أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عديد نصار - الحوار الاسبوعي في مجموعة يساري : سلامة كيلة - الارتباكات حول الانتفاضة السورية















المزيد.....



الحوار الاسبوعي في مجموعة يساري : سلامة كيلة - الارتباكات حول الانتفاضة السورية


عديد نصار

الحوار المتمدن-العدد: 3629 - 2012 / 2 / 5 - 21:22
المحور: مقابلات و حوارات
    


الانتفاضة في سورية كانت هي الانتفاضة التي أثارت الكثير من التشكيك واللغط. وكان التموضع السياسي في المنطقة العربية والمحيط الإقليمي هو السبب في ذلك، حيث تبدو السلطة في تحالف "متصارع" مع السياسات الأميركية، ويدعم المقاومة في لبنان وفلسطين، وهو آخر "مقاومة" للسيطرة الإمبريالية في "الشرق الأوسط الموسّع"!.
من هذا المنظور، يبدو أنه يجب أن يكون الموقف أقرب إلى النظام السوري. لكن ما هو المنظور الذي لا بد لماركسي أن يلمس الوضع انطلاقاً منه؟ التحليل الاقتصادي السياسي أم التحليل السياسي "الإستراتيجي"؟
النظر كان ينطلق من التحليل السياسي. وكان تناول المسألة من منظور "إستراتيجي" يقوم على رؤية "العلاقات الدولية" والموقف الناتجة عنها، خصوصاً العلاقة (التوافقية/ الصراعية) مع الإمبريالية، كون هذه الأخيرة هي "المركز" الذي يحكم النظر لكل المسائل الأخرى لدى قطاع كبير من الماركسيين، وهي "الحلقة المركزية" التي تتمحور التناقضات حولها. وبالتالي فهي التي تحدد الموقف: مع أو ضد.
في الماركسية (وهذا أساس منهجي وليس موقف سياسي) لا بد من الانطلاق من التحليل الاقتصادي من أجل فهم الوضع علمياً، وإلا تحكّم المنطق المثالي الذي يبدأ من "السياسي"، ومن الدولة، ومن الأفكار. لا بد من البدء من الحقل الاقتصادي من أجل تلمّس علمي للحقل السياسي.
وبهذا حين دراسة الوضع السوري لا بد من تناول التكوين الاقتصادي الذي تشكّل وأصبح هو المهيمن. ومن ثم التناقضات التي أفرزها، داخلياً (أي في الإطار الطبقي الداخلي)، وعالمياً (أي في إطار تموضعه العالمي). حيث سنلمس بأن السنوات العشر الأخيرة قد أفضت إلى أن يعاد ترتيب الإقتصاد بما هو إقتصاد ليبرالي كامل. أي بانهيار دور الدولة الاقتصادي، وفرض الخصخصة، ومن ثم تمويت "القطاع العام"، وسيطرة القطاع الخاص الذي أصبح يمتلك 70% من الدخل الوطني. ومن ثم تحويل الإقتصاد من إقتصاد منتج إلى اقتصاد ريعي، من خلال تركيز التوظيف في قطاعات ريعية، مثل العقارات والخدمات والسياحة والبنوك والتجارة. وهي العملية التي ترابطت مع ذاك التحوّل الذي جعل القطاع الخاص هو الأضخم. بمعنى أن توظيف القطاع الخاص إتّجه إلى هذا القطاع الريعي. وأفضى ذلك إلى انهيار كبير في الزراعة والصناعة. ولقد أفرزت هذه العمليّة استقطاباً طبقياً حاداً، حيث تمركزت الثروة بأيدي أقليّة ضئيلة، وضَمن هذا الشّكل الجديد للإقتصاد رفاه شريحة نسبتها تقارب الـ 20%، بينما جرى تهميش الـ 80% الأخرى، سواء نتيجة البطالة (التي بلغت 30% من القوى العاملة تقريباً)، أو نتيجة الانخفاض الشديد في المداخيل، حيث أصبح الحد الأدنى للدخل هو أقل من ثلث الحد الأدنى الضروري للعيش "الطبيعي".
هذا الوضع أفضى إلى تصاعد حدّة التناقض الطبقي. وهو وضع "مثالي" لتموضع الصراع الطبقي، الذي كان الاستبداد الطويل والشديد، والسيطرة المطلقة على النقابات، والضبط الذي كان يمارس من خلال ذلك. ومنع كل أشكال الاحتجاج. كان كل ذلك يمنع توضيحه، سوى ببعض الاحتجاجات "الكلامية" في مؤتمرات النقابات، أو ما كانت تشير إليه صحافة الأحزاب الشيوعية المشاركة في السلطة، أو في الإشارات التي كانت تَرد في الصحف المحلية. لكن ذلك لم يكن يمنع تصاعد الاحتقان لدى كل الطبقات المفقرة، الذي كان وحده سيوصل إلى الانفجار الاجتماعي، بغض النظر عن الأشكال التي يتخذها. والانتفاضة هي التعبير عن هذا الاحتقان المتصاعد.
إذن، البدء من الاقتصادي يوصل إلى الطبقي. وكما هو معروف في الماركسية فإن التناقض هو في البنية (التكوين الطبقي) التي تؤسس للاستغلال المباشر (أي التموضع الطبقي القائم في المجتمع). وبالتالي فإن الموقف لا بد من أن يتحدد من هذه النقطة، وليس من أية نقطة أخرى. أي ليس من "الحقل العالمي" التي تتأسس فيه الظاهرة الإمبريالية. حيث هنا يتحوّل التناقض إلى تناقض سياسي، أي ينتقل من صراع طبقات إلى صراع دول، رغم الأساس الاقتصادي الذي يحكم هذا الصراع، والذي سأشير إليه تالياً.
ما يجري من قبل بعض اليسار هو قلت هذا التحديد، ليصبح السياسي هو محدِّد الموقف وليس الطبقي. والسياسي ليس الطبقي بالضرورة، بل يمكن أن تتصارع قوى سابقة للرأسمالية الإمبريالية، وهي هنا تصارع من منظور رجعي. بالتالي لا تصبح قوى ثورية، أو يجري التحالف معها، رغم عدم تحويلها إلى عدو رئيسي. لكن حين تنهض الطبقات الشعبية ضد سلطة "تختلف" مع الإمبريالية، يكون ضرورياً أولاً تحديد أسباب هذا الاختلاف، ثم الإصرار على تطوير الصراع الطبقي لأنه يمثل التناقض الرئيسي.
هل أن الاختلاف القائم ذو أساس اقتصادي؟ أو طبقي؟
هنا لا بد من فهم الإمبريالية كتكوين اقتصادي قبل أن تكون سياسة عالمية. لكن كذلك علينا الفهم بأن الوضع الطبقي هو الذي يحدد الموقف السياسي وليس العكس. فالصراع بين البلدان الإمبريالية قائم رغم النمط الرأسمالي الموحّد بينها، نتيجة التنافس، وكان يقوم مع بلدان تريد التحرر ببناء الصناعة وتطوير الزراعة وتحقيق الاستقلال الاقتصادي والسياسي. والآن هناك تناقض بين الإمبرياليات الأميركية الأوروبية من جهة والروسية الصينية من جهة أخرى. وكل هذه التناقضات لا تمس وضع الطبقات الشعبية أو النمط الاقتصادي السائد. بالتالي هي تناقضات بين إمبرياليات.
والطابع الاقتصادي الذي يفرضه هذا النمط الآن، هو تعميم الاقتصاد الريعي، من خلال فرض اقتصاد السوق واللبرلة، التي كانت تعمم انطلاقاً من شروط صندوق النقد الدولي، التي تفرض تخلي الدولة عن دورها الاقتصادي (أي فرض الخصخصة، وإنهاء الدور الحمائي الذي فرض من أجل منع هروب فائض القيمة إلى الخارج). ولقد عمل في العقدين الأخيرين على تعميم الاقتصاد الريعي، من خلال مركزة النشاط الاقتصادي في العقارات والخدمات والاستيراد والبنوك والنشاط التجاري، وتدمير القوى المنتجة في الزراعة والصناعة. فهذا التكوين الاقتصادي هو الذي يسمح بتحقيق النهب الإمبريالي من خلال نشاط المال الذي ينشط في المضاربة والعقارات والبنوك وكل هذه القطاعات، وأيضاً في فتح باب التصدير لهذه البلدان واسعاً.
