أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - التفتزاني ولغز الايمو














المزيد.....

التفتزاني ولغز الايمو


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 3669 - 2012 / 3 / 16 - 13:43
المحور: الادب والفن
    


ان منهجية الاسقاط تغزو العفول ,ويبدو ان شيخنا التفتزاني قد التفت الى هذه الظاهرة قبل قرون من وقوعها فهو لم يطلق احكاما جاهزة, لكنه علل وبمنطق شكلي يعبر عن النمط الحياتي ونظرة فاحصة لهذه الحياة, دون تبريرات تربطها بنمط علوي ,وهو الشاهد والراوية وتبعه
شيخنا التيفاشي في كتابه نزهة الالباب فيما لا يوجد في كتاب ,هذا اذا اعتبرنا ان ظاهرة الايمو هي نوع من الشذوذ الاجتماعي, اما الحقيقة فهي ان كل انواع الشذوذ الاجتماعي هي حالات من التمرد الذاتي على اوضاع شاذة تمر بها شريحة مهمة من المجتمع ,واحينا قد تكون تقليدا لموضات تعصف شرقا وغربا.فاذا كان الشكل يدل على المعنى فلم التعسف اجتماعيا وشكليا بارتداء اقنعة تنحدر من عالم ماقبل الانسان,ان الدراسات المتعلقة بالحضارات القديمة ومنها الحضارات البدائية تقضي بعدم التمايز, وهو نوع من الخيارات الذاتية والموضوعية تاخذ تطبيقات سايكولوجية غامضة يختلط فيها الداخلي بالخارجي والذات بالمحيط والاشارة بالاداء, وهذه كانت ضرورية عبر مراحل محتلفة من التطور المجتمعي من الفوضوية الى التضج العقلي,فهي اذن لاتعبر عن عن افكار الافراد بالضرورة وهي ليست مرتبطة تماما بالمؤسسات.ان الاهتمام العملي بالحياة وليس التامل الميتافيزيقي هو الذي خلق هذه الظواهر, والواقع نفسه هو الذي يخاطب النظام الاجتماعي وبالتالي يسيطر على افعال البشر ,او يدفعهم الى الفعل وهذه تتخذ شكلا وحدود خارجية وهوامش وبنية داخلية وثمة طاقة في هوامشها, قادرة على مقاومة الخضوع وصد الهجوم,ويبدو ان الجسد الديني لم يفصل بشكل واضح بين القدسي والدنيوي ويمارس سلطته في المجالين ,فيما يتعلق بالزينة واللباس ,ومع ذلك هذا لايمنع من الحديث عن معالم جسد شخصي في المجتمع الاسلامي ينزاح الى حد ما عن دائرة الشعائري والمقدس. وفي حياتنا المعاصرة نسمع بتبني شتى انواع الشذوذ الاجتماعي وهذا ناتج عن تشعب بنى الحياة المختلفة, وبحثها الدائم عن الجديد والتغيير, وان استلاب الانسان المعاصر وفقدانه لقيمه الانسانية ينقل الفرد من مرحلة الامان والطمانينة النفسية الى مرحلة التشيوء وصنمية السلعة بمفهوم كارل ماركس,ونلاحظ ان هذا التشيوء يتجسد في الاجواء التي تنتجها اوضاع سياسية واجتماعية تتميز باستنفار باذخ ,ويكون هذا الاستنفار وضيفيا اكثر من كونه بايولوجيا لذا فان تحرير الفرد من قبضة الانظمة التوليتارية, يرسم في متخيل الطبقات الضعيفة خلاصا من التباين الطبقي, وعندما يصابوا بخيبة امل اخرى من النظام الجديد حيث تكثر الرشاوي ويزداد الثراء غير المشروع وتزداد السلطة الجديدة في التحكم بقوت الشعب وتمعن في اذلاله وبالتالي لن تجد هذه الطبقة ما يدل على ان الوضع الجديد اقل انغماسا في احوال الفساد الاقتصادي وتموضعه في صف الطبقات الارستقراطية ,هنا يبدا الصدام ولابد من دفع ضريبة جراء هذا الاصطدام, وان استخدام الدين كاداة فعالة هو ليس مصادفة عارضة بل هي استراتيجية طبقية مدروسة ,وهنا تتقد جذوة الخطورة بالنظر الى هذه المعطيات. ان التحليل العقلاني والعلمي المرتبط بظروف الانسان قد يجبر الباحث الى العودة الى الماضي لعله يجد وضعا اقل فمعا وليس اكثر ديمقراطية ,وهذا ينسحب على الكثير من الامثلة على صعيد الساحة الثقافية والسياسية,لكن الصراع قائم والمعركة مستمرة في عصر بدات الاساطير تكشف عن زيفها.ان الاستجابة الشكلية للتقاليد لاتعني بالضرورة الالتزام بكل الحزمة الايديولوجية المرتبطة بها ,لان المنتمي يمنح هوية الجماعة ولايؤكد بالضرورة الالتزام بالعادات الاجتماعية والعرقية, وهذا يعني طيفا كاملا من اساليب الحياة قد تستخدم لتحقيق احتياجات خاصة داخل النمط الاجتماعي, وتكون هذه السلوكيات مدانة بدون قناع.وخلاصة القول ان هناك علاقة بين الهموم الفردية والتراتبية الطبقية بالرغم من انها حقيقة بديهية الا اننا نعتمد عليها بشكل انتقائي في حل المشاكل الفردية المشتركة بين ابناء الجنس البشري وهذه المشاكل لاتزال بحاجة الى تفسير وان كل حضارة هي عبارة عن سلسلة من البنى المترابطة التي تظم الاعراف الاجتماعية والقيم والكوزمولوجيات التي يتم من خلالها تحقيق كافة الخبرات المكتسبة وتنظيمها وتستبعد العنف كوسيلة.



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فانتازيا النص وثقافة الجسد
- تاريخ الجنون وجنون التاريخ
- المرأة.......ودورها في الربيع العربي
- خارطة العالم والوعي المأزوم
- شالا وغليوني.......إشكالات الكتابة
- المحذوف والممنوع قراءة في سوسيولوجيا التاريخ
- لوزميات أبي العلاء وسيف المتنبي
- الكتابة.......عندما يكون الكون صامتا كالشاهين
- اللغة من الصمت إلى الموسيقى
- العبقرية وإبداعات الكتابة
- المثقفون وفلسفة الماء
- الخطاب الابداعي وثقافة التوجس
- القناع
- سلطة الثقافة وثقافة السلطة.....غياب الفهم يساوي غياب المعنى
- الوجودية الثقافية... والوعي التاريخي
- في نقد النقد
- العلمنة والخطاب الجمالي
- التشكيل........وتداعيات الوعي داخل بنية النص...!
- اللوحة..........بين تجنيس المعنى وتفكيك الوهم
- الحداثة بين تجليات النص وفوضى السياق


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - التفتزاني ولغز الايمو