وصفهم قداسة البابا بـ "الأشرار" ، معتبرهم أنهم مجموعه من المتشددين .. خرجت الأقلام ، وهى تنتقد قداسة البابا "كيف لرجل دين معروف بسماحته أن يطلق لفظ الأشرار على المتطرفين" .. كما خرجت أقلام عديدة تدينه ، ذاكرين أن هناك متطرفين ومتشددين من الأقباط الذين تزخر بهم مواقع الإنترنت ، وغرف "البالتوك" .. وبعض القساوسة ، ولكهنة ، والأساقفة ، الذين تميزوا بخطابهم المتشدد .. وقال له البعض "ما رأى البابا شنودة فى الشاب الذى قتل زوج أخته التى أسلمت .. وهل يعتبر ذلك تطرفا وشرا ، أم زيادة إيمان" .. كان رد البابا "أننى أقول كل من يكون متشددا ، فهو شرير" ..

** ولم يفلح أى تصريحات لقداسة البابا ، ليفصل بين المتطرف والإرهابى ، الذى يقوم بحرق الكنائس ، والإعتداء على الأقباط ، وسرقة المحلات المملوكة للأقباط ، وخطف الفتيات وأسلمتهن .. وبين المسيحى الذى لا يملك إلا الدفاع عن نفسه ، أو كتابة مقال أو التعليق من خلال مواقع الإنترنت ...

** عندما إنتقد قداسة البابا ، الأمن ، لأنه يعمل بمكيالين .. والأحداث والنماذج كثيرة تثبت ذلك .. خرجت الأقلام تدين قداسة البابا ، وقالوا "أن الأمن يعمل وهو معصوب العينين ، لا يميز طائفة على حساب الأخرى" ... والأن الجميع يطالبون بتطهير الأمن بعد سقوط النظام السابق ، فلماذا تدينون الأمن فى الوقت الذى أهلتم فيه التراب على قداسة البابا ، عندما إعترض على تصرفات الأمن مع الأقباط ..

** عندما إندلعت بعض الأصوات للمطالبة بالتدخل الأمريكى ، وبعض دول الغرب المسيحى فى الشئون الداخلية للمصريين ، بدعوى "حماية الأقباط" .. قال قداسة البابا "أن أقباط مصر لن يحميهم سوى أشقائهم المسلمين" ..

** عندما كانت تشتد نفسية البابا ألما ، وحزنا .. وهو يتابع الأحداث ، ومسلسل الإضطهاد الدينى للأقباط .. كان يكف عن الكلام ، ويصمت ، ويقوم بعمل خلوة ، ويمكث فى الدير ، ويتجه بالصلاة إلى السماء ..

** هذا قليل من بعض ما عاشه قداسة البابا فى حياته المليئة بالصراع بين الأشرار ، وتعاليم الكتاب المقدس .. وبعد رحيل قداسة البابا بدأنا نعيد كلماته ، وشجاعته الوطنية ، ودفاعه عن تراب هذا الوطن ..

** نعم .. لقد تحمل قداسة البابا ، ما لم يتحمله بشر ، من إنتقادات وإتهامات .. وهو الأن رحل عن هذا العالم الفاسد .. فى وقت يعجز فيه القلم عن التعبير ، وعن الحزن الذى يسود هذا الوطن ، وكيف وصلنا إلى هذا المنحنى الخطير ..

** نعم .. ما أشد حاجة الوطن إلى حكمتك ياسيدنا .. وكلماتك المؤثرة ، والمعزية فى قلوب هذا الشعب العظيم الذى يضم أقباط ومسلمين ..

** لقد خرج المصريين .. أقباط المسلمين .. وأقباط المسيحيين .. يبكون قداسة البابا .. فإلى فردوس النعيم مع الأبرار والملائكة والقديسين .. وأذكرنا دائما فى صلواتك أمام عرش النعمة .. والرب يعزى نفوسنا ..



#مجدى_نجيب_وهبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة -البلطجية- .. وحكومة -الإخوان-
- -للتنازل أو البدل- .. عن جنسية مصرية – الوسطاء يمتنعون!!!
- -مجلس الشياطين- يطالب بالإفراج عن -مفتى الإرهاب-
- -الأقباط- .. وثورة -25 يناير- !!!!
- فى تطبيق -الشريعة- .. القتل بلا حدود !!!
- المحاكم -الإسلامية- .. حبس -كاهن المريناب- 6 أشهر
- -المرأة- فى -الإسلام- .. رجس من عمل -الشيطان-
- رأى -شيوخ الإسلام المتطرفين- فى -المرأة- ومستقبلها بعد الربي ...
- -الكذابون- .. تحالف -الإخوان .. والإرهاب-
- سقط -الأقباط- .. ونجح -الإخوان والسلفيين-
- -المشير- .. وبهلوانات إسقاط -مصر-
- قناة -المحور- تمهد لعودة -أيمن الظواهرى-
- إلى -النائب العام- .. حاكموا -الجماعة- قبل أن تحاكموا -مبارك ...
- أعظم إنجازات -25 يناير- .. تهجير -الأقباط-
- ماتت مصر .. والعزاء بمسجد -عمر مكرم-
- متى يتكلم -المجلس العسكرى-
- ماذا تفعل -المنقبات- لو حكم -الإخوان-
- الوجه الحقيقى ل -الإخوان المسلمين-
- -الفيس بوك- .. و-تويتر- يحكمون مصر
- فتوات البرلمان -الأفغانى- بمصر يسقطون -القضاء-


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مجدى نجيب وهبة - وداعا .. أيها الفارس النبيل .. قداسة -البابا شنودة الثالث-