في المقابل، سنلمس تكيّف الاقتصاد السوري مع هذا التكوين، رغم "التناقض" القائم. فقد أشرت إلى تحوّل التكوين الاقتصادي خلال العقد الأخير، والذي كان يسير في "خطة" يبدو أنها تنفذ شروط صندوق النقد الدولي رغم عدم وجود اتفاق مع الصندوق بذلك، وهو الأمر الذي زاد من سلبية ذلك على الاقتصاد (حيث يقدم الصندوق ميزات لم تتحقق في سورية). بمعنى أن التحول الاقتصادي السوري كان يسير نحو الرّبط مع الإمبريالية اقتصادياً.
عادة ما كان يجري التمييز بين الاقتصاد والسياسة من قبل الأحزاب الشيوعية السورية، انطلاقاً من فكرة طرحها الرفيق خالد بكداش (ربما سنة 1980)، والتي أشار فيها إلى أنه لو نظر إلى الوضع الداخلي لكان في المعارضة لكنه ينطلق من "الموقف الوطني" لسورية. هذا التمييز بين الطبقي والوطني، وأساساً بين الاقتصادي والسياسي (لمصلحة السياسي)، هو في صلب "سوء الفهم" لما يجري في سورية. أو هو أساس الموقف الخاطئ مما يجري في سورية. فهل يمكن الفصل بين الاقتصادي والسياسي، أو الطبقي والوطني؟
الفهم المثالي يفعل ذلك، لكن الماركسية تنظر بشكل علمي لهذه المسألة. فالموقف السياسي عموماً، والموقف الوطني خصوصاً لا ينفصل عن المصالح الطبقية، بل هو نتاجها. فحين تصبح مصلحة الرأسمالي استيراد السلع، والتوظيف في السوق العالمي من الأموال التي ينهبها من السوق "الوطني"، وينشط من أجل تهريب الأموال التي ينهبها إلى السوق العالمي. وإعادة تشكيل الاقتصاد المحلي انطلاقاً من مصالحه كما أشرنا، بما يجعله اقتصاد ريعي. يكون مهتماً للربط مع الطغم المالية الإمبريالية، والالتحاق بالسوق الرأسمالي. وهنا تسقط المسألة الوطنية، أو تخضع للمساومات التي تخدم المصالح الاقتصادية. فالرأسمالية المتشكّلة هذه ترى بأن وضعها الطبيعي هو في الارتباط بالطغم الإمبريالية وليس مناوأتها (فالمناوأة قامت على أساس بناء الصناعة والزراعة والتحد(.
هذا يفرض تفسير "التناقض" بين السلطة السورية و"الإمبريالية". فهو ليس تناقضاً طبقياً ما دامت الرأسمالية قد تكيفت مع النمط الاقتصادي الإمبريالي. وليس تمسكاً بـ "أيديولوجية" أو "حب وطني"، فهذه قد انهارت لدى الطبقة المسيطرة منذ زمن، وباتت أفكار البعث "ممسحة" تستخدم في "الزنقات". لقد تحقق تشابك مالي بين "رجال الأعمال الجدد" والرأسمالي الخليجي، والتركي، والأوروبي الشرقي (المافياوي)، والروسي. بمعنى أن "الطبقة الجديدة" التي تأسست انطلاقاً من نهب الدولة والقطاع العام هي التي كيفت الاقتصاد المحلي وفق "الطابع العام" للشكل الطرفي للرأسمالية المسيطرة عالمياً.
هذا يفرض تفسير الخلاف مع أميركا، وأوروبا، لكن لا يلغي بأن الطبقة المسيطرة هي ريعية مافياوية مترابطة مع الرأسمال الإمبريالي (حتى وإن كان الخليجي أو الروسي أو التركي). بمعنى أن الخلاف السياسي مع أميركا لا ينفي بأن الطبقة المسيطرة هي كذلك، وأنها كيفت الاقتصاد وفق "الطابع العالمي" للإمبريالية الراهنة. وانطلاقاً من ذلك يقيمون "تحالفاتهم" وعلاقاتهم، ويتمسكون بـ "المقاومة"، ويسمّون ممانعة. الخلاف ليس طبقياً، ولا اقتصادياً، بل سياسي، حيث كانت الإستراتيجية الأميركية بعد سبتمبر 2001 لا تستوعب استمرار هؤلاء في السلطة من خلال السعي لتأسيس نظم طوائفية. إذن، لقد حققت الطبقة الرأسمالية المسيطرة التكوين الاقتصادي الذي يتكيف مع الاندماج بالإمبريالية، لكن المطالب السياسية الإمبريالية كانت تمنع التفاهم، وتدفع للضغط لتحقيق تغيير في سورية، ثم –بعد نجاح أوباما – محاولة التفاهم من جديد. لكن ربما كان تشابك العلاقات الجديدة، مع إيران والروس وتركيا، يؤخر في التفاهم. وهنا نشير إلى أن هذا التناقض مع الإمبريالية هو تناقض ثانوي ما دام يقوم على أرضية الطابع الرأسمالي الطرفي. ولقد دخل في إطار التناقض بين الإمبرياليات (الأميركية/ الأوروبية، والروسية الصينية). وكذلك في إطار الصراع الإقليمي.
في هذا الوضع لا يكون الخلاف أساسي بل نتاج تفارق جزئي في ترتيب المصالح. في وضع بات الاقتصاد المحلي رأسمالياً محلقاً، ومتكيفاً مع الطابع العام للإمبريالية. وهو الأمر الذي فرض حدوث الانفجار الاجتماعي.
بالتالي لا يجب أن يجري النظر إلى الانتفاضة من منظور الموقف السياسي القائم بل انطلاقاً من طبيعة الصراع الطبقي بالتحديد، وفهم طبيعة الخلاف مع الطغم الإمبريالية وحدودها لكي لا تصبح هي المقياس للموقف من الانتفاضة. خصوصاً في التحليل المنهجي، حيث يصبح الموقف السياسي هو الموجه للتحليل بدل أن يكون تحليل الواقع، كما هو، هو الأساس البدئي لكل موقف.
اليسار الرائج ينطلق من السياسي، وهذا هو أساس سوء فهمه للواقع منذ زمن بعيد. وهو لا يستطيع التمييز بين المصلحة الطبقية والخطاب الذي تنتجه الطبقة المسيطرة، فيجعل الخطاب بديلاً عن المصلحة، حيث يكون الخطاب أحياناً كثيرة هو للتمويه على المصلحة وليس لإظهارها. وهذا أساس سوء الموقف من الانتفاضة السورية.
ما يمكن قوله هنا هو أن الانتفاضة هي في جوهرها انتفاضة الطبقات الشعبية التي باتت عاجزة عن الاستمرار في الوضع الذي آلت إليه. والتي تهدف إلى إسقاط النظام من أجل تحقيق مطالبها المتعلقة بوضعها المعيشي والحياتي، وبالظروف السياسية التي تسمح بذلك. لكنها لا تجد الأحزاب التي تعبّر عنها بعد أن فجّرت انتفاضة عفوية. وانحكمت لوعيها "التقليدي"، ولهذا كانت شعاراتها هي نتاج ذلك. وهنا نلمس غياب القوى الماركسية تماماً، رغم مشاركة ماركسيين كثر.
لهذا يطرح السؤال حول كيف يتبلور موقف ماركسي واضح منها؟ وكيف يتجمع الماركسيين المشاركين في الانتفاضة لكي يشكلوا قوة حقيقية أولاً، ولكي يؤثروا في شعارات وسياق الانتفاضة بما يجعلها واضحة الأهداف (إضافة إلى إسقاط النظام)، ويطوّر من فاعليتها بعد أن أصبح دور العنصر الواعي مهماً في انتصارها؟

