أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن محسن رمضان - السذاجة الإسلامية كما تتجلى في قضية حمزة الكاشغري














المزيد.....

السذاجة الإسلامية كما تتجلى في قضية حمزة الكاشغري


حسن محسن رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 3655 - 2012 / 3 / 2 - 11:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    




حمزة الكاشغري شاب سعودي في مقتبل العمر كتب على “التويتر” عبارات اعتبرها البعض مسيئة للنبي محمد. وكما هي العادة، تلقفت هذه العبارات التوجهات الدينية ونادت بإقامة الحد عليه (أي القتل) من دون استتابته أولاً. هرب بعدها هذا الشاب إلى ماليزيا لتطالب السعودية رسمياً بتسليمه لها لإقامة القصاص عليه حتى بعد أن أعلن هذا الشاب توبته وندمه على ما كتب. تلك هي خلاصة المسألة: كتب حمزة عبارات اعتبرها البعض مسيئة للإسلام، يريد الآن هذا البعض أن يقتله وبواسطة حكومته. ألا تُذكرنا هذه الحادثة بحوادث أخرى مشابهة؟



أقول: منذ فتوى الإمام الخميني الشهيرة بقتل سلمان رشدي صاحب رواية “آيات شيطانية”، ومروراً بملابسات محاكمة الكاتب المصري نصر حامد أبو زيد، ومن قبله محاولة قتل الروائي الشهير نجيب محفوظ والكاتبة البنغالية تسليمة نسرين، ونهاية بردود الأفعال على الرسومات الكارتونية التي اقتبست شخص النبي محمد، أصبح واضحاً أن التوجهات السياسية الدينية لا تتدخل بشيء من هذا النوع إلا وتحوله لكارثة حقيقية تسقط فوق رؤوسهم أولاً وفوق رؤوس من صف في صفهم من حكومات وأنظمة. فسلمان رشدي أصبحت رواياته تُترجم إلى لغات العالم كلها بالإضافة إلى حقيقة أن رواية “آيات شيطانية” الركيكة دخلت أبواب التاريخ الروائي من أوسع أبوابه. ونكاية بالمسلمين وموقفهم، ونكاية في فتوى الخميني بالذات، منحت ملكة المملكة المتحدة كاتب الرواية، سلمان رشدي، لقب فارس في احتفال رسمي بريطاني بحضور الملكة نفسها. وحصل نجييب محفوظ على مركزاً مرموقـاً في الأدب العالمي مع جائزة نوبل، وهاجر نصر حامد أبو زيد لهولندا ليغرق الوطن العربي والإسلامي بكتاباته وليقرأها عشرات أو مئات الآلاف، وتحولت تسليمة نسرين إلى رمز لاضطهاد المرأة عند المسلمين من جهة وإلى رمز لرفض هذا الاضطهاد من جهة أخرى. أما ردود الأفعال على الرسومات الكارتونية فكانت كارثة على المسلمين في الوعي الأوروبي وبكافة المعايير. فبينما لا يجد المسلمون أية غضاضة، ويال العجب والتناقض الواضح الفج، في الرسومات الكرتونية الأوروبية والأمريكية التي تملأ الصحف اليومية هناك والتي تخرج إلى حدود الإسفاف المبتذل في رسم أنبياء الله كلهم من أول آدم ونهاية بعيسى بن مريم، بل لا يجدون غضاضة لا من قريب ولا من بعيد ولم تهتز لها شعرة واحدة في بدنهم في رسم الله تعالى نفسه ضمن رسومات كرتونية ساخرة ممجوجة تملأ الصحف والمجلات وفضاء الانترنت (ومن لا يصدق فليكتب على أي محرك للبحث في خانة الصور العبارة التالية: God Cartoons)، فبينما لا يجد المسلمون أية غضاضة في كل هذا انتفضوا عن بكرة أبيهم على رسوم للنبي محمد كان من الأفضل للجميع السكوت عنها ليلفها النسيان ولا ينتبه إليها أحد ولتنتهي في الزوايا المظلمة من الأرشيف. ولكن أبت تلك السذاجة السياسية الدينية إلا أن يُشاهد هذه الرسوم مئات الملايين من البشر، وتدفع الدانيماركيون إلى الإصرار على حرية الرأي والتعبير في وجه هؤلاء، ولتعيد نشرها مرة أخرى في صحفهم وفي صحف دول أوروبية لا أول لها ولا آخر، ولتدخل هذه الرسومات، نكاية بالمسلمين، إلى الأرشيف الوطني الدانيماركي للحفظ على أنها جزء من تاريخ الدانيمارك الوطني وحتى يشاهدها أجيالهم القادمة. أية سذاجة بعد هذه السذاجة؟



هذه السذاجة ذاتها هي التي دفعت قضية الشاب حمزة الكاشغري إلى الواجهة وإلى منظمات حقوق الإنسان وقريباً إلى المنظمات الدولية وسوف يكون الخاسر الأكبر هم المسلمون وأنظمتهم الحاكمة التي تنتفض لكلمات كتبها شاب ساذج ولا تحرك ساكنا لدماء بريئة تراق ضمن دولها أو على حدودها مباشرة. سوف يتحول حمزة كاشغري إلى “رمز” وإلى “بطل” وربما إلى “شهيد”. سذاجة ما بعدها سذاجة.



اطلقوا سراح حمزة كاشغري. فهذا الشاب قد أخطأ واعترف بذنبه، وكان الله غفوراً رحيما.



#حسن_محسن_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفضل هدية في عيدها أن نتصارح مع الكويت
- في العلمانية ومفهوم الليبرالية والهدف منهما
- ديموقراطية الشذوذ القَبَلي
- أرى خلل الرماد وميض نار - الحالة الكويتية
- عندما يقول الغرب لكم: إن قبائلكم ومذاهبكم يثيران الاشمئزاز ا ...
- الكلمة التي ألقيتها في الحلقة النقاشية عن مواقع التواصل الاج ...
- إنها قشور دولة
- حقيقة التلبس الشيطاني - الفرق بين أوهام رجال الدين ومنطقية ا ...
- إشكالية المجاميع الليبرالية الكويتية
- السلطة المعنوية لقمة الهرم السياسي الكويتي كما هي عليها اليو ...
- مقالة في الفرق بين التمدن والتحضر
- المشكلة المذهبية في مجتمعات الخليج العربي
- الذهنية السياسية الشعبية الكويتية المتناقضة … الموقف من معتق ...
- في مشكلة الائتلاف والاختلاف ... الحالة الكويتية كنموذج
- الآراء الاستشراقية في نقد النصوص المقدسة الإسلامية
- مقالة في أن الحرية لا بدّ لها من قانون يقننها
- أن الحرية ذات المنشأ الديني هي حرية أنانية بالضرورة
- المنهج الليبرالي وضرورات الإيمان والإلحاد
- الرأي العام في السياسية المذهبية والدينية
- في أوهام الشعار الإسلامي (صالح لكل زمان ومكان)


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن محسن رمضان - السذاجة الإسلامية كما تتجلى في قضية حمزة الكاشغري