أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باسم الخندقجي - حرية الأسرى الفلسطينيين .. مُنازلة الأمل للوهم














المزيد.....

حرية الأسرى الفلسطينيين .. مُنازلة الأمل للوهم


باسم الخندقجي

الحوار المتمدن-العدد: 3659 - 2012 / 3 / 6 - 20:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في أجواء المواجهة مع السجان المحتل ومعركة الأمعاء الخاوية جاءت صفقة تبادل الأسرى التي يحلو للعالم تسميتها بإسم " صفقة شاليط " لا للتأكيد منه على أولوية الكائن الإسرائيلي المتفوق العرق والكالونيا فقط .. بل للتأكيد على أن أسرى الشعب الفلسطيني هم مجموعة أرقام لا قيمة لها في حساباته القائمة على الإنكار والتجاهل .
أُبرمت الصفقة إذن .. ومنا من تحرر ومنا من تلقي الصفعة ولكن وساطة الحسم والحقيقة قد دُقت .. تلك التي يكتشف ويختبر فيها الإنسان أي إنسان كان ماهيته ومبادئه وأفكاره على محك الخذلان والخيبة عندما يتجرد من عواطفه الشخصية ويحرق ما يجب حرقه سعياً وراء التجدد وعدم الإنجراف وراء الوهم التنظيمي ..
يتجرد الأسير الفلسطيني من كل شيء قد يؤدي إلى إضعاف صموده وثباته وقت الشدة حين يقف أمام تضحيات وبطولات من سبقوه في دروب الغربة الحديدية .. يتذكر عمر عوض الله .. عمر القاسم .. ناظم حكمت .. نيلسون مانديلا .. ثم يبتسم لا لأنه لم يبدأ مشوار التضحية والفداء بعد .. بل لأنه إستعاد أيضاً تماسكه وإشراقة أمله واكتشف أن إرادته لا تعرف اليأس والمستحيل .. هي كلمات ليست للإنشاء المقيت ولا لشد أزر الأماني والمعنويات بل لتكون نصاً مفتوحاً للتاريخ .. للوطن .. للأحبة .. والأهم للتأكيد على وجودنا الذي ينزع عنا أغلال وأرقام الإحتلال وظلم الإنسان لأخيه الإنسان الذي هي كلمات تعزز من مزاولة الأمل .. ضمن الذين يربي الأمل كما يقول محمود درويش في ظروف الواقع الإعتقالي الصعبة التي يقسو فيها علينا الترقب الذي يُعد أقوى وأعلى مراحل الإنتظار قسوة .. إذ هو ذلك الإحتراق البطيء ودخول " إما و أو " إلى معادلة الوقت .. إما النور أو الظلام وأما الذين نالوا نور الحرية طوبى لهم ما أجملهم حين يعودون مُحررين إلى أحبتهم .. وأما الذين في ظلال الغربة الحديدية يسيرون فلهم بَرَكة النور الداخلي الذي سيضفي إلى حياة الحرية القادمة لا محالة .. هي ليست مواساة أو سلمى .. فنحن الذين بقينا لم نمت بل نؤكد فينا الوطن والحياة دوماً .. فمن ذا الذي يجرؤ على القول أن الأسرى الذين أمضوا ويمضون أكثر من عشرين عاماً وراء القضبان قد إنكسروا وتحطموا ؟ على الأطلاق فهم الرجال الصادقون الواقفون على عتبات الأمل لهم لحظات الخبث وأمن الأزمة الأخلاقية الوطنية والعمالية .. ينتظرون ويعتنقون الصبر والإيمان بأن ما سيأتي من مقت سيكون لهم وطناً ومجالاً .. هم أسرى الحرية الذين بفقهون صفقات السياسة المُهرية في السوق السوداء وتسويات اللحظة الأخيرة في بورصة الفرص والإنتهازية .. أسرى الشعب الفلسطيني الذين رغم غياب الزهر يقبعون بطفولة وطنية بريئة بيضاء طاهرة بديهية .. وحساباتهم لا تُذكر وأما بالنسبة لي فأنا أُبارك للذين مضوا في درب الحرية من أخواتي الماجدات وأخوتي ورفاقي الأحرار .. إذ ثمة معيار قد تكسر وانجاز وطني قد تحقق رغم كل شيء وهذا ما يُبشر بعودتنا القريبة نحن الذين بقينا فاليأس لا يعيب سوى الوهم .. كما أنني أشكر السماء رغم الغيم والظلام على وجود أُمي وأبي الصامديْن على قيد الحياة والأمل ينتظران عودتي في سباق العمر الذي على عجلٍ يذوي مُصراً في نفس الوقت على جدواه ومآله الخالد حيث منازلة الأمل للوهم إنتصار يثبت تجلّيه وجودنا نحن أسرى الحرية السالمين من الخيبة والوهم .. وأما إذا قلتم لي في نهاية هذا المقال هي حضارة .. فسأقول لكم : نعم هي خسارة فليكن ولكنها ستكون حتماً أجمل الخسارات .



#باسم_الخندقجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النوافذ إلى تمرد
- الوشمُ العاري
- دولة أم شعب تحت الإحتلال
- أنثر في النثر جسدي
- إعادة عبثية
- لا حبائل للسماء
- طفلةٌ تُغنّي تمزّقها
- أسْتَحِمُّ بعرقِِ الورد
- الرعب والرغبة
- الرونق الأرضي الخبيث
- لملمة طفل من أجل العيد
- بوتوكس فلسطيني
- أوغاريت تكتب ثورة
- عضو لجنة مركزية وقيادي في حزب الشعب يدخلان الاضراب المفتوح ع ...
- أيلول الأزرق
- المعنى الفلسطيني في أيلول
- كأنّهُ أُفقٌ على عُكازتيْن
- هكذا تُعتقل الطفولة
- المرأة العربية .. النون الناقصة
- نَمْنَمات شجرة فلسطينية . وعي المقاومة الشعبية


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باسم الخندقجي - حرية الأسرى الفلسطينيين .. مُنازلة الأمل للوهم