نص الحوار الذي جرى بين الاستاذ سلامة كيلة و الرفاق في مجموعة يساري :
عديد نصار :
مسا الخير رفيق سلامة
مسا الخير رفيقات و رفاق أعضاء المجموعة
دعوني بداية أرحّب بالرفيق سلامة الذي لا يبخل بكل دقيقة من عمره في مزيد من العطاء و تقديم الرؤى العلمية المرتكزة على المنهج المادي الجدلي التى تصب في كل مرة في مصلحة الثورة و التغيير الذي يستهدف مصلحة الشعوب و سيطرتها على مقدراتها و حاضرها و مستقبلها بعيدا عن كل هيمنة أو وصاية أو استلاب،
و أشكره لانضمامه إلينا في هذه الأمسية في جلسة حوارية نتوخى منها مزيدا من الفائدة كي يأتي عملنا النضالي منسجما مع توجهنا و مع متطلبات الواقع الذي نحيا ، و بالأخص في ظل مرحلة تشهد ما لم نشهده على مدى عقود من حراك اجتماعي ثوري ينطلق من القاع متجاوزا كل القوى السياسية التقليدية التي تمتهن و تتعيش بالعمل السياسي.
كما أرجو من الرفيقات و الرفاق الذين يودون طرح أسئلتهم أن يتنبهوا إلى ضرورة مراعاة الدور و عدم مراكمة الأسئلة و المداخلات كي يتسنى للرفيق سلامة الرد على جميع تساؤلاتكم.
نشكر تعاونكم و لنبدأ بطرح الأسئلة و المداخلات
و إلى حوار مثمر
أسماء احمد غيفارا :
البورجوازية الوضيعة التي تحكم عالم اليوم ستقاتل ظفراً وناباً لتحتفظ بالعالم ساكناً تحت سيطرتها مما يمكنها من افتراس البروليتاريا، المنتج الوحيد للثروة، بصورة وحشية وامتصاص دمائها حتى الرمق الأخير"
ماذا سيكون بعد ذلك؟ نهايه التاريخ!!؟ ام انه يوجد امل بتنظيم مقاومه البروليتارياعلى نحو ما، و من سيقوم بذلك؟ كيف لهم ان يقوموا بذلك في ظل غياب حزب يوحد نشاطهم في اي من الدول التي ما زال بها كم معقول من الكادحين؟و كيف لنا السعي نحو انشاء احزاب كهذه؟
سلامة كيلة :
أهلا أسماء تحياتي ، البرجوازية سوف تقاتل من أجل الحفاظ على سيطرتها بالتأكيد، لكن مصالحها تدفعها الى أن تدفع العمال الى الثورة، حيث تزيد النهب وهو ما نلاحظه بعد سنة 2008 وانفجار الأزمة المالية، التي أظهرت بأن الطبقة الرأسمالية مأزومة، وأن الدول الرأسمالية معرضة لانهيار نتيجة حملها البرجوازية ومراكمة الديون، الأمر الذي دفعها لنهب المجتمع. لهذا لابد من بلورة الحزب الذي يعبر عن العمال والفلاحين الفقراء لتطوير صراع طبقي بدأ بالفعل في الأطراف وفي المراكز. التاريخ لن ينتهي ولا ينتهي فهو في صيرورة، والوضع الذي كان يمنع تبلوره قد انتهى بفعل أزمة الرأسمالية.
محمد عبد المقصود:
كيف يكون الحل الأمثل للموقف السورى ؟ وماهو السبيل لنجاح الأنتفاضة السورية ؟ فى ظل عدم توحد المعارضة
سلامة كيلة :
على كل بالنسبة لتوحيد المعارضة لا أظن أن ذلك ممكنا نتيجة اختلاف تاريخي، وتكلس مزمن. وأصبح البعض يعتبر أنه الممثل الوحيد (المجلس الوطني) ويعتبر أن الطرف الآخر ليس معارضة. على كل لكل طرف سياسة مختلفة الآن عن الآخر، المجلس يدفع نحو تدخل خارجي وهو يعتقد (خصوصا الإخوان) أن لا امكانية لوصولهم للسلطة إلا بهذا التدخل. والهيئة ترفض ذلك وتنتظر ما يجعل السلطة تقبل الحوار أو أن يفرض عليها الحوار.
تامر علي :
الحقيقة رغم ان حزب البعث العربي الاشتراكي في سوريا يتشدق بالاشتراكية الاانه بعيد عنها وذلك نتيجة تمركز الثروة في يد فئة واحدة فقط وتهميش بقية الفئات والطبقات...ولكن لابد علينا ادراك ان المعارضة السورية ليست بالملائكة التي هبطت علينا من السماءفهي ترتبط ببعض المصالح الغربية في المنطقة التي لاتريد الخير لامتنا بل تريد مصلحة اسرائيل....ان سقوط نظام الاسد في هذه اللحظة ...يعني ببساطة سقوط مشروع المقاومة اللبنانية التي تعتبر الخط المقاوم الوحيد الذي استطاع اذلال الكيان الصهيوني بل وتهديده
سلامة كيلة :
بالنسبة لسقوط المشروع المقاوم، يعني المسألة ليست كذلك فهو متعثر الآن نتيجة تحول حزب الله الى الدفاع، والغرق في الصراعات اللبنانية. ثم أن النهوض العربي سوف يقود الى مقاومة أعمق وأوسع
غيفارا جويل :
