أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - نشكر أوباما.. ونهنِّئ الشعب السوري!














المزيد.....

نشكر أوباما.. ونهنِّئ الشعب السوري!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3660 - 2012 / 3 / 7 - 14:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نشكر أوباما.. ونهنِّئ الشعب السوري!

جواد البشيتي

دخلت "الأزمة السورية"، ولجهة الموقف الذي ينبغي للولايات المتحدة أنْ تقفه من طرفي الصراع في سورية، في مسار التنافُس الانتخابي بين "الجمهوريين" و"الديمقراطيين"؛ ولسوف نسمع، من الآن وحتى تشرين الثاني المقبل، موعد إجراء انتخابات الرئاسة، كثيراً من الكلام المتناقض المتضارِب، والذي يصعب فهمه وتفسيره إذا ما ضَرَبْنا صفحاً عن هذا التنافُس، في مَدِّه وجَزْرِه.

إنَّ "الجمهوري" ماكين، الذي يصر على أنْ يَبْرُز لنا (ولغيرنا) بثياب النَّصير لـ "الربيع العربي"، دعا إلى أنْ تتولَّى الولايات المتحدة بنفسها، ومن غير التنسيق والتعاون مع حلفائها في "النيتو"، أو الحصول على ما يشبه "الإذن" من مجلس الأمن الدولي، ضَرْب وتدمير قوى ومراكز ومنشآت عسكرية للجيش (النِّظامي) السوري، فما كان من الرئيس "الديمقراطي" أوباما، الذي لا شيء يستبد بتفكيره الآن غير الفوز بولاية رئاسية ثانية وأخيرة، إلاَّ أنْ "خَطَّأ" كل دعوة إلى مثل هذا العمل العسكري المنفرد، موضِحاً ومؤكِّداً، في الوقت نفسه، أنَّ الوضع في سورية أكثر تعقيداً بكثير ممَّا يَظُنُّ أصحاب هذه الدعوات، ومنهم ماكين، الذي فَهِم الرئيس أوباما دعوته على أنَّها محاولة لإضعاف مكانته الانتخابية.

لكنَّ الرئيس أوباما نسي، أو تناسى، إذ أدلى بهذا التصريح، أنَّ الضَّيْف نتنياهو لم يغادِر الولايات المتحدة بَعْد؛ فكيف لرئيس الوزراء الإسرائيلي (الذي لم يَفْتُر ارتيابه من مواقف إدارة أوباما من أزمة البرنامج النووي الإيراني) أنْ يُصَدِّق تعهُّد الرئيس أوباما بمنع إيران من حيازة القنبلة النووية ولو اقتضى الأمر استخدامه القوَّة العسكرية ضدَّ المنشآت النووية الإيرانية ما دام حريصاً كل هذا الحرص على "تخطيء"، واجتناب، كل عمل عسكري منفرد ضدَّ نظام حكم بشار الأسد، إلاَّ إذا أراد أنْ يقول، ضِمْناً، إنَّ مجلس الأمن الدولي سيعطي "الإذْن (والشرعية الدولية)" للولايات المتحدة بتوجيه ضربة عسكرية إلى منشآت ومراكز إيران النووية؟!

أقول هذا على افتراض أنَّ نتنياهو، الذي له (ولبلاده) مصلحة واضحة جلية في أنْ تُوجِّه الولايات المتحدة اليوم قبل غد ضربة عسكرية (منفردة) إلى المنشآت النووية الإيرانية، له (ولبلاده) مصلحة في أنْ تُلبِّي إدارة الرئيس أوباما، أو أنْ تُسْرِع في تلبية، دعوة "الجمهوري" ماكين إلى أنْ تُوجِّه ضربة عسكرية (منفردة) ضدَّ نظام الحكم السوري وجيشه.

نتنياهو ليس بالساذج سياسياً؛ فلقد فَهِم، وأحْسَن فَهْم، موقِفَي الرئيس أوباما من "الأزمة النووية الإيرانية" و"الأزمة السورية"؛ فهو، أيْ الرئيس أوباما إنَّما سعى في إرضاء رئيس الوزراء الإسرائيلي في مَوْقِفَيْه هذين؛ لكنَّ إصرار الرئيس أوباما، في الوقت نفسه، على استنفاد الجهود الدبلوماسية وخيار "العقوبات الاقتصادية" قبل أنْ يلجأ إلى الخيار العسكري ضدَّ إيران هو ما حال بين نتنياهو وبين أنْ يشعر بالرِّضا التام.

وماكين أيضاً ليس بالساذج سياسياً حتى يَفْهَم ويُفسِّر "الفيتو" الروسي (وظِلَّه، أي "الفيتو" الصيني) على أنَّه "قوَّة روسية خالصة"؛ فهو يَعْلَم أنَّ جزءاً كبيراً من هذه "القوَّة الروسية" مستمد من ضَعْفٍ داخلي لإدارة الرئيس أوباما يُذَكِّرنا (لأنَّ الشيء بالشيء يُذْكَر) بما انتابها من ضَعْف مفاجئ في مواجهة حكومة نتنياهو في قضية الاستيطان.

