أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نعمة حسين الحباشنة - هرطقة الخط الأحمر














المزيد.....

هرطقة الخط الأحمر


نعمة حسين الحباشنة

الحوار المتمدن-العدد: 3621 - 2012 / 1 / 28 - 01:23
المحور: كتابات ساخرة
    


الخط الأحمر وما أدراكم سادتي ماهو الخط الأحمر ؟ هو لعبة الموت أم هو سلسبيل الحياة ؟ هو الأمل أم هو الفناء ؟ سؤال غريب لايعرف الاجابة عليه إلا من تجرأ على الاقتراب منه ...

لاتستغربوا من عدم معرفة الجواب فكيف لتلك الوجوه المتعبة أن تعرف ماهو الخط الأحمر وأين تقف ؟ و كيف لذلك الجائع التائه من سرقوا خبزه وباعوا لحمه والقوه في زنازين العتمة بحجة الإبقاء عليه أن يعرف ؟

هو لم يقرأ في دروس التاريخ عن خطوط حمراء أو صفراء أو حتى سوداء ؛ ولم يفكر بالقراءة يوما وهو مستلقي في زنزانته لأنه لايمتلك ثمن الكتاب والجلاد لايوزع إلا الأشجان بالمجان ، كان طفلا وكان كل ما تعلمه من كتب التربية الوطنية وكتب التاريخ أنه الانسان ، ومنذ الأزل الانسان يعني الكرامة والحرية ، كم من الحروب قامت ؟ وكم من الدماء أريقت من أجل كرامة الانسان والحرية ؟ كان مدرس التاريخ يصفق كل يوم لمن يحفظ دروس الحرية وهو كان منهم ..

وجوه ترحل وأخرى تأتي وهو يقف هناك وراء جرنه يطحن قمح الذل المعطر ببراز الجرذان لتصنع له أمه منه خبزا عجن بملح العرق يبتلعه بسرعة لأنه فارق الوقت وقارب على الاقتراب من الخط الأحمر للوقت المسموح له به للابتعاد عن الجرن والجرذان لتبدأ من جديد رحلة الغثيان ...

ليس بعيدا عنه كانت ديدان القز تتسلق شجرة التوت الوحيدة في فناء البيت العتيق لتجتاز كل الخطوط الحمراء لا وبل قضمت الجذع ومازالت تسعى نحو الجذر لتسقط الشجرة ؛ ولم يلقي عليها باللوم أحد ؛ قالوا له في كتب العلوم أن دودة القز تعطي الحرير والحرير يباع مثقال بدينار لكنهم لم يخبروه أن دودة القز ستأكل كل الشجرة لتسقط كل الأوراق ولا يبقى حتى ورقة واحدة يغطي بها سوءته ليصبح مهدد بتجاوز الخط الأحمر بسبب السيرعاريا في مدينة الخطوط الحمراء وما أكثرها هناك ...

خط أحمر سرق لون خطوطه من بساط أحمرنسج في أرض فارس نقشت عليها منمنمات فرعونية تحكي قصة انتصار نبوخذ نصر وغرق فرعون موسى وسقوط عرش كسرى وسبي زنوبيا وغيرها من قصص الأولياء والأثرياء على مر التاريخ تقابلها خطوط صفراء وخضراء لتراب مقدس ؛ سنابل قمح شامخات ؛ حصاد ومنجل ؛ وشعلة نار حملها عداء يطوف وهو عار من ورقة التوت يحاول أن لايقترب منها حتى لا تحرقه فيقال أنه مجنون تجاوز الخط الأحمر ؛ عداء مصاب بعمى ألوان تعود على القفز فوق كل الخطوط دون أن يميز لونها و في كل مرة كان يقفز فوق خط من الخطوط يزداد قوة واصرار على الوصول رغم كل الأهوال و المصاعب وعندما سالوه عن سر قوته كان الرد هو الصمت ..


/ هرطقات من زمن الهروب / 27/1/2012م



#نعمة_حسين_الحباشنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموت والحرية
- ربيع الانسانية
- الغول والربيع
- طرقات الصنوبر
- نثار البنفسج
- هرطقة الحجارة
- ما بين اللعنة والخطيئة وطني يتمزق
- إليك يا هذا
- هرطقة الظلام
- في الأردن -بلطجية- وفي سوريا -حماة الديار- والمجد للدولار
- صك براءة
- رحيل الصمت
- سيادة الرئيس ! لملم كرامتك وارحل
- عندما ينطق رغيف الخبز تسقط كل الحروف
- هرطقة بلاد العجائب
- إلى أين تأخذنا كراهيتكم يا أصحاب العقول الرشيدة ؟
- دم فرات
- هللويا يا وطن الأغراب
- طفل مدلل
- جدائل السكر


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نعمة حسين الحباشنة - هرطقة الخط الأحمر