رفيق شو رأيك بالجبهة الشعبية للتحرير والتغير في سوريا ؟
سلامة كيلة :
بالنسبة للجبهة الشعبية للتغيير فصيل لم يكن معارضاً بالأحزاب المؤسسة له ويلعب دور وسط لكن أقرب الى السلطة
اياد كريم :
دأت تلوح في الافق افكار المتطرفين الاسلاميين الداعين الى اعلان حالة الجهاد و بذلك تحويل الحراك بشكل كبير نحو السلاح ؟
سلامة كيلة :
الانتفاضة لا تميل الى الاسلامية ، بل هي عفوية وتنحكم لوعي الفئات الشعبية ذات الطابع الاسلامي، ولكنها في جوهرها تتصارع السلطة من منظور سياسي وتطرح مطالب اقتصادية وسياسية.
بالنسبة للأفق سوف يستمر الصراع وفق ما هو ظاهر من قوة الطكبقات الشعبية، الى أن تضعف السلطة وتتفكك، الأمر الذي يمكن أن يفتح على حل مرحلي بتغيير في السلطة وتأسيس مرحلة انتقالية باشراك اطراف في المعارضة.
ونتيجة الطابع العفوي للانتفاضة لا بد من تعزيز دور اليساريين المشاركين في الانتفاضة من خلال توحيد نشاطهم، وشغلهم على توضيح مطالب الطبقات الشعبية والتأثير في الشاعارت لكي تناسب هذه المطالب، ولكبح كل من العسكرة او الدعوة للتدخل الإمبريالي .
تامر علي :
رفيق سلامة ايه رايك بيسار امريكا اللاتينية....اللي وصل للحكم هل يمثل راسمالية الدولة ام يعتبر اشتراكيا ممثلا لاقصى اليسار؟
سلامة كيلة :
بالنسبة ليسار أميركا اللاتينية يبدو أنه شعبوي أكثر منه ماركسي رغم قول البعض من هؤلاء بأنهم ماركسيون (شافيز)، وواضح أنه لم يطرح أكثر من إنصاف السكان الأصليين.
بالنسبة للتخوف من الإسلاميين لا أظن بأن سورية هي مثل مصر أو تونس، فكما أشرت يعرف الإسلاميون أنهم لن يصلوا الى السلطة إلا عبر تدخل خارجي، ولهذا يصرون عكن الأهم هو أن الانتفاضة العفوية تفرض دوراً لليسار لكن لا بد من أن يتجمع أولا لكي يطرح مطالب الناس المغيبة عن سياسات المعارضة
حسن خالد شاتيلا :
الرفيق سلامة الثورة اليوم تقف أمام معضلة الانتقال من الثورة السلمية إلى الثورة المسلحة قبل أن تتوفر الظروف السياسية لمثل هذا الانتقال، ومن هذه المعضلة أن الجيش الحر يسرق الثورة ومعهه الأخوان والمجلس والطابور الخامس، الأمر الذي يلزم الثورة الاستعداد لبناء جيش شعبي ومراقبة الجيش الحر عن كثب الذي يملآ الساحة بسبب ضعف السياسي والسياسة في الثورة.
سلامة كيلة :
أهلا رفيق حسان تحياتي، لا أرى بأن الجيش الحر يسرق الثورة، لأنه ليس كتلة واحدة ذات قيادة موحدة، وهو يخضع في كثير من المدن لسياسة الانتفاضة في هذه المدن. لا شك يجب أن يتحدد أننا لسنا بحاجة الى جيش موحد، بل مقاتلين يدعمون الحراك الشعبي. وأن الانتفاضة الشعبية هي الأساس في تحقيق الانتصار.
تامر علي :
ماتعليقك يارفيق سلامة على وقوف شافيز مع انظمة قمعية مثل النظام السوري رغم تاكيده الدفاع عن الشعوب المظلومة والمقهورة مثل الشعب الفلسطيني،هل تحول نظامه الى نظام ديكتاتوري؟
سلامة كيلة :
موقف شافيز نابع من فهم يساري للصراع العالمي، هو فهم شكلي ينطلق من الإمبريالية كسياسة، ويرى المختلف معها أو المتوافق معها، دون أن يلمس أسباب الاختلاف أو التوافق، وهل الاختلاف عميق، طبقي، أو مرحلي وشكلي؟
تامر علي :
اذن يارفيق سلامة شافيز ليس يساري وبالتالي نظامه يتجه نحو الديكتاتورية
سلامة كيلة :
لا أريد أن اقول بأن شافيز ليس يساري، هو يساري لكن ربما ليس ماركسيا. لهذا قلت أنه شعبوي ربما يعبر عن مطالب السكان الأصليين أكثر مما يعبر عن مشروع طبقي مثل النظم القومية عندنا التي عبرت عن مشروع الريف .
محمد عبد المقصود :
كيف يتحد هذا اليسار فى ظل ... التغيب العربى و الاعلامى عن سوريا ؟
سلامة كيلة :
لا شك في أن التعتيم الاعلامي يضر، بل أن السيطرة الاعلامية للاسلاميين تشكل مشكلة حقيقية لأنها تخدم السلطة في التخويف الذي تمارسه من البعبع الاسلامي. لكن لا بد من تواصل مباشر من قبل اليسار مع الناس لتوضيح السياسات الضرورية لانتصار الانتفاضة وللطريق الذي يجب أن تسلكه .