وهذا الضَّعْف الداخلي لإدارة الرئيس أوباما في مواجهة تفاقُم "الأزمة السورية"، والذي منه استمدَّت روسيا جزءاً كبيراً من قوَّتها السياسية لدى التصويت في مجلس الأمن، قد يفيدها "أخلاقياً"، فتُصَوِّر ما أبدته، وتبديه، من ضَعْفٍ في مواقفها من "الأزمة السورية" على أنَّه عاقبة من عواقب "الفيتو" الروسي، وكأنَّها تريد أنْ تقول للواهمين المتوهِّمين إنَّها لولا هذا "الفيتو" لَفَعَلَت وفَعَلَت..!

كلاَّ؛ فالأمور باتت أوضح من أنْ تسمح حتى لهؤلاء الواهمين المتوهِّمين بأنْ يُصدِّقوا مزاعم الولايات المتحدة وحلفائها الدوليين والإقليميين؛ فالحقيقية التي تفقأ العيون هي أنَّ هذه القوَّة الإمبريالية العظمى في العالم (ومعها حلفائها هؤلاء) قد اختارت، بعد "استشارة" جُمْلَة من مصالحها وأهدافها الإمبريالية في الشرق الأوسط، أنْ تقف من "الأزمة السورية" مواقف يكمن فيها هَدَف "الحَرْق والتدمير والتمزيق لسورية نفسها"؛ فهذا الهدف، لا هدف "انتصار الديمقراطية" في سورية، هو الكامن في أساس مواقف الولايات المتحدة (وحلفائها) من "الأزمة السورية"، ومفتاح التفسير لهذه المواقف بكل تناقضاتها.

وإنِّي لأجِد من الأسباب الوجيهة ما يَحْملني على شُكْر الولايات المتحدة وحلفائها الدوليين والإقليميين، وعلى تهنئة الشعب السوري؛ فـ "النقود المزوَّرة" شرعت تخرج من "التداول"، الذي لن يبقى فيه، عمَّا قريب، إلاَّ "النقد الحقيقي"؛ فالأوهام تتساقَط كأوراق الخريف، والحقائق تُشْرِق وتسطع؛ فالقوَّة الإمبريالية العظمى في العالم لم تكن، ولن تكون، نصيراً حقيقياً لـ "الربيع (الشعبي الثوري) العربي"؛ وكل ما يستبد بتفكيرها إنَّما هو إفساد وتشويه هذا "الربيع"، وتسييره (ما استطاعت إلى ذلك سبيلا) في مسارٍ، إنْ سِرْنا فيه نخرج نهائياً من مساره، أيْ من مسار "الربيع العربي".

لقد جاء الحق، وزهق الباطل، أفَلَ الوهم وبانت الحقيقة؛ فأعداؤنا القوميين هُمْ أنفسهم أعداء "الربيع العربي"؛ و"المؤامرة الحقيقية" هي الآن كالشمس لا يمكن تغطيتها بغربال!

وللقائلين بـ "هزيمة المؤامرة"، أقول لقد هُزِمَت "المؤامرة الزائفة"، وانتصرت "المؤامرة الحقيقية"؛ وبهذا "الانتصار"، وتلك "الهزيمة"، تتهيَّأ الأسباب لانتصارٍ جديد لـ "الربيع العربي".



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الربيع العربي- يَطْلُب مزيداً من -الرُّوح القومية-!
- هل يَثِق نتنياهو ب -تَعَهُّد- أوباما؟
- مصر التي طُعِنَت في كرامتها!
- نيوتن في -استنتاجه الخاطئ-!
- هذا الخلل المنطقي في مفهوم -النقطة الكونية-!
- هذا -الثقب- في مجرَّتنا!
- من وحي -دستور بشَّار-!
- رسالة -تونس-!
- سؤالٌ تثيره نظرية -الثقب الأسود-!
- شيءٌ من الجدل!
- لماذا غابت -فلسطين- عن إعلام -الربيع العربي-؟
- -الفاسِد- فولف!
- -النسبي- و-المُطْلَق- في -النسبية-
- -التمويل الأجنبي- مَصْدَر إفساد ل -الربيع العربي-!
- خصوصية الصراع في سورية!
- منعطف مصر التاريخي!
- -المادية- في التفكير!
- -الأكوان الأخرى- و-إشعاع هوكينج-!
- في إشكالية -الأبعد- و-الأقدم- في الكون!
- -الصراع الدولي- الكامن في -الربيع العربي-!


المزيد.....




- الدبلوماسية الأمريكية هالة هاريت توضح لـCNN دوافعها للاستقال ...
- الصحة السعودية تصدر بيانا بشأن آخر مستجدات واقعة التسمم في ا ...
- وثائقي مرتقب يدفع كيفين سبيسي للظهور ونفي -اعتداءات جنسية مز ...
- القوات الإسرائيلية تقتل فلسطينيا وتهدم منزلا في بلدة دير الغ ...
- الاتحاد الأوربي يدين -بشدة- اعتداء مستوطنين على قافلة أردنية ...
- -كلما طال الانتظار كبرت وصمة العار-.. الملكة رانيا تستذكر نص ...
- فوتشيتش يصف شي جين بينغ بالشريك الأفضل لصربيا
- لماذا تستعجل قيادة الجيش السوداني تحديد مرحلة ما بعد الحرب؟ ...
- شهيد في عملية مستمرة للاحتلال ضد مقاومين بطولكرم
- سحبت الميكروفون من يدها.. جامعة أميركية تفتح تحقيقا بعد مواج ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - نشكر أوباما.. ونهنِّئ الشعب السوري!