أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - وليد يوسف عطو - جدلية الامة العربية و الامة العراقية














المزيد.....

جدلية الامة العربية و الامة العراقية


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 3625 - 2012 / 2 / 1 - 15:46
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ان المشروع القومي العربي قد نادى بشعب عربي واحد وامة عربية واحدة , رغم ان الارض التي يسكنها العرب كان يسكنها تاريخيا اقوام اخرى كالسريان والاقباط والاكراد والتركمان والامازيغ وغيرهم . ولكن المشروع القومي العربي اعتبرهم جميعهم عربا وتمت محاولات عديدة على مر التاريخ العربي الاسلامي لتعريب المناطق المفتوحة . وتناسى القوميون وتجاهلوا وجود القوميات والاثنيات الاخرى . واعتبروا ان الامة العربية قائمة على نقاوة العرق والنسب والدين الاسلامي والتاريخ المشترك . وفي واقع الامر فان شعوب اميركا اللاتينية الناطقة بالفرنسية لاتعتبر نفسها شعبا وامة فرنسية . وكذلك ايضا الدول الناطقة بالانجليزية , فالولايات المتحدة الاميركية تمثل بذاتها امة واحدة لاعلاقة لها بالامة الانجليزية .
ان الامة تتشكل اولا بوجود الوحدة السياسية للبلاد والاقتصاد المشترك . ولم يكن مايسمى بالوطن العربي يوما ما ذات وحدة سياسية واقتصادية مشتركة . فهي كانت محتلة بالقوة العسكرية من عدة امبراطوريات مثل الدولة العربية الاسلامية وكان ياخذ خراج كل بلد على حدة ويرسله حاكمه الى الخليفة . اي انه لم تكن توجد في واقع الحال وحدة سياسية لانها محكومة اساسا بالاحتلال . كما لم يكن هناك وحدة اقتصادية . ان الولايات المتحدة الاميركية عندما استقلت , اصبحت دولة ذات هوية ووحدة سياسية مستقلة بجميع شعوبها ووحدها الاقتصاد المشترك , ومن هنا تشكلت الامة الاميركية
ان البلدان العربية لم تكن تملك وحدة سياسية فيما سبق . فقد كانت محتلة من الدولة العثمانية التي قسمتها الى ولايات متعددة , كما ان نفس هذه البلدان تم فتحها من قبل العرب المسلمون بالقوة وبالتالي لم تكن تملك ارادة سياسية لاستقلالها وليس هناك اقتصاد مشترك بينها .
ان التزاوج بين الشعوب والاقوام المختلفة ينفي فكرة نقاوة العرق وجدول الانساب . كما ان سكان اغلب البلدان المفتوحة كالعراق والشام ومصر هم من المسيحيين وعندما دخلوا في الاسلام تم تسميتهم بالموالي حيث قاموا بموالاة قبيلة عربية وبذلك تبنوا جدول انساب تلك القبيلة العربية !!!
ان قيام امة عربية واحدة يتطلب بالاساس اقتصادا مشتركا ووحدة سياسية يكون الاقتصاد فيه تكامليا واقتصادا متينا ووحدة سياسية غير اندماجية اي فيدرالية او كونفدرالية تحترم الهويات الاخرى للاقوام الاخرى الموجودين في المنطقة . وبما ان الاقتصاد المشترك غير متوفر حاليا فلا يمكن الحديث عن امة عربية واحدة في البلدان العربية . ان كل دولة تعتبر امة بذاتها ضمن كيانها السياسي .
ان احياء مفهوم الامة العراقية يقوم على الوحدة السياسية الطوعية التكاملية غير القسرية , واحياء الهويات المتعددة لسكان العراق . لايوجد في الواقع اي شيء مشترك بين العراق وموريتانيا واريتيريا والسودان واذا اراد العراقي مشاهدة فيلما ليبيا او جزائريا فلا يستطيع التواصل معه الا في حالة ترجمته الى العربية . وكلنا نتذكر محمد سياد بري القى خطابه في القمة العربية ببغداد بالغة الانجليزية او الفرنسية لااذكر تماما
ان كثيرا من المشتركات تربط العراق ببلاد الشام الكبرى . كما ان هناك علاقات متميزة بين العراق وجارتيه تركيا وايران بالاضافة الى العلاقات مع مصر والامارت العربية المتحدة .
يمكن قيام كتلة اقتصادية وربما سياسية مع هذه البلاد وهي اكثر فائدة وجدوى من الحديث عن الوحدة العربية . ان اسس قيام الامة العربية الواحدة غير متوفرة حاليا . كما ان اسس قيام الامة العراقية غير متوفرة حاليا ايضا وذلك لانعدام الوحدة السياسية والاقتصاد المشترك المتكامل . وبالتالي يبقى الحديث عن الامة العربية والامة العراقية مجرد اماني في اطار مشاريع المستقبل .



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين تزييف التاريخ و التراث وتزييف الوعي
- سلمان الفارسي رمز للموالي في الاسلام ,ج2
- الكنائس المسيحية - الصهيونية
- يهوه ليس هو اله يسوع
- سلمان الفارسي رمز للموالي في الاسلام , ج1
- جمورية النبي
- ضاع العراقيون بين برشلونة وريال مدريد
- الجنس في مجتمع يثرب
- جنة الملحدين
- اليوم أعلنت عليكم الحب
- البحث عن يهوه واشياء اخرى
- اكذوبة الدين الواحد
- لصوص الله .. الجزء الرابع والاخير
- لصوص الله .. ج3
- لصوص الله..ج2
- تاثير الاعلام البصري
- لصوص الله ......... ج1
- من هم اليهود ؟
- لازلت على قيد الحب والعراق
- لماذا العداء بين الشيوعيين وبولس؟


المزيد.....




- زيلينسكي يقيل المسؤول عن أمنه الشخصي بعد إعلان إحباط مؤامرة ...
- الرئيس الصيني يعتبر زيارة المجر فرصة لنقل الشراكة الاستراتيج ...
- جنوب أفريقيا تستضيف مؤتمرا عالميا لمناهضة -الفصل العنصري الإ ...
- الاحتلال يقتحم مدنا وبلدات بالضفة ويعتقل طلبة بنابلس
- بعد اكتشاف بقايا فئران.. سحب 100 ألف علبة من شرائح الخبز في ...
- رئيس كوريا الجنوبية يعتزم إنشاء وزارة لحل أزمة انخفاض معدل ا ...
- مصادر تكشف لـCNN ما طلبته -حماس- قبل -توقف- المفاوضات بشأن غ ...
- ماذا قال الجيش الإسرائيلي بشأن تعليق الأسلحة الأمريكية والسي ...
- -توقف مؤقت- في مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة.. ومصادر توضح ال ...
- فرنسا: رجل يطلق النار على شرطيين داخل مركز للشرطة في باريس


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - وليد يوسف عطو - جدلية الامة العربية و الامة العراقية