حسان خالد شاتيلا :

أنا اقترح أن يحل الجيش الحر نفسه ويتحول إلى جيش شعبي مفتوح أمام الشعب الذي يريد أن يحمل السلاح شرط أن يكون الجيش تحت قيادة مدنية لا سيما وأن العقيد رياض كان وما يزال يطالب بالتدخل الخارجي وهو سيدفع بسورية إلى التدخل الخارجي عبر الحديث ما بين العسكر والعسكر ،العسكر السوريين وعسكر الحلف الأطلسي.

سلامة كيلة :
الرفيق حسان، هذا موضوع مهم، حيث لا بد من أن يتحدد بأن مهمة الجنود الذين ينشقون عن الجيش هي حماية التظاهرات وحماية أنفسهم فقط. ولا حاجة لتشكيل جيش لأن ذلك يضر في أكثر من مجال منها بأن الانشقاق من الجيش سيكون أقل نتيجة تحول الصراع من صراع شعب ضد سلطة الى صراع جيش ضد جيش. لهذا لا بد من كشف السياسات التي تريد تشكيل الجيش الحر وبلورة قيادة له في الخارج. فهذا يأتي في سياق الدعوة للتدخل الخارجي.

حسان خالد شاتيلا :

لا ثقة بهذا الجيش الذي يطالب بالتدخل الخارجي ويعزز من هذا المطلب في صفوف المدنيين الثوريين. الشرفاء من الجيش الكلاسيكي إذا ما انشقوا عن جيش السلطة سينضوون تحت قيادة الجيش الشعبي. أخطر ما يهدد الثورة اليوم في ضوء التغييرات الأخيرة أن تصبح الثورة بين أيدي جيش العقيد رياض.

سلامة كيلة :

الرفيق حسان ربما ترى بأن مسألة الجيش الحر هي الأولوية، لكن هذه المسألة يمكن لنا أن نحدد موقفا منها، وهو ما أشرت إليه، وأن نعمل على الأرض من أجل توضيحه للناس، ولكن هذا جزء من مشكلة أكبر تعيشها الانتفاضة، نتيجة غياب اليسار. بالتالي لا بد من أن يتفعل اليسار لكي يواجه الميل نحو العسكرة، والتركيز عن دور مساعد للانتفاضة من قبل الجنود المنشقين. أما مسألة الجيش الشعبي فهي أمر غير مطروح كما أظنن لأن المطلوب هو عدم العسكرة، واستخدام السلاح حين الضرورة فقط. وهذا يقتضي محاولة توحيد الأطياف السياسية الموجودة على الأرض لكي تصبح هي محدد الأدوار وليس المجلس الوطني أو الإخوان.

ماهر الحج حسن :

ما رأيك بقناة اليسارية ؟

سلامة كيلة :

بعدها ما بدأت لكي تقيم بشكل صحيح، لكن يمكن أن أقيس على الجهات التي أطلقتها، فأقول بأنها ستكون "يسيارية تقليدية" وضعيفة تقنيا، ولا تقدم يسارا حقيقيا . ولا أظن بأنه يمكن أن تتجه بوليفيا الى الدكتاتورية نتيجة التشكيل المجتمعي هناك الذي فرض مستوى من المدنية ربما لا يسمح بدكتاتورية الآن

غلوري ريبال :

ما رأيك رفيق سلامة بنظريات المؤامرة و اتهام الامبريالية و الماسونية أنها وراء الحراك الثوري العربي!!!

سلامة كيلة :

بالنسبة لنظرية المؤامرة كما أشار إليها غلوري، ربما كان ما كتبت في الورقة يحاول الرد على هذه الفكرة، حيث أن الإمبريالية لا شك تعمل دائماً على تحقيق مصالحها وهزيمة كل من لا يحقق لها ذلك. لكن الذي يتابع الوضع الدولي الآن يلمس كم أن الإمبريالية مازومة وباتت في وضع انكفائي كما ظهر بالنسبة لأميركا، وأزمة دول أوروبا. وأصلا الانتفاضات العربية بدأت في لحظة تزعزع السيطرة الإمبريالية. لا شك ستحاول اميركا الاستقادة لكن بالتأكيد ليست هي التي دفعت لنشوب الانتفاضات، حتى في سورية وليبيا، رغم محاولتها الالتفاف عليها لمنع انهيار سريع لسيطرتها. وهذا سيفشل كذلك.

حسين درويش :

ان الثوره في التحليل الاخير هي من صنع الجماهير ولذلك فهي ليست حلما رومانسيا نتعلق به بل هي عمل دؤوب ومتواصل نقوم به لكي نحققها.....من كتاب نقد الحزب للرفيق سلامه.......ماذا فعل الماركسيين لكي يستعدو لهذا اليوم ؟؟.....اين هم اليوم من الثوره السوريه؟؟...اين اليسار العربي من الثوره السوريه؟؟.....تحليل رائع للرفيق سلامه خاصه الموضوع الاقتصادي .....واطلب من الرفيق ان يعري اليسار التحريفي الذي سيكون سببا بمواقفه المتخاذله والبائسه في صعود الاسلاميين.

سلامة كيلة :

الرفيق حسين يسأل هل استعد اليسار، أقول أنه لم يستعد وأكثر من ذلك لم يكن يتلمس الوضع ولا كان يتوقع الانفجار الكبير هذا. ولقد تكلس في تكوين نخبوي صار يميل الى التقليل من فاعلية الطبقات الشعبية ويقرعها. ورغم محاولات بلورة بدائل إلا أن الظروف لم تسمح بذلك، ربما نتيجة قصور الذين حاولوا، لكن كان يلمس بأن الشباب الذي يجب أن يحمل المشروع الجديد لم يكن مبالياً حينها. وهو الآن في خضم الصراع فهل نعمل على بلورة يسار حقيقي؟ هذا ما يجب أن نركز عليه اليوم ونجعله أولوية نشاطنا.
أما عن موقف اليسار من الانتفاضة السورية، فليس كل اليسار ضد الانتفاضة بل ربما هناك نخب يسارية في الأردن ولبنان هي كذلك لكن موقف اليسار في مصر والمغرب العربي وبعض اليسار في العراق هو مع الانتفاضة. ولقد حاولت تناول الأساس المنهجي الذي جعل هذا اليسار الذي يقف ضد الانتفاضة هو كذلك في أكثر من مقال، ومنها المنطق الشكلي.

تامر علي :

مامستقبل اليسار العربي في ظل المتغيرات الدولية واهمها الازمة المالية العالمية والربيع العربي الذي بدات للاسف تجني ثماره التيارات الدينية؟

سلامة كيلة :

الرفيق تامر يشير الى مستقبل اليسار العربي، لا بد من القول بأن اليسار الذي تشكل في الماضي مات، ولا يجب المراهنة عليه، فقد تكلس نظريا وسياسيا، وانعزل شعبياً وهرم. لكن الانتفاضات سوف تفتح بابا عريضا لتسييس أعداد هائلة من الشباب الذي سوف تفرض مطالبه "الاقتصادية" عليه أن يسير نحو اليسار. والسؤال هل نستطيع أن نؤسس لأن يتحول الى حزب حقيقي لليسار الثوري؟ هذه هي المراهنة اليوم.
حاولت الإشارة الى مستقبل اليسار، لكن أضيف بأن الأزمة المالية الإمبريالية أوضحت كم أن الإمبريالية مأزومة، وأن أزمتها سوف تفتح أفق الصراع الطبقي على الصعيد العالمي. والانتفاضات العربية جاءت في هذا المساق. لهذا لا بد من التفكير الجدي في بناء أحزاب ماركسية جديدة تترابط مع العمال والفلاحين الفقراء، وتؤسس لرؤية جديدة تنطلق من فهم الواقع، لكي يصبح هناك مستقبل مشرق للطبقات الشعبية. طبعا هذا موضوع كبير ويحتاج الى البحث أوفى.


علي زين :

ذكرت رفيق سلامة في مقالتك الاخيرة في جريدة الاخبار :أنه لا بد من فترة انتقالية متمثلة بحكومة انتقالية هدفها خلق واقع سياسي جديد يعبّر عن الطبقات الشعبية التي انتفضت .
مع صوابية هذا الحل و لكنه تمنّي بعيد عن واقع الجماهير التي انتفضت , فنتيجة غياب الوعي السياسي كما قلت بسبب القمع و أضف إلى ذلك ضعف اليسار , نتيجة هذا لا تستطيع الجماهير المنتفضة تحليل البنية الاقتصادية لهذا النظام هذا ما يدفعها في لحظة ثورتها للتوجه للعدو الظاهر لها المتمثل برأس النظام و القمع السياسي من هنا ينشأ عدم قدرتها على صوغ مطالبها الاقتصادية ببرنامج اقتصادي سياسي , كما لا تستطيع الجماهير معرفة قوى الانتفاضة الجذرية من تلك الانتهازية.
لذا لا بد لهذه الجماهير ان تصطدم مباشرة بعدوها كي تستطيع معرفته و من ثم إسقاطه , ونتيجة للوضع ولموازين القوى سينشا بعد سقوط النظام انظمة على شاكلة الانظمة في كل من تونس و مصر , ونتيجة لكون هذه الانطمة و القوى السياسية الاسلامية لا تختلف بالنهج الاقتصادي عن سابقها إلا ببعض التلوينات الايديولوجية فستقع في فخ غضب الشعوب الذي أسقطت أعتى الطغاة و لن يستكين إلا عند تحصيل حقوقه .

سلامة كيلة :

الرفيق علي زين، حينما طرحت أسس المرحلة الانتقالية فللتوضيح للطبقات الشعبية بأن إسقاط النظام يعني مرحلة انتقالية بهذه السمات التي أشرت إليها لكي ينجح إسقاط النظام، بما هو نظزام اقتصادي سياسي. اعرف بأن الأمور تسير نحو الشكل المصري التونسي ولقد كتبت في ذلك، وربما نتيجة معرفتي هذه وجدت بأنه من الضروري أن تعرف الطبقات الشعبية ما هو المطلوب في المرحلة الانتقالية.

علي زين :

نعم رفيق سلامة قرأتهم , ولكن من يوصل هذه الافكار للفقراء من لا يملكون ثمن جريدة او لا يتوفّر لديهم الانترنت ؟
لا بد لليساريين تكوين خطّهم السياسي المتميّز عن باقي قوى الصراع إن كانت موالية او كانت معارضة –مع إبقاء هامش الالتقاء المرحلي من أجل إسقاط رأس النظام –هذا الخط الذي يخوض الحرب على جبهتين جبهة القمع السلطوي و كشف ادعاءاته الكاذبة حول عدة مواضيع أبرزها الممانعة المزيفة و المؤامرة الخارجية و استحالة الاصلاح ،و الجبهة الاخرى هي جبهة القوى التي لا مصلحة لها باستكمال الثورة " ماركسيا " حتى النهاية وذلك عبر كشف طبيعتها الطبقية وأهدافها السياسية أضف إلى ذلك وجب محاربة خطابها الطائفي والداعي لعسكرة الثورة و التدخل الخارجي . إذن علينا خوض صراع عنيف لا يمكننا السير به إلا عبر تشكيل اوسع إطار يساري سوري منبثق من بين الاحياء الفقيرة و ملتحم مع الكوادر المثقفة تمهيدا لولادة البديل الثوري من رحم الانتفاضة كي يكمل الولادة الثورية ويدفع الانتفاضة تقدميّا , من هنا لا بد أيضا من محاربة النخبوية اليسارية المتنسّكة البعيدة عن الشعب والدفع بكوادر اليساريين صوب التنسيقيات و الاحزمة الاكثر بؤسا و لا بد من خطاب شعبي بعيد عن تعابير تراثيّة لا يعيها الشعب .

سلامة كيلة :

الرفيق علي زين، ما دام ليس هناك حزب شعبي تظل إمكانية ايصال الأفكار للطبقات الشعبية محدودة بالتأكيد، لكن بالقدر الذي نستطيعه سنحاول. ولأن الوضع كذلك تسير الأمور في سياق موضوعي تأثيرنا ضعيف فيه. أيضاً لا بد من بلورة رؤية عميقة منطلقة من الواقع، والعمل على تشكيل إطار يوحد اليسار المشارك في الانتفاضة، وهذا ما تبذل جهود من أجله.

صبري عكروش :

بعض النخب اليسارية الاردنية واقفة مع النظام السوري القمعي والدكتوري بحكم مصالح ؟؟؟؟ منها مادية

سلامة كيلة :

الرفيق صبري لا شك في أن النخب اليسارية الأردنية تكشفت عن سطحية عالية. فالتخوف من دور إمبريالي أمر مبرر، والخوف على المقاومة أمر مبرر كذلك، لكن لا بد من الخوف على الشعب، وليس لوي عنق الواقع من أجل التبرير لنظام مافياوي دموي. بغض النظر عن كل مواقفه، ومن يحكم فيه (حتى لو كان لينين).

أسماء أحمد جيفارا :

أستاذ سلامه فى رأيك ما هو الطريق المناسب اليوم لليسار هل ..هو ...الطريق البرلمانى ام الطريق الثورى ؟؟؟

سلامة كيلة :

الرفيقة أسماء، لا أظن أن الطريق البرلماني ممكن، فالمسألة تتعلق بتكوين الواقع والصراعات فيه. والطريق البرلماني مرتبط باستقرار الوضع الطبقي وليس بتفاقم الصراع الطبقي كما في بلداننا. لهذا أرى بأن طريق الانتفاضة هو الطريق الوحيد الممكن عندنا، وهذا ما أشرت إليه منذ زمن قبل الانتفاضات العربية.

غلوري ريبال :

ما رأيك رفيق سلامة بعدم وجود قيادات كاريزمية للمعارضة السورية التي من المفترض أن تقود الثورة و توجهها و تحمي مكتسباتها!! بعبارة أخرى أن تكون فاعل و ليس مفعول بها.. تتقدم على الشارع لا العكس!!

سلامة كيلة :

الرفيق غلوري المعارضة ميتة منذ زمن، ولقد تحولت الى نخب تريد الديمقراطية، هذه الديمقراطية التي لا تعرفها هي ولا تمارسها، فقط تريد متنفس يسمح لها بالحركة الهادئة. المستقبل هو الذي يجب أن يفرز قيادات جديدة من الشباب الذي انخرط في الصراع اليوم.


حازم عثمان :

رفيق سلامة ما هو برأيك مدى تأثير اليسار الثوري في سوريا على مسار الثورة حاليا، وخلال المرحلة القريبة القادمة؟ سؤال آخر: اليس من الضروري الشروع في تأسيس حزب لليسار الثوري من رحم الانتفاضة، ولو طالت عملية تأسيسه نتيجة الأوضاع والظروف وتسارع الأحداث، فالمرحلة الانتقالية تفرض وجود صوت حزب لليسار الثوري في الميدان السياسي
سلامة كيلة :
الرفيق حازم إن تأثير اليسار الثوري في الانتفاضة ضعيف، ليس نتيجة قلة العدد فهناك مئات اليساريين المشاركين منذ البداية، لكن لأن كل منهم ينشط وحده وفي منطقته، ولأنه رغم انخراطهم في الانتفاضة لا يحمل كثير منهم وعيا عميقاً يؤهله لأن يؤثر بشكل كبير، ولا يملك رؤية لدوره غير مشاركة الناس. أما حول تأسيس حزب لليسار الثوري فهذا أمر كان مطروحاً قبل الانتفاضة وهو مطروح فيها، لكن الأولويات التي تفرض الممارسة لا تجعل من إمكانية سريعة لبلورة حزب، فهذه البلورة تحتاج الى زمن من النقاش النظري والسياسي لكي يكون واضحا ما هي طبيعة الحزب وأسس تشكله وبرنامجه، وفاعليته العملية. وزمن الانتفاضة يفرض التنسيق بين اليساريين في تطوير فاعلية يسارية تؤثر في مسار الانتفاضة. ربما هذه الممارسة المشتركة، والحوار الذي يتخللها، والثقة التي تنشأ، تقود الى نشوء نواة حزب حقيقي.
حسين درويش :
برايي الشخصي المتواضع ....فليسقط النظام الان .....وليفتح الصراع على اوسع ابوابه .....والضروره الاجتماعيه والجدل الذي سوف يحتدم هو من سيفرز ويخلق القيادات والشكل التنظيمي الانسب......هل توافقني رفيق سلامه؟؟؟
سلامة كيلة :
الرفيق حسين، بعد سقوط النظام كما الآن سيبقى هناك من يمنع التفاعل الحقيقي كما نلاحظ في مصر وتونس. لكن ربما يسمح بعض الانفراج الديمقراطية بإمكانية أعلى للحوار والنقاش وبلورة الرؤى، هذا صحيح.
محمد عليان :
رفيق سلامة .في ظل حملة التشويه الشرسه التي تشن على كل يساري حر منحاز لثورة الشعب العربي السوري ..هل تعتقد أنه من الأجدى تشكيل تيارات و حركات و أطر يساريه ثوريه مستقله تقطع تماما مع هذه الاحزاب المنحازة للانظمه و الخارجه عن كل ما هو منطقي و مبدئي و انساني ؟؟
او بماذا تنصحنا بهذه الفتره التي تناقضت فيها الاحزاب اليساريه مع نبض الشارع تناقض تام و مطلق ؟؟؟
سلامة كيلة :
الرفيق محمد عليان، لا شك في أنه من الأساس لا بد من تشكيل بنى جديدة، حيث هرمت الأحزاب وتكلست. وأتت الانتفاضات لكي تجعل هذه مهمة أساسية، لأن تفاقم الصراع الطبقي يفرض الارتباط به بوعي ماركسي جديد ورؤية تعبر عن المفقرين
عديد نصار :
رفيق سلامة ، كيف تنظر إلى تفاعل الانتفاضة في سورية مع باقي الثورات في الوطن العربي حتى الآن ؟ و ما هو تأثير تطور الثورات في الوطن العربي ، خاصة في مصر ، على تطور الانتفاضة في سورية و سيرورتها الثورية؟
سلامة كيلة :
الرفيق عديد، من المؤكد بأن هناك تفاعل بين الثورات العربية، وأن التطور في بلد يؤثر على البلدان الأخرى. ولا شك في أن نتائج الانتخابات في تونس ومصر قد أثرت سلبا في سورية لأنها أشارت الى أن البديل هو الإسلاميين مثلاً. لهذا فإن تفاعل القوى الماركسية العربية أمر ضروري لتفكيك التخوفات ولتأسيس فعل مشترك.
محمد عليان :
رفيق سلامة : كيف نرد على من يبرر موقفه الداعم للنظام بالفزاعه الامبرياليه والشرق الوسط الجديد و اعادة الاستعمار ؟؟ والطامه الكبرى بأن من يدافع عن النظام يتستر وراء رموز خالده مثل الحكيم و اليماني ..فيصبح من يعارضهم كأنه يعارض نهج هذه الرموز ..كيف نحل هذه الاشكاليه معهم ؟؟؟؟؟
سلامة كيلة :
الرفيق محمد عليان، ربما كان جوهر الورقة التي بدأ الحوار بها يتناول هذا الموضوع، ولقد قصدت الكتابة فيه لأن هناك فهم سطحي لما يجري. بالتالي السؤال هل النظام معاد للإمبريالية؟ ولقد أسست لفهم التكوين الاقتصادي الذي أقامه. ثم هل كل اختلاف مع الإ...مبريالية يجعل المختلف ثورياً ويساريا؟ أظن لا فالقوى "التقليدية" تصارع من موقعها وهي رجعية. وبالتالي لا بد لماركسي من أن يبدأ من الاقتصادي للطبقي ليصل الى السياسي والى لمس الاختلافات أو التناقضات السياسية. وبالأساس لا بد من أن يحدد الإنسان موقعه، هل هو مع الشعب ومنه أو هو نخبة مميزة تستطيع أن تفكر وحدها وتحلل وحدها وتلعب دور المراقب أو الحكم؟
حسين درويش :
ارجو من الرفيق سلامه ان يوضح اكثر عن دور العنصر الواعي كشرط لانتصارها....

سلامة كيلة :
الرفيق حسين، العنصر الواعي هو الحزب الذي يفهم الواقع ويطرح السياسات والتكتيك الضروري لتطوير حركته. إذن يبدأ بوعي الماركسية من أجل وعي الواقع، ووعي ما يجب أن يطرحه في الصراع القائم لتطوير نشاط الانتفاضة.
أمل شان :
اعتقد هزيمة اليسار ... عالميا وليس فقط في دولنا ... اولا بسبب سقوط الاتحاد السوفيتي .. وثانيا ابتعاده عن المطالب الشعبية .. وافتقاره لتحليل الواقع وسعي القيادة فقط لمكاسب شخصية وبقائه زيل للسلطات ينتظر فتاتها .... ولم يخلق مدارس لتطوير اي ف...كر غير فكر التبعية ..... شو نقول لنقول ... اعتقد كلنا نعرف ... ويمكن ان نعبي صفحات لا نهائية عن السلبيات .... كلها .. الان تنعكس في الارض ان اليسار غير موجود ... نحن موجودين كاشخاص ا فراد وليس كتلة أو مجموعة ممكن ان تؤثر
سلامة كيلة :
الرفيقة أمل لا شك في أن انهيار السوفيت أثّر، وفرض عالمية الهزيمة لليسار. لكن اليسار عندنا كان مهزوما منذ زمن طويل قبل ذلك، أي منذ أن اتبع المنطق الذي يقول بدور البرجوازية وقيادة البرجوازية. لهذا داهمته الانقلابات العسكرية وهو يرفض التفكير في استلام السلطة، وحققت أكثر مما كان يطرح مما جعله يلتحق بها، ثم بدأ في التفكك والتلاشي. وأتى انهيار السوفيت ليكمل الصورة.
مشارك مجهول :
الرفيق سلامة كيلة شكراً لهذا التحليل ولكن عندي سؤال بسيط إلى مدى (رقميا) أدى هروب فائض القيمة إلى الخارج في تفجر الوضع الإقتصادي في سورية وهل يفرض النقد الدولي الإستثمار الخارجي ؟ هل تعتقدون أن النظام كان لا يملك قرار سياسي في تحول إلى إقتصاد ريعي لأنه كان يوظف الأموال التى سرقها في الخارج ؟
سلامة كيلة :
الرفيق ،، هروب الفائض هو نتاج السيطرة الرأسمالية العالمية على الاقتصاد، والذي يتحقق من خلال التوظيف المربح في البنوك والتجارة، وايضا من خلال الاستيراد بدل الانتاج. أما حول التحول الى اقتصاد ريعي فهو نتيجة مصالح الفئات التي نهبت الدولة خلال العقود الماضية، والتي بدأت في الاستثمار في القطاعات المربحة في إطار اقتصاد مفتوح. فقد أصبحت السياحة والعقارات والخدمات أكثر ربحية وأضمن.
عديد نصار :
نشكر للرفاق مساهمتهم .. نشكر للرفيق سلامة كيلة وجوده معنا في هذا اللقاء المطول .. على أمل مزيد من العطاء و معا على طريق الثورة و التغيير ..



#عديد_نصار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحزب الذي يصنع المناضل المثال!
- مجموعة - يساري - ندوة حول تطورات الثورة المصرية
- المفتون
- ملاحظتان في حدث
- في الذكرى ال75 لانطلاقة الحزب الشيوعي العراقي، كيف نستعيد حز ...
- محاولة للرد على رد على تعقيب السيد علي الأسدي - ماذا تبقى من ...
- - الدولة الحديثة - في القراءة المادية
- البرجوازية الوضيعة ( الصغيرة )، القاعدة العريضة للنظام الطائ ...
- ظلّي اضحكي!
- بعض المصطلحات التي يروج لها النظام الرأسمالي المتهالك و ضرور ...
- من أجل برنامج سياسي ثوري للحزب الشيوعي اللبناني
- رايات جمول
- وحدة الشيوعيين لقيادة المرحلة مسؤولية تاريخية
- الحوار المتمدن واحة مفتوحة!
- الأخ عامر العبيدي .. دعني أجلد المصريين ايضا و ايضا و لكنْ ل ...
- الحذاء المدمى
- الحذاء المدمّى
- أشواق
- ال-لايزال-
- حبيبتي مدينة..


المزيد.....




- روسيا تدرج الرئيس الأوكراني في -قائمة المطلوبين-
- -واشنطن بوست- توجز دلالات رسالة روسيا لداعمي كييف بإقامة معر ...
- -كتائب الأقصى- تقصف تجمعا للقوات الإسرائيلية في محور نتساريم ...
- -حتى لو أطبقت السماء على الأرض-.. قيادي حوثي يعرض استضافة صن ...
- مستشار الأمن القومي الإسرائيلي: كنا قريبين من القضاء على يحي ...
- مقترح لهدنة بغزة.. حماس تفاوض وإسرائيل تستعد لاجتياح رفح
- نائب أوكراني يعترف بإمكانية مطالبة كييف بإرسال قوات غربية دع ...
- -أمر سخيف-.. مستشار الأمن القومي الإسرائيلي يعلق على اليوم ا ...
- جمود بمفاوضات انسحاب القوات الأمريكية
- إدانات أوروبية لهجمات استهدفت سياسيين في ألمانيا


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عديد نصار - الحوار الاسبوعي في مجموعة يساري : سلامة كيلة - الارتباكات حول الانتفاضة السورية